حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني حدثنا أبي عثمان بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها
سند الحديث ضعيف، فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف، ولا شك أن الخلفاء الراشدين الأربعة والصحابة كلهم رفقاء للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا السند ضعيف.
هذا قول ضعيف، وآفة الحديث عثمان بن خالد وأم كلثوم لم يزوجها الله تعالى، وإنما زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لـعثمان بن عفان ، إنما هذا خاص بـزينب بنت جحش رضي الله عنها، فقد زوجها الله من فوق سبع سماوات، وكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وتقول: (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات) ودخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم من دون ولي، وإنما وليها الله، فهذه من خصائص زينب ، أما أم كلثوم فقد زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت أختها رقية رضي الله عنهن أجمعين.
هذا الحديث أخرجه أحمد والترمذي من طريق كعب بن مرة ، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
ولا شك أن عثمان رضي الله عنه سلمه الله من الفتنة، فصبر رضي الله عنه وأرضاه، لكن قول من قال: محمد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عجرة فيه نظر، ويحتمل أنه سمع، ينظر في ولادة محمد بن سيرين ووفاة كعب بن عجرة .
قال الحافظ في التقريب: محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر بن أبي عمرة البصري ثقة ثبت عابد، كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، من الثالثة، مات سنة عشر ومائة.
أما كعب بن عجرة فقال عنه: كعب بن عجرة الأنصاري المدني أبو محمد صحابي مشهور، مات بعد الخمسين، وله نيف وسبعون.
وفي التقريب لا يذكر الولادة؛ لأنه مختصر.
ينبغي النظر في ولادة محمد بن سيرين ، فإذا كانت ولادته قبل الأربعين فيحتمل سماعه من كعب بن عجرة .
هذا السند ضعيف لضعف الفرج بن فضالة لكن المعنى صحيح، وله شواهد وطرق أخرى، ولهذا تمسك عثمان رضي الله عنه بالخلافة ولم يتنازل عنها، فلما جاءه الثوار وأحاطوا بداره وأرادوه أن يخلع الخلافة امتنع وتمسك بها؛ لأنه رضي الله عنه على الحق وهم على الباطل.
قال قيس : فحدثني أبو سهلة مولى عثمان : أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهداً، فأنا صائر إليه.
وقال علي في حديثه: (وأنا صابر عليه) .
قال قيس : فكانوا يرونه ذلك اليوم.
قال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات.
ويوم الدار: هو اليوم الذي أحاط به الثوار فيه يريدون أن يخلع نفسه، فصبر حتى قتل رضي الله عنه، وجاء في الحديث الآخر عن أبي موسى رضي الله عنه: (أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأكونن معه يومي هذا، فجاء المسجد، فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم، فجاء
وجاء من مناقب عثمان : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً يوماً وفخذه مكشوف فلما دخل
والفخذ عورة، والأحاديث التي فيها الكشف إنما جاءت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والأحاديث التي فيها : (أن الفخذ عورة) هي من قول النبي صلى الله عليه وسلم، والقول مقدم على الفعل، وجاء في حديث أنس : (أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكب في فتح خيبر كانت فخذه تلوح) هذا لعله انكشف في وقت الحرب.
المقصود: أن الأحاديث التي فيها كشف الفخذ جاءت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا من قوله، ورواها صغار الصحابة، وأما الأحاديث التي فيها أن الفخذ عورة فهي أحوط، ورواها كبار الصحابة، وهي من قوله، والقول مقدم على الفعل، والفعل له احتمالات.
حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع وأبو معاوية وعبد الله بن نمير عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي قال: (عهد إلي النبي الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق) ].
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم وزر بن حبيش من خواص علي رضي الله عنه، ولا شك أنه لا يحب علياً إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، والصحابة كلهم كذلك، والأنصار كذلك لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، وليس هذا خاصاً بـعلي ، ولكن علياً له مزية في هذا رضي الله عنه وأرضاه.
هذا الحديث ثابت في الصحيحين، وفي آخره: (إلا أنه لا نبي بعدي).
هذا في البخاري : (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي)؛ لأن هارون نبي وموسى نبي، فـعلي هو أفضل أهل بيته، وأرسله في حجة أبي بكر يؤذن في الناس ويبلغ عن النبي سورة براءة؛ لأنه من أهل بيته، لكنه لا نبي بعده عليه الصلاة والسلام، أما هارون فقد أخلفه موسى لما ذهب لميقات ربه وهو نبي، أما علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي).
هذا الحديث ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان ، لكن متن الحديث صحيح، فالولاية ثابتة لـعلي رضي الله عنه، وقوله: (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) لا شك أن من والى علياً فهو مؤمن ومن عاداه فهو منافق، وما حصل من الحروب بين الصحابة لا ينافي الولاية؛ لأنهم كلهم إخوة متوالون، لكن اختلفوا في الاجتهاد، فالحروب والخلافات التي حصلت لا تنافي الولاية؛ لأنها حصلت باجتهاد منهم رضي الله عنهم، فالمجتهد بين أجرين وبين أجر، إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، فـعلي ومن معه هم أهل الصواب لهم أجران، ومعاوية ومن معه أخطئوا في الاجتهاد فلهم أجر الاجتهاد، رضي الله عنهم وأرضاهم.
قوله: (فتشرف) يعني: تطلعوا لها؛ حتى قال عمر : (ما أحببت الإمارة إلا يومئذ)، لا حباً في الإمارة، ولكن حباً في هذه المنقبة.
قوله: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله) معلوم أن كل مؤمن يحب الله ورسوله، ومن لم يحب الله ورسوله فليس بمؤمن، لكن كون النبي صلى الله عليه وسلم ينص على رجل بعينه وعلى شخص بعينه بأنه يحب الله ورسوله فهذه منقبة، مما جعل الصحابة يتشوفون لها، ويتطلعون لها، (وباتوا يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها) يعني: سهروا في الليل، من يعطى هذه الراية؟! من الذي يحصل على هذه المنقبة؟!
فلما كان الصباح جاء كل واحد من الصحابة ووقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، كل واحد يقول في نفسه: لعله يختارني ويعطيني الراية؛ حتى يصدق عليَّ هذا الوصف: (يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)، فلم يعطها أحداً من الذين أمامه، قال: (أين
فهذا الحديث حديث عظيم فيه منقبة لـعلي رضي الله عنه: أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ويفتح الله على يديه.
وهذا الحديث في سنده محمد بن أبي ليلى وهو ضعيف، لكن ألفاظ الحديث ثابتة في الصحيحين وفي غيرهما، إلا قوله: (فكنت ألبس ثياب الشتاء في زمن الصيف، وثياب الصيف في زمن الشتاء) وقوله: (ليس بفرار)، قال في الصحيح: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويفتح على يديه)، وفيه دليل: على إثبات القدر، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى علياً وهو بعيد وليس أمامه، والذي أمامه كلهم جاءوا يتطلعون ولم يعطهم شيئاً، فمن قُدر له شيء فلا بد أن يصيبه، فهذا علي دعاه وهو بعيد عنه وأرمد؛ لأن الله قدر أن يكون هو الذي يأخذ الراية.
قال البوصيري : هذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد ، وهو ضعيف الحفظ، لا يحتج بما ينفرد.
قلت: متن الحديث ثابت في الصحيحين وفي غيرهما.
هذا الحديث ضعيف من أجل المعلى بن عبد الرحمن ... قيل: إنه وضاع، لكن الحديث ثابت من غير طريقه.
البوصيري : هذا إسناد ضعيف، المعلى بن عبد الرحمن اعترف بوضع سبعين حديثاً في فضل علي بن أبي طالب ، قاله يحيى بن معين فالإسناد ضعيف.
نسأل الله العافية، هذا مما أخذ على ابن ماجة رحمه الله، فإنه يروي عن هؤلاء، لكن مقصوده أن يأتي بما ورد في الباب.
ثم قال البوصيري : وأصله في الترمذي والنسائي من حديث حذيفة بغير زيادة: (وأبوهما خير منهما).
يعني: قوله: (
وقال: حديث حسن غريب صحيح.
قوله: (ولا يؤدي عني إلا علي ) ليس المراد تبليغ الشريعة، وإنما التبليغ لما أرسله به في حجة أبي بكر في السنة التاسعة يبلغ عنه: من كان من المشركين له عهد فهو إلى عهد، ومن لم يكن له عهد فمدته أربعة أشهر، وأرسل معه عدداً من الصحابة يؤذنون، منهم أبو هريرة ، فقد كانوا يؤذنون في الناس في الحج بأربع كلمات: (لا يطوف بالبيت عريان، ولا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ومن كان له عهد فهو إلى عهد) فأرسله بهذه الكلمات؛ لأنه من أهل بيته.
هذا باطل، هذا السند ضعيف ومتنه باطل منكر لا يصح، والصديق الأكبر هو أبو بكر ، وليس علياً .
وقوله: (صليت قبل الناس بسبع) هذا ليس بصحيح؛ لأن أبا بكر هو أول من أسلم من الرجال، وخديجة هي أول من أسلم من النساء، كذلك بلال تقدم إسلامه، وكون علي صلى قبل الناس بسبع سنين، هذا باطل سنداً ومتناً.
قال ابن رجب : رواه النسائي في خصائص علي .
وقال الذهبي في الميزان: هذا كأنه كذب على علي .
وفي الزوائد قال: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال ، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
والجملة الأولى في جامع الترمذي .
قلت: الحاكم متساهل في التصحيح.
والحديث فيه عباد بن عبد الله وهو ضعيف، قال البخاري : فيه نظر، والبخاري إذا قال: فيه نظر فمعناه: أنه ضعيف جداً.
إذاً: هذا أثر ضعيف السند ومتنه باطل.
قوله: (من كنت مولاه فـعلي مولاه)، وقوله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى)، وقوله: (لأعطين الراية رجلاً)، كل هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة، وقول معاوية في علي إنما هو فيما يتعلق بأمور الدنيا وأمور الخلافة، من أجل الخلاف الذي حصل بينهما.
قال المحقق: إسناده صحيح ورجاله ثقات، وإن قال الحافظ ابن حجر في التقريب: موسى بن مسلم لا بأس به، فقد تحقق عندنا أنه ثقة، ووثقه يحيى بن معين والبزار وابن حبان .
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر