إسلام ويب

الدفاع عن الإسلاميين في الجزائرللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تكلم الشيخ حفظه الله في هذه المادة عن المسلمين في الجزائر وأحوالهم، وتوجههم إلى الدعوة والدين، وانتشار الصحوة في أوساط الجزائريين، ثم ذكر موقف قادات المسلمين في الجزائر من الكويت، وأنهم متألمون لما جرى لإخوانهم في الكويت من تعذيب من قبل النظام البعثي وغير ذلك من الأمور.
    الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، فصلوات ربي وسلامه عليه، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين، ومن جاهد بجهادهم إلى يوم الدين.

    أما بعــد:

    عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

    عباد الله: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه، ومستقر رحمته، اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، اللهم انصر الإسلام في كل مكان، ونسألك لأمة الإسلام قائداً ربانياً يسمع كلام الله ويسمعها، وينقاد إلى الله ويقودها، ويحكم بكتاب الله وتحرسه، شعاره:

    نحن الذي بايعوا محمداً     على الجهاد ما بقينا أبدا

    ***

    والله لولا الله ما اهتدينا     ولا تصدقنا ولا صلينا

    فأنزلن سكينةً علينا     وثبت الأقدام إن لاقينا

    ***

    أبي الإسلام لا أب لي سواه     إذا افتخروا بقيس أو تميم

    ولست أبالي حين أقتل مسلماً     على أي جنب كان في الله مصرعي

    وذلك في ذات الإله وإن يشأ     يبارك على أوصال شلوٍ ممزع

    أحبتي في الله: أقامت الصحف هذا الأسبوع حملةً شرسةً على انتصار الدين في الجزائر، ومحاولة المتدينين فيه الوصول إلى الحكم عن طريق الانتخابات، والمقالات التي نشرت تطعن في الإسلام قبل أن تطعن في الأحزاب، وقد وجدتها فرصة سانحة لأن تحارب الدين وأهله، فالعلمانيون لا يطيقون أن يروا الإسلام يحكم، لا يطيقون أن يروا لا إله إلا الله تسود وتقود وأخذوا يلبسون على الناس، ويكذبون، ويخدعون، ويخلطون الأوراق.

    أحبتي في الله: إن الأشخاص الذين يفتنون ولا يثبتون، أو يكون عندهم بعض الانحراف لا يضرون الدين، ولا يؤثرون فيه، سيمضون، ويفوتون، ويبقى الإسلام، ويبقى الدين، والمستقبل لهذا الدين، وسيظهره الله جل جلاله على الدين كله ولو كره الكافرون، ولو كره المجرمون، ولو كره المشركون، هذه حقيقة ثابتة: المستقبل لهذا الدين، يجب أن نعتقد هذا، لأن رب هذا الدين حي لا يموت، وقائد هذا الدين محمد صلى الله عليه وسلم يقول عنه الصديق : [طبت يا رسول الله حياً وميتاً].

    أحبتي في الله: الرجال يذهبون، الرجال يفتنون، ويظل الدين يأتيه من يحمله، ويأتيه من يقود به ويسود، سقطت الشيوعية ، وتناثرت دويلاتها، وفرحنا لهذا فرحاً عظيماً، وسيأتي الدور على كل المنحرفين، وكل الأنظمة، وكل الأحزاب الجائرة، سيأتي الدور على كل من يحارب الله ورسوله، على كل من يقف مع الشيطان، سينتصر الرحمن عاجلاً، أو آجلاً: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر:51] .. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي [المجادلة:21]، هذه حقيقة ثابتة: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] .. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ [النور:55]، في كل الأرض، في كل الناس، في كل الزمان المستقبل لهذا الدين: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ [النور:55]، رغم أنوف العلمانيين، ورغم أنوف الشيوعيين، ورغم أنوف المنحرفين الحاقدين: مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ [آل عمران:119]، سينتصر الإسلام عاجلاً، أو آجلاً.

    إن المارد الإسلامي استيقظ، ورجاله يبحثون في كل مكان، يصلون بإذن الله إلى الخلافة الراشدة التي وعد بها محمد صلى الله عليه وسلم يوم أن قال: (تكون فيكم النبوة ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون فيكم الخلافة الراشدة ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكاً عضوداً ما شاء الله له أن يكون، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم يكون حكماً جبرياً ما شاء الله له أن يكون، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، وسكت صلى الله عليه وسلم.

    إذاً: هو وعد حق من الذي لا ينطق عن الهوى، من محمد صلى الله عليه وسلم يتلقاه من جبريل، وجبريل يتلقاه من الله رب العالمين، وهل هناك أصدق من هذا الوعد.

    إن مؤشرات تحقيق هذا الوعد واضحة بينة سافرة، اغتاظ منها أعداء الإسلام، وأعداء الدين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089003828

    عدد مرات الحفظ

    780491446