إسلام ويب

الأمانات المضيعةللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحكم بما أنزل الله أمانة عظيمة، وقد وقف الشيخ معها وقفات مستنيرة، بيّن فيها حقيقة المنافقين وكشف خداعهم وزيفهم، وتعرض لقضية نبض الأمة (فلسطين) موضحاً كيف سلمتها الخيانة سهلة رخيصة لليهود وأعداء الله. وقد عرج الشيخ على موضوع القتال والخطط العسكرية في القرآن، وركز كثيراً على التفريق بين القتال في سبيل الله والقتال في سبيل الشيطان.
    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2].

    اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الطلب إلا منك، ومن الصبر إلا على بابك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الرجاء إلا لما في يديك الكريمتين، ومن الرهبة إلا لجلالك العظيم.

    اللهم تتابع برك، واتصل خيرك، وكمل عطاؤك, وعمت فواضلك، وتمت نوافلك، وبر قسمك، وصدق وعدك، وحق على أعدائك وعيدك، ولم تبق حاجة لنا إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين!

    اللهم انصر إخواننا المجاهدين.

    اللهم أكرم الشهداء، وثبت الغرباء، وأطلق السجناء من إخواننا المسلمين.

    اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم عجائب قدرتك، وفي النصارى وأنصارهم، والشيوعيين وأشياعهم، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم رد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً.

    نسألك لأمة محمد قائداً ربانياً، يسمع كلام الله ويسمعها، وينقاد إلى الله ويقودها، اللهم آمن روعاتنا، واستر عوراتنا، وخفف لوعاتنا، اللهم أنت ملاذنا ومعاذنا ونصيرنا وظهيرنا وحسبنا ومولانا، فنعم المولى ونعم النصير، مُنـزل الكتاب ومنشئ السحاب، ومجري الحساب، وهازم الأحزاب، اهزم أحزاب الباطل، وانصر حزب الحق يا رب العالمين!

    اللهم رحماك بالأطفال اليتامى على أرض لبنان وفلسطين والأفغان والفليبين وآسام، وكل أرض يذكر فيها اسم الله، رحماك رحماك بالأطفال اليتامى، والنساء الثكالى، والشباب الحيارى، برحمتك يا أرحم الراحمين.

    أما بعد:

    عباد الله: الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ينقلنا إلى فئتين من الناس، فئة في النار، وفئة في الجنة، ثم يبين أسباب دخول هذه النار المرعبة، ويبين أيضاً الأعمال التي أهَّلت أصحاب الجنة أن يصلوا إلى رحمة الله التي بها دخلوا جنات النعيم.

    ففي سورة النساء من الآية (56) يقول سبحانه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كلما انظر إلى التكرار والاستمرار والخلود في العذاب تحمله كلمة: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء:56] الجلود التي نضجت واحترقت وتحمشت وشويت ومر عذابها الطويل، وأصبحت الآن محروقة لا تكاد تحس بالحريق، تحس بشيء آخر، تحس بالسلخ، تحس بالنـزع، تحس بالتبديل، إذ يُنـزع الجلد الذي نضج، ويعاد جلداً جديداً يستقبل العذاب من جديد: بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيما .

    الصورة الثانية تنقلنا إلى جنات النعيم قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ليست جنة إنما هي جنات: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وهذا التأكيد يكفي: خَالِدِينَ فِيهَا لكنه تأكيد وراء تأكيد فيقول سبحانه: خالدين فيها أَبَداً لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ [النساء:57] وإذا بالزوجة التي تعاني في الدنيا من طمث وحيض ودماء ونفاس وبقايا الإنسان العفن الناقص العاجز المريض الذي هو مملوء بالعيوب، تنتقل تلك المرأة إلى امرأة مطهرة تطهيراً مادياً وتطهيراً معنوياً، فلا غل ولا غيرة ولا حسد ولا غيبة ولا مكر: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً [النساء:57] وهل يحتاج أهل الجنة إلى ظل ظليل، الجنة ليس فيها شمس محرقة، الجنة ليس فيها شمس ملتهبة، إنما فيها نور الرحمن، وهل يحتاجون إلى ظل ظليل ليحميهم من نور الرحمن؟

    لا والذي نفسي بيده، إنما ظلها من جنس آخر، ظلها الظليل ليس هروباً من حر إلى ظل، إنما هو انتقال من لذة إلى لذة، ومن متعة إلى متعة، ومن أُنسٍ إلى أُنس، ومن جمالٍ إلى جمال: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً [النساء:57].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088973151

    عدد مرات الحفظ

    780273607