إسلام ويب

احفظ الله يحفظكللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن كل متمسك بهذا الدين معتز به يعلم أنه إذا حفظ الله فإن الله سوف يحفظه، وكم في هذه الأمة من نماذج رائعة ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية والعزة في هذا الدين، ولم يكن ذلك إلا بحفظ الله، وقد ذكر الشيخ - حفظه الله- خمسة عشر قصة تبين حال من حفظ الله، فكان بحفظ الله لا يخاف في الله لومة لائم، ولا بطش سلطان ولا جبروت متجبر، ولكن ليعلم كل إنسان أن هذا الحفظ مقرون بالتزامات من ضيعها فإنه ليس ممن يستحق حفظ الله له.

    وحتى تكتمل الصورة ذكر الشيخ نماذج ممن ضيعوا الله فضيعهم الله.

    الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وأشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    أيها المسلمون: عنوان هذه المحاضرة: احفظ الله يحفظك.

    وهي للمرة الثانية تقال، ولا تزال تُكرر ما دام في الأرض إسلام وما دام في الأرض مسلمون.

    من يتقِ الله يحمد في عواقبه      ويكفه شر من عزوا ومن هانوا

    من استجار بغير الله في فزع      فإن ناصره عجز وخذلان

    فالزم يديك بحبل الله معتصماً      فإنه الركن إن خانتك أركان

    صح عنه -عليه الصلاة والسلام- عند الترمذي وأحمد أنه قال لابن عمه -حبر الأمة- عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) زاد أحمد في المسند: (واعلم أن الفرج مع الكرب، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً).

    وهذا الحديث صحيح، وهو وصية محمد -عليه الصلاة والسلام- للأولين والآخرين.

    قال بعض الصالحين: إذا أردت أن توصي حبيبك أو صاحبك أو ابنك فقل له: احفظ الله يحفظك.

    قال أحد العلماء: تأملت في هذا الحديث فكدت أدهش لما فيه من معان جليلة.

    ولذلك قال سليمان بن داود عليه السلام وعلى أبيه: تعلمنا مما تعلم الناس ومما لم يتعلم الناس فما وجدنا كحفظ الله في الغيب والشهادة.

    وقال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه لـمعاذ وأبي ذر: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088935597

    عدد مرات الحفظ

    780006154