قال المصنف رحمه الله: [ قال البخاري : فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا [البقرة:72] اختلفتم، وهكذا قال مجاهد: فيما رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي حذيفة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال: في قوله تعالى: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا [البقرة:72]، اختلفتم، وقال عطاء الخرساني والضحاك اختصمتم فيها.
وقال ابن جريج : وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا [البقرة:72]، قال بعضهم: أنتم قتلتموه، وقال آخرون: بل أنتم قتلتموه، وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم . وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة:72]. قال مجاهد : ما تغيبون. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرة بن أسلم البصري حدثنا محمد بن الطفيل العبدي حدثنا صدقة بن رستم، سمعت المسيب بن رافع يقول: ما عمل رجل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله، وما عمل رجل سيئة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله، وتصديق ذلك في كلام الله وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا [البقرة:72-73] هذا البعض أي شيء كان من أعضاء هذه البقرة ].
وهذه القصة فيها بيان قدرة الله العظيمة، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وفيها دليل على البعث، كما قال سبحانه وتعالى: كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى [البقرة:73]، فكما أن إحياء الأرض بعد موتها دليل على البعث، فكذلك هذه القصة، وهي قصة من خمس قصص في سورة البقرة، ذكر الله فيهن الإحياء بعد الموت، وهذه القصص هي: هذه أحياهم الله تعالى بعد موتهم، هذه القصص هي: الأولى: هذه القصة التي هي قصة قتيل بني إسرائيل، فقد ضربوه ببضعة من البقرة التي أمروا بذبحها فأحياه الله. والثانية: إحياء بني إسرائيل لما قالوا لموسى: أرنا الله جهرة، فأخذتهم الصاعقة فماتوا، ثم بعثهم الله. والثالثة: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ [البقرة:243] والرابعة: قصة عزير والخامسة: طيور إبراهيم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا [البقرة:73]، هذا البعض أي شيء كان من أعضاء هذه البقرة، فالمعجزة حاصلة به، وخرق العادة به كائن، وقد كان معيناً في نفس الأمر، فلو كان في تعيينه لنا فائدة تعود علينا في أمر الدين أو الدنيا لبينه الله تعالى لنا، ولكنه أبهمه ولم يجيء من طريق صحيح عن معصوم بيانه، فنحن نبهمه كما أبهمه الله ].
وهذا هو الصواب، فهذا البعض مبهم، ولو كان فيه فائدة لبينه الله لنا، فالله أعلم ما هي هذه القطعة، وهل هي من الرقبة أو من الفخذ أو من غيرهما؟ وإنما المهم أنهم أخذوا قطعة معينة، وضربوه ببعضها فأحياه الله، فقالوا له: من قتلك؟ فقال: قتلني فلان، ثم عاد ميتاً، وأما تعيين بعضهم لهذه البضعة بأنها من الرقبة أو من الفخذ، فكل هذا لا دليل عليه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ ولهذا قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن أصحاب بقرة بني إسرائيل طلبوها أربعين سنة حتى وجدوها عند رجل في بقر له، وكانت بقرة تعجبه، قال: فجعلوا يعطونه بها فيأبى، حتى أعطوه ملء مسكها دنانير ].
والمسك -بفتح الميم-: الجلد، وأما المسك -بكسر الميم- فهو الطيب. وهذا مما يختلف فيه المعنى باختلاف الشكل، فالحركة الواحدة تغير فيه المعنى.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال: فجعلوا يعطونه بها فيأبى، حتى أعطوه ملء مسكها دنانير، فذبحوها، فضربوه -يعني: القتيل- بعضو منها، فقام تشخب أوداجه دماً، فقالوا له: من قتلك؟ قال: قتلني فلان.
وكذا قال الحسن وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : أنه ضرب ببعضها. وفي رواية عن ابن عباس : أنه ضرب بالعظم الذي يلي الغضروف. وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر قال: قال أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة : ضربوا القتيل ببعض لحمها. قال معمر : قال قتادة : ضربوه بلحم فخذها فعاش فقال: قتلني فلان. وقال وكيع بن الجراح في تفسيره: حدثنا النضر بن عربي عن عكرمة : فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا [البقرة:73] فضرب بفخذها، فقام فقال: قتلني فلان.
قال ابن أبي حاتم : وروي عن مجاهد وقتادة وعكرمة نحو ذلك. وقال السدي : فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين فعاش، فسألوه فقال: قتلني ابن أخي. وقال أبو العالية : أمرهم موسى عليه السلام ].
إذا مر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فالأفضل الصلاة عليه صلاة كاملة، لا أن نكتفي بالسلام فقط؛ وذلك للتبرك بالصلاة عليه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ وقال أبو العالية : أمرهم موسى عليه السلام، أن يأخذوا عظماً من عظامها فيضربوا به القتيل ففعلوا، فرجع إليه روحه فسمى لهم قاتله، ثم عاد ميتاً كما كان. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : فضربوه ببعض آرابها. وقيل: بلسانها. وقيل: بعجب ذنبها ].
وكل هذا كما سبق ليس عليه دليل، إذ أنها كلها من أخبار بني إسرائيل، والله أعلم بصدقها أو كذبها.
والمقصود: أنهم ضربوه بقطعة منها فأحياه الله، فأخبر بمن قتله، وانقطع النزاع الذي بينهم بعد أن عرفوا من قتله، ثم عاد ميتاً، وتعيين هذا البعض ليس عليه دليل، ولا فائدة فيه، ولو كان في علمه فائدة لعينه الله لنا.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ وقوله تعالى: كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى [البقرة:73] أي: فضربوه فحيي. ونبه تعالى على قدرته وإحيائه الموتى بما شاهدوه من أمر القتيل، جعل تبارك وتعالى ذلك الصنيع حجة لهم على المعاد، وفاصلاً ما كان بينهم من الخصومة والعناد ].
قوله: فاصلاً، أي: ليفصل بينهم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ والله تعالى قد ذكر في هذه السورة مما خلقه من إحياء الموتى في خمسة مواضع: ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ [البقرة:56]، وهذه القصة، وقصة: الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ [البقرة:243]، وقصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وقصة إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة. ونبه تعالى بإحياء الأرض بعد موتها على إعادة الأجسام بعد صيرورتها رميماً، كما قال أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة أخبرني يعلى بن عطاء قال: سمعت وكيع بن عدس يحدث عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه ].
ووكيع بن عدس يقال له: وكيع بن حدس بالحاء، وفيه بعض الضعف.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ يحدث عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه، قال: (قلت: يا رسول الله! كيف يحيي الله الموتى؟ قال: أما مررت بواد ممحل ثم مررت به خضراً؟ قال: بلى، قال: كذلك النشور، أو قال: كذلك يحيي الله الموتى).
وشاهد هذا قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ [يس:34-35].
مسألة: استدل لمذهب الإمام مالك في كون قول الجريح: فلان قتلني لوثاً بهذه القصة؛ لأن القتيل لما حيي سئل عمن قتله، فقال: فلان قتلني، فكان ذلك مقبولاً منه؛ لأنه لا يخبر حينئذ إلا بالحق، ولا يتهم والحالة هذه ورجحوا ذلك؛ لحديث أنس : (أن يهودياً قتل جارية على أوضاح لها فرضخ رأسها بين حجرين، فقيل: من فعل بك هذا أفلان؟ أفلان؟ حتى ذكروا اليهودي فأومأت برأسها، فأخذ اليهودي فلم يزل به حتى اعترف، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه بين حجرين).
وعند مالك إذا كان لوثاً حلف أولياء القتيل قسامة، وخالف الجمهور في ذلك، ولم يجعلوا قول القتيل في ذلك لوثاً ].
واللوث: هو البينة أو القرينة التي ترجح أن القتل فيهم، فإذا وجدت القرينة، كأن يوجد قتيل في حي من الأحياء، أو في بلد من البلدان، وكانت هناك قرينة ترجح أنهم قتلوه، كأن يكون بينه وبينهم عداوة، فيسمى هذا لوثاً، فيحلف أولياء القتيل خمسين يميناً على شخص معين، ثم يسعى إليه فيقتلونه قسامة، ويكون هذا قاطعاً للنزاع.
ومما ورد في هذا: أن ابن سهل وجد قتيلاً في خيبر بين اليهود -واليهود أعداء معروفون بعدائهم- فجاءوا يشتكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: إن اليهود قتلوه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تحلفون خمسين يميناً؟ قالوا: كيف نحلف ولم نشهد ولم نر؟ قال: فتبرئكم يهود بخمسين يميناً، قالوا: يا رسول الله! كيف نقبل أيمان قوم كفار، فوداه النبي صلى الله عليه وسلم من عنده مائة بعير) قطعاً للنزاع.
فتكون القسامة إذا وجد قتيل بين جماعة أو في محلة ووجد لوث، فيحلفون خمسين يميناً على شخص صحيح، فإن أبوا ردت الأيمان على الخصم، فيحلفون خمسين يميناً ويبرءون.
والصحابة اتهموا اليهود وتورعوا عن الحلف؛ لأنهم لم يروا ولم يشهدوا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ترد الأيمان على اليهود، فقالوا: لا نقبل أيمان اليهود؛ لأنهم قوم كفار، فبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا هو الحكم الشرعي، وأن الأيمان ترد على الخصم، سواء كان مسلماً أو كافراً.
وقوله: [ استدل لمذهب الإمام مالك في كون قول الجريح: فلان قتلني لوثاً بهذه القصة ]، أي: إذا قال الجريح مثلاً: فلان قتلني ثم مات، فهل يعتبر هذا تهمة وبينة أم لا؟ قال الإمام مالك : هو تهمة؛ لأن الجريح في هذه الحالة ميت ولا يتهم بغير الحق، فلم يقل فلان قتلني إلا عن علم.
والأوضاح: الفضة، وهذا يدل على ما في اليهود من خبث ولؤم، فقد أخذ الأوضاح، ثم رض رأس الجارية بين حجرين.
وقوله في الحديث: [ (فقيل من فعل بك هذا أفلان؟ أفلان؟ حتى ذكروا اليهودي، فأومأت برأسها فأخذ اليهودي)، أي: أنهم وجدوها في الرمق الأخير، فسألوها: من فعل بك هذا؟ هل هو فلان؟ فسكتت. فقالوا: هل هو فلان فسكتت، فلما ذكروا اليهودي أومأت برأسها: أن نعم. فأخذ اليهودي، واعتبرت هذه تهمة له، ولكنهم لم يقتصوا منه حتى اعترف، بدليل قوله في الحديث: (فلم يزل به حتى اعترف، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه بين حجرين).
فقال مالك : إن قول القتيل يعتبر لوثاً، فيحلف أولياء القتيل قسامة، وخالفه الجمهور في ذلك، ولم يجعلوا قول القتيل في ذلك لوثاً، ولم يقيسوا على هذه القصة، وقالوا: إن اللوث يحتاج إلى بينة أو تهمة غير قول القتيل.
وفي حديث أنس لم يقتص من اليهودي إلا بعد أن اعترف.
وإذا لم يعترف عند الجمهور فلا يقتص منه، وإنما يعزر.
ولا يكون القصاص بمجرد اللوث، وإنما إذا ثبت أنه بينة أو إذا اعتبر بينة، فعندئذ توجه الأيمان إلى أولياء القتيل، ويقال لهم: احلفوا خمسين يميناً على شخص معين يدفع إليكم تقتلونه، فإن أبوا ردت الأيمان على الخصم، فيحلفون خمسين يميناً ويبرءون.
قال المصنف رحمه الله: [ يقول تعالى توبيخاً لبني إسرائيل وتقريعاً لهم على ما شاهدوه من آيات الله تعالى، وإحيائه الموتى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ [البقرة:74]، كله فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ [البقرة:74]، التي لا تلين أبداً.
ولهذا نهى الله المؤمنين عن مثل حالهم، فقال: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16].
قال العوفي في تفسيره عن ابن عباس : لما ضرب المقتول ببعض البقرة جلس أحيا ما كان قط، فقيل له: من قتلك؟ قال: بنو أخي قتلوني ثم قبض، فقال بنو أخيه حين قبضه الله: والله ما قتلناه، فكذبوا بالحق بعد أن رأوه، فقال الله: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ [البقرة:74]، يعني: أبناء أخي الشيخ، فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74]، فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمد قاسية بعيدة عن الموعظة، بعدما شاهدوه من الآيات والمعجزات، فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها، أو أشد قسوة من الحجارة، فإن من الحجارة ما يتفجر منها العيون بالأنهار الجارية، ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء وإن لم يكن جارياً، ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية الله، وفيه إدراك لذلك بحسبه، كما قال: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا [الإسراء:44].
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : إنه كان يقول: كل حجر يتفجر منه الماء أو يتشقق عن ماء، أو يتردى من رأس جبل لمن خشية الله، نزل بذلك القرآن.
وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس : وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74].
أي: وإن من الحجارة لألين من قلوبكم عما تدعون إليه من الحق. وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة:74].
وقال أبو علي الجياني في تفسيره: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74]، هو سقوط البرد من السحاب، قال القاضي الباقلاني : وهذا تأويل بعيد، وتبعه في استبعاده الرازي ، وهو كما قال ].
وقد يكون المقصود: قال أبو علي الجبائي في تفسيره، وهو من المعتزلة، كما في النسخة الأخرى.
قال المصنف رحمه الله: [فإن هذا خروج عن اللفظ بلا دليل، والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا هشام بن عمار حدثنا الحسن بن هشام الثقفي حدثني يحيى بن أبي طالب ، يعني: ويحيى بن يعقوب : في قوله تعالى: وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ [البقرة:74]، قال: كثرة البكاء. وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ [البقرة:74]، قال: قليل البكاء. وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74]، قال: بكاء القلب من غير دموع العين. وقد زعم بعضهم أن هذا من باب المجاز، وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة، كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ [الكهف:77].
قال الرازي والقرطبي وغيرهما من الأئمة: ولا حاجة إلى هذا، فإن الله تعالى يخلق فيها هذه الصفة، كما في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا [الأحزاب:72]، وقال: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ [الإسراء:44] الآية، وقال: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [الرحمن:6]، أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ [النحل:48] الآية ].
وهذا هو الصواب، أنه خشوع حقيقي وليس مجازاً؛ لأن الله تعالى قادر على كل شيء، وكما دلت عليه هذه الآيات: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44]، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74]، لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر:21].
وفي الحديث: (إني لأعلم حجراً كان يسلم علي بمكة). وسمع تسبيح الطعام بين يديه، وسمع حنين الجذع، وقد كان جبل أحد يحب النبي وهو يحيه. فالله قادر على أن يجعل فيها إحساساً بالشعور.
قال المصنف رحمه الله: [ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت:11]، لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ [الحشر:21] الآية، وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ [فصلت:21] الآية.
وفي الصحيح: (هذا جبل يحبنا ونحبه). وكحنين الجذع المتواتر خبره. وفي صحيح مسلم : (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن). وفي صفة الحجر الأسود: (إنه يشهد لمن استلم بحق يوم القيامة)، وغير ذلك مما في معناه].
وهذا فيه بعض الضعف، لكن جاء ما يشهد له.
وهذه الأمور تسمى جمادات؛ لأنه ليس فيها روح، فالذي ليس فيه روح يسمى جماداً، بخلاف الذي فيه روح من الحشرات والدواب والطيور، فإنها لا تسمى جماداً.
قال المصنف رحمه الله: [وحكى القرطبي قولاً: أنها للتخيير، أي: مثلاً لهذا وهذا وهذا، مثل: جالس الحسن أو ابن سيرين ].
أي: أن (أو) فى قوله: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74] قيل: إنها للتخيير، مثل: جالس الحسن أو ابن سيرين . يعني: إما أنها كالحجارة أو أنها أشد من الحجارة، وقيل: إنها للإضراب أو للتحقيق، أي: إن لم تكن كالحجارة فهي أشد، أو إن لم تكن أشد من الحجارة فهي لا تقل عنها، مثل قوله تعالى: وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [الصافات:147]، يعني: بل يزيدون، أو أنهم إن لم يزيدوا فلا ينقصون، وقيل: إنها للإبهام بالنسبة للمخاطب، والأقرب: أنها للتحقيق، وأن التحقيق أن قلوبهم كالحجارة أو أشد من الحجارة.
أما القول بأنها للتخير أو للإبهام أو للمخاطب فضعيف.
قال المؤلف رحمه الله: [وكذا حكاه الرازي في تفسيره وزاد قولاً آخر: أنها للإبهام بالنسبة إلى المخاطب ].
وأما الله سبحانه وتعالى فهو يعلم الشيء على حقيقته.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ كقول القائل: أكلت خبزاً أو تمراً، وهو يعلم أيهما أكل ].
أي: يريد أن يبهمها بالنسبة للمخاطب، وأما هو فيعلم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ وقال آخر: إنها بمعنى قول القائل: كل حلواً أو حامضاً، أي: لا يخرج عن واحد منهما، أي: وقلوبكم صارت كالحجارة أو أشد قسوة منها لا تخرج عن واحد من هذين الشيئين. والله أعلم.
تنبيه: اختلف علماء العربية في معنى قوله تعالى: فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74] بعد الإجماع على استحالة كونها للشك، فقال بعضهم: (أو) ههنا بمعنى الواو، تقديره: فهي كالحجارة وأشد قسوة، كقوله تعالى: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا [الإنسان:24]، عُذْرًا أَوْ نُذْرًا [المرسلات:6]، وكما قال النابغة الذبياني :
قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ].
تريد الحمام ونصفه، أي: ليت لنا هذا الحمام ونصف هذا الحمام. وكذلك قوله تعالى: فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74] يعني: وأشد قسوة.
قال: [ تريد نصفه، قاله ابن جرير . وقال جرير بن عطية :
نال الخلافة أو كانت له قدراً كما أتى ربه موسى على قدر ].
قال ابن جرير : يعني: نال الخلافة؟ وكانت له قدراً. وقال آخرون: أو ههنا بمعنى: بل، فتقديره: فهي كالحجارة بل أشد قسوة. وكقوله: إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً [النساء:77]، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [الصافات:147]، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى [النجم:9]. وقال آخرون: معنى ذلك: فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74]، عندكم. حكاه ابن جرير . وقال آخرون: المراد بذلك الإبهام على المخاطب، كما قال أبو الأسود :
أحب محمداً حباً شديداً و عباساً وحمزة والوصيا
فإن يك حبهم رشداً أصبه ولست بمخطئ إن كان غياً ].
ويقصد بالوصي علي بن أبي طالب ، وهو باطل، فليس هناك وصاية، ولم يوصها النبي، وهذا مذهب الشيعة، فهم يقولون: إن النبي أوصى بالخلافة إلى علي بن أبي طالب ، ولكن أهل السنة أخفوا الوصية وهذا باطل، والأسود ثقة، ونسبة هذه الأبيات إليه فيه نظر.
وقد أنكر ذلك علي رضي الله عنه على منبر الكوفة، وقال: ما عندنا شيء إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة، وما كان فيها إلا أسنان الإبل، ولا يقتل مسلم بكافر، ولكن الشيعة أبوا إلا أن يكذبوا، ويقولون: إن الرسول أوصى له.
قال المؤلف رحمه الله: [ قال ابن جرير : قالوا: ولا شك أن أبا الأسود لم يكن شاكاً في أن حب من سمى رشد، ولكنه أبهم على من خاطبه.
قال: وقد ذكر عن أبي الأسود أنه لما قال هذه الأبيات قيل له: شككت؟ فقال: كلا، والله، ثم انتزع بقول الله تعالى: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [سبأ:24] ].
يعني: استدل بهذه الآية: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [سبأ:24]، على أنه لم يشك، والرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه لا شك أنهم على الهدى، والكفار على الضلال.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فقال: أو كان شاكاً من أخبر بهذا من الهادي منهم ومن الضال؟ وقال بعضهم: معنى ذلك: فقلوبكم لا تخرج عن أحد هذين المثلين، إما أن تكون مثل الحجارة في القسوة، وإما أن تكون أشد منها في القسوة.
قال ابن جرير: ومعنى ذلك على هذا التأويل: فبعضها كالحجارة قسوة وبعضها أشد قسوة من الحجارة، وقد رجحه ابن جرير مع توجيه غيره ].
قلت: وهذا القول الأخير يبقى شبيهاً بقوله تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا [البقرة:17]، مع قوله: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ [البقرة:19]، وكقوله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ [النور:39]، مع قوله: أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ [النور:40] الآية، أي: إن منهم من هو هكذا، ومنهم من هو هكذا، والله أعلم ].
أي: أن المنافقين منهم من هو كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا [البقرة:17]، ومنهم كالصيب، والمثلان مختلفان، فمنهم من هو ضعيف الإيمان، ومنهم من عنده إيمان يخبوا مرة ويضيء مرة.
قال المصنف رحمه الله: [ وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج حدثنا علي بن حفص حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي). رواه الترمذي في كتاب الزهد ].
وهذا اللغط من كثير من الناس والغيبة والنميمة وكثرة الكلام في المباحات، وكثرة الأخذ والرد يقسي القلب، وإن أبعد القلوب من الله القلب القاسي.
و.... ابن وكيع وأبو جعفر الطوسي الفقيه الشيعي في الأمالي بسند ضعيف من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً فذكره.
وقال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب ، كذا نقل المنذري تحسينه، ونقل المصنف هنا الغرابة دون تحسين، وكذلك هو في أطراف المزي وتحفة الأحوذي، وهو اللائق، وصحح إسناده الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر، والصواب: أنه ضعيف الإسناد.
وإبراهيم بن عبد الله قال فيه ابن القطان: لا يعرف حاله، ويؤيده أن ابن أبي حاتم ترجمه في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئاً، وأما ابن حبان فذكره في الثقات، وطريقته في التوثيق معروفة.
ولعل أصل الحديث ما أخرجه أحمد في الزهد، قال: حدثنا هاشم، قال: أخبرنا صالح عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أوصى الحواريين: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله عز وجل فتقسو قلوبكم؛ فإن القلب القاسي بعيد من الله عز وجل ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد؛ والناس رجلان: معافى ومبتلى، فارحموا أهل البلاء في بليتهم، واحمدوا الله على العافية.
وأخرجه مالك من رواية يحيى ورواية أبي مصعب عن عيسى عليه الصلاة والسلام بلاغاً].
قال الإمام الترمذي رحمه الله في باب ما جاء في حفظ اللسان:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي ثلج البغدادي صاحب أحمد بن حنبل حدثنا علي بن حفص أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي).
حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثني أبو النضر عن إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه.
هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب.
قال في شرح التحفة: (قوله: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثلج بمثلثة وجيم، البغدادي أصله من الري، صدوق من الحادية عشرة.
حدثنا علي بن حفص المدائني
نزيل بغداد صدوق من التاسعة، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن الحاج بن حاطب الجمحي صدوق روى مراسيل من السابعة).وهذا قال عنه ابن حجر في التقريب: صدوق، ووثقه أبو حاتم ، أما في الجرح والتعديل فلم يذكر فيه شيئاً.
وتضعيف الحويني له ليس بجيد، ويشهد له أحاديث أخرى، وليس هناك دليل يدل على تضعيفه.
قوله: وهذا حديث غريب إلى آخره، قال المنذري في التقريب بعد ذكر هذا الحديث: رواه الترمذي والبيهقي ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب ].
والغرابة لا تدل على الضعف، فقد يكون الغريب فرداً، ولا يلزم منها الضعف.
قال المصنف رحمه الله: [ رواه الترمذي في كتاب الزهد من جامعه عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج صاحب الإمام أحمد به، ومن وجه آخر عن إبراهيم بن عبد الله بن الحرث بن حاطب به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم، وروى البزار عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: (أربع من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا) ].
هذا الحديث فيه صالح المري، وهو ضعيف في الحديث، وواعظ من الوعاظ، وفي سنده لين، ولكن هذه الكلمات الأربع إذا اجتمعت فلا شك أن صاحبها ليس على خير. والحديث السابق حديث حسن، والله أعلم.
والحديث رواه البزار قال: حدثنا محمد بن أبي الحسن المصري قال: حدثنا هانئ بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن سليمان عن إسحاق وأبان عن أنس مرفوعاً فذكره. وسقط ذكر إسحاق من كشف الأستار، وكذلك سقط لفظ: (عن) بين عبد الله بن سليمان وأبان.
وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا هانئ بن المتوكل به، ولم يذكر أبان بن أبي عياش . قال البزار بعد أن روى عدة أحاديث من هذا السند: وعبد الله بن سليمان قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها، ولا نعلم روى هذه الأحاديث عن عبد الله إلا هانئ بن المتوكل ، وإنما ذكرناها؛ لأننا لا نحفظها من حديث غيره.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر