أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء، ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية عامة: عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وها نحن مع القاعدة الثالثة من قواعد الإسلام وهي: الزكاة، فهيا بنا نتدارس هذه القاعدة.
عرفنا حكم الزكاة، وعرفنا أجناس الأموال المزكاة، وقد عرفنا المعادن والركاز والمال المستفاد، والآن مع [ الأنعام] والأنعام هي: الإبل والبقر والغنم. فكيف تزكى؟
أولاً: أن يحول الحول. ثانياً: أن تبلغ نصاباً. والنصاب هو القدر الذي حدده الرسول صلى الله عليه وسلم [ ونصابها ] أي: الإبل [ أن تكون خمساً من الإبل فأكثر ] إلى عشرة، فإن كانت خمساً وجبت فيها الزكاة، كأن تكون ستاً أو سبعاً أو ثمانياً أو تسعاً فالزكاة واحدة، فإن كانت عشراً تكون الزكاة مزدوجة: شاتان، أما أربع من الإبل أو ثلاث أو اثنتان فلا زكاة فيها، فإن وصلت إلى خمس ففيها شاة [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس فيما دون خمس ذود صدقة ) أي: زكاة، والذود هو الخمس من الإبل إلى العشر، والزكاة تسمى صدقة؛ لأنها دالة على صدق إيمان صاحبها بالله والدار الآخرة [ والواجب في الخمس شاة ] الواجب في الخمس من الإبل شاة [ جذع أوفت سنة ودخلت في الثانية ] فلا يخرج تيساً من الغنم [ من غالب الغنم المزكى ضأناً أو معزاً ] من أكثرها ضأناً أو معزاً [ وفي العشر ] من الإبل، قلنا: تسع من الإبل أو ثمان شاة واحدة، لكن عشر [ شاتان، وفي الخمس عشرة ثلاث شياه ] كل خمس فيها شاة [ وفي العشرين أربع شياه ] هذه هي الإبل [ وفي الخمس والعشرين بنت مخاض من الإبل ] ما بقيت الغنم تغني، الغنم في الخمس في العشر والخمس عشرة والعشرين، وكذلك في اثنتين وعشرين وثلاث وعشرين وأربع وعشرين خمس من الغنم، لكن إذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض من الإبل، وبنت المخاض هي ما أوفت سنة ودخلت في الثانية، كالجذعة من الغنم أوفت السنة ودخلت في الثانية.
[ فإن لم توجد ] صاحب الإبل ما عنده بنت المخاض [ فابن لبون يجزئ عنها، وهو ما أوفى السنتين ودخل في الثالثة ] الأنثى أفضل، جذعة أوفت سنة ودخلت في الثانية تكفي، فإن لم نجد الجذعة فابن لبون وهو ما كان عمره سنتين ودخل في الثالثة [ فإذا بلغت ستاً وثلاثين ] ماذا فيها؟ [ فبنت لبون ] وهي ما أوفت سنتين ودخلت في الثالثة [ وإذا بلغت ستاً وأربعين فحقة أوفت ثلاث سنين ودخلت في الرابعة، وإذا بلغت إحدى وستين فجذعة أوفت أربعاً ودخلت في السنة الخامسة، فإذا بلغت ستاً وسبعين فابنتا لبون ] اثنتان [ فإذا بلغت إحدى وتسعين فحقتان، فإذا بلغت مائة وعشرين ففي كل أربعين ابنة لبون، وفي كل خمسين حقة ].
إذاً: نصاب الغنم أربعون، تبقى في الأربعين إلى مائة وعشرين، عند وصولها إلى مائة وواحدة وعشرين ففيها شاتان، مائتان شاتان ثلاثمائة شاتان، والكسر ذلك لا زكاة فيه، كما سيأتي بيانه.
مثلاً: أربعين شاة فيها شاة إلى مائة وعشرين شاة واحدة أيضاً، هذا المكان بين العدد الأول والثاني وقص هذا معفو عنه.
قال: [ لا زكاة في الأوقاص من كل الأنعام، والوقص هو ما بين الفريضتين، فالذي يملك أربعين شاة تجب عليها شاة إلى أن تبلغ مائة وعشرين، فإذا زادت واحدة وجب عليه فيها شاتان، فالعدد بين الأربعين والمائة والعشرين يسمى وقصاً ولا زكاة فيه، وهكذا في أوقاص الإبل والبقر؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر فرائض الأنعام كان يقول: (إذا بلغت كذا ففيها كذا) فعلم أن العدد بين الفريضتين لا زكاة فيه ] بخلاف الدينار والدرهم فليس فيه وقص، فالريال تجب فيه الزكاة.
إذاً: يضم في الزكاة الضأن إلى المعز، والجواميس إلى البقر، والبخت إلى الإبل.
الخليطان المختلط غنمهما أو أبلهما أو بقرهما، إذا كان كل منهما يملك نصاباً، أي: أربعين من الغنم أو خمسة وعشرين من الإبل، واتحد راعيهما، الراعي لهما واحد، ومرعاهما الذي يرعون فيه واحد، ومراحهما الذي يروحون إليه واحد، ومبيتهما واحد، إذاً: إذا جاء طالب الزكاة يأخذ عن هذا شاة واحدة عن الجميع، لا يعطي كل واحد منهما شاة [ ثم هما يترادان بالسوية ] غنمهما مختلطة، لكن هذا عنده سبعون وهذا عنده مائة مثلاً، وصاحب الزكاة الذي جاء يأخذ الزكاة النائب عن الحكومة يأخذ عن الموجود مثلاً شاة واحدة، ثم هما يترادان، أنت غنمك أكثر من غنمي ترد علي بعض الذي أخذ مني [ فإذا كان لأحدهما مثلاً: أربعون شاة وللآخر ثمانون، وأخذ الساعي ] الذي يسعى لجلب الزكاة [ شاة من شياه صاحب الأربعين، رد صاحب الثمانين ثلثي شاة على صاحب الأربعين ] لأن صاحب الأربعين المفروض يؤخذ منه شاة وصاحب الثمانين أكثر منه، فلما أخذت الشاة إذاً يرد عليه ثلثي الشاة، وهذا هو العدل وهو الرحمة [ هذا ولا يجوز الجمع بين الغنمين المتفرقين هروباً من الزكاة ] هذا عنده غنم وهذا عنده غنم بلغهم أن الساعي سيأتي يوم الخميس، فقالوا: هيا نجمع غنمنا مع بعضنا البعض؛ لكي يأخذ زكاة واحدة، هذا حرام ولا يجوز؛ لأنه هروب من الزكاة، كما لا يجوز أيضاً أن يفرقهما، كانت غنمهما واحدة خافوا إذا جاء الساعي ليأخذ، فقالوا: نفرقها أنا أخذ ثلاثين وأنت ثلاثين فلا يأخذ الزكاة، الحيل محرمة [ ولا تفرقة المجتمعين كذلك؛ لما جاء في كتاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (ولا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع؛ خشية الصدقة ] لابد من هذا القيد [ وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية ] هذا أبو بكر الصديق في كتابه يقول لهم: (ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة) إذا فرقوا أو جمعوا خشية الصدقة خشية الزكاة (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية).
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
الجواب: السائل الكريم يقول: كيف يكون الحب في الله والبغض في الله؟ إذ هذا واجب، يجب أن لا نحب إلا بحب الله، وأن لا نبغض إلا ببغض الله.
الكلمة الطيبة يحبها الله، فأحببها أنت بحب الله لها، الكلمة الخبيثة يكرهها الله فاكرهها بكره الله، محمد صلى الله عليه وسلم أحبه الله إذاً أحبه أنت بحب الله، فرعون أبغضه الله فأبغضه أنت ببغض الله، الخمر مبغوضة حرمها الله فاكرهها أنت وأبغضها ببغض الله، العسل محبوب بحب الله فأحبه أنت بحب الله، وهكذا مطلقاً.
هذا نظام حياة المؤمنين والمؤمنات، لا دنيا ولا أطماع ولا نسب ولا شرف ولا غيره، وإنما هم مع ربهم يحبون ما أحب ويكرهون ما كره، وهذا هو الإيمان، والذي يخالف ربه يا ويله، أيحب الله وتكره أنت، أيكره الله وتحب أنت؟ فأين الإيمان؟ والله لا إيمان، لا إيمان حق إلا لمن يحب بحب الله ويكره بكره الله.
ما أحبه الله من الاعتقادات والأقوال والأعمال والصفات والذوات كل ذلك نحبه، وإن كرهته نفوسنا الخبيثة، وطباعنا الفاسدة، نجاهدها ونحب ما أحب الله، وكل ما كرهه الله من اعتقاد أو قول أو عمل أو صفة أو ذات نحمل أنفسنا على أن تكرهه ولو كانت تحبه لضعفها وفسادها، هذا هو الإيمان، الحب في الله والبغض في الله.
الجواب: السائلة الكريمة تقول: امرأة نفست وبعد ثلاثين يوماً أو خمسة وثلاثين طهرت، فهل تغتسل وتصلي وتصوم؟ نعم، النفساء إذا طهرت من نفاسها ولو في اليوم الأول في الأسبوع الأول انقطع الدم يجب أن تغتسل وأن تصوم وتصلي، وهكذا إلى أن تبلغ الأربعين، فإذا بلغت الأربعين وطهرت فذاك، فإن لم تطهر فالأحوط أنها تغتسل وتصوم وتصلي، وإن وجد من الأئمة من يقول: لابد من عشرين يوماً أخرى؛ لكن الأحوط للدين هو هذا، إذا بلغت أربعين اغتسلت وصامت وصلت.
ولطيفة أخرى: وهي أن جماعها غير مستحب، وطؤها من زوجها قبل الأربعين غير مستحب؛ قد تحمل وتتعب وهي في مرضها، فالأحوط لزوجها أن لا يطأها إلا بعد الأربعين، بعد أن تطهر وتتجاوز الأربعين، أما لو طهرت في الخمسة والثلاثين في الثلاثين في كذا تصوم وتصلي، لكن ما يقربها زوجها خشية أن تتأذى بالحمل.
الجواب: سائل يقول: هل يجوز للمسلم أن يتزوج كتابية غير مسلمة؟ فالجواب: يجوز، لقد أباح الله تعالى ذلك: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة:5] الآية.
إذاً: الكتابية أن تكون يهودية أو مسيحية، إذا كانت صالحة رأيت نفعها واحتجت إليها أجاز الله ذلك لك وتطيعك، وإذا أمرتها بالاغتسال اغتسلت؛ لأنها زوجتك، لكن لا يجوز للمؤمنة أن تتزوج كتابياً ولا مشركاً، لا يجوز للمؤمنة أن تتزوج كافراً مسيحياً كان أو يهودياً، والمؤمن الفحل يجوز له ذلك؛ وذلك لأن المرأة تحت إمرة الرجل، يأمرها أن تغتسل فتغتسل، يأمرها أن تسكت فتسكت، يأمرها أن لا تأكل فلا تأكل، فالمرأة إذا تزوجت كافراً يأمرها بأن تكفر فتكفر، يأمرها بأن لا تصلي فلا تصلي، يأمرها بأن تشرب الخمر فتشربه، إذاً فكيف نجوز زواجها بكتابي؟!
والقصد من هذا أن المؤمن الذكر أذن الله تعالى له بالزواج بالكتابية؛ لأن له سلطان عليها فلا يخاف عليه، وحرم على المؤمنة أن تتزوج بالكافر؛ لأن السلطان بيد الزوج، فقد يمنعها من الصلاة وتكفر والعياذ بالله.
الجواب: سائل يقول: عندي مزرعة دواجن فكيف أزكي عليها؟ تزكيها يا عبد الله عندما تبيع طوال السنة وتجمع المال ويحول على هذا المال الحول تزكي هذا المال، أما أن تزكي الدجاج كل خمسين دجاجة بدجاجة هذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بينه، أنت اعمل وبع واشتر وكل واجمع المال، المال الذي يحول عليه الحول انظر الكيس كم فيه من مال وزكه، سواء كان من الدجاج أو من الغنم أو غيره.
الجواب: التأمين بعدما عمينا عنه ودفناه واستكبرنا عنه أصبحنا نأخذه ونتلمسه من اليهود والنصارى، فلا يجوز التأمين بهذه الطريقة الأوروبية أبداً، إلا إذا كنت تعيش في بريطانيا أو فرنسا أو إيطاليا ويوجبون أن تؤمن على سيارتك أو لا تركبها، حينئذٍ أنت مضطر تؤمن على سيارتك حتى تركبها وتنتفع بها.
التأمين في الإسلام كما علمنا أن أهل الحي أو أهل القرية يجعلون صندوقاً في محراب المسجد، صندوق من حديد، ويقول الإمام: معشر الأبناء والإخوان! معشر المؤمنات! هذا هو صندوق زكاتنا، فمن وجبت عليه زكاة فليأخذ نصيبه ويضعه في هذا الصندوق، معشر المستمعين! من أراد أن يتصدق بصدقة ترفع له بها درجة فليضعها في هذا الصندوق، من وجبت عليه كفارة فليضعها في هذا الصندوق، وهذا الصندوق هو لفقراء الحي: من جرح، من عطب، من احترقت سيارته، من ماتت والدته، من سقط بنيانه.. وغيره، المصابون تسد حاجاتهم من هذا الصندوق، هذا هو التأمين، فلما أعرضنا عن هذا ونسيناه وتركناه أصبحنا نأخذ عن الغرب التأمين.
الجواب: سائل يقول: هل هناك فرق بين صلاة القيام وصلاة التطوع؟ لا فرق بينهم، إلا أن القيام عادة يكون بالليل.. قيام الليل يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل:1-2] فكل صلاة بعد صلاة العشاء في الليل تسمى قياماً، هذا القيام.
والتطوع يكون في الضحى أو قبل الظهر أو بعده أو قبل العشاء، هذا يسمى تطوعاً، لفظ القيام يراد به صلاة قيام الليل في الثلث الآخر من الليل وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً [الإسراء:79].
الجواب: سائل يقول: هل صلاة الجنازة يكتفى فيها بتسليمة واحدة أم لابد من تسليمتين؟ الصلاة كلها تكفي فيها تسليمة واحدة سواء كانت فريضة أو نافلة أو غيرها؛ لأنه إعلان عن فراغك من الصلاة، لكن في النوافل والفرائض يستحب ويسن أن يسلم عن يساره: السلام عليكم، ولو لم يكن عن يساره أحد، أما صلاة الجنازة فما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يسلمون مرتين، السلام عليكم مرة واحدة فقط.
الجواب: سائل يقول: ما حكم الدعاء جماعة بعد الصلاة؟ قبل مائة سنة كان المسلمون عرباً عجماً بيضاً سوداً كلهم إذا صلوا الصبح أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء: السلام عليكم ورحمة الله، يأخذون آية الكرسي مع بعضهم بعضاً، ويصلون على النبي عشر مرات مع بعضهم البعض، ثم يرفعون أيديهم يدعون والإمام يدعو وهم يؤمنون في كل مسجد، وهذه بدعة عجيبة انتشرت، ولكن بعد أن فتح الله واتسع العلم، والوسائل توافرت، وانتشر العلماء، انتهت هذه المشكلة.
والسنة هي كما في مسجدكم هذا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا دعاء جماعة بعد الصلاة، فمن أراد أن يدعو يدعو لنفسه، ومن أراد أن يقوم يقوم، هذه هي السنة.
والحمد لله الصلاة التي كان يصليها رسول الله صلاتنا هذه مثلها مع إمامنا.
الجواب: سائل يقول: متى تبتدئ صلاة الضحى ومتى تنتهي؟ تبتدئ بارتفاع الشمس قيد رمح.. ترتفع مترين من الأرض، عند هذا بدأت صلاة الإشراق وصلاة الضحى، فإذا جاءت الساعة العاشرة أو الحادية عشرة واحمرت الشمس والأرض تلك أفضلها، الفصلان ما تستطيع تمشي في ذاك الوقت، وتستمر إلى قبل الظهر بربع ساعة أو ثلث ساعة، إلى قبل أن تقف الشمس في كبد السماء.
الجواب: امرأة مؤمنة تقول: زوجها يمنعها من الصيام وهي حبلى؛ لأنه خائف على ما في بطنها، وخائف على تعبها، فهل تطيعه أو لا تطيعه؟ أولاً: ننظر في الصيام هل هو واجب أم تطوع، وطاعة الزوج هل هي واجبة أم مستحبة؟ فالصيام تطوع ليس قضاء لرمضان، وطاعة الزوج واجبة، إذن تعارض واجب مع مستحب فالواجب أولى.
الجواب: قال السائل: كثير من المسلمين يجهلون غسل الجنابة كيف يكون، فهل لك أن تبين لنا ذلك؟
بسم الله. هذا الماء إلى يميني سواء في سطل أو أي إناء آخر، هذا الماء عن يميني فأبدأ بسم الله وأغسل كفي ثلاث مرات ناوياً رفع الجنابة عني، ثم أغسل فرجي -قبلي ودبري وما حولهما- غسلاً حقيقياً ينظفهما، بعد ذلك إن كان معك صابون اغسل كفيك بالصابون، وإن لم يوجد صابون فادلك الأرض بيدك اليسرى كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل؛ لتنظف وتطيب، بعد ذلك توضأ وضوءك للصلاة كأنك بين الناس تتوضأ، اغسل كفيك ثلاثاً، تمضمض ثلاثاً، استنشق واستنثر ثلاثاً، اغسل وجهك ثلاثاً، اغسل يدك اليمنى إلى المرفق واليسرى كذلك ثلاثاً، امسح رأسك وأذنيك مرة، اغسل رجليك، هذا هو الوضوء، ثم بعد ذلك صب الماء على كفيك أو اغمسهما في الماء وخلل أصول الشعر في رأسك؛ حتى تستأنس البشرة ولا تتضرر بالماء إذا كان بارداً فتصاب بالزكام، بعد ذلك خذ الغرفة الأولى هكذا بكفيك وضع عن يمين رأسك واغسل رأسك كله بها، ثم خذ الثانية وضعها عن الجهة اليسرى واغسل الجهة كلها، الثالثة ضعها على وسط الرأس واغسل رأسك كله، وأذنيك مع رأسك ظاهراً وباطناً، أو تأخذ الماء لليمنى واليسرى وتغسل أذنيك ظاهراً وباطناً وما حولهما، ثم بعد ذلك تصب الماء عن الجهة اليمنى عن كتفك من الوراء إلى كعبك إلى رجلك، ثم تأخذ في اليسرى كذلك إلى الكعب، وتتعاهد أماكن يخفى فيها الماء أو يختفي، السرة.. تحت الإبطين.. تحت الركبة، هذه الأماكن تتعاهدها بالماء، فإذا فعلت هذا فقد اغتسلت، ولا تتوضأ بعد ذلك، وصلاتك صحيحة، إلا إذا انتقض وضوؤك كأن فسوت أو ضرطت أو مسست فرجك بيدك وأنت تغتسل، فإذا فرغت أعد الوضوء ولابد.
اللهم يا ولي المؤمنين! ويا متولي الصالحين! اشف عبدك المريض هذا يا رب العالمين، اللهم اشفه بشفائك العاجل، اللهم اشفه بشفائك العاجل، واشف كل مريض فينا وبيننا يا رب العالمين، واختم لنا بخاتمة السعادة يا رب العالمين، وتوفنا وأنت راض عنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر