إسلام ويب

لا للدويلةللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في هذه المادة انتقاد لما تقوم به الحكومة الفلسطينية من تنازلات، واعترافات باليهود، وأن لهم حقاً في أرض فلسطين، ونداء لأبناء فلسطين برفض هذه التنازلات والاعترافات، حيث لا صلح ولا سلم مع قتلة الأنبياء، مع ذكر نص لفتوى أفتاها مفتي القدس، حيث قال: لا سلم بلا حرب.
    الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده رسوله، الذي أعلن الحرب على اليهود، وتركها وصيةً خالدة (تقاتلون اليهود فتقتلونهم.. ) فلا سلام مع اليهود إذا قامت لهم دولة، ولا سلام مع اليهود إذا صار القتال، وكل من ينادي بالسلام فإنه يرد هذا الحديث على وجه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يملك مخلوق أو دولة أو هيئة أو منظمة يوم أن يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: (تقاتلون اليهود فتقتلونهم )، ويتجاوب الشجر ويتجاوب الحجر لا يملك مخلوق أو هيئة أو منظمة نقض هذا الكلام لأنه وحي، وأصلي وأسلم على قائدي وقدوتي وقرة عيني محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والصحابة أجمعين ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    عباد الله: إني أحبكم في الله وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه ومستقر رحمته، وأن يجمعنا وإياكم في صلواتٍ خمس في المسجد الأقصى الشريف، إنه على ذلك قدير، يوم لا يبقي من اليهود باقية، ولا يذر على أرض فلسطين من اليهود دياراً، آمين برحمتك يا أرحم الراحمين!

    أحبابنا الكرام: في تاريخ 19/1/1969م صرح رئيس منظمة التحرير قائلاً: إن دولة فلسطين ستقوم على أنقاض الكيان الصهيوني، وهذا شيء غير قابل للجدل، فإن لم يكن في جيلنا ففي الأجيال المقبلة، ولا قيمة للوقت، واضحٌ هذا الكلام يوم أن كان التحرير تحريراً، ويحمل البندقية ضد اليهود ولا يعلن معهم السلام، أما الآن وبعد المجلس الوطني التاسع عشر والاعتراف بقرار (مائتين واثنين وأربعين) الذي يعطي الشرعية الظالمة لليهود على أرض فلسطين ، فإنني هنا من منبر الدفاع عن المسجد الأقصى، وباسم الشعب الفلسطيني المذبوح، وكل مهاجر ومطرود وكل قلب مكلوم، أطالب بتغيير كلمة (التحرير) إلى كلمة (السلام) فتصبح منظمة السلام لا منظمة التحرير؛ لأنه أصبح الآن لا تحرير، نحرر ماذا بعد أن اعترفنا أن اليهود في فلسطين، في 70% من أرض فلسطين ؟ تحرير ماذا؟

    نعم هناك تحرير قرارات، تحرير بمعنى: كتابة، تحرير صيغ، تحرير شعارات، أما بعد الاعتراف بقرار (مائتين واثنين وأربعين) والرضا بقرار (مائة وواحد وثمانين) بالتقسيم وأصبح الاعتراف موقعاً في مظاهرة على أرض الجزائر ، رفعت من أجلها الشعارات والأيدي، فيتحول من التحرير إلى السلام، ونقول لأحبابنا عرب (48) على أرض فلسطين: إن الدولة الوليدة تودعكم وداعاً لا رجعة بعده، نقول لهم: ليس لكم إلا الله والذي يوالي الله، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تقول: فلسطين إسلامية من البحر إلى النهر وهي التي تضمكم الآن وتحتضنكم وتتفاعلون معها، وأما الدولة التي ولدت، واعترفت بقرار مائتين واثنين وأربعين، فإن حدودكم في دولة اليهود التي أعطيت الشرعية أمام العالم في وضح النهار، فغيروا هوياتكم جزاكم الله خيراً، صبرتم هذه السنين الطويلة! لا يزال اسمك فلسطينياً ولا يزال اسمك مسلماً، ولا تزال أنت عربياً وتتشبث بالوطن، وهناك في عرب (48) ما ترك الكيان اليهودي ظلماً ولا استبداداً ولا تفرقة عنصرية، ولا اضطهاداً ولا إهانة إلا وصبها على الشعب الفلسطيني هناك، فظل صابراً سنيناً طويلة، يحفظ هويته وكرامته ودينه، فكافأناه هذه المكافأة.

    إذا قطعنا أرض فلسطين وضممناهم إلى اليهود وودعناهم الوداع الأخير، ماذا ننتظر منهم بعد ذلك؟

    أنطالبهم بالجنسية اليهودية؟ أنطالبهم أن يغيروا دياناتهم؟

    إنهم الآن ليسوا في دولة إسلام على حسب قرار المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر ، عرب (48)، ليسوا في دولة إسلام، إنهم في دولة يهود، أهذا هو نصيبهم وحظهم منا بعد صبرهم الطويل؟

    إنها مأساة! مأساة تصيب بالإحباط والقنوط واليأس إن لم تتداركهم رحمة الله، ثم نقول: لأكثر من خمسمائة وخمسين طفلاً على أرض فلسطين - الآن تحت الثرى شهداء- ما دامت القضية تنتهي بالصلح والسلام مع اليهود. إذاً لماذا كل هذه التضحيات، لماذا؟

    بعد هزيمة سبع وستين كانت الضفة وغزة عندنا، وقبل قرار (مائة وواحد وثمانين) أيضاً عندنا، كنا نوفر كل هذه الدماء والجروح والكسور والتدمير ونعترف وتنتهي القضية، نضحي ونضحي ثم تكون ثمرة هذه التضحيات الاعتراف بإخوان القردة والخنازير هذه هي المصيبة!

    أعزيكم يا أهل فلسطين ! يا أم الشهيد! أنا أستفتي هنا الشعب الفلسطيني، أجهزة الإعلام الخادعة تقول: إن 98% من الشعب الفلسطيني هلل وكبر وسبح وفرح بالدولة، إنهم كاذبون، أنا أستفتي أم الشهيد التي جاءوا بولدها وقد تدلى رأسه وفجرته طلقة يهودية، وساح دمه من المسجد الأقصى يخط خطاً إلى بيته، ثم أقول لها: يا أماه! يا ذات القلب المجروح! أعندكِ استعداد أن ترفعي شعار السلام والاعتراف بيهود؟ يا من هدموا بيوتهم ونسفوها! وهو الآن يجلس على البرد، وتحت المطر، وأولاده يتضاغون من الجوع والمرض, ولا يجد الطعام، ولا الدواء، أترضى بهذه الدويلة! وبقرار الاعتراف بيهود؟

    أقول للذين التحمت دماؤهم ولحومهم في أحجار المسجد الأقصى يوم أن جاء اليهود يحفرون تحته، لكي يهدموه ثم تم الالتحام الكبير بين شعب أعزل وبين جيشٍ مدجج بالسلاح، فتساقط العشرات والمئات، يتلبطون بدمائهم وإذا نقلوا إلى المستشفيات أبيدوا هناك في المستشفيات، أقول لهم: أترضون بالسلام مع اليهود؟ أفتونا، تكلموا؟

    وإلى الأجنة التي أجهضت من الأرحام الذين لم يأخذوا نسمة هواءً نقي، إنما جاءهم السم يجري في الدم، وسقطوا من الأحشاء ميتين، أيتها الأم التي فقدت جنينها! يا شباب فلسطين ! يا من كسرت عظامكم وسيقانكم! أيتها الآلاف المأسورة هناك في سجون أنصار واحد وأنصار اثنين وأنصار ثلاثة، أترضون بالسلام مع اليهود؟

    إلى الذين دفنوا أحياء والعالم يشهد والأقمار الصناعية تنقل صورهم، بعد أن حفر الناس بأيديهم وتملخت أصابعهم ,وإذا بهم بين الحياة والموت تحت الركام، دفنوا أحياء أترضون بهذا السلام؟!

    دولة ظالمة جائرة تدفن المسلم حياً تحت التراب، نعطيها السلام؟ أي سلام هذا؟!

    إن هذه الدويلة مرفوضة، وإن اعترفت بها دول العالم العربي والإسلامي، والعالم كله، أنا أرفضها هنا، وليحدث ما يحدث، ولا أعترف بها، إنما أعترف بمحمد صلى الله عليه وسلم وبحديثه القائل: (تقاتلون اليهود وتقتلونهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله).

    قل للغفاة عن القتال أما تروا     ماذا يراوح قدسكم ويغاد

    أأموت في كف اللئام وأنتم     حولي ولم يهززكم استنجاد

    أتودعوني حيث أقتل صابراً     بيد اليهود وتستباح بلاد

    يا نائمين على الحرير ومادروا     أنا ننام على فراش قتاد

    متلفعين دم المعارك ما لنا     إلا الحصى في الأرض ظهر وساد

    أي صلح! أي سلام! أي دولة هذه! التي تعترف بـشامير وبيريز وشارون ، وبيجن ومائير وديان ، أي دولة هذه؟

    لا صلح لا تفويض     لا تفريط في أرض الجدود

    لا للدويلة رشوة     وثمناً لآهات الشهيد

    كل السيوف تكسرت     لم يبق إلا ابن الوليد

    طوبى لمن طلب الشهادة     في مقارعة اليهود

    أحبابنا الكرام: أحبابنا في كل مكان! نرفض هذه الدويلة، ولا نعترف بها، ولنتذكر أحبابنا الكرام أن فلسطين إسلامية، كل شبر فيها وكل ذرة رمل، وإنها لا تتحرر إلا بالجهاد وبالإعداد للجهاد وبتكثير الشهداء، وبدعاء الأتقياء والأبرار.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089026121

    عدد مرات الحفظ

    780693311