أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب (منهاج المسلم)، والكتاب حاو للإسلام بكامله، عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكام شرعية.
قال: [المادة الخامسة: في] بيان [فضل البر] وهو الخير [والإحسان في رمضان: لفضل رمضان، قد فضل كل ما يقع فيه من أفعال الخير وأضرب البر والإحسان] أي: لأجل كون رمضان فاضلاً فضل كل ما يقع فيه من أنواع البر والخير والإحسان [ومن ذلك:]
وقال صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) ].
وهنا لطيفة فقهية: الإمام مالك وتلامذته وغيرهم من الفقهاء يكرهون تكرار العمرة في العام، فيكتفون بعمرة واحدة، علماً أن بعض الناس اليوم من يعتمر عدة مرات أسبوعياً، والفقه في هذه القضية هو إذا كان المعتمر مصرياً أو شامياً أو عراقياً أو باكستانياً فإنه يحرم بالعمرة من المدينة، فقد كانوا يمشون على الإبل أو الحمير أو البغال من المدينة إلى مكة في عشرة أيام، ومن الرياض إلى المدينة في شهر، فإذا كان السفر للعمرة من المدينة يستغرق عشرة أيام ذهاباً وعشرة أيام إياباً وخمسة أيام عمرة واستراحة، فإذا كرر المسلم ذلك فقد يعطل تجارته أو زراعته، فكيف بالذي يستغرق ذهابه شهرين وإيابه شهرين، فتكرار العمرة عطل للحياة، فلهذا كرهوا التكرار.
أما اليوم فالمسلم يتوضأ في المدينة ويصلي بذلك الوضوء في مكة، فقد يستطيع في كل يوم عطلة أن يعتمر ولم يتوقف عمله، فهذا فقه هذه المسألة.
الجواب: الكل داخل في هذا الأمر، إذا ما عندك إلا تمرات تعطيه تمرة، ما عندك إلا حبات حلويات في يدك تعطيه حبة، المهم أن تفطره بما عندك.
الجواب: الحديث صحيح، ولا يوجد فيه خلاف، فشر صفوف النساء أولها لأنها متصلة بالرجال، وشر صفوف الرجال آخرها لأنها متصلة بالنساء، وخير صفوف النساء آخرها لأنها بعيدة عن الرجال، فهذا فيه ترغيب نبوي للمؤمنين أن يصلوا في الصفوف الأولى، وكذلك للمؤمنات أن يتأخرن ويصلين في الصفوف الأخيرة.
الجواب: إذا كان التأخير لحاجة أو ضرورة فلا بأس، والأولى والأفضل أن يخرج الزكاة في وقتها خشية أن يموت، فمن سيزكي عنه؟! فمن جعل زكاته دائماً في رمضان فلا حرج، وهكذا يفعل أهل المدينة، يؤخرونها إلى رمضان دائماً من أجل أن الفضل في رمضان عظيم.
الجواب: فقدت الأجر، فنيتك لا تكفي؛ لأنك ما فعلت، لو كانت نيتك نية عزم وليلة من الليالي ما استيقظت كتب لك ذلك كله، أما ما دمت تنوي وأنت لا تقوم أبداً فليس هناك فائدة ، ومع هذا فنيتك حسنة، فانو بأن تقوم الليل، فإن قمت فهنيئاً لك، وإن لم تقم فالنية لها فضل أيضاً، وإذا قمت فصل ما شاء الله أن تصلي ثم أوتر بركعة الوتر.
والحمد لله! هذه الساعات المنبهة _نفعنا الله بها_ أصبحت عند رءوسنا ولا حرج أبداً، فضعها على الوقت الذي تريد وإذا بها تدق عند رأسك وتوقظك، وقبلها كنت توصي أمك أو زوجتك أو ولدك بأن يوقظوك، فاشتر هذا بالمنبه واستعمله ولا حرج.
الجواب: على كل حال لا تؤاخذ، ولا يترتب عليك إثم؛ لأنك لا تدري، لكن ينبغي أن تكون يقظاً متحرزاً، فلا تدخل بالمصحف الحمام، دائماً تكون على علم، لكن إن وقع نسيان فلا حرج، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
الجواب: كم من مرة أخرج الريالات من جيبي وأرميها بعيداً؛ لأن فيها اسم الله، فقد أكون ناسياً حينما أجلس على المرحاض.
الجواب: الحديث وارد عند الفقهاء وأئمة السلف، سواء صح الحديث أو لم يصح، وفيه: أنك تؤذن في أذن الطفل اليمنى، وتقيم في اليسرى حتى يحفظه الله من أم الصبيان، وهي جنية تعشق الصبيان وتحبهم، فمن أراد أن يحفظ الله له الولد يؤذن في أذنه اليمنى، ويقيم في اليسرى، فأي شيء في هذا؟! فالأذان والإقامة من ذكر الله، فهذه المسألة معمول بها، ولها فضل كبير.
الجواب: لا يجوز شيء من ذلك، فوض أمرهما إلى الله، وأنت جازم بأنهما في النار؛ لأنهما ماتا على الكفر.
الجواب: إن شاء الله، ادع الله عز وجل، الرسول ما ذكر ميتاً ولا ميتة، المهم أن تفعل، وتدعو الله عز وجل عسى أن يقبل منك.
الجواب: إليكم بيان الزيارة:
أولاً: تنوي بقلبك وتنطق بلسانك أنك تريد زيارة المسجد النبوي، لا تريد السلام على رسول الله فقط، أو زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) فليس هناك قبر يشد الرحل من أجل أن تزوره، لا نبينا ولا موسى ولا عيسى ولا غيرهم أبداً، فإذا وصلت إلى المسجد النبوي فتطهرت وتوضأت فادخل المسجد في وقت تجوز فيه النافلة، وصل فيه ركعتين، وبذلك تمت زيارتك، ثم تحمد الله أنك وصلت إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فتقف على قبر الحبيب، وتسلم عليه: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، أو السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، ثم تمشي خطوة عن يمينك فتسلم على الصديق، ثم خطوة أخرى فتسلم على الفاروق، وبذلك تمت زيارتك تماماً.
فإن استطعت أن تبقى بها ثمانية أعوام فابق، فالصلاة فيها بألف صلاة دائماً وأبداً، لكن إذا فرغت من هذه الزيارة وعدت إلى بلدك فلا حرج عليك؛ لأن الحديث: ( من صلى في مسجدي أربعين صلاة ) ضعيف، ومع ضعفه نفعله إذا استطعنا ولا حرج، لأن الإقامة بالمدينة ثمانية أيام أفضل من إقامتك ثمانية أعوام في مصر أو في الشام.
والرسول صلى الله عليه وسلم ما طلب منك زيارته، وما شرعها، وأذن فيها، ما قال لك: زوروني، بل شرع الله لنا زيارته والسلام عليه سواء كنا في اليابان أو في أمريكا، فنقول في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وكأنه بين أيدينا فتبلغه في حينها، ما كلفنا الرسول صلى الله عليه وسلم بزيارة قبره أبداً إلا من كان في المدينة، كان ابن عمر إذا سافر من المدينة ثم عاد إليها، فأول ما يبدأ به هو أنه يسلم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
أما أن تشد رحلك للسلام على الرسول، وأنت قد تسلم عليه في أي مكان فلا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني ) فاحمدوا الله على هذا الخير والفضل.
أرأيتم! لو كان لا يقبل منا السلام على رسول الله إلا إذا وقفنا على قبره، فكيف نستطيع ذلك؟! ومن يقوى على هذا؟ فالحج مرة في العمر وعجز عنه الناس، فكيف إذا كلفوا بأن يزوروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتوا إليه من الشرق والغرب، فقولوا: الحمد لله على فضل هذا النعيم المقيم في هذه الملة المحمدية.
الجواب: لبس الذهب للمؤمنين حرام، وهذه قاعدة عامة، فلا يحل لمؤمن أن يلبس ذهباً في يده أو في عنقه أو في عضده أو في أصبعه، فالخاتم ينزع ويرمى في الأرض، أما حكم الساعة المطلية، فقد قال الفقهاء: إذا كان هذا الطلاء لا قيمة له، فلو جمع لا يساوي جراماً واحداً فلا حرج، وإذا جمع وأصبح له قيمة فلا يجوز، وتركك هذه الساعة خير لك من الوسواس، فكونها مطلية بالذهب لا تزيد في الوقت ولا تنقص منه، فلا قيمة لذلك إلا المباهاة والمفاخرة، وهذا منهي عنه، والصالحون لا يقدمون عليه.
الجواب: يجوز أن يغسل بعضهما بعضاً ولا حرج، فنظر الرجل لعورة زوجته جائزة، وكذا نظر المرأة لعورة زوجها. إذاً: تغسله، وتصب عليه الماء، ولا حرج.
الجواب: أولاً: هذه المسألة خلافية بين الأئمة الأربعة، فالجمهور على أن أكل لحم البعير لا ينقض الوضوء، وإنما ثبت ذلك عن أحمد وعمل به، فنعمل به احتياطاً، فإذا أكلنا لحم بعير مطبوخ مشوي نتوضأ.
قال البصراء: والحكمة في ذلك أن الدسم والزهومة في لحم البعير لا توجد في لحم الضأن والبقر، فإذا أكل منها المتوضئ توقف نشاط عروقه ونشاط نفسه، فتفشله، والمفروض أن يكون المسلم نشيطاً عند الصلاة؛ في كلامه، وفي دعائه، وفي ركوعه، وفي سجوده، فما دام هذا اللحم يخدر أو يوقف النشاط ويضعفه فلا نأكله، وإذا أكلنا نتوضأ حتى ننشط ونؤدي العبادة على أكمل وجوهها. فهذا هو السر في هذه القضية.
الجواب: أذكار المساء من بعد العصر إلى نصف الليل، وأذكار الصباح من الفجر إلى نصف النهار، وهو وقت الضحى، فليس فيه تحديد بالدقيقة والساعة.
وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر