إسلام ويب

بر الوالدين (خطبة)للشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن بر الوالدين فيه الثواب الكبير عند الله سبحانه وتعالى، وأكبر دليل على ذلك ذكر بر الوالدين بعد الأمر بعبادة الله وتوحيده، وفي القرآن الآيات الكثيرة التي تحث على بر الوالدين والإحسان إليهما، وطاعتهما في كل ما يأمران، ما لم يكن في هذه الأوامر معصية لله عز وجل، وكذلك وردت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تحث على بر الوالدين، والحذر من عقوقهما الذي هو من أكبر الكبائر عند الله سبحانه وتعالى.
    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لأسمائه الحسنى، وصفاته العلى ووحدانيته.

    وأصلي وأسلم على قائدي وقدوتي وقرة عيني محمد بن عبد الله.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أثقِّل بها الميزان، وأحقِّق الإيمان، وأفكُّ الرهان. اللهم لا تحرمنا بركتها وبرها، واجعلها من خير وآخر أعمالنا.

    وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، ومن اهتدى بهديهم، واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

    أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك، ومن الرجاء إلا لِمَا في يديك الكريمتين، ومن الرهبة إلا لجلالك العظيم.

    اللهم تتابَع برُّك، واتصل خيرُك، وكمُل عطاؤك، وعمَّت فواضلُك، وتمَّت نوافلُك، وبرَّ قسمُك، وصدق وعدُك، وحق على أعدائك وعيدُك، ولم تبقَ حاجة لنا إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين!

    اللهم انصر إخواننا المجاهدين.

    اللهم فك المأسورين والمسجونين من الدعاة المخلصين.

    اللهم أكرم الشهداء، واجعلهم في عِلِّيِّين، وثبت الغرباء، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ونسألك لأمة محمد صلى الله عليه وسلم خليفةً ربانياً يسمع كلامَ الله ويُسمِعها، وينقاد إلى الله ويقودُها، ويحكم بكتاب الله وتحرسُه، لا يخضع للبيت الأبيض، ولا يركع للبيت الأحمر، شعاره:

    نحن الذين بايعوا محمدا     على الجهاد ما بقينا أبدا

    وإذا اعتز الناس بعروشهم وقروشهم، اعتز عليهم بدينه، وصاح:

    أبي الإسلام لا أب لي سـواه     إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ

    وإذا توعدوه وهددوه، صاح بهم صحية خبيب :

    ولستُ أبالي حين أُقْتَل مسلماً     على أي جنبٍ كان في الله مصرعي

    وذلك في ذات الإله وإن يشـأ     يباركْ على أجزاء شلوٍ ممزعِ

    أحبتي في الله: كَثُرَت الشكوى من الأمهات على الأبناء والبنات، كثرت الشكوى من الوالدين يرفعونها إلى الله في الليل والنهار، (ثلاثة لا ترد دعوتهم:

    المظلوم.

    والمسافر.

    والوالد على ولده).

    الحديث يقول: (على ولده) وليس له، معنى هذا: إذا غضب الوالد فدعا على الولد، استجاب الله.

    أم ترسل إليَّ باكية شاكية من قطيعة ولدها، تقول: لا يستمع إلى شكواي، ولا يرحم بلواي، إنما كله أذُنٌ صاغية لامرأته التي تتلون، إذا غاب عنها صبَّت جام غضبها على الأم، وأذَلَّتها الليل والنهار، وإذا جاء الولد أرخت النقاب على وجهها وتباكت وتلونت، وأخذت تسرف وتهدر الدموع، وتقول: أمك قالت .. وأمك فعلت .. حتى اشتد النقاش أمام الولد بين الزوجة والأم، فما كان من الولد إلا أن رفع عقاله وضرب أمه أمام زوجته.

    وآخر هَجَر أمه ولاذ بزوجته، وقام بعض المصلحين لإصلاح ذات البين.

    قالوا له: يا هذا! اتق الله، صِلْ أمك، فإن الجنة تحت أقدام الأمهات.

    قال: لا. الجنة تحت أقدام الزوجات.

    لماذا تقطعها يا هذا؟

    قال: لكي أربيها وأؤدبها.

    الولد الصغير يربي الأم ويؤدبها!

    إن كنا نحن نستأخر من الله نزول المطر، وامتناع السماء، فإننا -والله- لا نستأخر منه العقوبة بأن نُرْجَم من السماء بغضبة من غضبات الرحمن للأرحام المقطوعة!

    أحبتي في الله! اذهبوا إلى مأوى العجزة لكي تروا شيوخاً كم خاضوا غمار البحر أيام فقر الكويت، واستخلصوا لقمة العيش بين أمواج البحار وأنياب الأسماك المتوحشة، يغيبون ثلاثة شهور في الغوص في عز الصيف واللهيب والقيظ، وفي الشتاء ينقلون الأطعمة، ويحلون المجاعة في الخليج إلى الهند، فأصبح جزاؤهم بعد كبر سنهم مأوى العجزة، يشرف عليهم فلبيني وفليبينية، وسيلاني وسيلانية، وفلان وعلان من الموظفين الذين كثيرٌ منهم نُزِعت منهم الرحمة، فهم يتعاملون معهم كتعامل الموظف مع المنظف، يا ويله لو أخطأ أو خالف، أو وسَّخ في ثوبه أو نفسه، أو كسر كوباً، يحاسبه حساباً عسيراً، ولو سألتَ: ألك أبناء؟ قال: نعم. لي أولاد كبار تجار! ولكن القلوب قست! والأرحام تقطعت!

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088971474

    عدد مرات الحفظ

    780259694