وبعد:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
وبعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
قال المصنف رحمه الله: [ حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا وكيع ]، وهو وكيع بن الجراح بن مليح البهرامي الرؤاسي ، أبو سفيان الكوفي الحافظ، روى عن الأئمة، وروى عنه أئمة.
وقال: كان مطبوعاً على الحفظ، يعني: كان مجبولاً على الحفظ، إذا سمع شيئاً ولو مرة واحدة حفظه.
قال: وكان وكيع حافظاً حافظاً، وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيراً كثيراً.
ولو عرفنا مناقب وترجمة عبد الرحمن بن مهدي لعلمنا قدر وكيع ، فإن عبد الرحمن بن مهدي كان عظيم القدر عالي الكعب في هذا العلم، وكان وكيع أعظم منه وأكثر حفظاً وضبطاً، وإن كان يقع في الخطأ أحياناً، وقد قيل له: إنك حدثت بألف وخمسمائة فأخطأت في ثلاثة أحاديث، فقال: وهل يعد هذا خطأ!
وما رأيت أحداً أوعى للعلم منه، ولا أشبه بأهل النسك منه، يعني: كان يجمع إلى العلم الورع والعبادة والزهادة والحفظ والإتقان وغير ذلك.
وكان وكيع يحفظ ألف ألف حديث، أي: مليون حديث.
ويقول: قد عرض على وكيع أن يعمل قاضياً للكوفة فامتنع وفر منه. وكان كثير من علماء السلف يهربون من هذه المناصب رغم أنها مناصب شرعية، إلا أنهم كانوا يفرون منها فرارهم من الأسد، وكانوا يفرون من هذه المناصب بقدر إقبالنا عليها الآن، وحرصنا على أن نحوز منها نصيباً ولو كان تافهاً أو بسيطاً أو حقيراً.
وقد روي أن الوالي أرسل إلى سفيان الثوري فأتاه، فقال: يا سفيان ! تول القضاء، فجعل سفيان الثوري نفسه معتوهاً لا يعرف أي شيء، وفتح فمه، فصدق ذلك السلطان وقال: هذا لا ينفع أن يكون قاضياً وهو بهذا الشكل، فقالوا: يا سلطان! إنه يفعل هذا لأجل أن يفر منه، فعندما تنبه السلطان قال: يا سفيان ! إنك لن تلعب علينا، وإنك ستتولى القضاء، فلما لم يجد سفيان بداً من الحيلة احتال مرة أخرى، فقال له: يا سفيان ! عدني أنك تعود مرة أخرى، فوعده، ثم لما خرج من عنده عاد في نفس الوقت؛ لأنه ترك نعله هناك، فرجع وأخذ النعل ومشى، فبعض الحاضرين أدرك المسألة فقال: يا سلطان! هذا لن يرجع إليك، فإنه قد رجع كما وعد، فأخذ نعله وانصرف. فكان السلف يهربون من هذه المناصب، وأما نحن الضعفاء المساكين فنقبل عليها إقبال الجريء الغبي الجاهل، ووكيع عرض عليه القضاء فلم يقبله أبداً.
وعن أحمد قال: كان وكيع إمام المسلمين في وقته.
وعنه قال: عليكم بمصنفات وكيع. وأعظم ما كتب كتاب الزهد، وهذا الكتاب يعتبر أصلاً في هذا الباب، فهو أصل لمن كتب في الزهد والورع ممن أتى بعده.
وقال ابن معين : الثبت بالعراق وكيع . ويحيى بن معين من المتشددين جداً في أمر الرجال، وإذا وثق المتشدد راوياً فعض عليه بالنواجذ، وإذا جرح فانظر هل وافقه أحد أو انفرد به؛ وهل هو عنده حجة أو ليس بحجة؟ فـيحيى بن معين على تشدده وتعنته في التوثيق يقول: الثبت بالعراق وكيع ، وكأنه يقول: ليس هناك من هو أثبت ولا أوثق في العراق من وكيع .
وقال ابن معين أيضاً: ما رأيت أفضل من وكيع ، قيل له: فـابن المبارك ؟ يعني: ما رأيك في ابن المبارك ؟ قال: قد كان له فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع ، كان يستقبل القبلة ويحفظ حديثه ويقوم الليل ويسرد الصوم سرداً ويفتي بقول أبي حنيفة ، ووالله ما رأيت أحداً يحدث لله تعالى غير وكيع ، يعني: ما رأيت أحداً يحدث بإخلاص لله تعالى دون أن يصبو إلى غرض من أغراض الدنيا، وما رأيت أحفظ منه، ووكيع في زمانه كـالأوزاعي في زمانه.
وعن ابن معين قال: ما رأيت رجلاً يحدث لله تعالى إلا وكيعاً والقعنبي .
وعن ابن معين قال: ما رأيت أحفظ من وكيع ، قيل له: ولا هشيم ؟ قال: وأين يقع؟ أي: وأين يقع هشيم من وكيع ، يعني: إذا قرن به فلا يساوي شيئاً.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين -وهو إمام جليل-: مادام هذا التنين حياً فلن يفلح أحد، أي: مادام وكيع حياً يرزق ويدرس وله حلقة فلن يفلح أحد من المحدثين. ولم ينصب وكيع حلقة للعلم إلا وأثرت على باقي حلقات أهل زمانه.
وقال أحمد بن سيار عن صالح بن سفيان : قدم وكيع مكة فانجفل الناس إليه، أي: أتوا أفواجاً ودفعات، وحج تلك السنة غير واحد من العلماء، وكان ممن قدم عبد الرزاق الصنعاني، فقد أتى من اليمن ليحج، فلما وصل إلى الكعبة لم يجد أحداً سأل عنه، ولم يلتف حوله أحد من طلبة العلم، فأثر ذلك في نفسه، فلما رجع إلى بيته وحدث بأن وكيعاً في الحرم قال: هذا هو، أي: هذا الذي منع عني الطلاب والتلاميذ.
قال: فخرج عبد الرزاق ونظر إلى مجلسه فلم ير أحداً فاغتم، ثم خرج فلقي رجلاً فقال: ما للناس؟ قال: قدم وكيع ، قال: فحمد الله تعالى، وقال: ظننت أن الناس تركوا حديثي، أي: أنه ظن أن الناس لهم موقف من حديثه، ولكنهم لما قارنوه بـوكيع قدموا وكيعاً ، فعرف عبد الرزاق بيت القصيد، وأن الذي صرف الناس عنه إنما هو مجلس وكيع .
قال: وأما أبو أسامة فخرج فلم ير أحداً، فقال: أين الناس؟ فقالوا: قدم أبو سفيان ، فقال: هذا التنين لا يقع في مكان إلا أحرق ما حوله، يعني: إذا نزل وكيع في مكان كان كالنار التي تحرق ما حولها.
وقال أبو هشام الرفاعي : دخلت المسجد الحرام فإذا عبيد الله بن موسى يحدث والناس حوله كثير، قال: فطفت أسبوعاً، ثم جئت فإذا عبيد الله قاعد وحده، فقلت: ما هذا؟ قالوا: قدم التنين فأخذهم، أي: وكيع بن الجراح .
وقال علي بن خشرم : رأيت وكيعاً وما رأيت بيده كتاباً قط، إنما هو يحفظ، فسألته عن دواء الحفظ، فقال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ.
وقال هارون الحمال : ما رأيت أخشع من وكيع .
وقال سعيد بن منصور : قدم وكيع مكة فقال له فضيل : ما هذا السمن؟ -يعني: ما لك ضخم يا وكيع !- وأنت راهب العراق؟ ومعلوم أن الراهب قليل الطعام، أي: أن هذا لا يستقيم مع ضخامة حجم وكيع ، فقال له وكيع : هذا من فرحي بالإسلام. فليس كل سمن دال على أن صاحبه أكول، بل منه ما هو بسبب الأكل ومنه ما هو بسبب السرور، ومنهم من إذا غضب أو مرض نقص وزنه، فليس لازماً أن كل من سمن أن ذلك مصدره كثرة الطعام.
وقال سفيان بن عبد الملك : كان وكيع أحفظ من ابن المبارك .
وقال ابن سعد في الطبقات: كان ثقة مأموناً عالياً، رفيع القدر، كثير الحديث حجة.
وقال العجلي : كوفي ثقة عابد صالح أديب من حفاظ الحديث، وكان يفتي.
وقال يعقوب بن شيبة : كان خيرّاً فاضلاً حافظاً.
وقال ابن حبان في الثقات: كان حافظاً متقناً.
كان الجراح بن مليح الرؤاسي أميراً على بيت مال المسلمين في الكوفة، وكان له مع الأعمش سليمان بن مهران الكوفي موقف في غاية الطرافة والفكاهة، فـالأعمش كان معروفاً عنه أنه شحيح الرواية، وقد جاءه قوم وقالوا له: يا إمام! حدثنا بعشرة أحاديث، قال: ولا بخمسة، قالوا: حدثنا بخمسة، قال: ولا باثنين، قالوا: حدثنا باثنين، قال: ولا بواحد، قالوا: حدثنا بحديث واحد، قال: ولا بنصف، قالوا: حدثنا بنصف حديث، قال: اختاروا إن شئتم حدثتكم سنداً أو حدثتكم متناً، يعني: إما أن أقول لكم: حدثني فلان عن فلان عن النبي عليه الصلاة والسلام ثم أتوقف، فإن وضعتم له متناً كنتم كذابين، وإما أن أحدثكم بالمتن فقط، فإن وضعتم له إسناداً كنتم كذلك كذابين. فقد كان شحيح الرواية جداً، وكان قائماً على تربية تلاميذه وطلابه.
فأرسل الجراح بن مليح ابنه وكيعاً وهو حدث صغير السن إلى الأعمش ، وقال له: اذهب إلى الأعمش فقل له: إن أبي أرسلني إليك لتحدثني، فذهب وكيع وهو لا يعلم من هو الأعمش ، وقد كان الأعمش يصرف له راتبه من بيت المال، وكان الذي يصرف له هذا المال أبو وكيع، فأخر الجراح راتب الأعمش حتى يحدث وكيعاً ، فلما أتى وكيع إلى الأعمش قال له: ما اسمك يا غلام؟! قال: وكيع ، قال: اسم نبيل ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس، قال: أين من منزل الجراح بن مليح ؟ قال: قلت: ذاك أبي -وكان على بيت المال- قال: فقال لي: اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث، قال: فجئت إلى أبي فأخبرته، فقال: خذ نصف العطاء فاذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر فاذهب به حتى يكون عشرة، قال: فأتيته بنصف عطائه، فأخذه فوضعه في كفه، وقال: هكذا، ثم سكت، فقلت: حدثني، قال: اكتب، فأملى علي حديثين، قال: قلت: وعدتني خمسة، قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يعلم أن الأعمش مدرب، وهو معتاد على مثل هذا.
وهذا الإسناد فيه لطيفة جميلة، وهو أن سنده عراقي، يدور بين الكوفة والبصرة. وكهمس هو ابن الحسن البصري وثقه غير واحد من أهل العلم، وسئل عنه أحمد بن حنبل : أثقة هو؟ قال: نعم وزيادة، يعني: وزيادة على كونه ثقة.
ويحيى بن يعمر أخذ النحو واللغة عن شيخ النحو واللغة أبي الأسود الدؤلي ، وقيل: إن الذي نقط المصحف هو أبو الأسود نفسه، والصحيح أنه يحيى بن يعمر ، ونقطه بأمر أبي الأسود الدؤلي ، والعمل ينسب للفاعل والآمر، كما يقال: انتصر فلان في غزوة كذا، وربما أن فلاناً هذا لم يمارس أو يعان أي جهد في المعركة، وإنما جنوده هم الذين عانوا الحرب وانتصروا، فنسب النصر إليه؛ لأنه المسئول عن ذلك أو الآمر بذلك، فـأبو الأسود الدؤلي هو الذي أمر يحيى بن يعمر بنقط المصحف وتشكيله، والمخطوطات القديمة إنما هي خطوط وحروف فقط، وليس فوقها ولا تحتها ولا فيها نقط ولا حركات، فالشدة والفتحة والكسرة والضمة والسكون وغير ذلك لم يكن في عهد السلف، والكلمة في المخطوطات تقرأ على عدة أوجه، وقد أوقع هذا كثيراً من الناس في التصحيف، سواء في القرآن أو في الحديث.
فـيحيى بن يعمر له الفضل والمنة بعد الله عز وجل على كل من أتى بعده؛ لأنه هو الذي أقام وصحح القراءة بنقطه وضبطه وتشكيله لكتاب الله عز وجل، وكان لغوياً بليغاً، وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وكان يعيش في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي عليه من الله تعالى ما يستحق؛ فهو الذي آذى الصحابة وقتل التابعين، ويكفيه عاراً وشناراً أنه قتل سعيد بن جبير وآذى أنس بن مالك وابن عباس وابن عمر ، رضوان الله تبارك وتعالى عليهم جميعاً.
وقد ذكر الحافظ البغدادي طرفاً من أخبار المصحفين في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: عن أبي العباس بن عمار الكاتب : انصرفت من مجلس عبد الله بن عمر بن أبان القرشي المعروف بـمشكدانة ، قال: فمررت بـمحمد بن عباد بن موسى الذي هو سندولا، فقال: من أين أقبلت؟ قلت: من عند أبي عبد الرحمن مشكدانة ، فقال: ذاك الذي يصحف على جبريل عليه السلام؟ يريد قراءته: ولا يغوث ويعوق وبشراً؛ لأن نسراً وبشراً لو حذفت النقاط من فوقها وتحتها فستنطق بشراً وتنطق نسراً. وهذا هو التصحيف. فالتصحيف هو بقاء الكلمة كما هي في الحروف، ولكن النقط يختلف، بخلاف التحريف.
قال الحسن بن الحباب المقرئي : إن عبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة قرأ عليهم في التفسير: ولا يغوث ويعوق وبشراً، فقيل له: إنما هو: وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [نوح:23]. فقال: هي منقوطة بثلاثة من فوق، فقيل له: النقط غلط، فقال: إذاً أرجع إلى الأصل الذي معي، لأرى وأراجع نفسي مرة أخرى، وهذا لا شك أنه كلام خرج مخرج الجهل بكتاب الله.
وقال محمد بن جرير الطبري: قرأ علينا محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف جداً في الرواية فضلاً عن القرآن الكريم، فقال: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يجرحوك، وهي في القرآن: أَوْ يُخْرِجُوكَ [الأنفال:30]. فحذف النقطة من فوق ووضعها تحت فقال: أو يجرحوك.
وقرأ الباغندي قوله تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان:63]، قرأها: هوياً.
ولم يحك عن أحد من المحدثين أنه صحف أكثر مما حكي عن عثمان بن أبي شيبة ، وعثمان بن أبي شيبة هو أخو عبد الله المعروف بـأبي بكر بن أبي شيبة صاحب المصنف. وقيل: إنه لم يكن حفظ القرآن، وكانت هذه سبة في حقه.
قال السبري : سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ: فإن لم يصبها وابل فظل، وقرأ مرة: الخوارج مكلبين، وهي الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ [المائدة:4]، وقرأ مرة: وإذا بطاسيم طاسيم خبازين، فقيل له: أنه: وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ [الشعراء:130].
وقال ابن المنادي : كنا في دهليز عثمان بن أبي شيبة فخرج إلينا فقال: ن وَالْقَلَمِ [القلم:1] في أي سورة هي؟
قال ابن أرومة الأصبهاني : قرأ عثمان بن أبي شيبة : وجعل السقاية في رجل أخيه، فقيل له: فِي رَحْلِ أَخِيهِ [يوسف:70]، فقال: تحت الجيم واحدة، -يعني: نقطة- فكيف أرجع إلى قولكم وأترك النسخة التي عندي؟!
وقال إبراهيم الخصاف : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير: فلما جهزهم بجهازهم جعل السفينة في رجل أخيه، فقيل له: إنما هي: جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ [يوسف:70]، فقال: أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لـعاصم!
وقرأ عثمان بن أبي شيبة : فضرب بينهم بسنور له ناب، فقال له بعض أصحابه: بِسُورٍ لَهُ بَابٌ [الحديد:13]، فقال: أنا لا أقرأ لـحمزة، قراءة حمزة عندنا بدعة، فلم يستح ولم يخجل، مثل الذي حدث بأحاديث مكذوبة عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ، وظل يقول: حدثني يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ويأتي من عنده بأحاديث موضوعة، ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل في المجلس يسمعان، وكل واحد منهما ينظر إلى صاحبه باستغراب، ويقول: هل حدثته بهذا؟ فيقول: لا والله ولا أعلم عن هذا شيئاً، فلما أخذ النوال ممن سمع منه نادى عليه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ، فأتى إليهما وهو يظن نوالاً، يعني: يظن أنهما يناديانه من أجل أن يعطياه شيئاً مثل الناس، فقالا له: من حدثك بهذا الكلام؟ قال: يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ، قال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ، قال: ما وجدت أضل منكما، أتظنان أنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل إلا أنتما؟ فوالله لقد حدثت عن مائة كلهم يسمى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
يعني: أنه بدلاً من أن يستحي ويخجل يجادل ويناقش. فلما قيل له: قراءتك خطأ، قال: أنا لا أقرأ لـحمزة، ولما قيل له: حمزة لا يقرأ هكذا، قال: أنت الذي ليس عندك علم، قراءة حمزة عندنا بدعة.
وقال أبو بكر المعيطي : عبرت بمؤدب -يعني: مر على رجل يؤدب الصبيان- وهو يملي على غلام بين يديه القرآن، فقال: قريق في الحبة وقريق في الشعير، فقلت: أيها الشيخ! ليس الأمر هكذا، إنما هو: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7]. فقال: أنت تقرأ على حرف أبي عاصم بن العلاء الكسائي، وأنا اقرأ على حرف أبي حمزة بن عاصم المدني، فقلت: معرفتك بالقراء أعجب إلي من معرفتك بالقراءة، يعني: حتى القراء لا تعرفهم. فالله المستعان.
وهناك أخبار للمصحفين في الحديث، وهي كثيرة، ولا أظنها تناسب المقام.
وعبيد الله بن معاذ العنبري وثقه كثير من أهل العلم، إلا أن يحيى بن معين تكلم فيه بكلام لا يضره، ولا يؤثر في قبول روايته.
قال: [وهذا حديثه]. وهنا فائدة لطيفة من لطائف تحويل الإسناد، فقد قال هنا: وهذا حديثه، ولم يقل هذا القول بعد كلام زهير بن حرب ؛ لأن الإمام مسلماً له هنا شيخان، الأول زهير بن حرب ، وهذا السياق الذي يسوقه الإمام مسلم لهذا الحديث ليس هو لفظ زهير، وإنما هو من لفظ عبيد الله بن معاذ العنبري ، فدل ذلك على أن لفظ زهير بن حرب لا يطابق أو يماثل لفظ عبيد الله بن معاذ العنبري ، فقوله: (وهذا حديثه) أو (وهذا لفظه) يدل على أن هذا السياق سياق عبيد الله ، وسياق زهير بن حرب يكون بنحوه أو شبهه، وليس مثله؛ لأن المثلية تستدعي وتستلزم المطابقة، ولو كان لفظ زهير بن حرب هو نفس لفظ عبيد الله لكان قال: حدثني زهير بن حرب ، ثم قال: وعبيد الله بن معاذ العنبري ، ولم يقل: وهذا حديثه؛ لأنه في هذه الحال لا فائدة من ذكر هذه اللفظة أو الكلمة.
فقوله: (وهذا حديثه) يدل على فائدة زائدة، وهي: أن اللفظ المسوق هو لفظ عبيد الله بن معاذ العنبري .
وقال في موضع آخر: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، أي: في الرواية والتثبت والإتقان في البصرة.
وقال: وما رأيت أحداً أعقل من معاذ بن معاذ ، وكان معاذ بن معاذ يشبه أحمد بن حنبل في الحياء والأدب.
وقال يحيى بن سعيد القطان وهو من شيوخ أحمد عن معاذ بن معاذ : طلبت الحديث مع رجلين خالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ وأنا مولى، فوالله ما استبقاني إلى محدث قط فكتبا شيئاً حتى أحضر، وما أبالي إذا تابعاني من خالفني من الناس. يحيى بن سعيد القطان كان من المتشددين جداً، والمتعنتين أيضاً في توثيق الرجال، فيقول: لو وافقني معاذ بن معاذ لا أبالي بعد ذلك من خالفني، وكأن هذا اللفظ هو أعلى درجات التعديل.
قال: وكان شعبة يحلف لا يحدث فيستثنيهما، يعني: يستثني خالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ ، يعني: إذا حلف شعبة ألا يحدث أحداً، يقول: إلا خالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ ، وهذا يدل على مكانة معاذ وخالد بن الحارث .
وقال أيضاً: سمعت يحيى يقول: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ ، ولا شك أن هذه البقاع الكوفة والبصرة والمدينة كانت في ذلك الزمان من أكثر البلدان محدثين ورواة، فقدم يحيى بن معين معاذ بن معاذ العنبري على كل من عاصره.
فالشاهد هو بيان وذكر مكانة معاذ بن معاذ العنبري .
نتوقف هنا لنبين تحويل الإسناد.
وكهمس هنا هو الراوي المشترك بين الإسناد الأول والإسناد الثاني، والأصل إذا أردت أن أحول هذا الإسناد أن أضع حرف الحاء قبل كهمس ؛ لأن كهمس هو الراوي المشترك، وبعد ذلك أقول: كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر ، لكن الإمام مسلماً لم يضع حرف الحاء قبل كهمس لثلاث نكت يعرف منهن لماذا لم يتم اختصار الإسناد بطريقة أكثر اختصاراً من هذه الطريقة التي اختصرها بها مسلم، فقد وضع مسلم حرف الحاء بعد يحيى بن يعمر ، رغم أن يحيى بن يعمر موجود في الإسنادين، فكان من الممكن أن يضعه قبل يحيى بن يعمر ، وفيه كذلك عبد الله بن بريدة مشترك كذلك بين الإسنادين، لكن في الإسناد الأول قال: عبد الله بن بريدة، وفي الإسناد الثاني قال: ابن بريدة فقط، وبريدة رضي الله عنه كان له ابنان، سليمان وعبد الله ، فلو وضع حرف الحاء قبل يحيى بن يعمر للزمه أن يروي الاسم على جهة واحدة، فإما أن يقول في الإسنادين عبد الله بن بريدة ، فيكون قد كذب على الراوي؛ لأن أحدهم قال: عبد الله، والثاني قال: ابن بريدة، وممكن أن الراوي الثاني يقصد سليمان بن بريدة، خاصة وأن أبا داود روى هذا الحديث عن سليمان بن بريدة. وإما أن يقول: ابن بريدة في الحالين، فيكون قد أنقص عبد الله، وللمستمع أن يحمل ذلك على أنه سليمان لا عبد الله. فلم يضع حرف الحاء قبل كهمس ؛ لأن الأمر سيكون فيه كذب؛ لأن وكيعاً عندما روى عن كهمس قال: عن كهمس ، ومعاذ لما رواه عن كهمس قال: حدثنا كهمس ، ومعلوم أن هناك فرقاً كبيراً جداً بين عن وبين حدثنا.
وأما لماذا يضع حرف الحاء قبل يحيى بن يعمر مع أنه ليس هناك إشكال لأن يحيى بن يعمر في الإسنادين واحد فقد أجاب على هذا الإمام النووي فقال: ووقفت على طريق لهذا الحديث، وفيه: حدثنا يحيى ولم يذكر ابن يعمر ولم ينسبه، فناسب هذا الأمر عند مسلم أن يضع حرف الحاء بعد يحيى بن يعمر ؛ لأنه قد ورد في طرق أخرى خارج الصحيح أنه يحيى غير منسوب، وهذه كلها لطائف.
ثم اللطيفة الثالثة: أنه ميز بين رواية زهير بن حرب ورواية عبيد الله بن معاذ العنبري ؛ لأنه ساق الحديث من لفظ عبيد الله ، فناسب أن توضع الحاء بعد يحيى بن يعمر والله تعالى أعلم.
فـيحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري البصري لما ذهبا إلى مكة ولقيا عبد الله بن عمر حدثاه بأمر معبد الجهني ومن كان معه على هذا الفكر الضال من أهل البصرة، وليس من ساقطة في الأرض إلا ولها لاقطة، ومهما تكلم العبد بكلام حتى وإن كان خزعبلات وخرافات فلابد أن يجد له أنصاراً وأتباعاً.
فلما تكلم معبد الجهني في القدر التف حوله كثير من الناس، وكان معبد الجهني يتعلم في حلقة الحسن البصري ، وكان تلميذاً للحسن البصري حتى تكلم في القدر، فتكلم فيه الحسن ، ثم صار له حلقة وأتباع يحملون منهجه وفكره في العقيدة.
قال يحيى بن يعمر : [ فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ]. والحميري هنا نسبة إلى شخص وليس إلى حمير. وحميد هذا يقول ابن سيرين عليه رحمة الله: حميد كان أفقه أهل البصرة.
وكذلك فيه جواز سؤال العالم حتى وإن كنت عالماً، لبيان الفائدة لمن هو دونك في العلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطرح المسألة على أصحابه ليختبر بذلك ذكاءهم، وكذلك كان الواحد منهم يطرح السؤال على النبي صلى الله عليه وسلم لا لأجل أن يعلم الحق من الباطل، وحتى يعلم بقية الصحابة جواب النبي صلى الله عليه وسلم، كما فعل جبريل في هذا الحديث، فإنه أتى وسأل وهو يعلم، ومما يبين ذلك أنه قال: صدقت، عندما أجابه لما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، حتى قال عمر: فعجبنا له يسأله ويصدقه؛ لأن هذا ليس من عادة العرب ولا من لسانهم أن يسأل السائل ويصدقه على الجواب؛ لأن الغالب أن السائل إذا سأل إنما يسأل للاستفادة لنفسه، أي: لينفي عن نفسه الجهل.
فجاء يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن إلى مكة حاجين أو معتمرين، وهما يتمنيان لو وفق الله تعالى لهما من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام من يجيبهم على سؤالهم هذا، فهم يريدون أن يسألوا عما دار في بلدهم -أي: في البصرة- من أقوال هؤلاء المبتدعة الضالين، الذين أحدثوا كلاماً لا يعرفونه، ولم يعرفه من سبقهم من أهل زمانهم.
والتعرض لذكر شيء من مناقب الصحابة أمر يطول، وقد سمعت شيخاً تكلم عن مناقب عمر ستة أشهر على المنبر، فكيف نتكلم نحن عنه الآن؟ ولكن يكفينا قول واحد، وهو أنه إذا ذكر عمر بن الخطاب ذكر العدل كله، وذكر الإنصاف كله، وذكرت القوة كلها، وذكر دحر الأعداء دحراً شديداً ورفع راية الإسلام عالية خفاقة، هذا قول مجمل في عمر .
وأما ولده عبد الله فإنه من أكثر الناس رواية عن النبي عليه الصلاة والسلام بعد أبي هريرة رضي الله عنه، وقيل: إنه مقدم في الرواية على عائشة ، وقيل: إن عائشة مقدمة عليه من حيث الكثرة، والأمر محل خلاف بين أهل العلم.
وقد كان من أشد الناس تمسكاً بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، حتى أنه كان يحاكيه فيما هو خاص من عادته صلى الله عليه وسلم، يعني: سنن العادة التي لم يكلف بها ولم تكلف بها الأمة كان عبد الله بن عمر يأخذ نفسه بها، فإذا سار في طريق سار فيه من قبل مع النبي عليه الصلاة والسلام كان يحاكي ويصنع مثلما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو غير مكلف بذلك، ولكنه كان يحب أن يحاكي النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء.
قال: [فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي]، ومعنى ظننت أي: ترجح في ظني أنه سيكلني في أن أتكلم مع عبد الله بن عمر .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
الجواب: الحديث المرفوع هو: ما أسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو: ما كان من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، بخلاف الموقوف فإنه من كلام الصحابي، وبخلاف المقطوع فإنه من كلام التابعي، والمقطوع في غالب أقوال أهل العلم غير المنقطع؛ لأن المنقطع هو: ما سقط من إسناده راو أو أكثر على مدار الإسناد.
والحديث المرفوع يحتج به إن صح السند إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وليس كل حديث مرفوع يحتج به ويعمل به، فمن المرفوع ما هو ضعيف، ومنه ما هو موضوع، ومنه ما هو حسن، ومنه ما هو صحيح، ومنه ما هو متواتر، فكل بقدره، فإذا صح المرفوع عمل به، وإلا فلا.
وأما باقي الأحاديث فيقبل منها الصحيح والحسن، ويرد الضعيف بجميع أنواعه، فالمقبول يحتج به، والمردود لا يحتج به ولا حتى في فضائل الأعمال.
الجواب: صح عن ابن مسعود رضوان الله تبارك وتعالى عليه أنه قال: لا يتعلم مستح ولا متكبر، وهذا موجود في صحيح البخاري في كتاب العلم، ومعلوم أن هذا هو الحياء المذموم الذي يقصر بالعبد عن طلب الخير والصلاح والطاعة والفلاح.
وأما الحياء فهو شعبة من شعب الإيمان، كما صح في الأخبار الكثيرة، وأما هذا فالمقصود به الحياء الذي يمنع صاحبه من تحصيل العلم، فإنه مذموم، وأما الحياء الذي يدفع صاحبه إلى طلب العلم وتحصيله فلا شك أنه من الحياء الممدوح، كما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.
فالحياء الممدوح هو الذي يدفعك إلى أن تدفع عنك وعن نفسك الجهل بشرع الله عز وجل، وأما الحياء المذموم فهو الذي يقصيك ويبعدك عن مجالس العلم.
الجواب: إذا كان هذا الشاب لا رغبة له في النساء، أو أنه متزوج، أو غير ذلك فأصل الأمر على الجواز، وتحدث الرجل مع النساء الأصل فيه أنه على الجواز إلا أن تخشى الفتنة، وكذلك إذا دعت الضرورة والمصلحة إلى ذلك، وأما مجرد الكلام هكذا فالأصل فيه المنع، يعني: الأصل في محادثة الرجال للنساء بغير ضرورة المنع، وإذا كان لضرورة فالأصل فيه الإباحة إلا أن تكون هناك فتنة، فإن كان الأمر هكذا فافعل، ولكن بشرط أن يكون هناك من يؤمن مع وجوده وقوع الفتنة أو ميل القلوب أو غير ذلك.
ولو أردت رأيي فأنا أقول لك: لا داعي لهذا؛ لأنه لا يختم إلا بما لا يحمد عقباه. والله تعالى أعلم.
الجواب: نعم، قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عمرة في رمضان كحجة معي). والمقصود بهذا الحديث: أن له ثواب حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لا يسقط عنه حج الفريضة، بل لابد من الحج إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.
الجواب: معظم الأحاديث التي وردت في فضائل سور القرآن الكريم هي أحاديث موضوعة.
وميسرة بن عبد ربه التراس الأكول هو الذي كان يصنع هذه الأحاديث ويضعها في فضل القرآن الكريم، وقد وضع في فضل كل سورة حديثاً، وكان تراساً أكولاً، يعني: كان يأكل أكلاً لا يأكله حمار، وقد ذهب مرة إلى قوم يزورهم ومعه حماره، فلما استضافوه ونزل عن حماره ذبحوه وشووه وقدموه له، فأكله عن آخره، فلما أراد أن ينصرف أعطوه ثمنه. وكان يزوق سقوف البيوت هو وعمال آخرون، فقال له رجل: زوق سقف المطبخ لنا، وبينما هو يزوق السقف وجد أكلاً يكفي ثلاثين نفساً، فنزل فأكله، ثم صعد يعمل كأنه لم يعمل شيئاً، فدخل الرجل يريد أن يغرف أكلاً، فلم يجد الأكل، ووجد العظم، فقال: سبحان الله! والله إنه فعل الجن، وصار اضطراب واختلاف في الأصوات، وهاجت الناس وماجت، فنظر أحد العمال إلى ميسرة وقال: أوعندكم ميسرة بن عبد ربه ؟ والله إنه الذي أكل الطعام، فدافع عنه صاحب البيت، وأقسم أنه ليس هو ميسرة ، فقال ميسرة : يا عبد الله! لا تقسم، أنا الذي أكلت الطعام، وإن كنت لا تصدقني فاصنع مثله وانظر، يعني: اطبخ مرة أخرى، وانظر سآكله أم لا؟
ونذرت امرأة أن تشبع ميسرة إن فعل الله بها كيت وكيت، فأتت المرأة إلى ميسرة وقالت: يا ميسرة ! اتق الله واقتصد وأوجز، قالت المرأة: فكان ما كفاه يكفي سبعين نفساً.
ودخل رجل على ميسرة فقال: يا ميسرة ! كم يشبعك؟ قال: من بيتي أم من بيت غيري؟ قال: من بيتك، قال: رغيف أو رغيفين، قال: من بيت غيرك، قال: اخبز واطرح، وأخبار ميسرة يطول ذكرها جداً، وقد كان وضاعاً، ومن فمن أراد ترجمته فليراجعها في ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر