عنوان هذا الدرس: أسئلة يجيب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحسبك به فصاحةً ونبلاً وفهماً وتقوى، ولكن قبل ذلك أقول:
حضرنا مجلساً عذباً طرياً بذكر الله يزهو بالأحبة |
فذكَّرنا بصحب رسول ربي فقلنا حيِّه ربي وصحبه |
هنا أحاديث عرضت يطلب الإجابة عليها.
الجواب: هذا الحديث رواه الدارقطني بسند ضعيف, بل واهٍ جداً عن أبي محذورة, وفي سنده يعقوب بن الوليد المدني، قال عنه الإمام أحمد: من الكذابين الكبار، أي: وزنه كبير في الكذب.
وقال أبو حاتم: جبل في الكذب.
الجواب: رواه ابن ماجة بسند ضعيف فيه عبد الله بن محمد العدوي ضعيف، وفيه غيره من الضعفاء.
الجواب: هذا الحديث رواه ابن ماجة بسند فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف.
فالحديث ضعيف.
لكنه مرفوع حكماً، وهو من كلام ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه.
الجواب: رواه البيهقي في الشعب بسند حسن عن عائشة، وله رواية أخرى حسنة.
والآن نترك الحديث إلى صاحب الحديث, والكلام إلى صاحب الكلام, والنطق إلى صاحب النطق.
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا |
وإني لأستغشي وما بي غشوة لعل خيالاً منك يلقى خياليا |
فعليه الصلاة والسلام ما صدح البلبل على الشجر, وما هتف الغرنوق على المدر, وما هطل المطر، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
جواب الحكيم، وجواب المطابق، وجواب المستهتر.
الإجابات ثلاثة أقسام: حكيم يجيبك بحكمة، وحكيم يجيبك بمطابقة، ومستهتر.
فأما جواب الحكيم فهو: أن تسأل عن شيء فيترك سؤالك ويأتي بجواب لسؤال آخر.
وأما المطابق فهو: أن يعطيك على قدر ما سألت.
وأما المستهتر فهو: أن يترك سؤالك, ويهزأ بك ويسخر.
وسوف آتي بأمثلة على ذلك: أما جواب الحكيم، فكقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ [البقرة:189] السؤال من الكفار سؤال سخيف تافه، ومعناه: يسألونك كيف يبدو الهلال صغيراً ثم يكبر ثم يصغر؟ وهل الرسول عليه الصلاة والسلام مشغول بالأهلة. لماذا يكبر الهلال ثم يصغر؟! هذا سؤال سخيف.
فترك الله الإجابة على هذا السؤال وأجابهم على سؤال آخر، إذ كان من الأولى أن يكون السؤال: ما فائدة الأهلة؟
فقال الله:يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة:189] فأخبرهم بجواب لسؤال ما سألوه، ولسان الحال يقول: لماذا ما سألتم هذا السؤال المفيد, وتركتم هذا السؤال الخائب خيبة وجوهكم السود سواد مبادئكم؟! هذا جواب الحكيم.
أما جواب المطابق؛ فكقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً [البقرة:222] يسألونك عن المحيض أهو طاهر أم نجس؟ فأجابهم بالمطابقة.
أما جواب المستهتر: فهو كثير في كلام العرب، وقد ذكر الذهبي أمثلة على ذلك مثل الأعمش -المحدث الكبير راوية البخاري ومسلم فقد كان يمزح كثيراً، سأله رجل عن الصلاة وراء الحائك هل تجوز أم لا..؟
قال: نعم. تجوز بلا وضوء!
قال: وهل تقبل شهادته؟
قال: نعم تقبل مع شاهدي عدل!
ودخل رجل من بني هاشم على أحد الخلفاء فقال له الخليفة -يريد أن يستهزئ بالهاشمي-: أين عمك أبو لهب؟
قال: على يسارك إذا دخلت النار.
يقول: إذا دخلت النار خذ يسارك تجد غرفةً هناك جاهزة للاستقبال مكتوب عليها غرفة أبي لهب ممنوع الدخول.
وقالت امرأة للمأمون: ثبتَّك الله! قال: وإياكِ فثبت!
فلما خرجت قال المأمون: أتدرون ماذا قالت هذه المرأة؟ قالوا: لا. قال: أنا قتلت ولدها وهي تقول: ثبتك الله، أي على خشبةٍ مصلوباً، فأنا أقول: وإياها فثبت الله على خشبةٍ مصلوبة.
وقال رجل للمعتضد: ثبتك الله! قال: على صدرك!
وأمثلة هذه الأجوبة كثير في الأدب العربي، ولكن تعال إلى أجوبته عليه الصلاة والسلام.
وكان له عليه الصلاة والسلام أسلوب آخر, كأن يسأل أو يجيب عن سؤال ما وقع من باب سؤال الحكيم.
يقول له سائل -في الصحيحين-: يا رسول الله! ما يلبس المحرم؟ -أي: الرجل إذا أراد أن يحرم ما يلبس؟- فأتى صلى الله عليه وسلم فترك سؤاله، وأتى بأمور يحصرها؛ لأن ما يلبس المحرم لا ينحصر, فقال: (لا يلبس المحرم القميص, ولا العمامة, ولا البرنس, ولا ثوباً مسه ورس أو زعفران، ولا يلبس الخفين إلا ألاَّ يجد نعلين فيلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين).
وكان عليه الصلاة والسلام يسأل أحياناً فيقول: (نعم). فقط، أو يقول: (لا) فقط, وربما سُئِلَ صلى الله عليه وسلم فلا يجيب، بل يسكت، فيعيد السائل فيسكت، فيعيد فيسكت عليه الصلاة والسلام لمصلحة.
وقد عرض عليه أكثر من خمسمائة سؤال في حياته عليه الصلاة والسلام في العقيدة والقدر والطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج والرضاع والنكاح والبيع والحدود والجنايات, والأدب, وغيرها من شئون الحياة.
وسأله الملوك, وأبناء الملوك, والأعراب, والأطفال, والنساء، والفقراء، والأغنياء, فأجاب على كل سؤال على حدة.
وسألته النساء عن الحيض, والطهارة والجماع والجنابة والغسل، فأفتى.
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله |
وكان فصيحاً عليه الصلاة والسلام، ما تلعثم في كلمة، وما شك في حرف، بل كان يأتي بالكلام فصيحاً؛ فهو أفصح من نطق بالضاد.
فقام عمر ثم جلس كالأسد أمام الرسول عليه الصلاة والسلام لما رآه مغضباً، وقال: رضينا بالله رباً, وبالإسلام ديناً, وبمحمد نبيا.
ثم التفت صلى الله عليه وسلم إلى الأعرابي، وقال: {يا أعرابي, ناقتك تعلق خطامها بشجرة كذا وكذا, في وادي كذا وكذا، وأنت عقلتها. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله}.
قال الأعرابي: والله الذي لا إله إلا هو لآكلن من ثريده حتى إذا شبعت قلت: آمنت بالله وكفرت بك؛ فتبسم صلى الله عليه وسلم وسكت
}.تقول عائشة: يا رسول الله! ما معنى قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً [الانشقاق:8] قال: {إنما ذلكِ العرض}.
وأول ما ابتدأ الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر الحساب قال: {من نوقش الحساب عذب فقالت: يا رسول الله! كيف والله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً [الانشقاق:8]؟ قال: إنما ذلك العرض }.
والعرض معناه: أن يعرض الناس على الله عز وجل, فيقرر الله العبد بذنوبه، يقول: يا عبدي! فعلت كذا وكذا؟ قال: نعم يا رب! قال: فعلت كذا وكذا؟ قال: نعم يا رب. قال: أما إنني سترتها عليك في الدنيا, وغفرتها لك اليوم؛ ادخل الجنة, نسأل الله من فضله!
أما الحساب العسير فهو المناقشة، وهو يخزي به الله المنافقين والمجاهرين بالذنوب الذين يعلنون ذنوبهم ويخبرون الناس بها.
وأهل العلم منهم ممن يقول: يبدل الله الأرض فيصل أرض المساجد ببعض ثم يمدها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
ومنهم من قال: بل يأتي الله بأرض غير هذه الأرض، أرض لا دنيا عليها, ولا سرق, ولا سفك دم فيطرها الله كما تطر الخبزة من النقي، فيحاسب الناس عليها.
فيقول السائل: أين نكون يا رسول الله يوم تبدل الأرض غير الأرض؟
قال صلى الله عليه وسلم: {في قنطرة بين طرفي الصراط، يجمع الله الأولين والآخرين على الصراط، وتبدل الأرض ثم يحاسبهم الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى}.
رأى في المنام أنه متعلق بعروة, فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: {هذه العروة الوثقى -لا إله إلا الله محمد رسول الله- وأنت من أهل الجنة}.
قال قبل أن يسلم: أسألك ثلاثة أسئلة لا يعلمها إلا نبي. قال: سل. قال: ما هو أول ما يأكله أهل الجنة؟
الثاني: كيف يشبه الولد أباه, أوكيف يشبه أمه؟
الثالث: ما أول علامات الساعة؟
وجاءه أعرابي -والحديث فيه كلام طويل عند أهل العلم- ومعه ضب، فقال له صلى الله عليه وسلم: {أتشهد أني رسول الله؟ قال: أنت؟! قال: نعم قال: والله لا أومن بك حتى يؤمن هذا الضب، قال: يا ضب! أتشهد أني رسول الله؟ قال الضب: أشهد أنك رسول الله؛ فولول الأعرابي وقال: أشهد أنك رسول الله}.
أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه والرسل في المسجد الأقصى على قدم |
كنت الإمام لهم والجمع محتفل أعظم بمثلك من هادٍ ومؤتمم |
لما خطرت به التفوا بسيدهم كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم |
حتى بلغت سماءً لا يطار لها على جناح ولا يسعى على قدم |
وقيل كل نبي عند رتبته ويا محمد هذا العرش فاستلم |
رفع هناك عليه الصلاة والسلام, ورأى من آيات ربه الكبرى، قالوا له: ماذا رأيت؟ قال: {رأيت سدرة المنتهى عليها ألوان لا أستطيع أن أصفها} ورأى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وجرى بينه وبين موسى حوار أخوي حار، وتكلم مع إبراهيم، ورأى بني الخالة، ورأى الملائكة، والجنة، والنار، ثم عاد فقال له أبو ذر: {يا رسول الله! هل رأيت ربك..؟ قال: نور أنى أراه} والمعنى: ما رأيته، أي: كيف أرى النور؟
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
أبو جهل مجرم في نار جهنم (فرعون هذه الأمة) والحارث بن هشام اهتدى, وسمع لا إله إلا الله، مع العلم أن الحارث بن هشام كان مع المشركين يوم معركة بدر.. قائداً حربياً معه سيف ورمح ودرقة، ولما نزلت الملائكة تقاتل, ورأى المهاجرين, وشباب الأنصار يقتحمون الموت, ويشربون الدم مثلما يشربون الماء فر على بغلته، رأى أمراً لا يطاق؛ فهجاه حسان وقال:
إن كانت كاذبة التي حدثتني فنجوت منجى الحارث بن هشام |
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ونجى بفضل طمرة ولجام |
فكانت كالخنجر في قلبه؛ فأتى فأسلم، وقال: والله لا يطهرني إلا أن أموت في سبيل الله، فخرج إلى اليرموك وقتل هناك.
بـقندهار ومن تكتب منيته بـقندهار يرجم دونه الخبر |
قال الحارث بن هشام: {يا رسول الله! كيف يأتيك الوحي؟ قال: يأتيني أحياناً مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي
إذا أتى عليه الوحي من مثل هذا النوع؛ جلس عليه الصلاة والسلام إن كان واقفاً، وإن كان جالساً اتكأ واضطجع، وإن كان مضطجعاً اتكأ.
قال زيد بن ثابت: {نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله على فخذي، فكادت رجله أن ترض فخذي}.
وكان إذا نزل عليه الوحي وهو على الناقة أخذت الناقة تصيح بين النوق وترغي, ثم تناخ في الأرض وتمد جرانها فينزل من عليها.
وربما اضطجع وكشفوا عليه أو جعلوا عليه صلى الله عليه وسلم الغطاء فيسمع له صلى الله عليه وسلم غطيطاً، قال تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً [المزمل:5-6] فهذا أشد شيء عليه.
وأحياناً يأتيه الملك في صورة رجل فيكلمه، وهذا أسهل شيء.
وقد أتاه جبريل مراراً وتكراراً في صورة دحية بن خليفة الكلبي، وكانت له صورة جميلة.
ورآه مرتين -كما في الصحيح- في صورته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، كل جناح قد سد ما بين المشرق والمغرب.
قال أحد السلف: "إذا كان للطائر جناحان كيف تركب الجناح الثالث؟! فما بالك بملك له ستمائة جناح!!".
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {رأيت
حضر المعركة فقدم يده فقطعوها، فقدم الثانية فقطعوها، وفي الأخير أخذ الراية بحضنه -وكان من أشجع الناس- فضربوه حتى قتلوه؛ فأبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة, فهو يطير مع جبريل وإسرافيل وميكائيل في كل منزل من منازل الجنة.
قال: {إن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه} فإن الكفرة يحشرهم الله عز وجل على وجوههم؛ لأن من استطاع أن يمشيه على أقدامه يستطيع سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يمشيه على وجهه.
فلما انتهى قال: {أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا. قال: ماذا أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها كثير صلاة, ولا صيام, ولا صدقة, ولكني أحب الله ورسوله. قال: المرء مع من أحب}.
أعظم مجرم في الأرض من أشرك بالله، وهذا كمن يهوي من السماء فتخطفه الطير, أو تهوي به الريح في مكان سحيق، وقد حرَّم الله على المشرك الجنة، لا يشم نسيمها ريحها. ولا يدخلها أبداً، وفي كتاب الزهد بسند جيد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: {يقول الله تبارك وتعالى: عجباً لك يا بن آدم! خلقتك وتعبد غيري، ورزقتك وتشكر سواي، أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك، وتتبغض إلي بالمعاصي وأنت فقير إلي، خيري إليك نازل، وشرك إليَّ صاعد} أو كما قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
قال: {أعظم الذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك. قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك} متفق عليه.
ومن ترك الصلاة في أول وقتها فاته أجر عظيم، ومن تركها بعذر حتى خرج وقتها فقد برئت منه الذمة وهو مجرم, وعند بعض العلماء أنه مرتد، ولا تقبل منه الصلاة ولو قضاها إذا تركها حتى يخرج وقتها بلا عذر.
والإيمان: أن تؤمن بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره.
والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
} حديث صحيح.بالله لفظك هذا فاض من عسل أم قد صببت على أفواهنا العسلَ |
والعجيب أنه عليه الصلاة والسلام ما كان يتوقف في الأسئلة إلا نادراً، أحياناً يتوقف ليطلب الوحي، وأحياناً يتوقف، ويقول: لا أدري، وهذه قالها ثلاث مرات في حياته, كما روى الحاكم يقول: قال عليه الصلاة والسلام: {لا أدري أتبع نبي أو رجل صالح؟ ولا أدري هل الحدود كفارات أو لا؟ ولا أدري أذو القرنين نبي أو لا؟}.
وجاءه رجل فقال: { يا رسول الله، قبلت امرأةً أجنبية فهل لي من كفارة -والرجل وجل وخائف- قال: لا أدري, ثم توقف فأنزل الله: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:114] قال: هل هي لي خاصة؟ قال: بل لك ولكل من عمل بعملك من أمتي إلى يوم القيامة}.
وجاء أعرابي إلى عمر فقال: يا عمر! الطواف قبل السعي أم السعي قبل الطواف؟
وروي أن عمر رضي الله عنه وأرضاه جاءه رجل من المنافقين ومعه رجل من اليهود يتخاصمان، فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حكم بينه وبين صاحبه فأفتاه، ثم ذهب إلى أبي بكر فأفتاه.
ثم ذهب الخصمان إلى عمر فسألوه. قال: [[أسألتم أحداً قبلي؟ قالوا: سألنا الرسول صلى الله عليه وسلم. قال: فماذا أجابكم؟ قالوا: بكذا وكذا. وسألنا أبا بكر فأجابنا بكذا وكذا. قال عمر: انتظراني لأجيبكم إن شاء الله. ثم ذهب فدخل بيته فأخرج سيفه، وأتى إلى الرجلين فأتى عليهما فقطع رأسيهما]].
وهذا لا يتعارض مع القرآن, فإنه لا يؤمن من كان في قلبه حرج من حكم الله وحكم رسول الله عليه الصلاة والسلام.
تقول عائشة رضي الله عنها: {أهم الذين يسرقون ويزنون ويخافون يا رسول الله؟ قال: لا يـ
وقال ابن عمر لما قرأ قوله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27] قال: [[والله الذي لا إله إلا هو لوددت أن يتقبل الله مني ولو مثقال ذرة؛ لأن الله عز وجل يقول:إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]]].
قال الحسن البصري: [[المؤمن يحسن ويخاف, والمنافق يسيء ويأمن]].
وكان الصالحون يتصدقون ويصلون ويصومون وهم خائفون من الذنوب، والمنافقون يغدرون ويفجرون وهم آمنون.
وفي الصحيح أن ابن مسعود قال: [[المؤمن يرى ذنوبه كأنها جبل يريد أن يسقط عليه، والمنافق أو الفاجر يرى ذنوبه كذباب طار على أنفه فقال به هكذا (وأومأ بيده)]].
فقال -بإسناد يقبل التحسين-: {بل ائتمروا بالمعروف, وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتم شحاً مطاعاً, وهوىً متبعاً, ودنيا مؤثرة, وإعجاب كل ذي رأي برأيه, فعليكم بخاصة أنفسكم} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
قال: {هي من قدر الله} حديث صحيح.
أتى رجل فقال: يا رسول الله! هل الأدوية والعلاج ترد من قدر الله؟
أي: ما دام أن الله كتب علي المرض فهل العلاج يرد ما كتب؟
قال: {هي من قدر الله}.
وقال عليه الصلاة والسلام: {يا أيها الناس! تداووا ولا تتداووا بمحرم، ما أنزل الله من داء إلا أن أنزل الله له شفاء}.
قال بعض السلف: "من عطل السبب فقد قدح في عقله". فصير مجنوناً معتوهاً.
بعضهم لا يذاكر ويقول: أنا سوف أنجح. وبعضهم يأتي على أرض صخرية ما زرعها ويقول: اللهم أنبت فيها رماناً وبرتقالاً. هذا مجنون, لأن من قدح في السبب فهو أحمق، ومن قدح في الشرع فهو مشرك، ومن أخذ بهما فهو مؤمن.
قال صلى الله عليه وسلم: {اعقلها وتوكل} حديث رواه ابن حبان وهو صحيح.
قال: {الله أعلم بما كانوا عاملين}. ولذلك ينبغي ألا تتكلم في أطفال المشركين، ولا أو في مسألة أكبر من حجمك، أو تضيع وقتك في مسائل لا يترتب عليها جزاء أو عقاب في الآخرة, أو حتى مجرد نفع في دنياك.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له} فمن رأى رؤيا صالحة, أو رئيت له رؤيا صالحة, فهي أول عاجل بشرى المؤمن، كأن ترى محمداً عليه الصلاة والسلام, أو ترى الجنة, أو ترى أنك من السعداء, أو أنك مع الصالحين، هذه البشرى الأولى.
والبشرى الثانية: الثناء الحسن.
ذهبوا يرون الذكر مجداً خالداً ومضوا يعدون الثناء خلودا |
نسب كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عمودا |
قال أحد السلف: "يا عجباً لكم! ألا تشترون الثناء تريدون به وجه الله, وقد قال إبراهيم عليه السلام: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ [الشعراء:84]؟!".
أتى أعرابي إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين! لي حاجة، فهل أقولها لك؟ قال علي: احفظ عليك ماء وجهك، اكتبها في الأرض. يقول: أنا فقير وعندي حاجة أريد أن أطلبك، هل أتكلم بها؟
قال علي: لا، أنا أريد أن أحفظ ماء وجهك, ولا أريد أن أخجلك اكتبها في الأرض.
فكتب: أريد كذا دراهم وأريد حباً وأريد حلة، فأعطاه علي من بيت المال، فكتب في الأرض:
كسوتني حلة تبلى محاسنها لأكسونك من حسن الثناء حللا |
يقول: أنت أعطيتني حلة تذهب, ولكن والله لأعطينك حلة لا تذهب وهو حسن الثناء وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ [الشعراء:84].
وإنما المرء لسان بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى |
وقد كان أحسن الذكر لمحمد عليه الصلاة والسلام، قال الله عز وجل: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح:4].
قال أهل العلم: لا أذُكر إلا ذكرت معي.
ولذلك مؤذننا في المغرب وفي العشاء, سوف يتلو على الأسماع، ومؤذنو مليار مسلم سوف يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً رسول الله.
يقول حسان في قصيدة له -وكان صلى الله عليه وسلم يتبسم وهو يسمع الكلام-:
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد |
فالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى شق له هذا الاسم الطيب الطاهر فهو من رفعة الذكر.
وقال: {أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر} أي: أن تقول الحق في مواطن الهلكة.. السيف مسلول, والرمح موجود, وتقول الحق لا تخاف في الله لومة لائم، مثلما فعل النابلسي، وقد ذكرت قصته في محاضرة بعنوان "من أخبار علمائنا".
يقولون: إن النابلسي من أعظم الشهداء في الإسلام، كان محدثاً، أتى إلى الزنادقة الفاطميين الحكام، فأفتى الناس في المسجد قال: من كان عنده عشرة أسهم فليرم الروم بسهم واحد وليرم الحكام الفاطميين في مصر بتسعة أسهم.
فوصل الخبر إلى الخليفة الفاطمي فاستدعاه هذا المجرم اللعين عليه لعنة الله, قال: سمعنا يا نابلسي أنك تقول: من عنده عشرة أسهم؛ فيرمينا بسهم واحد, ويرمي الروم بتسعة أسهم.
قال: لا، الذي أخبرك بالفتوى أخطأ.
فظن أنه سوف يتبرأ، فقال: كيف الفتوى؟
قال: لم أقل يرميكم بسهم بل يرميكم بتسعة، ويرمي الكفار بسهم واحد.
قال: والله لأقتلنك قتلة ما قتل بها أحد من الناس.
فسلط عليه يهودياً -لأن الفاطمي يهودي جده ابن قداح وجدته يهودية- فأخذه اليهودي فعلقه بأرجله ونكسه، ثم أخذ يجزره ويسلخ وجهه بالسكين، فظللته غمامة بإذن الله، وما وجد مساً للألم.
قال الذهبي: يروى أن دمه لما نزل إلى الأرض كان يكتب الله، الله. وهذه لا نردها ولا نسلمها، وإن ثبتت فهي من كرامات الأولياء.
وقد مر عليّ منشور فيه رسم الحنجرمكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
أقول: في هذا ثلاث قضايا:
الأولى: نحن ما تعبدنا بهذا، وخلقك أنت أعظم من كتابة لا إله إلا الله محمد رسول الله، عينك يوم أن تتحرك وترسل شعاعها وضوءها ورؤيتها ويدك وقلبك وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذاريات:21] أنت أعظم في خلقك من رسم الحنجر.
عجباً لنا كيف نرى الشمس صباحاً ومساءً تذهب وتأتي, ولا نتعجب فإذا جُدَّت نظرية اندهشنا؟! ولا ندري عن صحة هذه، فربما توافقت الأحرف وتوافقت القصبات؛ فانطبقت فكتب لا إله إلا الله محمد رسول الله. فهي محتملة؛ والأمر محتمل لا يبنى عليه شيء.
وينتبه إلى أمر وهو: ألا نجعل ديننا تسليمات فقط، كلما أتانا رجل بمنشور سلمنا.
ولو فرضنا أنه أتانا رجل بهذه فقلنا: آمنا وصدقنا، ثم أتانا غداً هذا الرجل برجل مكتوب فيه لا إله والحياة مادة. هل نقول: لا، هذا خطأ؟! يقول: أنتم آمنتم قبل قليل بهذه الكتابة فآمنوا بهذه الكتابة كذلك!
نقول: لا، نحن لا نجعل ديننا تخريصاً, ولذلك يقول علماؤنا: لا نصدق النظريات كلما أتتنا نظرية قلنا: نعم، فنقول: القرآن أيدها. وبعد شهر قالوا: اكتشف العالم فلان أن النظرية خطأ. قلنا: أجل، يمكن أن يكون في القرآن نظر. أستغفر الله!
وهذه فائدة عابرة:
قف لنا في الطريق إن لم تزرنا إن بذل السلام نصف الزيارة |
قال: {أن تتصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل والغنى، ولاتمهل حتى إذا بلغت الحقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان} أما إذا أصبح الإنسان في سكرات الموت فيتصدق في تلك الساعة لكنه لا ينفعه.
بعض البخلاء -ذكرهم ابن الجوزي في صيد الخاطر وقد ذكرت لكم بعض قصصهم- يقول: بقي بهم البخل حتى دخلوا القبور! منهم بخيل عنده ذهب, فلما حضرته سكرات الموت, أخذ يبتلع الذهب.
وآخر كان عنده دراهم من الذهب, فلما حضرته سكرات الموت طيّن عليها في بلكة -نوع من أنواع الحجارة- وجعلها عند رأسه، وقال: هذا من غبار الجهاد في سبيل الله؛ فادفنوه عند رأسي في القبر. فانكسرت البلكة؛ فإذا الذهب داخلها -نعوذ بالله من الخذلان- هذا من أبخل البخل.
فقال: {ما اصطفى الله لعباده: سبحان الله وبحمده} هذا أفضل الكلام، وأنت عليك أن تجريه على لسانك؛ ولذلك سأل أبو ذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا السؤال، قال: {ما أفضل الكلام؟ قال: سبحان الله وبحمده} والله يقول: { أنا جليس من ذكرني}
وفي الترمذي بسند فيه كلام: {أن محمداً عليه الصلاة والسلام مرَّ بإبراهيم فسلم عليه فلما انتهى قال أبونا إبراهيم عليه السلام: بلغ أمتك مني السلام -وعليك السلام ورحمة الله وبركاته- وأخبرهم أن الجنة قيعان, وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر}.
وجاءه عليه الصلاة والسلام رجل يمشي -قيل: وابصة بن معبد - وقبل أن يسأل قال عليه الصلاة والسلام: {جئت تسأل عن البر والإثم؟ قال: نعم. قال: البر ما اطمأنت إليه النفس, واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في نفسك, وكرهت أن يطلع عليه الناس, وإن أفتاك الناس وأفتوك} يفتيك عالم في مسألة ولكنها تحيك في نفسك وقلبك، فاتركها، المعنى أن فيها إثماً ولو أفتاك الناس، ما دام أن قلبك يحدثك ويوسوس لك، فاترك هذا الأمر فإن معناه أن فيه إثماً.
قال: {إن الماء لا ينجسه شيء} فالماء الكثير لا يتغير ريحه ولا طعمه ولا لونه.
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه سُئِلَ عن الماء في الصحراء وما ينتابه من دواب وسباع، مثل: الغدران, والجداول, والخزانات, والبرك ونحوها،قال عليه الصلاة والسلام: {إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث} والقلتان: خمس قرب، إلا إذا تغير لونه أو ريحه أو طعمه.
قال: {لا تأكلوا في آنيتهم, إلا ألاَّ تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها}.
إذا كنت ساكن مع يهودي أو نصراني ليس لك أن تأكل في آنيته إلا بشرطين: ألا تجد غيرها، عليك أن تغسلها.
قال: {لا ينصرف حتى يجد ريحاً, أو يسمع صوتاً} هذان ضابطان اثنان: يجد ريحاً أو يسمع صوتاً, وأما من وسواس فلا يضره. والحديث صحيح.
وسألته فاطمة بنت حبيش فقالت: يا رسول الله! إني امرأة أستحاض فلا أطهر. أفأدع الصلاة؟
والاستحاضة غير الحيض، الاستحاضة: هو الدم الزائد عن العادة، ويسمى عندنا النزيف.
قال: {لا، إنما ذلك عرق فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة -أيام الحيض- فإذا أدبرت فصلي} ولو كان الدم يقطر في الاستحاضة فلا يضر لأنه نزيف.
وسئل عن الوضوء من لحم الإبل، والحديث صحيح من حديث جابر بن سمرة والبراء قال: {نعم! توضأ من لحم الإبل} لماذا؟ قالوا: لأنه يسبب ارتخاءً في المفاصل.
وسئل عليه الصلاة والسلام عن الصلاة في مرابض الغنم قال: {نعم، صلِّ في مرابض الغنم}.
وسُئل عن الصلاة في معاطن الإبل؟ قال: {لا تصلِّ في معاطن الإبل}. والحديث صحيح.
هذه الأسئلة والأجوبة أحسن من الدنيا وما فيها، هذه درر من محمد عليه الصلاة والسلام.
وسألته زوجته أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها، فقالت: {إني امرأة أشد ظِفر رأسي -أي الجدائل تشدها شداً- أفأنقضه لغسل الجنابة؟ قال: لا، إنما يكفيك أن تحثي عليه ثلاث حثيات}.
المرأة لا تنقض رأسها من غسل الجنابة, وتنقض رأسها من الحيض، وقد صح في ذلك حديثان.
سبحان الله! أي رسالة هذا الرسالة؟! مع المرأة في حيضها.. مع الطهارة.. مع الاقتصاد والعسكرية، والجهاد، والقدر، والتوحيد، والإيمان، والجنة، والنار، والصراط، وكل شيء.
شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق سباتِ |
بأيمانـهم نوران ذكـر وسنة فـما بالهم في حالك الظلـمات |
وسألته امرأة تقول: {إحدانا يصيب ثوبها من دم الحيض كيف تصنع؟ قال: تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلي فيه} حديث صحيح.
يقال: كانت الفأرة امرأة من بني إسرائيل فاسقة فاجرة, وقيل: زانية فمسخت، قال صلى الله عليه وسلم: {أما تراها تأخذ الفتيل وتشعل على أهل البيت بيتهم}.
وإذا وقعت في سمن، فيقول عليه الصلاة والسلام: {ألقوها وما حولها وكلوا سمنكم} فلا تلق السمن كله, بل ألقها هي وما حولها, سواء أكان جامداً أم سائلاً، ولم يصح في التفصيل بين الجامد والمائع شيء، بل قال البخاري: وهو وهم.. ويعني بذلك ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: {إذا كان جامداً فألقوها وما حولها، وإن كان مائعاً فاتركوه}.
قال: {طهورها دباغها} حديث صحيح.
وذلك إذا ماتت عليك شاة وأنت لم تذكيها, أما إذا ذكيتها فليست ميتة، ومثله إذا ماتت ناقة أو بقرة, أما الحمير سواءً ماتت أو ذكيتها فلا فرق؛ لأنها نجسة أصلاً.
والإسباغ يكون بأن تروي البشرة, أو تأتي بالسنن.
قال: {أسبغ الوضوء, وخلل بين الأصابع, وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً} حديث صحيح رواه أبو داود وغيره.
وسئل صلى الله عليه وسلم عن مدة المسح على الخفين؟ فقال: {للمسافر ثلاثة أيام, وللمقيم يوم وليلة} حديث صحيح.
- وسئل عليه الصلاة والسلام عن الصلاة الوسطى؟ قال: صلاة العصر.
ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام لما قاتل في معركة الخندق بقي يقاتل هو والصحابة حتى أظلم الليل, وهو لم يصل العصر ودخل المغرب واقترب العشاء، فقال عمر: {يا رسول الله! لعن الله الكفار! شغلوني عن الصلاة, ما صليتها إلا الآن، -قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما صليتها، ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر}. ثم أذن المؤذن وصلى العصر.
ولما نزلت صلاة الخوف صلوا في المعركة ولم ينتظروا.
إذاً الصلاة الوسطى هي صلاة العصر فليتنبه لذلك بارك الله فيكم.
- وسأله عمران بن حصين وكان به بواسير, وهو مرض في مقعدته مكث به ثلاثين سنة حتى صافحته الملائكة في السحر بأيمانها، فلما اكتوى ارتفعت الملائكة, وما عادت تصافحه، ثم ذهب إلى الله -نسأل الله أن يجمعنا به في الجنة- قال: {صل قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبك} حديث صحيح.
- وسأله عثمان بن أبي العاص الثقفي قال: {يا رسول الله! لبَّس علي الشيطان صلاتي؟ قال: ذاك شيطان اسمه خنـزب}
الشياطين عندهم تخصصات، هناك شيطان متخصص في الوسوسة في الصلاة، وشيطان في الهجوم على الوحي -أقصد معتقد القلب- وشيطان في التفريق بين الرجل وزوجته، وشيطان في التحريش بين الناس همه نقل الكلام.. إلى غير ذلك من التخصصات.
فهذا الشيطان الذي اسمه "خنـزب" متخصص في الوسوسة في الصلاة. قال: {ذاك شيطان اسمه خنزب، فإذا أحسست به فانفث عن يسارك ثلاثاً, وتعوذ بالله منه} رواه مسلم.
- وسأله أبو ذر عن أول مسجد وضع في الأرض؟
قال: {يا رسول الله! ما أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام. قال: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قال: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة} متفق عليه.
قال: {يا رسول الله! أي مسجد أسس على التقوى؟ فأخذ صلى الله عليه وسلم حصبة من التراب، فقال: مسجدي هذا} يعني: مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام.
- وسئل عن الصلاة في السفينة -سأله جعفر الطيار بن أبي طالب - فقال: {صل فيها قائماً إلا أن تخاف الغرق} رواه الحاكم بسند صحيح.
يقول: صلَّ قائماً في السفينة إلا أن تخاف الغرق، وهذا يحمل على السيارة إذا لم تجد منزلاً تنزله في الفريضة كأن يكون في الأرض طين, أو يكون المطر مستمراً، أما إذا وجدت نزولاً فلا يعذر أن تصلي إلا بالنزول، وكذلك الطائرة إذا استمرت بك الرحلة وخشيت أن يخرج الوقت فصلِّ قائماً, فإن لم تستطع فعلى كرسيك. هذا هو الصحيح.
- وسُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟
قال: {هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد} حديث صحيح.
- وسئل صلى الله عليه وسلم عن الكلب الأسود يقطع الصلاة دون الأحمر والأصفر؟
قال أبو ذر: {ما بال الأحمر من الأصفر من الأسود يا رسول الله؟ قال: الكلب الأسود شيطان} يحب الشيطان الكلاب السود.
- وسئل عليه الصلاة والسلام عن صلاة الليل؟
قال: {مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة}. متفق عليه. أي: صلَّ اثنتين وسلم، فإذا خشيت الفجر فأوتر بواحدة.
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده {أن امرأة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يديها مسكتان، فقال: أتؤدين زكاته؟ قالت: لا. قال: أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار فألقتهما} -أو كما قيل- حديث صحيح.
إذا علم هذا فزكاة الحلي واجبة سواء لبسته أم لم تلبسه، فعليها أن تقدر ثمنه وتخرج الزكاة من الثمن.
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد |
لها بوجهك نور تستضيء به ومن حديثك أعقاب حادِ |
إذا تشكت كلال السير أسعفها شوق القدوم فتحيا عند ميعاد |
- وسُئل عليه الصلاة والسلام عن الصوم في السفر؛ رواه مسلم عن حمزة بن عمرو وغيره؟
فقال: {إن شئت فصم وإن شئت فأفطر} وجاء في رواية البخاري: {إن شئت فأفطر فحسن، وإن شئت فصم فلا جناح عليك} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وقالت امرأة: {يا رسول الله! إن أمي ماتت وعليها صوم نذر, أفأصوم عنها؟ قال: أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم يا رسول الله! قال: فدين الله أحق بالقضاء} حديث صحيح.
وهذا رجل له قصة، اسمه سلمة بن صخر البياضي , روى حديثه السبعة واللفظ لـمسلم.
أتى سلمة بن صخر البياضي والرسول عليه الصلاة والسلام جالس مع أصحابه في نهار رمضان وقت الظهر، فأتى يولول ويصيح، ويقول: {يا رسول الله! هلكت! قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على أهلي في رمضان -جامع امرأته- فقال عليه الصلاة والسلام: أعتق رقبة. قال: ما أملك إلا رقبتي هذه} وكان الرجل مزاحاً، وثبت أنه مزح أربع مزحات، فتبسم منه صلى الله عليه وسلم. يقول: من أين لي برقاب أعتقها وأنا ما عندي إلا رقبة واحدة وهي رقبتي، قال: {صًم شهرين متتابعين. قال: وهل وقعت فيما وقعت فيه إلا من الصيام} ما استطعت أن أصوم إلى المغرب أفأصوم ستين يوماً؟!! فتبسم عليه الصلاة والسلام وقال:{أطعم ستين مسكيناً قال: على أفقر مني..؟!!}.
فجلس صلى الله عليه وسلم, وسكت وسكت الصحابة، فجاء رجل من الأنصار بمكتل مليء بالتمر ليتصدق به الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال صلى الله عليه وسلم: {خذ هذا فتصدق به! قال: على أفقر مني؟- يريد أن يأخذه هو، قال: كيف أتصدق به, وأنا أفقر من في المدينة -والله ما بين لابتيها أفقر مني؟ فضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، وفي رواية أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: خذه فأطعمه أهلك}.
أي سماحة في هذا الدين؟! وأي يسر وإشراق وروعة؟! وأي إبداع لهذا النبي الذي أحبته القلوب؟!! أسر الأرواح فهذا الموقف يكفي أن يسلم به الآف وملايين من الناس.
وفي الصحيح أنه أتاه رجل فقال: {يا رسول الله! اللقطة ماذا أفعل بها؟ -أي: لقطة المال، لقطة الذهب، لقطة الفضة- قال: اعرف وكاءها وعفاصها ثم عرفها سنة} أي: اعرف دليلها ثم ضعها في البيت ولا تأتِ إلى الناس؛ لأن الحمقى إذا وجدوا شيئاً قالوا: من ضيع قلماً؟ الناس سيأخذونه، وكل واحد سوف يقول: هذا قلمي. ولكن أنت أخفه في جيبك وقل: من ضيع شيئاً؟ فإذا قال: قلماً. قل: ما وصفه؟ ما لونه؟ وكم طوله؟ وكم عرضه؟
فقال صلى الله عليه وسلم: {اعرف وكاءها وعفاصها} العفاص: هو الوعاء التي تحفظ فيه, والوكاء: هو الحزام الذي تشد به، {ثم عرفها سنة، فإن جاء ربها فأعطه, وإلا فاستنفق بها وهي أمانة عندك إذا جاء ربها، قال: فضالة الإبل؟ فغضب عليه الصلاة والسلام -لأن الجمل يستطيع أن يصبر على الجوع والظمأ سبعة أيام، وهذا يريد إذا رأى جملاً أن يأخذه- قال: ما لك ولها؟ دعها فإن معها سقاءها وحذاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها، قال فضالة الغنم؟ قال: هي لك أو لأخيك أو للذئب} يقول: إذا ما يأت صاحبها فخذها فإنك إن لم تأخذها أكلها الذئب لأنها لا تمتنع, أما الجمل فيمتنع من الذئاب.
لكن العجيب! أن الجمل يمتنع من الأسد والذئب, لكن إذا رأى النمر أصبح في ورطة لأن النمر يغلبه.
سأل أحد الناس عالماً من العلماء قال: وجدت غنماً يا شيخ؟ قال: أعطها الأمير. قال: الأمير بعيد.
قال: أعطها القاضي. قال: القاضي بعيد.
قال: عرف بها أو أوصلها إلى البلدية. قال: لا. تأخذها. قال: إنك تريد أن تأخذ الغنم.
وسُئِلَ عليه الصلاة والسلام عن صوم يوم الإثنين كما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة؟ قال: {ذاك يوم ولدت فيه, وأوحي إلي فيه} وقد مات عليه الصلاة والسلام في يوم الإثنين.
فصيامه حسن. لكن عيد المولد يوم الإثنين ليس بوارد، بل هو خزعبلات وخرافات، وما فعل صلى الله عليه وسلم عيد المولد, ولا أصحابه, ولا السلف ولا التابعون وليس له أصل في السنة.
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً وهو في طريق الحج يقول: {لبيك عن
وأتت امرأة من أهل اليمن بطفل بين يديها, فمشى صلى الله عليه وسلم وحوله كوكبة من الصحابة، لأنه إذا مشى كان علية القوم يمشون عن يمينه ويساره، أبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وسعد بن معاذ , وسعد بن عبادة , ومعاذ فيتحدث لهم ويتحدثون إليه.
فاعترضته امرأة من أهل اليمن في مضيق وادي ضجنان فرفعت طفلها، قالت: {من أنتَ؟ قال: أنا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: من أنتِ؟ قالت: حاجَّة، فقالت: ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر} فأثبت له حج النافلة لا حج الفريضة، وأمه تؤجر على أنها حجت به.
وسألته ضباعة بنت الزبير قالت: {يا رسول الله! إني أريد الحج وأنا شاكية -أي: مريضة- قال: حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني} هذا للمريض إذا كان به داء مثل ما بـضباعة فله أن يشترط.
إذا كنت مريضاً وأنت محرم فقل: اللهم إني نويت حجاً فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
قال له رجل: إني أحب سورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1].
فقال: {حبك إياها أدخلك الجنة} حديث صحيح.
وسُئِلَ عن أهل الله من هم؟ فقال:{أهل القرآن هم أهل الله وخاصته} رواه أحمد.
وسُئِلَ عن الباقيات الصالحات، ما هي الباقيات الصالحات التي ذكرت في القرآن؟
قال: {سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر}.
وسُئل عن الأجرة على كتاب الله؟ قال: {إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله}. هذا إذا كان في الطب ونحوه، والتعليم فيه خلاف.
وسُئِلَ عن الأموال التي تدفع للناس من أموال السلاطين، فقال صلى الله عليه وسلم: {ما أتاك من هذا المال وأنت غير مستشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك}.
وسُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع؟ فنهى عليه الصلاة والسلام عن قتله.
ونهى صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع: الهدهد, والصرد, والنملة, والنحلة. وزاد ابن ماجة والضفدع.
وسأله عدي بن حاتم عن أبيه هل ينفعه الكرم؟
قال: {لا، إن أباك طلب شيئاً فأصابه} وهو الرياء والسمعة والعياذ بالله.
وسأله سفيان بن عبد الله أن يقول له قولاً لا يسأله عنه أحداً غيره؟ قال: {قل: آمنت بالله ثم استقم}.
وسأله حكيم بن حزام هل يبيع شيئاً لم يكن عنده وسوف يشتريه للمشتري؟
يأتيك رجل فيقول: أريد أن أشتري منك سيارة -وليس عندك سيارة- فتبايعه وينتهي البيع ثم تذهب إلى المعرض وتشتري؟
هذا حرام، فقال عليه الصلاة والسلام: {يا
وسُئِلَ عن الثوم أحرام هو؟ قال: {لا، ولكني أكرهه من أجل رائحته} رواه مسلم.
وسُئِلَ عن الضب أحرام هو؟ قال: {لا، ولكني أجد نفسي تعافه، إنه ليس بأرض قومي} متفق عليه.
وسألته عائشة: {إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذُكِرَ اسم الله عليه أم لا؟ قال: سموا أنتم وكلوا} حديث صحيح رواه البخاري.
إلى آخر تلك الإجابات العجيبة التي تفوه بها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام.
الجواب: تسمع وتطيع إذا أمرك بالمعروف, ولا تأخذك العزة بالإثم, ولا تحاربه, ولا تنابذه, ولا تخاصمه؛ بل تتقي الله عز وجل وتقبل، ولا تكن ممن قال الله فيهم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:204-206].
الجواب: الإيداع في البنوك بفوائد أو بغير فوائد لا يجوز، لأنه ربا، فمن أودعها بغير فائدة فقد تعاون معهم على الإثم والعدوان، وأما بفائدة مشروطة فهو ربا. وهناك بديل وهو الشركة الإسلامية للاستثمار الخليجي، يجوز إيداع الأموال فيها، ولها مقر في كل مدينة، ولها مكتب معروف في أبها، وهي تستقبل أموال المسلمين وهي تتعامل بالمضاربة الإسلامية, ولا تشرط لك فائدة نسبية مقررة, وإنما تضارب لك بمالك على نظام المضاربة الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم، وهي رابحة بإذن الله وخالية من الربا، لأنه يقوم عليها رجال معتمدون ويرأس ذلك سمو الأمير محمد الفيصل ومعه نخبة من العلماء الأجلة والدعاة والمفكرين، فهذه الشركة هي عوض عن هذه البنوك الربوية، وهي تستقبل أموال الناس وتضارب بها, وهي بعيدة عن الشبهة، نسأل الله لنا ولكم مطعماً حلالاً، ورزقاً حلالاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم لـسعد: {أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة} وذكر صلى الله عليه وسلم: {الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، فأنى يستجاب له؟}.
الجواب: عليك بشريط احفظ الله يحفظك، ورسالة إلى المغنيين والمغنيات، ورحلة إلى الدار الآخرة.
الجواب: نعم، بالإجماع يسعفها هو من باب أولى، وليس في ذلك من حرج، وتسعفه من دمها والحمد لله.
الجواب: هذا خلاف السنة، لا يجوز إطالة السراويل ولا الثوب، وإنما تكون كلها من فوق الكعب، لا تطل سراويلك ولا بنطلونك, ولا بشتك تحت الكعب {ما أسفل من الكعبين فهو في النار} ولا يظن الإنسان أنها في الثياب فقط أما السراويل فلم يأتِ فيها شيء، بل الأحاديث في ذلك.
الجواب: لك أن تستمع الأناشيد بثلاثة شروط:
1/ ألا يكون معها موسيقى أو أدوات لهو.
2/ لا يكون فيها كلام فحش.
3/ لا تكثر منها حتى تضيع وقتك.
الجواب: نعم له ذلك، وأما حديث أن عائشة لم ترَ منه صلى الله عليه وسلم ولم يره منها فلا يصح، بل هو ضعيف.
الجواب: تخرج كفارة اليمين على الترتيب: إطعام عشرة مساكين, أو كسوتهم, أو عتق رقبة, فإن لم تجد فصيام ثلاثة أيام. أما إطعامهم فيكفي وجبة غداء أو عشاء أما فطور فلا، لأن الفطور سهل, ولذلك نرى البخلاء لا يعزمون إلا في الفطور، فالبخيل يجلس في المجلس وإذا انتهى الجماعة من العزومة قال: يا جماعة! أنتم من أعز الناس عندي ولا يمكن أن تذهبوا قبل أن تأتوا عندي؛ والفطور غداً عندي.
فكفارة اليمين لا تكون فطورا,ً بل غداءً أو عشاءً.
الجواب: نعم، إذا لبَّس عليك, بشرط أنك لا تدري كم صليت, أو لا تدري ماذا قلت، أما إذا وسوس وسوسة خفيفة فلا تقل ذلك في الصلاة.
الجواب: لا يلزمك، إنما تزيل الدم، هذا هو الصحيح, وهو رأي البخاري ورأي كثير من المحدثين.
الجواب: لك أن تنصحها وبآداب القرآن، ثم تهجرها، ثم تضربها ضرباً غير مبرح، ثم تتصرف!
الجواب: الشراب الخفيف الذي يبدي اللحم والبشرة لا يمسح عليه, وهذا هو الصحيح.
الجواب: إن كان متعمداً فهو آثم، وإن كان ناسياً فليخرج سريعاً, وليستغفر الله وليخرج كتاب الله من الحمام.
الجواب: إذا كان من بلاد أهل الكتاب فالظاهر فيه أنه مباح، قال تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5] ونسمي عليه ونأكل، أما البلاد الكفرية الشيوعية: كـروسيا والهند فهذه الدول لا يأكل من ذبائحهم لأنه حرام.
الجواب: نسأل الله أن يلهمك الحكمة، والحكمة تأتي بالتجربة, وبقراءة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم, فإنك إذا قرأت سيرته عرفت الطريق إلى الحكمة بإذن الله عز وجل.
الجواب: كما قال الله: خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً [التوبة:102] وهذا فيه مرض. الذي لا يحب الذكر, ولا يحب مجالس الخير, ولا يحضر المحاضرات؛ فهذا دليل على أن فيه مرضاً, وعليك أن تأخذه بالتي هي أحسن علَّ الله أن يهدي قلبه.
الجواب: عليك أن تنصحهم, فلا يجوز اجتماع الأجانب مع الأجانب من الرجال والنساء في مجلس واحد؛ لأن هذا محرم، فلا يجلس الرجل مع زوجة أخيه في مجلس عام أبداً ولم يأتِ في هذا دليل.
الجواب: يقال هذا، لكني قلت: يقال لأن المفاصل تسترخي حتى لا يستطيع أن يتحكم في نفسه.
الجواب: معناه: وضعنا عنك خطيئتك وذنبك.
الجواب: معناه: وسعناه وأصبح مشروحاً.
الجواب: أسأل الله أن يجعله كريماً وأن يرزقك الأدب مع جيرانك.
الجواب: من ترك الصلاة فهو كافر.
الجواب: أنا لم أقل: إنه يخرج مع الجماع، لكنني قلت: إذا توضأ الإنسان بعد الجماع, أو اغتسل ثم خرج منه ودي فعليه أن يتوضأ منه ولا يغتسل.
الجواب: لا، يقولون: يأتي بها السيل ويطم بها كما قال الخطابي وغيره.
الجواب: لا، وردت عن عجائز أبها , أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يرد عنه شيئاً، وعلى كل حال فلا يجوز إفراد هذه الليلة بشيء من العبادة, ولا يومها بشيء من الصوم غير الأيام؛ لأنه يدخل في البدع والعياذ بالله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر