إسلام ويب

سر الخائفينللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس خوفاً من الله، وبعده الصحابة رضوان الله عليهم، ومن كان بالله أعرف كان له أخوف، ولما قست قلوبنا ابتعدنا عن الله، وابتعدنا عن الخوف من الله.

    وقد تعرض الشيخ في أثناء حديثه لنماذج من الخائفين، ثم ذكر أسباب الخوف من الله، وبالمقابل ذكر موانع الخوف من الله، وكذا المظاهر التي تدل على صدق العبد في الخوف من الله.

    الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً, وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.

    اللهم لك الحمد خيراً مما نقول, وفوق ما نقول, ومثلما نقول, عزّ جاهك، وجلّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك, ولا إله إلا أنت, والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين, هدى الله به البشرية, وأنار به أفكار الإنسانية، وزعزع به كيان الوثنية؛ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أمَّا بَعْد:

    فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته..

    سلام الله عليكم يوم اجتمعتم على ذكر الله, وقلب لا يخاف الله عز وجل فليس بقلب، وحي لا يرجو موعود الله عز وجل فليس بحي وإنما هو ميت, قال تعالى: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا [الأنعام:122].

    ومن يوم وقع رأس الإنسان في الأرض وهو مسئول أمام الله عز وجل, وهو واقع في مشكلة أريبة معقدة لا يقطعها ولا يحلها إلا الخوف من الحي القيوم, قال تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [الذاريات:50-51].

    ولدتك أمك يابن آدم باكياً     والناس حولك يضحكون سرورا

    فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا     في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

    وأشرف ما يشرف هذا العبد الحي عبودية الواحد الأحد, فلا شرف له ولا خروج من المأزق إلا بأن يكون عبداً لله تبارك وتعالى, ولذلك شرف الله رسوله صلى الله عليه وسلم, وذكره في أشرف المواطن بالعبودية، فقال: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان:1].

    وقال في حقه: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً [الجن:19] , وقال عنه: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء:1].

    فالذي لا يتشرف بهذه العبودية، سوف يبقى ضالاً في الدنيا والآخرة ويحشر أعمى يوم يعرض الله الناس أولهم وآخرهم ليوم لا ريب فيه, ولذلك طالبنا سُبحَانَهُ وَتَعَالى بالخوف منه, وأخبرنا بأنه أعد جنتين اثنتين لمن خافه، حيث قال: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46] , وقال: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41].

    ولذلك أجمع أهل العلم على أن أفضل المنازل منزلة الخوف مع الإخلاص, فمن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل, والذي يخاف الله عز وجل يعمل, لأن المؤمن يحسن العمل ويخاف, والمنافق يسيئ العمل ويرجو، ولذلك فرق عند أهل السنة والجماعة بين أهل الإرجاء وأهل العمل الصالح من ناحيتين:

    1- أهل العمل الصالح يخافون ويعملون.

    2- وأهل التواكل والإرجاء يسيئون ويرجون.

    وفرق بين الطائفتين وبون بين الفريقين.

    ولذلك كان أخوف الناس هو رسول الهدى صلى الله عليه وسلم, ولا وجد أخوف منه لربه تبارك وتعالى, ولذلك يقول للصحابة وهم يجتهدون في العبادة, بعضهم من شباب الصحابة يرى ألا ينام الليل إلى الصباح، فقل لي بالله! أين شبابنا الذين يسهرون إلى الفجر على الليالي الحمراء وعلى الكلام الآثم الماجن الضائع؟

    وقل لي بالله! أي جلسات تلك الجلسات التي يقطعها شيوخنا -إلا من رحم الله- في أعراض الناس بالغيبة والنميمة؟

    يرى بعض الصحابة أن يقوم الليل ولا ينام حتى الفجر في عبودية الله, ويرى الفريق الآخر أن الأحسن أن يصوم النهار فلا يفطر أبداً إلا مع الغروب, ليجوع بطنه, ولتظمأ كبده, وليروى من الحوض المورود, يوم يذاد عن الحوض المورود بسبعين ألف ملك مع كل ملك مرزبَّةٍ من حديد, يريد أن يري وأن يشبع في ذلك اليوم, فيأتون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويعرضون عليه أحوالهم, فيقول: (أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له) وصدق عليه الصلاة والسلام, ولذلك أتى به الإمام البخاري في كتاب العلم في باب الخشية وعدها من أعمال القلوب التي ينكرها أهل الإرجاء، علم من ذلك أن أخوف الخلق لربه هو الرسول عليه الصلاة والسلام.

    خوف النبي صلى الله عليه وسلم من ربه عند قراءته القرآن

    وروى ابن جرير الطبري وابن مردويه عنه صلى الله عليه وسلم: {أنه مرّ به بلال بن رباح -المؤذن, داعي السماء, الذي أخرج من أوضار الوثنية إلى نور الإسلام- قبل صلاة الفجر, فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي, فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ماذا يبكيك؟ قال: آيات أنزلت عليّ ويل لمن قرأها ولم يتدبرها، ثم تلى عليه الصلاة والسلام: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191]}.

    والذي يتلو مثل هذه الآيات ولا يتدبر ولا يتفكر؛ فكأن قلبه طبع عليه إلا ما شاء الله, والطبع يصيب القلوب بالمعاصي وبالغفلة وبالشهوة, فنسأل الذي بيده مفاتيح القلوب أن يفتح على قلوبنا وقلوبكم, ولذلك يقول جل ذكره مخاطباً الصحابة ومن سار على منهجهم إلى يوم الدين -يقول بعض الصحابة: ما بين نزول هذه الآيات المعاتبة وبين إسلامنا إلا أربع سنوات-: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الحديد:16-17].

    فكما يحيي الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الأرض بالماء والغيث من السماء فإنا نطمع منه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يحيي قلوبنا بالذكر فقد جفت ويبست وخمدت, فإنه الذي قال: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ [الأنعام:95].

    ولذلك إذا نسي القلب موعود الله تبارك وتعالى, والعرض عليه, والقبر, وتلك الوقفات الهائلة الفظيعة أصبح قلباً فاجراً قاسياً بعيداً عن الله.

    روى الإمام ابن كثير في البداية والنهاية المجلد الثاني عشر: عن السلطان نور الدين محمود وهو من سلاطين الإسلام الذين كانوا يقومون الليل ويصومون النهار, ذكر ابن تيمية هذا السلطان فقال: رحم الله تلك العظام؛ لأن تقوى الله يوزعها على البشر سُبحَانَهُ وَتَعَالَى, لا تختص بغني ولا فقير, ولا كبير ولا صغير, ولا أحمر ولا أسود, وإنما يوزعها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لأنه يعلم القلوب التي تستحق الهداية.

    استعرض هذا السلطان فترة من فترات الذهول والغفلة في جيشه في دمشق وعمل مهرجاناً ضخماً حضره أمراؤه ووزراؤه وقواده, وحضره أهل دمشق في مقام بهيج وفي حفل مرعب, ولما اكتمل هذا الحفل دخل أحد علماء الإسلام اسمه ابن الواسطي، دخل ببردته وعصاه ووقف أمام السلطان ثم قال: اسمع أيها السلطان لموعود سلطان السموات والأرض؟

    فتوقف الناس وخمد المهرجان وانتظروا ماذا يقول هذا الواعظ, فرفع صوته وقال لهذا السلطان وهو على سرير الملك:

    مثل لنفسك أيها المغرور     يوم القيامة والسماء تمور

    إن قيل نور الدين جاء مسلماً     فاحذر بأن تأتي وما لك نور

    حرمت كاسات المدام تعففاً     وعليك كاسات الحرام تدور

    ثم يقول:

    هذا بلا ذنب يشيب لهوله..يعني: الوليد يخاف يوم القيامة وتشيب ناصيته لهول اليوم, يقول:

    هذا بلا ذنب يشيب لهوله     كيف المصر على الذنوب دهور

    فسقط السلطان من البكاء مغشياً عليه في الأرض, ورش بالماء، واستفاق وهو يقول: مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:27-28].

    وأصبح هذا الموقف له توبة إلى الله وعودة إلى الحي القيوم.

    خوف النبي صلى الله عليه وسلم من ربه أثناء الصلاة

    كان عليه الصلاة والسلام دائماً وأبداً يخلط خطبه ودروسه ومواعظه بالمخافة من الله الحي القيوم, بل كان هو -كما سلف معنا- أخوف الناس، وأرجاهم لربه، وأخشى الناس لمولاه, يقول أبو ذر رضي الله عنه وأرضاه -أبو ذر الصادق الزاهد العابد المنيب-: {بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي, فقام يصلي من الليل, فسمعته يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم.. ثم بكى! ثم عاد فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم بكى..! ثم عاد ثالثاً، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم ثم بكى..! ثم قال وهو في صلاة النافلة: ويل لمن لَم تدركه رحمة الله} إي والله ويل لمن لم تدركه رحمة الله تبارك وتعالى.

    بكاء النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة ابن مسعود القرآن عليه

    ويقول ابن مسعود ذاك الشاب الذي كانت هدايته على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ابن مسعود الذي جسمه وهو واقف كالرجل الجالس, ليس عنده جسم ولكن عنده قلب, والله عز وجل لا ينظر إلى الأجسام أو الصور أو الأموال أو المناصب أو الأولاد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال.

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم -وفي لفظ: ولا إلى أموالكم- ولكن ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم} فالقلب محل نظر الرب تبارك وتعالى.

    وقد ذم الله المنافقين الذين ماتت قلوبهم من النفاق، ولكن عاشت أجسامهم كأجسام البغال, قال: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4].

    فالعبد الذي لا يعتني بقلبه ويخلصه لله لا ينفعه جسمه ولا ماله ولا منصبه ولا ولده, أتى ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه وأسلم لرب العالمين, كان راعي غنم، وأبو جهل كان سيداً من سادات مكة، إذا قال لأهل مكة هذا الأمر هو الأمر, قالوا: هو الأمر, وإذا نفى أمراً نفوه, وإذا أثبت أمراً أثبتوه, ولكن خسئ ذاك الفاجر؛ لأنه ما آمن برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأما ابن مسعود فآمن فرفعه الله عز وجل وأكرم منزلته, وجعله من عباد الله الصالحين.

    صعد ذات مرة شجرة من الشجر وجسمه نحيف, فأخذت الريح تعبث بأوراق الشجرة وغصونها وهو عليها يهتز، فتضاحك الناس, جسم نحيل لطيف صغير, ولكن فيه قلب وعى القرآن، وفيه قلب معمور بلا إله إلا الله, وفيه قلب عاش على مبادئ لا إله إلا الله, فيقول عليه الصلاة والسلام: {أتضحكون من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده، إنهما في الميزان يوم القيامة أثقل من جبل أحد} هذا هو الإيمان, يوزن يوم القيامة، إيمان المؤمن ويقينه وثباته وصدقه وإخلاصه, ويتهاوى أهل الفجور فلا إيمان ولا إخلاص ولا صدق.

    يقول عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه: {يحشر المتكبرون يوم القيامة على صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم} فنعوذ بالله أن نتكبر في الدنيا ونحن من المهانين في الآخرة, ونعوذ بالله أن نتجبر على متن هذه الأرض ونحن من المعذَّبين في بطنها, نعوذ بوجهه وجلاله ونوره.

    إذا علم هذا، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحرك شجونه بالقرآن الكريم, لتذكره الآيات مخافة الله تبارك وتعالى, يقول لـابن مسعود كما في الصحيحين: {اقرأ عليّ القرآن؟ فيقول: يا رسول الله! كيف أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟ -حياء وأدب وسكينة من ابن مسعود يتعاظم أن يقرأ القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه تعلم القرآن هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم- فيقول: اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فاندفعت أقرأ في سورة النساء، فلما بلغت قوله تبارك وتعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً [النساء:41]

    قال: حسبك الآن فنظرت فإذا عيناه تذرفان} فعليه أفضل الصلاة والسلام, ما كان أتقاه لله! وما كان أخوفه من ربه تبارك وتعالى! حتى كان عليه الصلاة والسلام إذا قام في النافلة كما يقول مطرف بن عبد الله بن الشخير: {دخلت عليه صلى الله عليه وسلم فسمعت في صدره أزيزاً كأزيز المرجل من البكاء} والمرجل: هو القدر إذا استجمع غلياناً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088934340

    عدد مرات الحفظ

    779999218