كما ذكر الشيخ بعض المقطوعات الشعرية في مدح ابن باز، وابن عثيمين عليهما رحمة الله.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أولاً: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
يا رياض الخير قد جئتُ وفي جعبتي أبها بلقياكم تسامى |
حلَفَت لا تشرب الماء ولا تأكل الزاد ولا تلقى مناما |
أو ترى الأحباب في نجد فإن لم تجدهم صار ممساها حراما |
فسلام الله أهديه لكم يا رجال النبل في نجد الخزامى |
أنا قد أحببتكم في الله ما كان قلبي في سواه مستهاما |
ثانياً: أما هذا السؤال، وهو أن الأخ يسأل كيف يكون خطيباً مطبقاً أو خطيباً حاذقاً أو فاهماً وموجهاً في الأمة.
الخطابة هي قبل كل شيء موهبة من الله عز وجل؛ ولكنها تحسَّن، ولها وسائل تحسين وتدريب ورياضة حتى يصل الإنسان إلى مبتغاه، والمقصد أن المسلم ينبغي أن يكسب بعمله وجه الله عزَّ وجلَّ، والله تبارك وتعالى يوزع المواهب والتخصصات على الناس، فما كل واحد إلا وله تخصص، بعضهم كاتب، والآخر خطيب، والثالث شاعر، والرابع مفتي، فالمقصود أن تخدم الإسلام بالدعوة أينما كانت الدعوة.
والصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا كلهم علماء، ولا مفتين، ولا خطباء، وإنما كان فيهم الخطيب كـثابت بن قيس بن شماس، فاستخدم خطابته في نصرة (لا إله إلا الله) وفي الدعوة إلى (لا إله إلا الله) ومنهم الذي ليس بخطيب ولكنه مقاتل كـخالد بن الوليد سيف الله المسلول، فاستخدم سيفه في نصرة الإسلام، ومنهم الشاعر كـحسان أخذ القوافي يرسلها كالصواعق على رءوس الملاحدة والزنادقة والفجار.
إذاً: فعليك أن تعرف تخصصك الذي يمكن أن تخدم الإسلام به، فإن الله عزَّ وجلَّ سوف يسألك عما وهبك من الكتابة، ومن الأدب، ومن الخطابة، ومن العلم، فأخلص مقصدك لوجه الله عز وجل.
أما الخطابة فتعتمد على أمور:
الأمر الأول: أن يخلص، وأن يدعو الله ويسأله القبول والصدق، فإنه هو الذي يفتح سبحانه وتعالى؛ ولذلك ذُكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه كان إذا أراد أن يتحدث قال: اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أصول وبك أقاتل وبك أحاور، وكان يكثر من الاستغفار كثيراً ليفتح الله عليه.
الأمر الثاني: الجرأة: ولذلك يقول ابن قتيبة في عيون الأخبار: الخطابة عند العرب تُبنى على الجرأة، وهي: أن تكون جريء القلب، جريء الجنان شجاعاً؛ لأن مقابلة الصفوف ليست بسهلة، ومقابلة الناس صعبة، فهذا يأتي بأن تدرب نفسك على الخطابة، وعلى الإلقاء، وعلى الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، وأن تخرج إلى القرى وإلى الضواحي فتدعو الناس، فسوف يرزقك الله القبول سبحانه وتعالى، وسوف يهدي على يديك، وسوف يكون لك باعٌ في الخطابة.
ويؤثر أن عبد الملك بن مروان، ذُكر عنه في تراجمه: أن أبناءه قالوا: نراك شاب رأسك ولحيتك، قال: من صعودي المنبر يوم الجمعة، أعرض عقلي على الناس.
وذكر ابن الجوزي في كتاب الحمقى والمغفلين: أن أحد الخطباء استقل المنبر ليتكلم، فأراد أن يقول: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، فقال: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أشهر، فرد عليه الناس، قال: والله لقد تقاللت ستة أشهر وأردت أن أقول ست سنوات!
الأمر الثالث: التحضير: فلا يمكن أن يتكلم الإنسان بطلاقة إلا بعد أن يبلغ من العمر عتياً، أو يصل إلى الأربعين، وفي صحيح البخاري: أن عمر رضي الله عنه وأرضاه لما ذهب إلى سقيفة بني ساعدة قال: [[فزوَّرت كلاماً في صدري]] أي: هيأه ليتكلم به عند الأنصار في سقيفة بني ساعدة.
فعلى المسلم أن إذا أراد أن يتكلم أن يحضر العناصر في ذهنه أو الموضوع، أو يحفظ الآيات والأحاديث، فلا يأتي مباشرة فيتكلم فيأتي بكلمة من البر وكلمة من البحر.
الأمر الرابع: على الخطيب أن يستقرئ أحوال الناس، فيعرف المقام الذي يتكلم فيه، فلا يتكلم في مجتمع ليسوا بحاجة إلى الكلام، مثل أن يذهب إلى أهل البادية الذين لا يعرفون التوحيد وهم واقعون في الشرك، فيتكلم في البنوك الربوية، وليس عند أهل البادية بنوكاً ربوية، أو يأتي إلى مجتمعات مرتكسة في الضلال فيتحدث لهم في جزئيات، إنسانٌ ما أسلم ولا عرف (لا إله إلا الله) ولا أنواع التوحيد، فيتحدث له عن إسبال الإزار، وعن تحريم حلق اللحى.
الأمر الخامس: أن يراعي الموقف فيعطي الناس ما يشتهون، فإن كان في خطبة جمعة فعليه أن يقصر ويوجز، وأن يطرق الموضوعات المهمة، وإن كان في درس فعليه أن يطيل وأن يتوسع بقدر الحاجة.
أما أمور الصوت، والنبرات، والنغمات، فهذه أمور أخرى.
ومِن أحسن ما كُتِب في الخطابة: كتاب الخطابة مفهومها ودلالتها أو نحو هذا العنوان، للشيخ محمد أبي زهرة وهو من أحسن الكتب في ذلك إن شاء الله، وفيه فوائد، لولا بعض الملاحظات فيه.
الجواب: الخشوع عند تلاوة القرآن والتأثر والبكاء مدح الله به المؤمنين، وله أسباب، وكلما عظُم إيمان العبد خشع قلبُه، وخشي الله عزَّ وجلَّ، ولذلك ذكر الله العلماء فوصفهم بوصف، فقال: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] فمن لم يخش الله عزَّ وجلَّ فليس بعالم ولو حفظ النصوص واستحضر الأدلة؛ لأن المسألة مسألة خشية؛ ولذلك قال مطرف بن عبد الله بن الشخير في أبي بكر الصديق مقارنة بالصحابة: [[ما فاقهم
وعن الحسن البصري أنه قال: [[ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل]] روى ذلك مالك بن أنس في الموطأ مرسلاً.
وأبو بكر رضي الله عنه وأرضاه لم يكن أعلم الناس بالفتيا وكان في الصحابة من يفتي كـعبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وأبي بن كعب؛ ولكن كان أبو بكر أخشى الصحابة لله سبحانه وتعالى؛ حتى تقول عائشة كما في الصحيحين: [[كان أبي رجلاً أسيفاً -أي: كثير البكاء والحزن- وكان إذا قام في صلاة الفجر قرأ سورة يوسف فما يبلغ قوله تعالى: وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ [يوسف:84] إلا وينهد باكياً وينهد المسجد معه من البكاء]].
وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد: أن أبا بكر دخل مزرعة رجل من الأنصار، فرأى طائراً يطير من شجرة إلى شجرة، فبكى وقال: [[طوبى لك أيها الطائر! ترد الماء وترعى الشجر، ثم تموت، لا حساب ولاعذاب، يا ليتني كنتُ طائراً]] فهذا من خوفه لله عزَّ وجلَّ.
أما الأمور التي يحصل بها الخشية -إن شاء الله- فهي:
الأمر الأول: الصدق والإخلاص: أن تصدق في نيتك وفي إخلاصك في تلاوة كتاب ربك تبارك وتعالى، فلا تقصد به الناس ولا ثناءهم ولا مدحهم.
الأمر الثاني: أن تتدبر ما تقرأ، وأن تقف مع عجائب القرآن وغرائبه، وأن تتصور أن الذي تكلم به هو رب العالمين حقيقة سبحانه وتعالى، وأنزله على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام.
الأمر الثالث: أن تحسن صوتك بالقراءة وتنغمه علَّك أن تحزن وتخشع.
الأمر الرابع: أن تختار لنفسك وقت الارتياح: وهذا قاله الإمام أحمد، فالشبع الكثير لا يناسب الرقة في القراءة، أو التعب الشديد، أو النعاس، وقد أتى فيها آثار، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام عفا عمَّن قام يصلي وهو ينعس، قال: (فليرقد لعله أن يستغفر فيسب نفسه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فمن باب أولى قراءة القرآن، فيختار الوقت المناسب لقراءته.
الأمر الخامس: أن تتصور قلة المقام بهذه الدار، وأنه كتاب الرحيل، وأنه زاد إلى الله سبحانه وتعالى.
فإذا تم ذلك وإلا فادعُ الله وراجع فتح الباب من الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ومن كل مسلم.
الجواب: المنكرات ليست في بيتك فحسب، بل في كثير من البيوت، وكثير من المجتمعات، وكثير من المدن والقرى، ومشكلتنا ليست مشكلة قلة العلم، مشكلتنا الكبرى قلة دعوة الناس إلى (لا إله إلا الله) وتفهيمهم وتعليمهم، وهناك في المجتمعات من لا يُحسن الفاتحة، وقد اشتغل كثير من الدعاة وطلبة العلم بالرسائل والتحقيق ومن ثم ضاعت الأمة، فمسألة المنكرات ليست في بيتك فحسب، بل هي منتشرة، ونحن نرجو الله أن يغير الحال إلى أحسن، ثم إلى جهود طلبة العلم والدعاة أن ينشروا دين الله عزَّ وجلَّ، وأن ينشروا الدعوة والفهم في الناس.
وأما المنكرات في بيتك فعليك أن تكون ذا تؤدة وصبر، فإن بعض المنكرات أهون من بعض، وحمل بعض الشباب إذا رأوا المنكرات على عقوق الوالدين، فعقوا الوالدين من أجل بعض الأمور السهلة:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مُضر كوضع السيف في موضع الندى |
صحيحٌ قد يكون في البيت غناء، لكن لا يحملك ذلك على ترك البيت وعقوق وقطيعة والديك لتغير هذا المنكر، فإن عقوق الوالدين من الكبائر، واستماع الغناء معصية، وعقوق الوالدين أعظم.
فأنا أدعوك إلى الصبر والحكمة في الدعوة، والحكمة أن تلين لوالديك، وأن تدعو لهم في كل صلاة، وأن تدعوهم إلى الله بالرفق، علَّ الله أن يهديهم على يديك، فإن لم تستطع فعليك بالصبر على أذاهم أو على ما يأتيك منهم، فإن لم تستطع فإن المعاصي منها ما يُقاطَع عليها، كترك الصلاة، فإن عليك أن تقاطع أهلك إذا تركوا الصلاة، أما المعاصي فتناصحهم وتصبر حتى يفتح الله عزَّ وجلَّ قلوبهم لك، والله معك إذا أكثرت من الصدق والإخلاص، والدعاء والإنابة له سبحانه وتعالى.
الجواب: نسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وكفى بترك الصلاة معصية، فإن من ترك صلاة واحدة عامداً متعمداً فقد كفر، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية يرى أن من ترك صلاة واحدة عامداً حتى انتهى وقتها فلا يقضيها بعد الوقت، فإنه في تلك الفترة قد كفر بالله العظيم، وليس له أن يقضيها؛ لأنه قد مرت به فترة كفر، بل عليه أن يعود إلى الإسلام من جديد ويتوب إلى الله، ويدخل في الدين، ومضت تلك الصلاة، فتركك لبعض الصلوات أو لصلاة واحدة معناه الكفر، نسأل الله العافية، حتى قال بعض أهل العلم من المحدِّثين: ليس بصحيح تقسيم تارك الصلاة إلى متهاون وجاحد، بل من ترك الصلاة فقد كفر بلا عذر، فكيف يتركها!
فعليك أن تتقي الله، كل شيء يهون إلا ترك الصلاة فإنه الكفر، يقول عليه الصلاة والسلام: (بين المسلم وبين الكافر ترك الصلاة) من حديث جابر عند مسلم، وعند أبي داود من حديث بريدة بن الحصيب: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) فنعوذ بالله من التاركين للصلاة، ونسأل الله أن يهدي شباب الإسلام.
فإذا اهتديت وواظبت على الصلاة فسوف يهديك الله سواء السبيل، ويرشدك إلى أنك إذا صليت الصلوات الخمس في جماعة، وحافظت عليها ظاهراً وباطناً، وأحسنت سجودها وركوعها وخشوعها فسوف تهتدي بإذن الله مع الدعاء.
أما بقية المعاصي فلن يسلم منها أحد؛ لكن أرشدك إلى أنْ تعزم على التوبة، وأن كلما وقعت تستغفر وتتوب، وأن تفعل من الحسنات ما يمحو السيئات، والله معك.
الجواب: الحل بيد الشباب المسلم إذا استطاعوا وإذا علموا ذلك، الحل أن ننطلق بالدعوة والتوجيه والتوعية لوجه الله عزَّ وجلَّ، الحل أن نصدق مع الله عزَّ وجلَّ، وأن نبذل مثلما يبذل غيرنا أو عُشر ما يبذل أعداؤنا، تجدون بعض الدعوات المغرضة البدعية الشركية كيف يبذل دعاتُها والقائمون عليها من الجهود والتضحية، والإعلام والدعوات، والمؤلفات والصحف والمجلات.
فالحل مسئوليتنا نحن، أما أن ننتظر ونتمسكن ونقول: نفسي... نفسي، ونتخفى في بيوتنا فهذا ليس بحل، بل بهذا نزيد الأمة وهناً إلى وهن، وهزيمة إلى هزيمة، والحق أن ندعو وأن نوجه بالحكمة وبالتي هي أحسن، وأن نقود الناس إلى صراط مستقيم.
فلو أن كل شاب اهتدى حاول أن يهدي معه شاباً آخر لهداه الله سواء السبيل: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُر النعم) لكن تجد كثيراً من الشباب المستقيم ركن وانزوى عن المنابر، فلا يخطب؛ لأنه يخاف على نفسه من الشهرة والرياء، وهذا مدخل للشيطان عجيب، يأتيه من هذا المدخل ليعطله عن الدعوة إلى الله، ويأتي الشاب المتعلم الذي عنده خير كثير من العلم، فيقول له: لا تجلس للناس حتى تتمكن في العلم ويرسخ قدمك، فيضله حتى يميته، ويأتي للآخر الكاتب، فيقول له: لا تكتب، إن الكتابة شهرة، ومن هذا القبيل، إذاً بهذا ضربنا الشيطان وشتتنا.
فالحل بأيدينا إذا صدقنا مع الله عزَّ وجلَّ، فإن الناس الآن يعيشون في صحوة والحمد لله، وكم في هذه الصحوة من طالب علم، ومن خطيب لَبِق وكاتب فاهم، إذا استطاع أن يوجه قدراته لخدمة الإسلام سوف ينصر الله هذا الدين بلا محالة.
الجواب: هذا الأخ يشكو من الخجل أو من الحواجز التي بينه وبين الناس، أو العقدة النفسية، وحل هذا أن يجالس من زملائه وأقرانه الذين يجرؤنه على مجالسة الناس، فإنه ليس واجباً على المسلم أن يجالس الناس، قد يكون الأصلح لقلبه أن يعتزل الناس في بعض الأمور؛ لكن أن تكون لك جِبِلَّة حتى يحرمك هذا الخجل عن الفائدة والاستفادة وتوجيه الناس وتعليمهم، فهذا ليس بصحيح، قال مجاهد كما في صحيح البخاري: [[لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر]].
فأنا أرشدك إلى تقوى الله عزَّ وجلَّ وأن تقصد في هذه مواقف الحق، وأن تبدي ما عندك فإنك على صراط مستقيم، وألا تخجل، فإنه لا يخجل إلا من ضيع شبابه في الغناء والترَّاهات وضياع الساعات وإتيان الشهوات والمعاصي والمخالفات، لا يخجل من أنار الله سبحانه وتعالى قلبه بالقرآن, ولا يخجل من يصلي لله كل يوم خمس صلوات، ولا يخجل من يتضرع كل يوم خمس مرات.
ومما زادني شرفاً وفخراً وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا |
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيَّرتَ أحمد لي نبيا |
فأنت في مقام الفخر والعزة بالإسلام، ولك العزة فلا تخجل ولا تتأخر، وإنما درب نفسك على الجلوس مع الناس، وعلى الأخذ والعطاء رويداً رويداً، وسوف تجد أن هذه العقدة تنحل بإذن الله.
الجواب: الذهاب إلى أمريكا لا يُنْصَح به ولا يُوْصَى به؛ لكن قد يضطر المسلم إلى أن يسافر، إما لدعوة يرى أنه سوف ينفع بإذن الله، أو لعلاج لم يجد له بديلاً في بلاد المسلمين، أو لدراسة ينفع بها الإسلام والمسلمين.
من هذه الأمور ومن ضمن ما كتب الله عزَّ وجلَّ: سفري إلى أمريكا لمؤتمر الشباب العربي المسلم العاشر، في أوكلاهوما شمال أمريكا، وهذا المؤتمر حضره أكثر من أربعة آلاف شاب مسلم، وحضره من العلماء والدعاة ما يقارب خمسين داعية وعالماً ومفكراً.
والإسلام هناك ليس كما يتصور الناس، وقبل هذا الحديث أقول: إن الأخ يوم يقول: إن الشعب الأمريكي شعب صادق وأمين، فهذا إما واهم وأما ناقل خطأ، وقد أخطأ كل الخطأ، بل إن الشعب الأمريكي هو شعب الكذب والخيانة، والضلالة والجهالة، وقلة الحياء وقلة المروءة، ومن لم يصدق فليرَ ولينظر إليهم، هم يعبدون الدينار من دون الله، ولا تجد أبخل منهم في شعوب الأرض، وهم أمة قطع الله الأواصر والوشائج التي بينهم، يقف الإنسان صاحب السيارة المعطلة في الثلج من العشاء إلى ظهر اليوم الثاني ولا يجد من ينجده؛ خوفاً منه وخوفاً من البوليس وخوفاً من المتابعة. شعب مبتور العرى ومقطوع الوشائج، وقد انخلع، وإذا انتهى الإنسان من (لا إله إلا الله) فما عليه؟! أصبحت أفعاله كلها ذنوب وخطايا، ولذلك قلت:
ورأيت أمريكا التي نسجوا لها أغلى وسامْ |
قد زادني مرأى الضلا ل هوىً إلى البيت الحرامْ |
وتطاولت تلك السنون فصار يومي مثل عامْ |
ما أرضهم أرضٌ رأيتُ ولا غمامهمُ غمامْ |
وعجبت للإنسان مبتور الإرادة والمصيرْ |
يسعى بلا هدف ولا خير ولا هَدي منيرْ |
مركوزة قدماه في ذل المرارة والسعيرْ |
زيف من الهالات في قسماته شعب حقيرْ |
إذاً: فاخلع من ذهنك هذا التصور: أنهم أوفياء أو أمناء أو صادقون، هم صادقون وأمناء إذا علموا أنهم سوف يجنون منك منفعة أو مصلحة؛ ولكن إذا علموا أنه ليس عندك منفعة لهم ولا مصلحة فلماذا يتقربون منك؟! حتى يحصل الواحد منهم على ثلاثين حسنة عند الله أو أربعين؟! هو لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، ولا بالجنة ولا بالنار، فهو شعب عميل يعبد الدرهم والدينار، وشعب متمرد على الله، وهو الذي أدخل الشهوات في أذهان المسلمين، ومكر بالأديان في الأرض، ولذلك:
فواحش قد أظلمت منها السما والأرض منهم أوشكت أن تقصما |
يقدسون الكلب والخنزيرا ويبصرون غيرهم حقيرا |
ما عرفوا الله بطرف ساعة ولا أعدوا لقيام الساعة |
فهم قطيع كشويهات الغنم لهو ولغو وضياع ونغم |
إلى آخر تلك الأبيات.
الجواب: أحبك الله الذي أحببتني فيه، وحشرنا وإياك والسامعين في روضة من رياض الجنة، أما الشعر فهناك قصائد؛ لكن لا أدري هل هناك شيء محدد من القصائد؟ إلى الآن التي وصلت أربع طلبات، منها: قصيدة الشيخ ابن عثيمين، والطلبات كلها -والحمد لله- في المشايخ، وكأننا متخصصون في مدح المشايخ، ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل هذا في ميزان الحسنات وألا يجعل فيه رياء ولا سمعة، والمقصود أني لست بحاجة إلى أن أمدحهم وليسوا بحاجة إلى مدحي؛ لكن من باب أن يفهم الناس أنَّا نقدر العلماء وأهل العلم والفضل، فهنا في القائمة أربع قصائد، في الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، وسياف، ورمضان.
أما الشيخ عبد العزيز بن باز فنبدأ به، وقد مر في بعض المناسبات أن بعض الإخوة كلمني أنه سوف يؤلف كتاباً يجمع فيه القصائد، اسمه: الممتاز في مدائح الشيخ عبد العزيز بن باز، قلت: حبذا لو أسميته نسيم الحجاز بالثناء على الشيخ ابن باز، وكلها سواء لكن بعضها يمتاز عن بعض، ولا بد من النسيم حتى يكون هناك ثناء عاطر، ويُطرح هذا الاقتراح، وأنا أستحسن قصيدة تقي الدين الهلالي في الشيخ ابن باز؛ لأنها جميلة، وهو محدث كبير رحمه الله، فأظنه وفد على الشيخ، وكان في الجامعة الإسلامية، فقال ما يقارب ستين بيتاً، يقول في مطلعها:
خليليَّ عوجا بي لنغتنم الأجرا على آل باز إنهم بالثنا أحرى |
وزهدك في الدنيا لو أن ابن أدهم رآه رأى فيه المشقة والعسرا |
إلى آخر القصيدة.
والمجذوب يقول:
روى عنك أهل الفضل كل فضيلة فقلنا حديث الحب ضرب من الوهم |
فلما تلاقينا وجدناك فوق ما سمعنا به في العلم والأدب الجم |
فلم أرَ بازاً قط من قبل شيخنا يصيد فلا يؤذي المصيد ولا يُدمي |
وقصيدة البازية قلت فيها:
قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي |
لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي |
عفواً لك الله قد أحببتُ طلعتكم لأنها ذكرتني سَيْر أسلافي |
يا دمع حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي |
يا شيخ يكفيك أن الناس قد شُغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي |
أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعل منهم ومن حافي |
مجالس اللغو ذراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي |
وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعالي ولم تولََع بإرجافِ |
بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إشراقه الضافي |
تفتي بفتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دراً غير أصدافِ |
إلى آخر القصيدة.
ومنها:
أراك كالضوء تجري في محاجرنا فلا تراك عيون الأغلف الجافي |
كالشدو تملك أشواقي وتأسرها في نغمة الوحي من (طه) ومن قاف |
يكفي محياك أن القلب يعمره من حبكم والدي أضعاف أضعافِ |
أما الشيخ ابن عثيمين فقد زرناه قبل عشرة أيام في عنيزة في بيته، وجاءنا قبل ثلاثة أيام في أبها، يداً بيداً، مثلاً بمثل، سواء بسواء، زارنا ليفيدنا، وزرناه لنستفيد منه، المقصد أن نوع البحر هذا الذي مدحت عليه الشيخ ابن عثيمين هو بحر مسبوك، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه على نوع هذا البحر والقافية:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها |
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها |
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الموت نبنيها |
فاعمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن ناشيها |
فقلت:
دنياك تزهو وما تدري بما فيها إياك إياك لا تأمن عواديها |
تحلو الحياة لأجيال فتنعشهم ويدرك الموت أجيالاً فيفنيها |
عارية المال قد ردت لصاحبها وأكنف البيت قد عادت لبانيها |
والأينق العشر قد هضت أجنتها وثلة الورق قد ضجت بواكيها |
واكتب على أرضهم بالدمع ملحمة من المحبة لا تُنسى لياليها |
أرض بها العلم أو حاذق فطن يُروي بكأس من العلياء أهليها |
عقيدة رضعوها في فتوتهم صحت أسانيدها والحق يرويها |
ما شابها رأي سقراط وشيعته وما استقل ابن سينا في بواديها |
ولـابن تيمية في أرضهم عَلَم من الهداية يجري في روابيها |
إذا بريدة بالأخيار قد ظفرت يكفي عنيزة فخراً شيخنا فيها |
محمد الصالح المحمود طائره البارع الفهم والدنيا يجافيها |
له التحية في شعري أرتلها بمثل ما يرفع الأشواق مهديها |
وأما سياف أو الإسعاف في إتحاف سياف:
سياف في ناظريك النصر يبتسمُ وفي محياك نور الحق مرتسمُ |
وفيك ثورة إسلام مقدسة بها جراح بني الإسلام تلتئم |
حطمت بالدم أصناماً محجلة وصافَحَتْ كفُّك العلياء وهي دمُ |
ثأرت لله والدين الحنيف فلم يقم لثأرك طاغوت ولا صنمُ |
على جبينك مِن سعد توقُّده وخالد في رؤى عينيك يقتحمُ |
حلِّق إذا شئت فالأرواح طائرة فعن يمينك من عاهدتَ كلُّهمُ |
وصغ من المهَج البيضاء ملحمة يظل يقرؤها التاريخ والأممُ |
موتاً على صهوات البيد يعشقه أهل البسالة في عليائهم شمم |
لا موتَ مَن تسهر اللذاتُ مقلتَه وحياته سيان في الورى والعجمُ |
سياف خذ من فؤادي كل قافية تجري إليك على شوق وتستلمُ |
قد صغتها أنت إسلاماً ومكرمة وفي سواك القوافي أشهر حرُمُ |
كادت معاليك أن ترويك معجزة لكن تواضعك الأسمى لها كَتَمُ |
كأنما أنت كررت الأُلَى ذهبوا هذا صلاح ومحمود ومعتصم |
إلى آخر القصيدة.
ورمضان: أربعة أبيات:
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيامْ يا حبيباً زارنا في كل عامْ |
قد لقيناك بحب مفعمٍ كل حب في سوى المولى حرامْ |
فاغفر اللهم ربي ذنبنا ثم زدنا من عطاياك الجسامْ |
لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلامْ |
الجواب: الكنية بأسماء الصحابة من أشرف الكنى، والتكني وليس لك ولد جائز في الشريعة الإسلامية، وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا
محاسنه (هُيُولا) كل حُسْن و(مَغناطيس) أفئدة القلوبِ |
ولـذلـك يقـول الله عزَّ وجلَّ: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] فأراد أن يقف على نفس مشكلة الحزن التي يعيشها هذا الطفل الصغير ليربيه على (لا إله إلا الله) وليس المقصود هو الطائر، فدخل عليه الصلاة والسلام وقال: ( يا
وفائدة: بعض الزنادقة -نعوذ بالله- يقولون: المحدثون يروون أحاديث ليس فيها فائدة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لقبيلة أسلم: (أسلم سالَمها الله) ولقبيلة غفار: (غفار غفر الله لها) ولأخي أنس: (يا
- جواز الصيد في الحرم المدني.
- جواز اللعب بالطائر.
- جواز تكنية من لا كنية له.
- استحباب زيارة الأحباب والأقارب ولو كانوا أطفالاً.
- جواز المزاح.
- جواز السجع بلا تكلف.
إلى غير تلك الفوائد.
فلك أن تتكنى، والعرب تستشرف الكنية، ولذلك يقول شاعرهم:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه والسوءة اللقبُ |
كذاك أُدِّبتُ حتى صار من أدبي أني وجدتُ ملاك الشيمة الأدبُ |
فمن أحسن ما يزرع لك الود في صدر أخيك أن تقول: يا أبا فلان؛ يا أبا طلحة، يا أبا حمزة، كما فعل صلى الله عليه وسلم يوم يربي الأجيال المتجهة إلى الله ويقول: يا أبا بكر، يا أبا حفص، يا أبا الحسن، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
الجواب: هناك حديث يقول صلى الله عليه وسلم فيه: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وحديث عارَضه يقول: (من أباح اسمي ومن حرم كنيتي) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وأهل العلم على ثلاثة مشارب في هذا:
- منهم من منع التسمي والتكني مطلقاً.
- ومنهم من أجازهما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ومنهم من قال بجواز الكنية وحدها أو الاسم وحده، ولا يُجمَعان.
والصحيح أنها لا بأس بها إن شاء الله بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فإن الذي عُرف من قرائن النهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمشي حول مقبرة بقيع الغرقد، فنادى رجلٌ رجلاً: (يا أبا القاسم! فالتفت صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: أريد فلاناً ولا أريدك يا رسول الله! فقال: تسموا باسمي ولاتكنوا بكنيتي) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فلما مات عليه الصلاة والسلام لنا في الظاهر أن نتسمى باسمه ونتكنى بكنيته، ووجد هذا في علماء الأمة كـمحمد بن أبي بكر الصديق وله ولد اسمه القاسم، وغيرهم كثير في علماء الإسلام ومجاهديه.
الجواب: الله أعلم بنيتك، (إنما الأعمال بالنيات) والله هو الذي يطَّلع على الضمائر والقلوب، فإن القلوب مكان نظر الرب تبارك وتعالى، فالله أعلم، فإن تباكيت لله عزَّ وجلَّ في صلاتك فلك ذلك؛ لكن بشرط ألا تخرج بعض الحروف أو لا تشوش على الناس، أو لا تقطع قراءتك إلا من بكاء لا بد منه، أما التباكي خارج الصلاة فوارد، ولك إذا قرأتَ القرآن ولم يأتك بكاء أن تتباكى؛ لكن لا تقصد بالبكاء غير وجه الله سبحانه وتعالى.
أُثر عن الحسن البصري في ترجمته: أن رجلاً بكى في مجلسه، فقال الحسن: والله ليسألنك الله يوم القيامة عن هذا البكاء، أقصدتَ به وجهه أم لا.
فالله الله في قصد الله في العمل، وأكثر ما يدخل الرياء والنفاق ومصانعة الناس من طريق البكاء؛ لأن الواحد قد يبكي ليظهر للناس أنه خاشع، وقلبه ليس بخاشع، فلا تبكِ إلا إذا غلبك البكاء، وإذا كنت وحدك فحاول أن تتباكى أو تبكي؛ لحديث: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) قال: خالياً؛ لأنه أصدق وأخلص.
الجواب: أنت أخبر بظرفك، فإذا جاءك جليس، وكان من المناسب وترى في نفسك أن تدعوه إلى الله عزَّ وجلَّ فلا تذهب، وعليك باللين والمصابرة علَّ الله عزَّ وجلَّ أن يهديه على يديك، فلا تظن أن الله طبع على قلوب الناس فلا يهتدون! فإن الله هدى أهل الضلالة وكثيراً من المشركين، وقد عبدوا الأصنام وزنَوا وبغَوا في الأرض وأفسدوا فيها كل الفساد، فأنت لا تتصور أن الله طبع على قلوب الناس؛ لكن تجلس وتحاول أن تؤثرفيه.
أما إذا جربت حالك معه، وأيست منه، فعليك أن تتهرب منه؛ لكن ليس بمقابلة الجفاء، إذا جلس تقوم مباشرة، أو إذا صافحك تسحب يدك، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما كانت معاملته مع الناس هكذا: وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] والله يقول: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4] صافح الكفار، وصافح اليهود، والمنافقين عليه الصلاة والسلام ودعاهم.
فاللين مطلوب، يقول سبحانه وتعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً [البقرة:83] فعليك أن تحسن من خلقك بالبسمة وباللين؛ لكن الموادَّة شيء آخر، فلا تواده، ولا تحبه، أو تصانعه، أو تجامله، أو تزوره:
لكن إذا بُليتَ به فكن كأنك لَمْ تسمعْ ولَمْ يَقُلِ |
حتى يجمِّل الله ويسد الحال.
الجواب: الصور كثر الكلام فيها، وكثرت فيها المؤلفات والفُتيا، وعرفتم أنتم الذي وقع من كثرة ما تُكُلِّم في الصور، الصور لا تجوز إلا لضرورة ملحة يحتاجها المسلم في حياته، أما صور الذكرى والتعظيم فهي محرمة، وهذا من أحسن ما قيل، وهذا الذي يظهر لي. والله أعلم.
الجواب: هذا عليه أن يتقي الله عزَّ وجلَّ قبل أن يبدأ؛ لأن الهيام أو الشرود أو السرحان في الصلاة على أنواع:
ألا تفقه هل قرأت الفاتحة أم لا، وهذا عند كثير من أهل العلم يبطل الصلاة؛ لأنك لم تعرف أنك قرأت الفاتحة، ولم تعرف ماذا قلت.
أما أن يشرد قلبك وتأتيه خطرات فهذا لا يسلم منه أحد، ولا يمكن أن يتخلص من هذا الوارد؛ لأن الشيطان يأتي إذا أقيمت الصلاة فيوسوس ويقول للعبد: اذكر كذا، اذكر كذا.
أما سجود السهو فتسجده إذا تركت واجباً من واجبات الصلاة، أما أن تسهو أو تتذكر شيئاً في الصلاة فلا تسجد؛ لأنه لم يقم على ذلك دليل، والناس يبتلون بهذا، ولو كان هناك أثر لعُلِم ولنُقِل؛ لأن المصلين يبتلون دائماً بالشرود والنسيان والسهو في الصلاة والخطرات والواردات، وما سمعتُ في حد علمي أن هناك سجوداً له.
الجواب: يكون النصح بالوسائل التي يهديك الله إليها، أهمها: اللين: أن تلين بالتوجيه والتعليم، وأن تعطي المسألة حقها من الاهتمام والتوجيه. لأن بعض الناس إذا أتى يدعو شارب الدخان أقام الدنيا وأقعدها على شارب الدخان وقال: ويلك من الله، ومن عذابه وغضبه ولعنته، حتى كأنه كفر بالله العظيم؛ لكن لا بد أن تأخذ كل مساحة من المعاصي حدها، وهو منهج القرآن، القرآن ذكر الشرك فذمه وعظَّمه وأكثر القول فيه، وذكر بعض الذنوب فأعطاها مساحتها وحقها؛ كالغيبة والنميمة وشهادة الزور. فأنت عليك أن تقوم على هذا المنكر وتعرف أنه حرام، لكن لا بد أن تعرف أنك تتخاطب مع مسلم يقيم الصلاة ويخاف من الله عزَّ وجلَّ، فتخاطبه أن هذا حرام بالوسائل العلمية، بالكتب التي أُلِّفت في هذا المجال في ذم الدخان وفي تحريمه فتهديها له، أو تكتب له رسالة، أو تتصل به، أو تجلس معه وتبين له أضرار الدخان الصحية والمالية والنفسية والدينية، حتى تقنعه إقناعاً، أما الغضب فلا يقنع أحداً، فأنت تحرجه بالغضب وبالتهديد، فربما يجاملك يوماً من الأيام، ولكنه ما اقتنع، والدعوة تُبنى على الاقتناع.
الجواب: حفظ العلم، أوله: حفظ القرآن، ووسائل حفظ القرآن تكمن فيما يأتي:
الوسيلة الأولى: تقوى الله عزَّ وجلَّ: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [البقرة:282] فإن مَن اتقى الله فتح الله عليه، وسهَّل له أموره، وحفَّظه ما تعلم.
الوسيلة الثانية: كثرة الاستغفار والتوبة: ذُكر عن ابن تيمية أنه يقول: إنها تصعُب عليَّ المسألة فأستغفر الله أكثر من ألف مرة -أو أقل- فيفتحها الله عليَّ. والذنوب سبب للنسيان والذهول والشرود، فعليك أن تكثر من الاستغفار إذا أردتَ أن تحفظ، وقبل أن تحفظ، وبعدما تحفظ.
الوسيلة الثالثة: أن تقلل من المحفوظ: فلا تكثر على نفسك، فإن من أخذ العلم جملة ضيعه جملة كما يقول الزهري.
فلا يمكن أن تأخذ العلم في يوم أو يومين، أو أسبوع أو شهر، بل تأخذه قليلاً قليلاً، قطرة قطرة، وآية آية، وحديثاً حديثاً، فقلل من المحفوظ فهو أصل عظيم للحفظ.
الوسيلة الرابعة: أن تكرر ما تحفظ: كأن تأخذ أربع آيات أو خمس آيات فتكررها كثيراً خمسين مرة إلى مائة مرة قبل أن تنتقل إلى غيرها من الآيات.
الوسيلة الخامسة: أن تقرأ ما حفظت من القرآن في الصلوات والنوافل.
الوسيلة السادسة: أن تذاكر العلم الذي حفظته: كأحاديث حفظتها من رياض الصالحين أو بلوغ المرام فتذاكر زملاءك وإخوانك، وإن كان لك تلاميذ أن تعقد معهم جلسة؛ لأن العلم يحيا بالمذاكرة.
الوسيلة السابعة: أن تعمل بما علمت: ليحفظك الله عزَّ وجلَّ ما تعلمت.
الوسيلة الثامنة: أن تحقق المسائل، فإنه حفظ للعلم، وتخرج وتنقح، وتؤلف إذا بلغت درجة التأليف.
الجواب: أمراض القلوب على قسمين:
أمراض الشبهات، وأمراض الشهوات.
أمراض الشبهات في المعتقد.
وأمراض الشهوات في العمل.
أمراض الشبهات شك وريبة ووسوسة تصل إلى الزندقة والإلحاد نعوذ بالله من ذلك.
وأمراض الشهوات كحب المعاصي، كالزنا والسرقة، والاعتداء على الناس، والبغي في الأرض، والغيبة، وأكل الأموال المحرمة، هذه من الشهوات.
فأما علاج مرض الشبهات فالعلم واليقين، قال تعالى: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24] فاليقين عند الشبهات وعند الصبر الشهوات.
فأول ما أوصيك به: طلب العلم، قال ابن دقيق العيد: أصابتني وسوسة في بدء حياتي فسألت العلماء فقالوا: عليك بطلب العلم فطلبتُ العلم فأذهب الله عني الوسوسة -أي: الشبهات- فعليك بطلب العلم والجلوس مع العلماء وقراءة كتب السلف الصالح من كتب الحديث والتفسير والفقه ليُذهب الله عنك مرض الشبهة.
وأما علاج مرض الشهوة فبالصبر بعد إحسان صلاة الفريضة ظاهراً وباطناً، والتزود بالنوافل، وكثرة الدعاء والذكر وتدبر القرآن، هذه إن شاء الله تذهب مرض الشهوات.
والدعاء الذي أنصحك به هو:
ما ثبت في صحيح مسلم: عن عائشة أن الرسول عليه السلام كان يدعو ويقول: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
وكان من دعائه: (يا مثبت القلوب! ثبت قلبي على دينك).
ومن دعائه أيضاً: (يا مصرف القلوب والأبصار! صرِّف قلبي على طاعتك) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وقوله: (اللهم اهدني وسددني).
وقوله: (اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي).
وقوله: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
وقوله: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب).
وأسأل الله لي ولكم جميعاً أن يتقبل منا ومنكم، وأن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت حتى نلقاه إنه على كل شيء قدير.
الجواب: الشعر لا يأتي بالقوة وبالعصا، ولكن بالموهبة، فمن كانت عنده موهبة فلينمها، ومن كان غير ذلك فليُرح نفسه؛ لأن كثيراً من أهل العلم ومن السلف الصالح ومن الصحابة لم يكونوا شعراء، وإنما بذلوا بما أعطاهم الله عزَّ وجلَّ، ولذلك بعض العلماء يرى أن الشعر يزري بالعلماء وطلبة العلم، حتى يقول الشافعي:
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد |
فبعضهم يرى أنه خفة وطيش وأنه يزري؛ لكن الصحيح أنه إذا اقتُصِد فيه ووُجِّه للدعوة الإسلامية وخدمة العلم، فهو -إن شاء الله- في خير، أما إذا أردت أن تكون شاعراً فاتبع الآتي:
الأمر الأول: إن كانت عندك موهبة فنَمِّها بالاطلاع وبكثرة محفوظ الشعر، يقولون: أن تحفظ آلاف الأبيات من الشعر، وخاصة الشعراء الذين أجادوا كـالمتنبي وأبي تمام وجرير والبحتري ومن كان في طبقتهم.
الأمر الثاني: أن تقرض الشعر وأن تقلل من قرضه، حتى تعتمد على الكيف لا الكم؛ لأن بعض الشباب إذا بدءوا في الشعر خصصوا كل يوم عشر دقائق فقط، فتأتي مهزوزة، فهو لا قرأ في الأدب ولا اطلع، وإنما يُشْعِر دائماً بدون قواعد، وبعد سنوات ينتهي، فالمقصد أن تطالع كتب الأدب كثيراً، ولا يشغلك الشعر عن العلم؛ لكن يكون له أوقات، وذُكر في الأدب: أن شعراء اجتمعوا عند نهر، فقال أحدهم: ما رأيكم لو أن كل واحد منا يصنع بيتاً في هذا المقام، وكان معهم رجل ليس بشاعر، فنَظَم كلٌّ منهم بيتاً وأَلَحُّوا على هذا الذي ليس بشاعر أن يأتي ببيت، فلما ألَحُّوا قال:
كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولَهم ماءُ |
انظر ما أحسن هذا الأسلوب، والبيان، والبديع!! فبعض شعر الناس من هذا القبيل، حتى ذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد أن بعضهم يقول:
الليلُ ليلٌ والنهارُ نهارُ والأرض فيها الماءُ والأشجارُ |
ظاهر البيت بيت، ليس مكسوراً، هو بيت شعر؛ لكنه لا يحمل أي معنى جديد.
فالشعر يعتمد على أربعة أمور:
أولها: البحر: وبحور شعر العرب ستة عشر بحراًً، وزاد الأخفش بحراً فصارت سبعة عشر بحراً.
ثانيها: القافية: أن يكون على قافية، فلا يأتي المرء بالراء ثم ينتقل إلى الشين ثم إلى الطاء ثم إلى الخاء ثم إلى الجيم، فهذا لعب.
ثالثها: الأسلوب: فإن النَّظْم شيء والشعر شيء آخر، وابن مالك عندما يقول:
قال محمد هو ابن مالك أحمد ربي الله خيرَ مالكِ |
ولا يجوز الابتدا بالنكرة ما لم تفِد كـ(عند زيد نمرة) |
فإنما هو نَظْمٌ وليس بشعر، لكن الشعر مثل قول المتنبي:
وقفتَ وما في الموت شك لواقفٍ كأنك في جفن الردى وهو نائمُ |
تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً ووجهك ضحَّاك وثغرك باسمُ |
فهذا الأسلوب لا بد منه.
رابعها: الخيال: فلا بد أن يكون عند الشاعر خيال يتخيل الأمور، فما يقول: لا الشمس شمس، ولا المسجد مسجد، ولا الميكرفون ميكرفون، هذه أمور مسلَّمة؛ لكن يأتي بصورة بديعة، مثل قول بشار بن برد:
كأن مثار النقع فوق رءوسنا وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبُه |
أو كقول امرئ القيس:
مُكِرٌّ مُفِرٌّ مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ معاً كجلمود صخر حَطَّه السيلُ مِن عَلِ |
إلى غير تلك التشبيهات، فهذا الخيال لا بد منه. ولذلك تجد الآن شعراً في الساحة، ليس فيه خيال ولا أسلوب ولا روي ولا قافية، وإنما هو كلام عادي، وإذا أراد أن يُسَمَّى شاعراً أتى بأمور إذا سألتَه هو عن معانيها ما استطاع أن يجيبك، يقول: هذه رموز ومصطلحات لا يدركها الناس العاديون، وربما كان مستواه أضعف من مستواك، حتى يجعلك تقول: بارك الله فيك، فتح الله عليك، أنا ما أردت هذه القصيدة؛ لأنه يقول:
في وهج الليل سرحتُ
ونمتُ في جنح الضحى
ثم سقط عليَّ الشاطئ بلمعانه
وإذا بريق الشمس فوق حاجبي
فماذا أفعل؟
فإذا قلتَ: بارك الله فيك، استنبط لنا من هذه الكنوز ومن هذه البضاعة، قال: لا. أنت مستواك ضعيف، عقلك ما بلغ إلى هذا الرقي العلمي. فنقول له، جزاه الله خيراً: يبقى هو وبضاعته وسوف يثبت المتنبي وأبو تمام وجرير عنه أنه شاعر فحل!
الجواب: عندي القصيدة التي مضت (الدمعة الخرساء) هي من ذكر أهوال الآخرة:
دنياك تزهو وما تدري بما فيها إياك إياك لا تأمن عواديها |
تحلو الحياة لأجيال فتنعشهم ويدرك الموت أجيالاً فيفنيها |
عارية المال قد ردت لصاحبها وأكنف البيت قد عادت لبانيها |
والأينق العشر قد هضت أجنتها وثلة الورق قد ضجت بواكيها |
يا رب نفسي كبت مما ألم بها فزكها يا كريم أنت هاديها |
إلى آخر القصيدة، هذا ما يحضرني أني نظمت فيه، لكن لَمَّا ذكرني فمن أعظم ما قرأتُ صراحةً في أهوال الآخرة قصيدة لأحد الشعراء في عهد نور الدين، وهو المؤسس -حقيقةً- لدولة بني أيوب أو الأكراد، وهو من العلماء والفضلاء والزهَّاد، حتى يقال: إنه سادس خلفاء الإسلام، كان من أعدل الناس، وكان يصلي الليل إلا قليلاً، ويصوم أكثر الأيام، ولا يسمع الموعظة إلا بكى، وجاهد في سبيل الله حتى أتته جروح وشروخ في أرجله من كثرة ما ركب الخيل، عمل مهرجاناً في دمشق، مهرجاناً حافلاً كبيراً، حضره أمراؤه ووزراؤه وقوّاده وجيشه والناس، فأتى هذا العالم والناس قد اكتضوا في المهرجان فوقف أمام نور الدين محمود فألقى قصيدة كأنها تتقطع من القلب، يقول لـنور الدين هذا:
مثِّل لنفسك أيها المغرور يوم القيامة والسماء تمور |
إن قيل نور الدين جاء مسلماً فاحذر بأن تأتي ومالك نور |
حرمت كاسات المدام تعففاً وعليك كاسات الحرام تدور |
إلى أن يقول:
هذا بلا ذنب يخاف لهوله كيف المصر على الذنوب دهور |
قصيدة مما تقارب أربعين بيتاً، فلما قالها قيل: أغمي على نور الدين محمود، فسقط من على كرسيه على الأرض مغشياً حتى رُشَّ بالماء، وكان يقول: هي أول توبتي في الإسلام.
ومن أحسن ما قرأتُ كذلك من الشعر في الدار الآخرة قصيدة للشاعر الكبير ابن عثيمين الذي توفي قبل سنوات، وقد رَثى علاَّمة من علماء نجد اسمه عبد الله العجيري، يقول في قصيدته وهي مَرْثِيَّة محزنة:
هو الموت ما منه ملاذٌ ومهربُ متى حُطَّ ذا عن نعشه ذاك يركبُ |
نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها وعلَّ الرجا مما نرجيه أقربُ |
ونبني القصور المشمخرات في الهوا وفي علمنا أنا نموت وتخربُ |
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة عليه مضى كهل وطفل وأشيبُ |
ولكن علا الرانُ القلوبَ كأننا بما قد رأيناه يقيناً نكذِّبُ |
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا وفي كل يوم واعظ الموت يندبُ |
إلى آخر تلك القصيدة.
الجواب: سبحان الله! لا تُقْبَل توبتُك وقد قُبِلَت توبةُ المشركين الذين عبدوا الأصنام والأوثان من دون الله، وزنوا، وسرقوا، وكذبوا، وفجروا، وألحدوا؟! لا. بل أنت من أحب الناس إذا تبت إلى الله عزَّ وجلَّ: (للهُ أفرحُ بتوبة عبده من أحدكم كان على راحلته عليها طعامه وشرابه فضلَّت منه فوجدها فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح) ونداء الله للناس صباح مساء: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135] وقوله جل ذكره: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
وعند مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).
وعند مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي بيده، لولم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم آخرين يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم).
وعند مسلم عن معاذ رضي الله عنه في الحديث القدسي: (يا عبادي! إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم).
وورد عنه صلى الله عليه وسلم عند الترمذي أنه قال: (كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون).
فنسأل الله أن يتوب علينا وعليك، فإذا تبت فأكثر من الاستغفار، وافعل من الحسنات ما تكفِّر السيئات: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:114].. وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ [الرعد:22] ثم عليك أن تجانب جلساء السوء فلا تجلس معهم، إلا أن ترى أنك تستطيع أن تحولهم وتُقْبِل بقلوبهم على الله فلك ذلك.
شروط التوبة:
الأول: أن تعزم على ألا تعود إلى ما كنت تفعل.
الثاني: أن تندم على ما فعلت من المعاصي.
الثالث: أن ترد حقوق الناس إن كانوا من أهل الحقوق؛ كأخذ مال، أو غصب ملك، أو انتهاك عرض، عليك أن ترد هذه الحقوق إلى أهلها إن استطعت، وإن رأيت أن ثمة مضرة أو أنه سيجلب عليك بعض الأمور التي لا تُحمد عقباها، فعليك أن تتصدق به على نية صاحبه إذا كان مالاً، والله يتولانا وإياك.
جزى الله الشيخ خيراً على تفضله لإجابة الأسئلة، ونسأل الله عز وجل أن يجعلها في موازين أعماله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر