قال الإمام البخاري رحمه الله:
[باب من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم لأمر ينزل به].
البخاري رحمه الله يبين لنا أن العمل في الصلاة يجوز، طالما أنه لصالح الصلاة، ولم يكن كثيراً، وإن كان كثيراً متفرقاً فلا بأس طالما أنه في صالح الصلاة.
قال: (حدثنا بشر بن محمد ... إلى أن قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الإثنين، و
سبب ذكر البخاري لهذا الحديث: هو لبيان ما صنع الصديق حينما لاحظ بطرف عينه النبي عليه الصلاة والسلام في يوم الإثنين وهم يصلون الفجر.
وكان أبو بكر يؤم الصحابة في الصلاة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له أن يصلي بالناس في مرض موته، وقال لـعائشة : (مروا
قال علي بن أبي طالب على المنبر: (هذا رجل ارتضاه النبي صلى الله عليه وسلم لديننا؛ فارتضيناه لدنيانا)، وهذا رد على الرافضة -عليهم من الله ما يستحقون- الذين يسبون الصديق ويقعون فيه، وإني أحذر الشباب الذين يدخلون على شبكات الإنترنت في حوار مع بعض الرافضة أو بعض أهل الكتاب وهم لا يستطيعون الحوار والرد، فيأتون لهم بشبه كثيرة، وهذا أمر خطير؛ لا سيما أن الروافض يملكون من الشبه القوية التي تحتاج إلى أهل علم أثبات، فإن لم تكن من أهل العلم فلا تفتح الباب على نفسك، واترك الأمر لأهل التخصص.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة أن يستخلفوا أبا بكر في الصلاة في حال مرضه صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك أجمع الصحابة على خلافته بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ظل الصديق رضي الله عنه يصلي بالناس في مرض النبي عليه الصلاة والسلام، فقالت عائشة : (يا رسول الله! مر
فقال عليه الصلاة والسلام: (يا
فكان الصديق يصلي بهم أياماً متوالية إلى يوم الإثنين، حتى شعر النبي صلى الله عليه وسلم بخفة في جسده فقام ورفع الستار من حجرته؛ لأن حجرات نساء النبي صلى الله عليه وسلم كانت تطل على المسجد.. رفع صلى الله عليه وسلم ستراً من حجرته وألقى عليهم نظرة الوداع وهم يصلون في صفوف فتبسم ضاحكاً، كان جل ضحك النبي صلى الله عليه وسلم تبسماً، كما قالت عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسم)، والمعنى: أنه ما كان يضحك ويفتح فاه حتى ترى مؤخرة فمه، وإنما كان ضحكه تبسماً صلى الله عليه وسلم. وربما قيل عنه: (فضحك حتى بدت نواجذه).
كيف نجمع بين ضحكه حتى تبدو نواجذه، وبين أنه لم يضحك مستجمعاً؟
نجمع بين ذلك بالقول: بأن أكثر الأحوال لضحكه صلى الله عليه وسلم أنه كان يتبسم حتى ترى نواجذه، ولا يقهقه.
وقد رأى السلف أحد الناس يقهقه، فقال له: علام تقهقه؟ أعلمت موقعك من الجنة أو النار؟
وقد جاء في ترجمة ربعي بن حراش رضي الله عنه أنه أقسم ألا يستجمع ضاحكاً إلا بعد أن يرى مقعده إلى جنة أم إلى نار. يقول أخوه: فلما جاءه الموت ما زال مبتسماً حتى واريناه التراب.
وكما يقال: من ضحك هنا كثيراً بكى هناك كثيراً، فكثرة الضحك تميت القلب.
ونحن نقول: مسرحية فيها ألف ضحكة. أي: تضحك حتى تستلقي على قفاك، يتنافسون بكثرة الضحك، والمسرحيات التي تجذب الناس بكثرة الضحك، وأحياناً يُضحكون الناس بالباطل وبالكذب، وبالتعريض بالأحاديث بل بالآيات القرآنية؛ ليُضحكوا الناس، فهؤلاء ماتت قلوبهم، نسأل الله أن يعيد إليها الحياة!
ولعل أحد طلبة العلم يجمع لنا المواطن التي ضحك فيها النبي صلى الله عليه وسلم، في مبحث يكون عنوانه: (متى ضحك النبي صلى الله عليه وسلم)؟ في كم موقف في حياته؟
(متى بكى النبي صلى الله عليه وسلم)؟ موجودة بهذا المعنى، لكن مسألة الضحك لعل أبحاثها قليلة.
وقد مر بنا حديث الرجل الذي وقع على زوجته في رمضان، (فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بعتق رقبة، فقال: لا أملك إلا هذه الرقبة. ولما أمره بصيام شهرين متتابعين قال: وهل فعل بي ذلك إلا الصوم؟! لا أستطيع. ولما أمره أن يطعم ستين مسكيناً، قال: ليس فيها من هو أفقر مني. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه. فهناك أحاديث كثيرة فيها أن النبي عليه الصلاة والسلام ضحك حتى بدت نواجذه)، والصحابة أحياناً كانوا إذا بلغوا الحديث يبلغونه بذات الطريق، فـأبو هريرة يضحك ويقول: أضحك كما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا حديث يسمى عند العلماء (مسلسل):
مسلسل قل ما على وصف أتى مثل: أما والله أنبأني الفتى
كذاك قد حدثنيه قائماً أو بعد أن حدثني تبسما
يعني: إذا تبسم بعد رواية الصحابي يروي الحديث بالتبسم، والتابعي يتبسم، وتابع التابعي يتبسم، وكل من بلَّغ الحديث يتبسم، كقوله لـمعاذ : (يا
فلما شعر الصديق رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع الستار من حجرة عائشة ، ظن أنه قد جاء للصلاة فنكص. أي: تراجع إلى الخلف.
وفي الحديث: بيان جواز التراجع إلى الخلف وأنت في الصلاة، وهل هذه حركة أم لا؟ حركة.. تراجع إلى الخلف. نكص أبو بكر على عقبيه، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج للصلاة، فهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً بقيام وقدوم النبي عليه الصلاة والسلام، فأشار إليهم: أن أتموا.. على حالكم، أشار بيده، ثم عاد إلى أمنا عائشة رضي الله عنها وألقى رأسه على صدرها، ومات بين سحرها ونحرها.
تقول رضي الله عنها: (إن من فضل الله عليَّ أن مات رسول الله بين سحري ونحري)، والنحر هو الرقبة، والسحر هو الصدر، وكان آخر ريق مس ريق النبي صلى الله عليه وسلم هو ريق أمنا عائشة رضي الله عنها، وتوفي ذلك اليوم.. يوم الإثنين.
[كتاب العمل في الصلاة: باب: إذا دعت الأم ولدها في الصلاة].
المسألة: أنت تصلي وأمك تناديك! ماذا تصنع؟
إن كان فرضاً فلا يجوز أن تخرج من الصلاة، وهذا رأي جمهور العلماء.
أما إن كانت نافلة فالأمر يختلف، فهل تستجيب لقولها أم تستمر في صلاتك؟
هذا هو الذي لم يجزم به البخاري للخلاف الذي بين أهل العلم فيه؛ لأن البخاري إذا حكم حكماً فقهياً يأتي به في عنوان الباب، وإذا لم يجزم بالحكم يترك المسألة دون حكم، كما في هذا الباب، ولو كان البخاري رحمه الله يرى حكماً كالاستحباب لقال: باب استحباب الخروج من الصلاة إذا دعت الأم ولدها في صلاة النافلة، فيذكر الحكم وهو الاستحباب، لكنه هنا ترك التبويب بدون حكم، وكأن المسألة لم تترجح عنده.
قال البخاري : (وقال الليث : حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نادت امرأة ابنها وهو في صومعة، قالت: يا
فاليهود أرادوا أن يوقعوا الفتنة بـجريج ، وهو رجل يتعبد في صومعته، فهم يريدون إشاعة الفتنة والفاحشة، كما في قصة واقعة سوق بني قينقاع، وإن كانت القصة ضعيفة عند بعض العلماء، كما في كتاب (قصص لم تثبت)، إنما نريد أن نأخذ منها الشاهد، فقد حاول اليهود كشف النقاب عن وجه امرأة مسلمة فأبت، فربطوا طرف جلبابها بالآخر، بحيث إذا قامت انكشفت سوءتها، فلما أكملت المرأة حاجتها وقامت انكشفت سوءتها؛ فنادت بأعلى صوتها: وا إسلاماه! وكان بجوارها رجل مؤمن فاندفع للدفاع عن عرض المسلمة، فطعن اليهودي فقتله، فاجتمع عليه اليهود فقتلوه، فوصل ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعد جيشاً وأجلاهم بسبب ذلك.
فهم إن فعلوا ذلك تصريحاً في هذه الحادثة، فهم يفعلونه الآن في كل برامجهم وفي كل ما يقدمونه للأمة، وكمثال: الدراسة ستبدأ من الغد إن شاء الله تعالى، فمن أراد أن يشاهد عروض الأزياء فليذهب إلى الجامعة، وسيجد آخر الموديلات والصيحات والتبرج والاختلاط والمصائب الكبرى، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
أقسم لكم بالله أني حينما أدخل جامعة القاهرة أريد أن ألبس شيئاً لا أرى به شيئاً: معانقة وقبلات وأحضان .. مصيبة، الحياء ذهب إلا من القليل، ولم يعد الأمر فيه تستر، نسأل الله العفو والعافية، فهذا هو التمدن والحضارة والرقي... عبارات يرددونها هكذا!!
قال بعض الفقهاء: إجابة الأم فرض وصلاة النافلة نافلة؛ فيجب أن يقدم إجابة أمه على الصلاة، وقال بعضهم: كان من الأحوط أن يصلي مسرعاً فُينهي الصلاة ثم يذهب لإجابة أمه؛ لأنها جاءته ثلاث مرات.
وهذا يدل على منزلة بر الوالدين.
عبد صالح يصلي لربه! لا يفعل موبقاً، سمع نداء أمه مرة وثانية وثالثة فلم يجب؛ فدعت الأم على ولدها، قالت في دعائها: اللهم لا يموت جريج حتى ينظر في وجوه الميامس، يعني: ينظر في وجوه الزانيات، وهذه دعوة أم على ولد انشغل بصلاته، ولم ينشغل بمباراة كرة القدم. بعض الأمهات ينادين أولادهن: يا بني! فيقول: انتظري حتى أكمل المباراة. يا بني! فيقول: الوقت الإضافي! فتقول: يا بني! فيقول: ضربات الجزاء. ثم تقول: يا بني! فيقول: إعادة الأهداف.
ستأتيني أصوات نسائية تقول: أعاملها بإحسان وهي تسيء إليَّ.. تتدخل في شئون بيتي.. تدفع علي الزوج. أقول: حتى وإن فعلت ذلك: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ [فصلت:34]، ويستحيل أن يكون بين الأم وولدها عداوة.
لو أتيت البيت بكيلوين من التين فأخذت لها نصف كيلو، ثم أعطيتها وقلت لها: يا أمي! تذكرتك بهذا النصف، فلو قالت: أتيتني بنصف فقط، فاصبر على ذلك.
وفي المرة الثانية أتيتها وقلت: يا أمي تذكرتك بهدية جيدة وأنا أشتري لأولادي، لا يمكن أن يكون قلبها حجراً، مرة ثم مرة ثم مرة فستدعو لك وسترضى عنك؛ فلا يجوز أبداً يا عبد الله ما نفعله الآن بأمهاتنا.
(وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعى الغنم)، بجوار الصومعة امرأة زانية ترعى الغنم، فزنت مع راعي غنم وحملت منه، ثم اتهمت جريجاً ونسبت ولد الزنا إليه، فقالت: هذا ابن جريج ! وجريج لم يخرج من صومعته، فجاء اليهود إليه -في رواية- وحطموا عليه صومعته، اخرج يا زاني! أنت تظهر لنا أنك تصلي، ابن من هذا؟ ابنك من الزنا! فقال جريج : أين هذه التي تزعم أنه ولدي؟! فجاءوا بها، فنظر جريج إلى وجهها، فأيقن أن الله استجاب لدعوة أمه، لكن .. مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2]، فلما نظر إلى وجهها سأل الله عز وجل أن يفرج كربه، فتوجه إلى الغلام الرضيع على صدر أمه الزانية، ثم طعنه وقال له: يا غلام! ابن من أنت؟ فالتفت الغلام من على صدر أمه وقال: أنا ابن راعي الغنم! وهذا من الذين تكلموا في المهد وهم: عيسى بن مريم، وصاحب جريج ، وقيل: وشاهد يوسف. وهذا كلام غير صحيح، فشاهد يوسف لم يكن غلاماً، إنما الثالث غلام الأخدود، وهناك روايات في هؤلاء الذين تكلموا في المهد كثيرة، لكن البخاري أتى بهذا الحديث في كتاب العمل في الصلاة؛ ليبين جواز أن يخرج جريج من صلاة النافلة ليجيب أمه، أو يجيبها بالإشارة أو يسرع في صلاته ويجيبها.
وفي المسألة أقوال، والراجح: أنه يجوز في النافلة. ويسميها العلماء: مسألة التزاحم، أي: تزاحم الواجب مع السنة، مثل: امرأة وضعت على النار إناء الطعام وهي تصلي، فاشتعلت النيران في الإناء، هل تخرج من الصلاة أم تكمل الصلاة حتى يحرق البيت؟
هذا من باب التزاحم بين شيء وشيء، فينظر في الأولويات، فهناك شيء لا يؤخر وهناك شيء يؤخر، فهذا يسمى التزاحم عند الفقهاء.
يقول ابن حجر في شرح حديث جريج : إن الكلام في شرعهم كان جائزاً -ويقصد الكلام في الصلاة للضرورة- كما كان الكلام جائزاً في أول الأمر عندنا، ثم نسخ بقول الله تعالى: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238].
ففي شريعة جريج كان له أن يجيب أمه ثم يستكمل صلاته، أما في شريعتنا فيستطيع أن يجيب عليها بالإشارة.
(حدثنا أبو نعيم )، شيخ البخاري ، وسميناه شيخ البخاري لأن البخاري يقول: حدثنا أبو نعيم ، وعدد شيوخ البخاري في كتابه هذا: مائتان وتسعة وثمانون شيخاً.
قال: (حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال: حدثني معيقيب (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال: إن كنت فاعلاً فواحدة).
والمعنى: إذا كنت تريد أن تسجد وفي مكان سجودك حصى ولا تستطيع أن تسجد عليه، فتزيحه عن مكان السجود وتسوي المكان، ثم تسجد، وهذا عمل؛ ولذلك لما سئل عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، أجاب بالجواز لكن بمرة واحدة، فقال: (باب مسح الحصى في الصلاة)، وهو أيضاً يبين جواز العمل في الصلاة للضرورة.
فلو أنك صليت على الإسفلت -والإسفلت يحرق في الصيف- فلم تستطع أن تضع جبهتك عليه في السجود، فماذا تصنع؟ تبسط طرف ثيابك وتسجد عليها، ولو كنت تلبس عمامة فلك أن تحلها ثم تبسطها لتسجد عليها وأنت في الصلاة.
قال: (حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا غالب عن بكر بن عبد الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط رداءه فسجد عليه)
إذاً كان المكان لا يمكن أن تسجد عليه فماذا تصنع؟
تبسط الثوب.
والسؤال الآن: بسط الثوب حركة أم ليست بحركة؟
حركة، وفي هذا بيان لجواز العمل في الصلاة لصالحها.
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أمد رجلي في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فإذا سجد غمزني فرفعتها، فإذا قام مددتها) ].
يعني: إذا أراد أن يسجد صلى الله عليه وسلم غمزها لتضم قدميها حتى يسجد، فإذا قام إلى الركعة الثانية مدت قدمها، فإذا سجد غمزها، وهذا الغمز عمل أم ليس بعمل؟
تجد الشيعة الروافض -عليهم من الله ما يستحقون- يقولون في مثل هذا الحديث: انظر إلى سوء أدب عائشة ؟! تبسط قدميها في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم! قلت: يا رجل! اتق الله في نفسك، فهذا من ملاطفة الزوج مع زوجته، وعدم وجود كلفة بين الزوج وزوجته.
وغمز الزوجة فيه ملاطفة ومداعبة ورحمة للزوجة، وهذا ليس من سوء الأدب إطلاقاً، بل سوء الأدب عندكم أنتم.. سوء الأدب في عقولكم أن تطعنوا في زوجة خير البشر صلى الله عليه وسلم.
نكتفي بهذا القدر، ونجيب على قدر من التساؤلات إن شاء الله تعالى.
الجواب: الحقيقة هذا نموذج طيب لشاب نفسه لوامة، لكني أردت أن أقرأ الرسالة؛ لأننا بالفعل في زمن الفتن، فهذا شاب يريد الزواج والالتزام والتوبة إلى الله، لكنه سرعان ما يعود إلى المعصية، فإن تاب عاد.
ما السبب في عودته؟
إنه المناخ الذي يحيط به:إعلام فاسد.. تبرج.. اختلاط فاحش في الجامعات.. اختلاط في أماكن العمل.
الرجل تاب والتزم، ولكننا لا نقول: إن ساحته براء، ومع هذا لا بد أن نشعر بالشباب، إذ إن مسألة تيسير أمر الزواج مسألة مهمة، فهل هناك من ولي أمر قال لشاب: أنا أزوجك ابنتي على اليسير، لا أريد منك أي شيء، لا سيما أن الجرام الذهب أصبح بخمسة وسبعين جنيهاً، فماذا يصنع الشباب؟!
فإلى أولياء الأمور أقول: اتقوا الله في أنفسكم! يسروا على شبابنا الزوا!!
فهذا الشاب الذي يريد التوبة ويريد الزواج لا بد أن يعان من المسلمين، وهي أفضل أوجه الزكاة، أفضل -عندي- من بناء المساجد، مساعدة أمثال هذا الشاب الذي يريد أن يحصن نفسه بالزواج ولا يجد من يأخذ بيده، فلا ولي أمر يساعده، ولا جمعيات تأخذ بيده لتيسير أمر الزواج.
أقول: أسأل الله سبحانه وتعالى لهذا الشاب أن يتوب عليه توبة نصوحاً، وأن يباعده عن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ييسر له أمر الزواج، وأن يجعل المحسنين أصحاب الأموال ينظرون إلى هذا البند من بنود الزكاة نظرة موضوعية، فربما رجل صاحب مال يأتي بشاب فقير فيزوجه بمبلغ لعله ينفقه في رحلة إلى أوروبا أو إلى أي مكان آخر، كما يعلم جميعنا، والأمر لا يخفى على أحد.
الجواب: العلماء يكرهون نقل الجنائز إلا لضرورة، كأن يصلي عليه أهل بيته وأقرباؤه وعائلته، فهذا لا بأس به.
الجواب: يجوز لك أن تسبح، أمك تقول: يا محمد! فتقول: سبحان الله! تخبرها أنك ستأتي إليها، وتجبر خاطرها بعد الصلاة، وتهتم بأمرها، أما ألا يجيب الإنسان نهائياً، ثلاث مرات ولا يلتفت إليها فهذا لا ينبغي، ولكن تفعل في الصلاة ما يفيد الإجابة، وهذا من العمل الجائز في الصلاة للضرورة.
مداخلة: في الفرض والسنة؟
الشيخ: لا. الفرض لا.
الجواب: نعم. الخلق يمكن أن ينسب إلى غير الله؛ لأن العلة أن الله هو أحسن الخالقين، مثال ذلك: قولك: أنا الذي خلقت البئر. ما معنى خلقتها؟ فطرتها.. حفرتها، لكن هل خلقك إيجاد؟ ليس هذا المقصود، فالله عز وجل وحده يخلق من عدم سبحانه وتعالى، فحينما يخلق الناس الآن شيئاً فهم يخلقونه من موجود وليس من عدم، لذلك يقول الله: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ [الحج:73]، كذلك قال عيسى ابن مريم: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ [آل عمران:49]، فعيسى قال: إني أخلق، فنسب لنفسه الخلق، لكن .. هل هو يخلق من لا شيء أم من شيء؟ إنما يخلق من الطين، والذي يخلق من العدم هو الله تعالى وحده: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون:14]، فلا تلبيس في هذه الآية مطلقاً.
وهذا يسمى عند العلماء اشتراك صفة، واشتراك الصفة لا يعني التماثل، فلله يد ولك يد، فهل يد الله كيدك؟ سبحان الله العظيم! هذا اشتراك صفة، والله وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه غفور رحيم، ووصف نفسه بأنه غفور رحيم، ووصف الإنسان بأنه سميع بصير وهو كذلك السميع البصير، فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [الإنسان:2]، فهناك صفات مشتركة، لكن لا يمكن بحال أن نسوي بين صفة الخالق وصفة المخلوق.
وأقرِّب لك المعنى فأقول: الباب له يد، والبعير له يد، والإناء له يد، والكوب له يد، وأنت لك يد، فهل هذه الأيادي كلها متشابهة؟ لا.
إذاً: كلمة اليد تحتمل أكثر من معنى عند الدواب وعند المخلوقات، فلا يعني الاشتراك في اللفظ الاتفاق في الصفة.
والحقيقة أني كنت لا أريد أن أجيب على هذا السؤال؛ لأن الكثير يشغلون أنفسهم به، والأولى لهم ترك مثل هذا، ولا سيما طالب العلم؛ فإنه يبدأ بدراسة كتب العلم والأصول، ولا يشغل نفسه بهذه الأشياء.
الجواب: الحقيقة أن الشيخ ابن باز رحمه الله سئل هذا السؤال، وعندي إجابته، قال: سفر وسلمان وعائض يحملون منهج السلف، ولا داعي أبداً للوقوع فيهم.
أما أن تحمَّل أقوالهم فوق ما تتحمل فهذا لا يجوز، فهم دعاة إلى الله، والداعية إلى الله يصيب ويخطئ، فإن أصاب فله أجر، وإن أخطأ فهو مجتهد وله أجران.
أما ما قلت من أنهم يتبعون منهج سيد قطب فهذا ليس عندي منه علم، هذا افتراء على المشايخ وإفك، وأنا أستطيع أن أجزم أنه إفك. نعم.
مداخلة: سمعت شريطاً للشيخ ابن عثيمين يمدح فيه الشيخ سفر الحوالي .
الشيخ: عندنا الشيخ الألفي يقول: عندي شريط للشيخ ابن عثيمين أثنى فيه على الشيخ سفر في أكثر من ساعة.
عموماً لا نريد أن نصدِّر الفتن من هنا، دع الفتن لأصحابها، دعهم يتفرغون للطعن في العلماء، فنحن ندرس البخاري والعدة، والقرآن والسنة، هذا السؤال كنت لا أريد أن أجيب عليه، فلا نريد أن ننشغل بهذا أبداً، نحن نسمع، فما وافق الكتاب والسنة نقبله، وما عارضهما نرده فقط، معنا الميزان الضابط، لماذا ننشغل بـ: هذا خارجي، وهذا مرجئي، وهذا معتزلي، وهذا سروري؟! هذه مصيبة، هل لدينا وقت لهذا الكلام؟
هذا من الإسراف والترف، وعدم التفرغ للدعوة إلى الله، فالدكتور سفر رجل يدعو إلى الله جزاه الله خيراً، والشيخ عائض يدعو إلى الله جزاه الله خيراً، فهل بلغ لدينا عدد الدعاة مبلغاً لدرجة أن يتفرغ بعضنا لبعض؟!
يا عبد الله! هذا إجرام، أقسم بالله إنه إجرام، إن كان مخطئاً فحدثه بينه وبينك، فقدح العالم لا يجوز على مرأى ومسمع من الناس بحجة الجرح والتعديل والكلام في أهل البدع، ونحن لا ندعي العصمة لأحد، فعلاً سيد قطب عنده خلل واضح بيِّن في كتبه، لكن الرجل أفضى إلى ما قدم، أمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وربما أقواله تحتمل، فنحن نبين الخطأ والصواب، ولا نقول بعصمته كما يعظمه أتباعه، كقوله عن موسى عليه السلام: إنه كان عصبي المزاج، لا يملك نفسه، مندفع الثورة..
يتحدث عن موسى كأنه يتحدث عن صديقه. لا. هذا نبي.
أو حينما يقول عن عثمان : إنه حابى المقربين، وبدَّد بيت المال، وقرب المحسوبين.
هل يليق هذا الكلام في عثمان ؟ نحن لا نقبله، بل نرده من كل وجه، ومن لم يرده ففي قلبه مرض، فلا تعظم الرجال؛ فإن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وحينما يقول الشيخ البناء : عقيدة السلف أسلم، وعقيدة الخلف أعم وأشمل. نقول: قف عند هذا الحد، فعقيدة الخلف .. المؤولة .. الأشاعرة .. المفوضة لا نقبلها بحال؛ لأنها تعارض عقيدة السلف.
سيقول قائل ممن يقدسون هؤلاء: لقد وقعت في المحظور فأنت تتكلم في العلماء، فأقول: هل هم معصومون؟ هؤلاء يقدسونهم، أقوال الرجال عندهم قرآن.
لا يا عبد الله! ليس هذا ما جاء في السنة، ولا منهج أهل السنة، فمنهج أهل السنة: أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وابن تيمية رد عليه السلف في مسائل، وابن حنبل جانبه الصواب في مسائل ورد عليه أئمة المذاهب، وليس معنى هذا أننا نقلل من شأن العلماء، ولكن .. حتى تبقى العصمة للأنبياء فقط! وليس معنى ذلك أن تقف وتجرح العلماء أيضاً، فتجريح العلماء لا يجوز، وإنما نقول هذا لبيان الحق الذي لا بد منه، ولكن من دون تجريح، فتقول: قال فلان في كتابه كذا، ولقد جانبه الصواب، والحق كذا للأدلة التالية، ولا داعي للتهم: مرجئي.. حلولي.. اتحادي .. فتوصله إلى الكفر.
وقد قرأت ورقة حزنت منها حزناً شديداً، تحمل أسماء العلماء في الساحة المصرية، فلما وصلت إلى اسم شيخنا الشيخ محمد حسين يعقوب فقرأت أول كلمة: الشيخ يعقوب رجل مخرف ضال. فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.
لا يقول هذا الكلام إلا معتوه، سفيه في عقله، يحتاج إلى حجر عليه، فهل هذا كلام يقال في عالم داعية يعمل في حقل الدعوة إلى الله؟
وهذا الكلام يردده شباب الآن، وهذا والله مصيبة كبيرة، أن يقال عن عالم كان سبباً في هداية الكثير بسبب شريطه المعروف: (لماذا لا تصلي؟!) كم صلى بسببه أناس، ولعل الله يغفر له زلاته بسبب هذا الشريط!
يا عبد الله! اتق الله في نفسك! واتق الله في طلبتك، وأما أن تخصص يوماً للطعن في العلماء والتجريح فيهم بزعم أن هذا جرح وتعديل، فهذا خبل وجنون.
الجواب: هذا من مخالفة السنة، أمر ابتدعوه، جواز تأخير أذان الجمعة إلى الساعة الثانية! السنة في الجمعة أن تقدم، والبخاري رحمه الله يرى جواز تقديم الجمعة عن وقت الظهر؛ لحديث جابر بن عبد الله ، (وكان صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة بأصحابه ويذهبون إلى السوق ولم تزل الشمس في كبد السماء)، أما أن تؤذن الساعة الثانية، وتخطب ساعة ونصف فستكون الساعة الثالثة والنصف، ثم درس ساعة فتكون الساعة الرابعة والنصف، فيؤذن العصر الساعة الرابعة والنصف، فتكون الجمعة عندنا عصراً.
هذا يا عبد الله! من أسباب ما نحن فيه من بلاء كسبته أيدينا، وإلا فشارع مثل هذا يوم الجمعة مغلق بسبب صلاة الجمعة، فأظن أن من سوء الفهم أن أخطب ساعة ونصف الساعة، وأن أعطي درساً ساعة ونصف الساعة، والشارع يقف ثلاث ساعات، والإجابة: أنا حر!
هذه دعوة بالقوة .. ما هكذا كانت دعوة النبي عليه الصلاة والسلام، إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته يراعي الواقع، يكفي نصف ساعة أو ساعة إلا ربع الساعة، ثم بعد ذلك الصلاة، وإذا كان هناك درس فالأفضل أن يؤخر إلى المغرب، فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الجمعة:10]، هذا من فقه الخطيب والداعية، أن يقصر الخطبة وأن يطيل الصلاة، ساعة إلا ربع لا بأس بها، أما أن يخطب لمدة ساعة ونصف الساعة فأستحلفك بالله! أكثر مستمع كم يستطيع التركيز؟ لمدة نصف ساعة، وبعد هذا لا يمكن التركيز، فخير الكلام ما قلَّ ودلَّ.
تقول لأحد المصلين: ماذا قال الشيخ؟ فيقول: لا أدري! يصيح منذ ساعة ونصف ولم ندر ما يقول!
هذا هو سبب البلاء الذي نحن فيه يا عبد الله! فلا بد من مراعاة ظروف الواقع، لا بد من مراعاة ظروف المصلين.. إلخ، فالذي يؤذن الساعة الثانية قل له: أنت مخالف للسنة، وجئت بعمل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب: يمكن أن تقدم إلى الساعة العاشرة أو الحادية عشر صباحاً، لكن بموافقة ولي الأمر، والإمام الراتب، ليس أنا من يقدمها ولا أنت، حديث جابر بن عبد الله في صحيح مسلم : (كنا نصلي الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ونذهب إلى جمالنا ولم تزل الشمس في كبد السماء)، يعني أن وقت الظهر لم يأت بعد.
قال البخاري : (جواز تقديم الجمعة عن وقتها).
وأنت تعلم أن الناس مشغولون طيلة أيام الأسبوع، أما في الجمعة فهي إجازة، فيأتون الجمعة للصلاة، فإذا صلى بهم الخطيب من الساعة الثانية عشر إلى الساعة الرابعة فهذا عذاب وسيكون يوم العمل بالنسبة له أرحم من الجمعة.
فعندما يطوِّل الخطيب الجمعة يُسب الخطباء ويشتمون بسببه، فلا بد من مراعاة ظروف الناس، وانظر إلى فقه السلف فهو الفصل بيننا، والله تعالى أعلم.
الجواب: ما معنى هذا الكلام؟ هل المقصود أن يختصي؟ (استأذن
انتبه أن تفكر في أن تختصي لطلب العلم، لا تفعل هذا، البعض يقول: أريد أن أتفرغ لطلب العلم.
فأقول: يا عبد الله! لا بد أن تكون متوازناً بين طلب العلم والدنيا، فالجامعة حينما تبدأ يوازن الطالب بين الجامعة وبين أخذ درس أو اثنين بجانبها ويكفي، أو في الجمعة ويكفي، وينظم وقته، لكن بعض الإخوة كان متفوقاً قبل الالتزام، فأول ما يعفي اللحية ويقصر الثوب يضعف مستواه تماماً، ويعيد السنة سنتين أو ثلاثاً، ماذا حصل؟ يقول: أنا متفرغ للعلم، لا. دعك من شماعة العلم، فجدير بك في حال التزامك أن تتقدم، لا تكن نموذجاً سيئاً للإلتزام.
يقول الأخ في نفسه: أنا أجلس حتى شروق الشمس وأصلي ركعتين، ولأني سهران طوال الليل أذهب وأنام إلى الساعة الثالثة أو الرابعة، ثم يقابلني والده فيقول لي: يا شيخ! انظر لي حلاً في الولد فلان.
فأقول له: ما له؟ فيقول لي: يجلس في المسجد حتى الشروق، ثم يأتي إلى البيت ينام، نريد منه أن يأتي لنا بخبز أو غيره فلا نجد منه شيئاً، يأتي بعد الشروق إلى البيت للنوم إلى الساعة الثالثة بحجة جلوسه إلى الشروق.
وهذا سببه انعدام التوازن، مما يسبب سمعة سيئة للإلتزام، والملتزمين والله تعالى أعلم.
الجواب: الحقيقة أنا أؤيدك في هذا الكلام، لكن عليك أن تخرج من البيت إلى المحاضرة لوحدك، وبعد المحاضرة لا تقعد في (كافيتريا) ولا تجمعات ولا أسر، بل دعك من هذا كله، واجلس مع نفسك فقط لا غير، فهذا هو الذي أنصحك به أولاً.
ثانياً: إن كانت كلية نظرية تناوب أنت وأخوك، فيوم أنت ويوم هو، يسجل لك المحاضرة وتسجل له المحاضرة.
أما إن كانت كلية عملية يلزمك فيها الحضور فاذهب ولا حرج، لكن -كما قلت لك- لا تختلط إلا في حدود قليلة، واتق الله ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فأنا أعرف ما ستقول؛ لأني منذ سنة لم أدخل جامعة القاهرة، رغم أنني مسجل هناك، لكن كلما دخلت أشعر بضيق وانقباض؛ لأنك ترى مناظر تتعجب لها، البنات فيها لم يعدن بنات بل ممسوخات، واحدة تجري وراء هذا، والتي تمشي ووسطها كله ظاهر -نسأل الله العافية- والهاتف المحمول في يدها، نصف الدخل القومي صرف فيها، هذا المحمول خدمة أم سلعة؟ خدمة، وهناك نظرية اقتصادية تقول: إذا تحول الدخل إلى خدمات انهار الاقتصاد. وهذا ما نراه اليوم.
الجواب: نعم، يجوز الجمع بين تحية المسجد والنافلة في حال ضيق الوقت.
الجواب: هذا واجب، الذي يتركه مفتوحاً أثناء الصلاة يشوش على إخوانه، فاتق الله في نفسك! نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
الجواب: لا ليس بحديث، إنما الحديث: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا).
الجواب: الجواب بمنتهى البساطة: هذا شرع من قبلنا، ولا يستدل به على شرعنا.
الجواب: هل هذا حديث؟ هل من أحد يؤلف أحاديث هذه الليلة أم ماذا؟ هذا ليس بحديث، يوجد أحاديث تشعر من ظاهرها أن عليها ظلام، فهذا ليس من كلام النبوة.
الجواب: نعم من الشيعة، أما الجهاد معهم فلا يجوز.
الجواب: لو لحن في حرف واحد من حروف الفاتحة بطلت الصلاة.
مداخلة: كيف ننبه المصلين إلى هذا، مع العلم أن بعض الإخوة صححها له، وهو مصر؟
الشيخ: إن أصر الإمام على اللحن الجلي في الفاتحة فانصح الناس بعدم الصلاة خلفه، ولا تصل أنت خلفه؛ لأن اللحن الجلي في الفاتحة يبطل الصلاة.
صحح له، فإن قال مثلاً: صراط الذين أنعمتُ عليهم، فقل: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7]، أصرَّ عليه وتابع خطأه بالنصح؛ لأن هذا لحن جلي يفسد الصلاة، ويغير المعنى.
مداخلة: إذا أصر يا شيخ!
الشيخ: إذا أصر ففارقه.
مداخلة: إذا قال: (قير) بدل (غير)؟
الشيخ: صححها له، قل له: تعال أقرأ لك الفاتحة.
ولذلك لم يُجز العلماء إمامة الألثغ إلا لمن على شاكلته، بعض الناس يقلب الراء إلى غين، يقول: (الغحمان الغحيم)، وهذا خلق الله عز وجل، لا نهزأ به، وإنما نقول له: صل مأموماً، فالألثغ لا يؤم إلا ألثغاً مثله.
مداخلة: حكم نطق (الجيم) قيم؟
الشيخ: لا يصح، ولا يجوز يا شيخ! فهذا لحن جلي في الصلاة يغير المعنى.
الجواب: يجوز؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في مد رجليها أمام النبي صلى الله عليه وسلم، (فإذا سجد غمزها).
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا! اللهم استر عوراتنا! وآمن روعاتنا! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر