إسلام ويب

التعاون مع الهيئة الخيريةللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن التكافل والتراحم من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي أوجبها وحث عليها، ولكن هذا الخلق العظيم حين يجتمع الأعداء على هذه الأمة ويستهدفونها يصبح أوجب من ذي قبل، وهنا بيان لصورة من صور التكافل تجسدت في هذه الهيئة، وهي: الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، يقودها عدد من الدعاة والعلماء، وقد حث الشيخ على التعاون معها، إسهاماً في تكافل المجتمع المسلم، وقد ذكر الشيخ أهدافها، وحث على الإنفاق عليها، وإخراج الزكاة إليها.
    الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله, الحمد لله الذي خلقنا من عدم, وأسبغ علينا وافر النعم, كبرنا من صغر, وأطعمنا من جوع, وسقانا من ظمأ, وهدانا من ضلالة, وعلمنا من جهالة, وسترنا من عورة, وشفانا من مرض, وكثرنا من قلة, ورفعنا من ذلة, وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا, وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان, نحمده ونشكره فقد آمننا من خوف ودفع عنا الفزع والجزع في زمن الفتن, فنسأله المزيد سبحانه وتعالى من فضله وبره وجوده ورحمته.

    وأصلي وأسلم على قدوتي وقرة عيني محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين, والصحابة أجمعين أئمة المنفقين والمتصدقين, ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

    عباد الله: جددوا إيمانكم بكلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأعطوا العهد والبيع لنبيه ورسوله بشهادة أن محمداً رسول الله, عليها نحيا وعليها نموت وعليها نلقى الله.

    أيها الأحباب الكرام: إني أحبكم في الله, وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه, ويجمعنا في مستقر رحمته, آمين.

    إن التحدي بين الإيمان والكفر منذ القديم, ففي إحدى المعارك في فتوح أفريقيا والمغرب وقف إمبراطور الروم واسمه جرجير ينادي في الصفوف: من قتل قائد المسلمين زوجته ابنتي, وأعطيته مائة ألف, فالتفت القائد عبد الله بن أبي السرح إلى أمير من أمراء جنده وهو عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم, فقال: ما تقول يا عبد الله في هذا التصريح الخطير؟ فابتسم ابن الزبير وقال: حاربهم بسلاحهم أيها القائد, قال: وما سلاحهم؟ قال: ناد في الجيوش: من جاءني برأس جرجير قائد الروم زوجته ابنته وأعطيته مائتي ألف, ففر قائدهم من مقدمة الصفوف إلى مؤخرتها لكثرة الخونة فيهم وأهل الطمع, وشكل حوله حرساً خاصاً لحمايته, ولكن الذي لا يحميه الله لا يحميه مخلوق, وقام صاحب الاقتراح عبد الله بن الزبير -لأن السلف الصالح دائماً وأبداً يسبقون القول بالعمل, لهذا أوصيك يا أخي: أن تصحب من يصلحك بحاله قبل أن يصلحك بمقاله- قام عبد الله بن الزبير وانتخب من المجاهدين الأبرار فرقة بايعت على الشهادة وقال: احموا ظهري, ثم انطلق إلى صفوف الأعداء يخترقها صفاً صفاً بيده سيفه ورمحه, وقد أخذ الدرس من أبيه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما رأى قائد الروم هذا الفارس الذي لا يشق له غبار؛ تراجع ثم ولّى, فأدركه ابن الزبير ودك صلبه برمحه ثم اجتز رأسه وحمله على رأس الرمح وعاد بين الصفين يكبر الله رب العالمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088975632

    عدد مرات الحفظ

    780289218