إسلام ويب

ساعة المنتفضللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تكلم الشيخ في هذه المادة عن مبادرات السلام التي تصدر عن المنافقين وضعفاء الإيمان، وذكر مراحل هذه الأمراض، ذاكراً أنها متداولة من آبائهم وأجدادهم المنافقين الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر قصيدة تضمنت حواراً جرى بين شابين من شباب الانتفاضة، ثم ختم المادة بذكر منابع الشر في الجامعات والمدارس.
    الحمد لله رب العالمين،وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً.

    وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، والصحابة أجمعين، ومَن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    عباد الله: إني أوصيكم بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

    عباد الله: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه ومستقر رحمته.

    أحبابنا الكرام: شاهدنا في التلفاز مدى التعنت اليهودي أمام جميع مبادرات السلام.

    التقى ابن المجاهد الكبير الحسيني بابنة المجرم الأكبر موشي ديان ، وكلاهما ينادي بالسلام، وسقطت كل المبادرات أمام تعنت اليهود، وما زلنا نقول ويقول كل مخلص: من يوم أن نزل القرآن وهو يبين طبائع يهود، أن اليهود لا يعرفون السلام، لا توجد أمة ذَبَحَت أنبياءها كأمة اليهود، وهم يعتبرون الناس اليوم حيوانات، فالذي يجرؤ على ذبح الأنبياء مع اعترافهم بأنهم أنبياء: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ [النساء:157] اعترفوا أنه رسول الله! فماذا يكون عندهم؟! أو أي مكانة في نفوسهم أو رحمة أو رأفة أو سلام فيمن يعتبرونه من الحيوان؟! و(الغوييم): الحيوان، وهو لقب يطلقونه على غير اليهود.

    والمنافقون في القديم وفي الحديث دائماً يفرون من القتال والجهاد إلى الاستسلام والخضوع، ولا ننسى موقف المنافقين في غزوة الأحزاب، ومبادرات السلام التي كانوا يطرحونها على الصف في الخندق ، ونذكر أن الخندق كان أمضى سلاح في أيديهم هو الحجر، فما كانوا يقاتلون بسيوفهم ولا برماحهم، بل كانوا يكسِّرون الحجارة ويضربون الأحزاب.

    لنستمع إلى القرآن ماذا يقول عن هذا الصنف من أصحاب المبادرات القديمة:

    أعـوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب:12] يفصل الله بين المنافقين مكشوفي النفاق وبين الذين في قلوبهم مرض، الذين يتظاهرون بالإسلام وهم حرب على الإسلام: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا [الأحزاب:12-13] لا يقولون: يا أهل المدينة ، الكلمات الشرعية الإسلامية لها إيقاع في نفوس المؤمنين!

    وهؤلاء المنافقون يُلْغُون كلمة الجهاد ويسمونه ثورة وكفاحاً؛ لأن الجهاد له وقع خاص.

    ويُلْغُون كلمة الهجرة ويسمونها سفراً، سافر محمد من مكة إلى المدينة.

    يُلْغُون كلمة المدينة المنورة التي احتضنت الأنصار والمهاجرين ويسمونها يثرب .

    هكذا يخبر القرآن عنهم وعن نواياهم.

    ما كنا نظن أنه سيأتي يوم يلتقي فيه ابن الحسيني ببنت موشي ديان ؛ لكن شهدناه .. شهدناه .. مبادرات بعد مبادرات، حتى تم التنفيذ!

    وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً * قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا [الأحزاب:13-20] الله أكبر! الله أكبر! وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً * وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ [الأحزاب:20-23] منهم: أحمد ياسين، موجود الآن منذ أكثر من عشرة أشهر، يُعَذَّب في وجهه، وفي أنفه، وفي شفتيه بأسلاك الكهرباء ليل نهار: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً * وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً [الأحزاب:23-27].

    الذي فعل هذا كله حي لا يموت، إنه الله.

    وليثق أحبابنا في فلسطين إذا أخلصوا التوكل على الله أن الله سيكفيهم اليهود، ولا يسمعوا إلى جميع مبادرات الاستسلام والانهزام، وسيأتي اليوم الموعود بعد لَفِّهم لفيفاً: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً [الإسراء:104] .. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ [الإسراء:7] فاجعلوا قضيتكم المسجد، لا تجعلوا قضيتكم السلام، ولا مؤتمرات السلام، ولا مبادرات السلام، القرآن يجعل قضيتكم المسجد لا غير المسجد: وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً [الإسراء:7].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089031909

    عدد مرات الحفظ

    780740345