إسلام ويب

الفساد والإفساد المتعمدللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تحاول زمرة من الأعداء أن تخطف الأمن والاستقرار من المجتمع المسلم، وذلك عبر إفساد الشباب المسلم وإغراقهم بالفواحش والملذات والشهوات، وفي هذه المادة ينقل لكم الشيخ صوراً حقيقية لهذا الفساد والإفساد، ويبيّن فيه الحد الذي بلغ إليه شباب الكويت من الفساد والانحراف عن الدين؛ بتأثير وسائل الإعلام، والأقلام المستأجرة، والحماية المشرعة للمفسدين، والمضايقة الواضحة للمصلحين.
    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

    عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3].

    عباد الله: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه ويجمعنا في مستقر رحمته وبره ورضوانه.

    في صباح هذا اليوم وقد خرجت إلى صلاة الفجر ومررت على الأطفال في البيت وهم نائمون في أمان، وخرجت أرقب السماء في ليلة البدر والقمر قد اتسق، والنجوم تتلألأ في صفاء بلا دخان، والناس يخرجون من بيوتهم إلى بيت الله آمنين هادئين وادعين، فعلمت نعمة الإيمان الممزوجة بالأماني وأنها لا تقدر بثمن.

    وانظر إلى الليل وقـل     من شق فيه قمره

    من ذا الذي زينه     بأنجم مزدهره

    ذاك هو الله الذي     أنعمه منهمره

    ذو حكمة بالغة     وقدرة مقتدره

    قلت: هذا ورب الكعبة هو جدير من أن يقاتل ويدافع وينافح عنه.

    ظاهرة بث الفساد والمجاهرة به على شاشة التلفاز

    إن هذا الأمان تصان به الأعراض، هذا الأمان الذي تؤدى فيه الطاعات، هذا الأمان الذي تحاول زمرة ضالة أن تخطفه من بين أيدينا، ولقد شاهدتم ما شاهده الناس من ذلك الفساد المتعمد والإفساد المقصود، يوم أن نقل التلفاز ما عليه بعض الشباب والشابات في أرض الكويت .

    ماذا أقول أكثر مما شاهدتم؟

    ماذا أقول لتسمع الدنيا ما يدور هنا؟

    هل أقول: إن شابةً صرَّحت ولا تبالي أنها اتخذت عشيقاً أمريكياً؟

    هل أقول: إن شاباً يقول: لا أصلي؟

    وآخر ليس من أهل هذا البلد جاء بابنه الوسيم يتصيد به النساء.

    وغيرهم يربي الكلاب ويتفاخرون بالمعاصي، يتآمرون على أمننا وأماننا وإيماننا، وكأننا لم نمر باحتلال ولم تسرق الأموال وتهدر الدماء ويشرد الأطفال والأبرياء، كأن بلدنا لم يقع سبعة أشهر ويومان تحت الرعب الذي لا يكاد ينقطع، ولا نزال نعاني ونعاني، فالأسرى والمفقودون لا يدري بمكانهم أحد، والجثث تكتشف كل يوم منذ التحرير إلى الآن، والألغام حبست الأقدام وتجعل الناس يعيشون في رعب متصل عندما ينـزلون إلى الرمال أو التراب الذي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا) التراب الطهور نخاف أن ندوس عليه حتى لا تتحول أجسامنا إلى أشلاء ودماء، كل هذا فينا وهم لا يبالون، يفجرون ويعصون ويتمادون.

    ثم هناك من يشجعهم على هذا، فبعض كتاب الصحف منذ التحرير إلى الآن، وهم يكتبون مؤيدين لهذا الدمار والفساد، يتهجمون على أئمة المساجد والصالحين والمصلحين، قالوا عني أنا شخصياً وقد نافحت كثيراً عن بلادي وأهلي ودعوتي: يسمونني بالهرطقي، والقسيس، وصاحب الدخان الأبيض، أي: دخان المخدرات.

    كتبوا عني أنني من السفهاء، كتبوا عني أنني أعطي الناس صكوك غفران إلى الجنة، وصكوك غفران من النار، هكذا يكتبون عن المصلحين والصادقين المخلصين الغيورين، ولا يزالون يكتبون هذا ولا يردعهم رادع، وعندما نتكلم وندافع عن الأعراض ونعظ ونذكِّر، يقولون: انظروا .. إنهم يعتبرون الجيش الذي احتل البلد من قدر الله، وإن هذا بسبب ذنوبنا، ويبدءون يحملوننا مسئولية هذا الاقتحام والاحتلال والاغتصاب، وأننا رضينا به وسلمنا له، أي تزوير لهذه الحقائق، وأي دمار لعقول أولئك الشباب والشابات.

    لقد شاهدتم بعيونكم وسمعتم بآذانكم ما كنت أقوله منذ سنوات، أنذرت وحذرت وبينت وفصلت وصحت بأعلى صوتي، والأشرطة تشهد، فوقع الذي وقع، ثم بعد ذلك كان ذلك تذكيراً من الله وليس تدميراً، لعلنا نعتبر ونئوب ونخاف، ونكون في حذر من ذنوبنا، ولكننا كما تشاهدون: هناك من يجاهر بالمعاصي، والرسول صلى الله عليه وسلم يبين في أحاديثه يقول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون، قالوا: منهم يا رسول الله؟ قال: الذي يذنب الذنب ويبيت ربه يسرته ثم يصبح يكشف ستر الله عليه).

    وهل هناك كشف لستر الله أعظم من أن يبث هذا في جهاز التلفاز فيشاهده الملايين من حولنا، ماذا نقول بعد هذا البث لهذا الفجور؟

    ماذا نقول لأمهات الشهداء في الكويت وفي السعودية وفي قطر وفي الإمارات ؟

    ماذا نقول للقلوب التي جرحت وانكسرت؟

    ماذا نقول للحرمين الشريفين؟

    ماذا نقول للائمة الأبرار الأخيار الذين بدمائهم ودموعهم وفلذات أكبادهم كانوا يشاركوننا في تحرير أرض الكويت ؟

    وحررت أرض الكويت ، وبثت أجهزة الكويت ذلك الفجور، ليقولون: هذا جزاء عملكم، وهذا نصيبكم منا.

    فتاة تفتخر أن لها عشيقاً أمريكياً، لقد صدقنا بجهازنا وبنات بلادنا ما كان يقوله النظام العراقي البعثي عنا، ماذا كان يقول النظام أكثر مما بذلناه وكشفناه؟

    ماذا كان يقول ويشهر بنا أكثر مما شهرناه على أنفسنا؟

    أليست هذه من أعظم الجرائم!!

    دور الأقلام الأجيرة في إفساد الشباب

    كاتب صحفي منذ يومين لا يكل ولا يمل من الاستهزاء بأئمة المساجد والخطباء، ومقص الرقابة محبوس عن كلماته لا يقربه ولا يمسه كأنه قرآن منـزل، لا يجرؤ أحد على أن يقول له: أخطأت، كل المسئولين يقرءون مقاله ويضحكون في وجهه، ويشجعونه ولا يبالون.

    يقول بكل وقاحة وقلة أدب بعد أن استنكر الأخيار من الناس ما شاهدوه يوم الخميس، يقول: ما لكم وما الذي حدث يوم أن كنت في بريطانيا وأذهب بالقطار إلى مقر جريدة صوت الكويت كنت أشاهد أمامي إنجليزياً وإنجليزية يقبل بعضهم الآخر، كل الناس لا ينظرون إليهم، ولكني لأني عربي أنظر إليهم، لماذا نحن فينا هذه العقد؟

    لماذا لا نترك الشباب والشابات يأخذون حريتهم وراحتهم؟

    وإذا كنتم تقولون إن المعاصي هي سبب التدمير، فهذه ديار الإنجليز تنـزل عليهم الأمطار وعندهم مناظر، ويحيون في أمان، إنما العقد نعيشها نحن هنا في بلادنا، عندما تقبل الفتاة الفتى سيهب أئمة المساجد والخطباء ينكرون هذا.

    نقول: هذا الكلام هو الذي سيدمر البلد، وهو الذي سيعيد علينا احتلالاً لا تعود البلد أبداً بعده، هو الذي سيحل غضب الله علينا إذا لم ننكره.

    وأنا أقول لهذا الصحفي من هنا، من على منبر الدفاع عن الأقصى: أترضى أن يكون هذا لأختك؟ أن يأتيها عشيقٌ يقبلها أمام الناس، أترضاه أن يكون لأمك؟

    ألا تبالي إذا جاءها عشيقها وأنت من عائلة كبيرة معروفة، الذي ترضاه للآخرين لا بد أن ترضاه لنفسك، أترضاه أن يكون لزوجتك إن كانت عندك زوجة، هكذا بهذا الأسلوب كان يخاطب محمد صلى الله عليه وسلم ليس أمثالك، بل الأطهار الأبرار، عندما جاءه شاب يدفعه الدافع الفطري للجنس، قال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، قال: (اقترب .. أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ أترضاه لزوجتك؟ أترضاه لعمتك؟ أترضاه لخالتك؟ قال: لا يا رسول الله! قال: كذلك الناس لا يرضون).

    ونحن نقول لك: الناس لا يرضون سينكرون هذا؛ لأنهم أشراف وأنت غير شريف، ينكرونه لأن لهم أعراضاً يخافون عليها ولا عرض لك تخاف عليه، ينكرونه لأنهم يخافون الله ويخافون النار، وأنت لا تخاف الله ولا تخاف النار، ينكرونه؛ لأنهم لا يزنون وأنت تشجع الزنا، ينكرونه لأن لهم أعراضاً وزوجات وأمهات يصمن ويصلين ويخفن الله جل جلاله، وإنما أنت وأمثالك من أهل الدعارة.

    أهل الدعارة! يا من ترقصون في العزاء! وتضحكون عند المصيبة! وتدمرون البلاد تدميراً بطيئاً! وتقتلون الشرف والفضيلة! تذبحونها على محرابكم الدنس ولا تبالون.

    أسأل الله أن يريني ويريكم فيكم عجائب قدرته، ويريني ويريكم فيكم أخذه العزيز المقتدر، وأن يسلط عليكم ما يدمركم ويدمر أقلامكم، وينقذ بلادنا من أمثالكم، اللهم اجعلها ساعة إجابة وساعة إنابة، عليك بهذه الأقلام الخبيثة العميلة المأجورة التي يقرأ لها شبابنا ولا يبالون.

    ويكتب أحدهم ويقول: إن كنتم أشرافاً لا تريدون أن تشاهدوا في الأسواق مناظر الشابات فلا تذهبوا يوم الخميس، اتركوا يوم الخميس للشباب يأخذ حريته، ويفعل ما يشاء وأنتم اذهبوا في بقية أيام الأسبوع.

    متى بلغ بنا أن ننادي بالزنا والدعارة والفجور ونقسم لها أياماً، يوماً للأشراف ويوماً للزناة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما امرأة تعطرت فخرجت ليجد الناس ريحها فهي زانية) فكيف بمن يطالب أن يكون للشابات أصدقاء وزناة، يفتخرون بذلك في أجهزة الإعلام.

    وإلى هذا اليوم ووزارة الإعلام لم تأذن لي أن أخطب خطبة، منذ عشر سنوات وأنا موقف عن الخطابة في التلفاز، ويوم الخميس تظهر الدعارة من الشباب والشابات ولا يبالون، كيف نستطيع أن نبني وألف هادم يهدم من ورائنا.

    إنها مصيبة كبرى، أنتم المسئولون والآباء والأسر، وكل مسلم غيور، إن لم يدافع عن عرضه ودمه وأرضه وأمانه فستحل الفتنة: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25] بل ستعم هذه المرة، وتأكل الأخضر واليابس.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088989470

    عدد مرات الحفظ

    780410423