الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح لهذه الأمة.
أيها الأحباب الكرام! ويتآمر المتآمرون على أخلاقنا وأعراضنا وديننا.
تطالعون في الصحف بين الحين والحين ما يصرح به مسئول المشروعات السياحية قائلاً: لا مانع لدي إذا سمح رجال الأمن من دخول الخمر في المنتزه. وينادي بالاختلاط، وكأن الأسرة الكويتية نشأت أخلاقُها وأعراضُها على الاختلاط! فأي مكان فيه اختلاط تزدحم الأسر فيه، فإذا مُنِع الاختلاط أصبح مقفراً من الناس!
ولا شك -أيها الأحباب- أنها مؤامرة، وثِقَلُها يُرَكَّز في التربية ومدارسها.
لقد بدءوا باختلاط الممرضة، فسكت الناس؛ ثم جعلوا في مدارس الأولاد ممرضات وهذا لجَسِّ النبضَ، فسكت الناس.
ثم حولوا مدارس البنين ليدرِّسَها نساء، فسكت الناس.
وفشل المشروع وتخلف الأولاد، وضج أولياء الأمور، وأخذوا بتنقلات جماعية يبحثون عن المدارس التي يُدَرِّس فيها المربون والرجال، وصدرت القرارات بمنع الانتقال، ثم سكت الناس.
ثم بعد ذلك جاءوا بالأخصائيات الاجتماعيات، فأصبح من المألوف أن يشاهِد المدرسُ طول النهار نساءً يتجولن في طرقات وأروقة المدرسة، حتى تأْلَفَ العين، ويسكن القلب، وسيأتي اليوم الذي تكون فيه الإدارة: الناظرة والوكيل، الوكيلة والناظر، ثم بعد ذلك نصف المدرسين رجال، ونصفهم إناث، ثم بعد ذلك نصف الفصل بنات، ونصفه ذكور، في جميع المراحل.
الاختلاط في الجامعة الآن أصبح واقعاً يفرض نفسه، لا يستطيع أحد تغييره. هكذا يقولون.
وهذا الحشر الهائل للموظفات مع الموظفين في جميع وزارات الدولة والمؤسسات الخاصة والعامة إلا من رحم الله، لماذا؟! لماذا هذا التقصُّد والتخطيط للجمع بين النار والبنزين؟! لماذا الجمع بين الصاعق والمتفجر؟!
أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
[الملك:14] ثم بعد ذلك نشكو ونقول: إن خمسة عشر شاباً هتكوا عرض فتاة في الرابعة عشر من عمرها!
ولو أُنْكِر المنْكَر الأول ما تمادى أهله أبداً، والمسئولية توزع على جميع الناس، والحساب عسير.
اللهم إنا نبرأ إليك من المتآمرين على ديننا وبلدنا وأرضنا.
اللهم أحصهم عدداً، ولا تغادر منهم أحداً، استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض.
اللهم صُنْ أعراضنا، اللهم صُنْ أعراضنا، ولا تفضحنا على الخلائق إنك على ذلك قدير.
اللهم إنا نسألك صلاح الأولاد، وصلاح البنات، وصلاح الزوجات إنك على ذلك قدير.
اللهم من أراد بالمسلمين هنا وهناك سوءاً فأشغله في نفسه، اللهم أشغله في نفسه، اللهم اجعل تدميره في تدبيره.
اللهم إنا نشكو إليك ظلم الظالمين الذين يحبون إشاعة الفاحشة.
اللهم اجعل هذا بلداً آمناً، وارزقه من الطيبات والثمرات يا رب العالمين!
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
[الأحزاب:56] .
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.