أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونصر دين الله، وبذل نفسه في سبيل الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً:
زيادة المرء في دنياه نقصان وربحه غير محض الخير خسران |
وكل وجدان قوم لا ثبات له فإنما هو في التحقيق خسران |
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبت جسمك فيما فيه خسران |
أقبل على الروح واستكمل فضـائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان |
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً بالله هل لخراب الدار عمران |
اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
هذا دعاء رسولنا عليه الصلاة والسلام في كل ليلة، والمسلم يحتاج في كل دقيقة، بل في كل لحظة إلى هداية من الله الواحد الأحد، ونحن في حياتنا، وفي دراستنا، ووظائفنا، وتجارتنا، وأعمالنا نحتاج إلى هداية من الله تبارك وتعالى.
وقد اقتربت العطلة الصيفية أو العطلة الربيعية أو الإجازة الفصلية، اقتربت من شبابنا وكل شاب في ذهنه تصور كيف يقضي هذه العطلة.
وهم على قسمين اثنين:
القسم الأول: على ما اعتاد من الضياع، واللهو، والغواية، واللعب، صمم تصميماً جازماً وأكد تأكيداً بالغاً أن يقضيها في النزهات واللغو، والمرح، واللهو، واللعب، وهذه عادته في عمره ينهيه في كل معصية، وفي كل مباح مترف، وفي كل لغو ولهو.
القسم الثاني: نظر الله إلى قلوبهم فرأى ما فيها من الصلاح والصدق والاستقامة، وقد صمموا أن يصرفوها في مرضات الله الواحد الأحد، وهؤلاء شباب عرفوا أن الإجازة من أعمارهم وأنها من أوقاتهم: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون:115-116].
ولهؤلاء شكر وثناء، ولأولئك دعاء مع هؤلاء، نسأل الله أن يثبت هؤلاء وأن يصلح أولئك.
صلاة الجماعة التي يقول عنها سعيد بن المسيب: [[والله ليس لي من عمل بعد لا إله إلا الله إلا أني لم تفتني تكبيرة الإحرام في الجماعة أربعين سنة]] وقال الأعمش: ستين سنة.
صلاة الجماعة التي من فقدها بلا عذر فقد فقد الإيمان والنور والاستقامة والهداية والسداد، صلاة الجماعة التي قصرنا فيها جميعاً -هذا المصلي فما أمر التارك- الأب يخرج من بيته ووراءه الستة والسبعة من أهله ولا يأمرهم بالصلاة، أنا أسكن في حي مكتظ بالسكان لا يصلي معنا الفجر إلا صف أو صف ونصف أو صفان، والحارة ممتلئة ومكتظة بالمسلمين وبالموحدين، فماذا نقول لربنا غداً إذا تركنا أطفالنا وأبناءنا وشبابنا وراءنا؟ كيف يصلح الحال وصلاة الجماعة معطلة؟ كيف ينتهي الشاب عن الفواحش وما ذاق صلاة الجماعة؟ كيف يهتدي الشاب؟ كيف يسلم من المخدرات وهو لم يعرف المسجد؟ كيف ينجو من الجرائم وما دله أبوه ولا أمه على المسجد؟
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] صلاة الجماعة حياة.
وقد شيدنا المساجد ووسعناها لكن لا يعمرها إلا القليل من الناس.
وجلجلة الأذان بكل حيٍ ولكن أين صوت من بلال |
منائركم علت في كل ساحٍ ومسجدكم من العباد خالِ |
تجارتهم ورقة البلوت، وأغنية، وموسيقى، ومسرحية، وغيبة، ونظرة آثمة، يصدون عن منهج الله، يتلقفون شباب الإسلام، نراهم إذا ذهبنا إلى المسجد جلسوا على الأرصفة، أهذا جزاء الجميل من رب الجميل؟
أنعم علينا بنعم، أفيكون هذا الجزاء؟
أهذا جزاء الشكر والعرفان؟
شباب أمهلهم الله في أعمارهم، وأصحهم في أجسادهم، وجدوا المال رخيصاً، أب يدفع لابنه، وهذا الابن في كل مكان ليس وراءه عمل ولا دراسة، بل معه شيطان يؤزه إلى كل معصية، فوجد سيارة فاخرة، وفلة واسعة، ولباساً ومأدبة، ودراهم متوفرة؛ فهتك الأعراض، وصد عن سبيل الله، وتعرض لشباب الإسلام يحملهم في سيارته إلى المنتزهات اللاغية، والأماكن اللاهية، إلى كل معصية، فأين الأب الحصيف؟ وأين الآمرون بالمعروف؟ وأين الناهون عن المنكر؟
والوقت غالٍ لكن عند غير المسلمين، والوقت رخيص عند المسلمين، الساعات الطويلة والسنوات المديدة يضيعها كثير من الشباب في اللهو واللعب، برنامجه اليومي من صلاة العصر في الغالب إلى العشاء لهو ولعب وخروج عن البيت، دوران في المدينة لا عمل ولا تجارة ولا وظيفة ولا كسب ولا تحصيل ولا طاعة، ثم يعود كالجثة الهامدة فيسهر مع زملائه إلى منتصف الليل، ثم يرمي بجسمه على الفراش بلا ذكر وتسبيح؛ وبلا تحميد وتهليل وبلا وضوء، ثم يلغي صلاة الفجر من برنامجه، فكيف يعيش هذا؟!
أيها اللاهي بلا أدنى وجلْ اتق الله الذي عز وجل واستمع قولاً به ضرب المثل اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل |
كم أطعت النفس إذ أغويتها وعلى فعل الخنا ربيتها كم ليال لاهياً أنهيتها إن أهنا عيشة قضيتها ذهبت لذاتها والإثم حل |
قال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً [الفرقان:23] وقال تعالى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام:94].
عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه |
وأسد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون لقياه |
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه |
الشاب عقبة بن نافع وعمره خمس وعشرون سنة يقف على المحيط الأطلنطي الذي ينفذ من أفريقيا إلى أوروبا، يقف موحداً مصلياً بسيفه يرفعه هكذا مع ظلال الشمس، ويقول: [[والله لو أعلم أن وراء هذا الماء أرضاً لخضت بفرسي هذا الماء لأرفع لا إله إلا الله محمد رسول الله]] فتح أفريقيا، شكر الله سعيه، ورفع منزلته، ليتك تدري من شبابنا منهم من بلغ الثلاثين والأربعين وهو لا يعرف لماذا أتى ولماذا يعيش، وإلى أين يسير؟ لاهٍ لاهي لم يعرف رسالته في الحياة.
جعفر الطيار حمل سيفه، وهو شاب في الثلاثين، وذهب إلى مؤتة في أرض الأردن، فترجل للمعركة ولبس أكفانه ورفع سيفه ثم قاتل قتال الأبطال، فقتل في سبيل الله.
جعفر الطيار ليله سجود وتسبيح، ونهاره جهاد ودعوة، أتى إلى مؤتة فقطعت يمناه، فأخذ الراية باليسرى، فقطعت، فضم الراية فكسروا الرماح في صدره وأخذ يتبسم وهو يقدم إلى جنة عرضها السماوات والأرض ويقول:
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها |
والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها |
أنس بن النضر يقول: [[إليك عني! والله! إني أجد ريح الجنة من دون أحد]] فيضرب ثمانين ضربة فيموت في سبيل الله:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع |
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59] فخلف من بعدهم خلف جعلوا بدل التلاوة الغناء، وبدل مجلس الحديث المسرحية، ومكان المصحف المجلة الخليعة، ومكان التسبيح التجارة، ومكان التهجد البلوت، ومكان التقوى الفجور، ومكان حفظ الوقت ضياع الوقت.
فيا رب! أعد هذه الأمة إليك، من ينصر لا إله إلا الله إذا تولى شبابنا؟ من يرفع لا إله إلا الله في الدنيا؟
يا مسلمون: عطلة الصيف تستغل إما في جماعات تحفيظ القرآن، أن تخطط لنفسك في عطلة الربيع، أن تحفظ ثلاثة أجزاء أو أربعة أو ما يشابهها مع الجماعة الخيرية.
فالمساجد ترحب، والأساتذة موجودون، أو مع المخيمات الإسلامية وأنا أقول لأصحاب المخيمات -وفقهم الله-.
اعتنوا بتربية الشباب على العلم الشرعي، وعلى كتب السلف، وعلى سيرة السلف، وأخلاقهم ومنهجهم؛ عل الله أن ينفع بكم وبمخيماتكم، وهناك شباب رأوا أن يحصلوا بأنفسهم العلم مطالعة ودراسة وحفظاً، نسأل الله لنا ولهم التوفيق والهداية.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
قالوا: أسلم مايكل جاكسون، قلنا: الحمد لله، قالوا: اهتدى، قلنا: ليس بعجيب. قالوا: عرف النور، قلنا: كان في الظلام. قالوا: أتى إلى الإسلام، قلنا: كان في الكفر. قالوا:شهد أن لا إله إلا الله، قلنا: لو أنه لم يفعلها كان من أهل النار.
مايكل جاكسون يعرفه قطاع هائل من شباب العالم، القارات الخمس يعرفون هذا الرجل، فنان وما أدراك ما الفنان! مغنٍ وما أدراك ما المغني! أعطاه الله موهبة فصرفها إلى اللهو واللغو والإعراض، ثم منَّ الله عليه كما قالت بعض وكالات الأنباء والصحف، وأوردتها عكاظ في رواية صحيحة، أنه قد أعلن إسلامه، وأنه قد شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، رجل يأتيه آلاف مؤلفة من الناس ليحضروا حفل الغناء أو الأمسية التي يحييها، رجل تتبارى الشركات والمؤسسات بالملايين على أخذ صورته للدعاية على السيارات والعلب والمخترعات، ولكن فجأة ينفجر داخله على الفطرة فينطق لسانه: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
فـجاكسون كان غربياً كافراً، ثم أسلم.
الدرس الأول: ليس عجيباً أن يسلم، وليس عجيباً أن يؤمن، فقد قال الله: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:17] وقال تعالى: وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ [القمر:4] فمالهم لا يؤمنون؟! ويقول تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ [الطور:35-36] فماله لا يسلم؟!
السماء تشهد أن لا إله إلا الله، والأرض تشهد أن لا إله إلا الله، والماء والضياء والمدر والحجر والشجر.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحدُ |
فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحدُ |
لماذا لا يؤمن؟
العجيب ألا يؤمن هذا الرجل، أساطين الدنيا، وعلماء الذرة الذين بلغوا سطح القمر، كثير منهم يتوجه اليوم إلى الإسلام والمسجد والمصحف؛ ليقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدرس الثاني: من هو جاكسون قبل الإسلام؟ ومن هو جاكسون بعد الإسلام؟
أما قبل الإسلام فكان دابة، وقال تعالى: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان:44] يبلغ الإنسان منهم إلى علم الذرة، وتسليط الضوء، وتسيير ذبذبات الأثير، ولكنه يبقى في مسلاخ حمار، قال الله: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ [النمل:66].. يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7].
كان قبل الإسلام دابة يأكل ويشرب، ويرقد ويغني، ويلهو ويلعب، ويعزف وينام، ويستيقظ ويسعى ولكنه دابة، قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].
وبعد الإسلام أحياه الله، قال الله: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا [الأنعام:122] بعد الإسلام أصبح عبداً وولياً لله، أصبح مسلماً يعرف الدنيا والآخرة، والغيب والشهادة، والحاضر والمستقبل، يعرف من هو الله، ومن هو محمد عليه الصلاة والسلام، وما هو القرآن، وما هي القبلة، ويعرف الهداية قال الله: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125] أصبح عبداً وأصبح إنساناً، أسلم واعتزل الفن، وترك المسرح وقال للجماهير: معذرة أنا أسلمت ووقف يقول على الشاشات في العالم: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
الدرس الثالث: ماذا يقول الفنانون في بلادنا تعليقاً على إسلام جاكسون وما هي ردود الفعل عندهم؟ وما هو تعليقهم على هذا الحدث؟
هل يستمرون في مسيرة الفن والغناء والمجون والعشق والوله، أم سوف يراجعون حسابهم مع الله؟
ماذا يقول الفنانون في بلاد المقدسات ومهبط الوحي وبلاد محمد عليه الصلاة والسلام وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أو في العالم الإسلامي عموماً، ماذا يقولون عن إسلام هذا الرجل؟
أيقولون: إنه اهتدى، فيوم اهتدى ترك الفن، فلماذا لا تتركون الفن؟
أنتم لا زلتم في الظاهر مسلمين ولا نكفر أحداً بذنب مالم يستحله.
لكن أإسلام ترك الصلاة أو تأخيرها أو الأعراض عن القرآن والذكر وطلب العلم والدعوة والمراقبة والخشية؟
أإسلام العود والكمنجة والخوذة؟
أإسلام تدريب الناس على العشق والتزلف للزنا، وإيجاد الفراغ الذهني في العقول، وغرس الإبر من العشق في قلوب ناشئتنا؟
أإسلام تغزل الفنان بامرأة لا تحل له؟
أإسلام يُوجد في الأمة فراغاً هائلاً يسد بالغناء وبالتراهات وبإحداث العشق؟
يا أيها الفنانون: راجعوا حسابكم مع الله، وتوبوا إلى الله من الفن المغرض المقيت.
نقول: أحسنت كل الإحسان، وأصبت كل الإصابة، وسلك الله بك طريق الخير، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم؛ لأنك مسلم في بلد مسلم في أرض مسلمة، يريدك الله لمهمة عظيمة؛ وهي العبادة، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56-58].
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ وسلم على نبيك وحبيبك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، وفلسطين، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم اجمع كلمتهم، اللهم أنزل السكينة في قلوبهم.
اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين، اللهم حبب إليهم الشريعة والسنة، وحبب إليهم محمداً عليه الصلاة والسلام.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر