إسلام ويب

تفسير سورة الشورى الآية [37]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يخبر الله تعالى أن من صفات المؤمنين الإيمان بالله والتوكل عليه، واجتناب كبائر الإثم والفواحش، فهم قد يقعون في الصغائر أما الكبائر والفواحش فهم يجتنبونها، وقد جاءت النصوص بالتحذير من كبائر الذنوب، وهي تتفاوت، فبعضها أشنع من بعض وأفظع، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحذر من الوقوع في الكبائر والفواحش، وأن يبتعد عنها وعن أصحابها؛ حتى يسلم منها.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا ... وإذا ما غضبوا هم يغفرون)

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

    وقفنا في سورة الشورى عند قول الله سبحانه: فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشورى:36-37].

    الإيمان بالله عز وجل والتوكل عليه من صفات الذين أعد الله عز وجل لهم في الدار الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهؤلاء اتصفوا بهذه الصفات التي أرضوا بها ربهم سبحانه وتعالى.

    ومن صفاتهم أيضاً: اجتناب كبائر الإثم واجتناب الفواحش، والإنسان يستحيل ألا يقع في صغيرة؛ لأنه ليس معصوماً، وإنما المعصوم من اصطفاه الله عز وجل وجعله نبياً ورسولاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) أي: كل إنسان يقع في المعصية، والمعصية تنقسم إلى صغائر وإلى كبائر، والكبائر منها الفواحش، وهي ما يفحش في طبع الإنسان، ويرى ذلك شيئاً فاحشاً عظيماً شديداً، وهو كبيرة كغيره، ولكن حين يسمع الإنسان عن هذا الفعل الذي يفعله فلان يستشعر بعظيم قبح هذا العمل الذي عمله، وإن كانت كل الكبائر قبيحة وكلها تمجها طباع المؤمنين، ولكن ما فحش منها كان أعظم.

    قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ [الشورى:37] ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة عدد فيها بعضاً من هذه الكبائر، وهي كثيرة، فحين يذكر ثلاثاً من الكبائر ليس معناه أن هذه الثلاث هي الكبائر فقط، وحين يذكر سبعاً من الكبائر ليس معناه: أنه لا توجد غير هذه السبع، لكن المعنى: أن هذه كلها من الكبائر وبعضها أعظم من بعض، وأعظم وأفحش الكبائر التي يقع فيها الإنسان الشرك بالله سبحانه وتعالى، وكذلك السحر، إلى أخر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أشياء أخرى غير ذلك.

    ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم في الكبائر: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، والزنا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) فهذه من الكبائر التي يقع فيها الإنسان.

    وذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر: استحلال الكعبة، وعقوق الوالدين.

    ويذكر القرآن لنا أشياء من الكبائر.

    تعريف العلماء للكبيرة

    قلنا: إن العلماء حدوا لها حداً وقالوا: الكبيرة هي ما نص القرآن أو السنة أنها كبيرة، أو توعد فاعل ذلك بأن يعاقبه الله يوم القيامة، أو ذكر أنه ملعون من يفعل كذا، أو ذكر غضب الله على من يفعل كذا.

    إذاً: كل ما توعد بغضب أو بلعنة أو بعقوبة في الآخرة أو بحد في الدنيا، فهذا من الكبائر، أو نص على أن هذا الفعل من الكبائر.

    التحذير من جريمة الزنا

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه ويعظم لهم أمر هذه الكبائر حتى لا يقعوا فيها، فيقول صلى الله عليه وسلم وقد سئل: (أي الذنب أعظم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أن تشرك بالله وهو خلقك، قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك، قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك)، هذه كلها كبائر.

    والإنسان حين يقع في الزنا، فهذه كبيرة من الكبائر، وهي فاحشة من الفواحش، كذلك السارق أتى كبيرة من الكبائر، والزاني أتى فاحشة من الفواحش، والذي يقع في اللواط أتى فاحشة من الفواحش، وهذا كله من الذنوب الكبيرة العظيمة.

    والكبائر بعضها أعظم فحشاً من بعض، فإذا كان الزنا فاحشة فكيف بمن يزني بحليلة جاره! المفترض أن يحافظ على حرمة جاره، وأن يدافع عن جاره وعن حريم جاره، فهذا الذي يزني بحليلة جاره يكون قد ارتكب أفحش ما يكون ومن أعظم الكبائر عند الله سبحانه وتعالى.

    قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [الإسراء:32]، وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا [النساء:22].

    إذاً: الزنا كبيرة من الكبائر، وهو فاحشة، وأعظم ما يكون في الزنا أن يزاني بحليلة جاره، وأعظم وأفظع منه أن يتزوج المرء واحدة من محارمه أو ينكحها، فإذا تزوجها فقد كفر؛ لأنه استحل ما حرم الله، فإذا واقعها وزنى بها فيكون واقعاً في فاحشة عظمية، قال تعالى: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا [النساء:22].

    ولذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم زنى ماعز وزنت الغامدية، فأقام عليهما الحد صلوات الله وسلامه عليه، وزنى إنسان كان مريضاً فأمر بإقامة الحد عليه، قالوا: إننا لو نقلناه لتخسف؛ لأنه ليس به قوة، سبحان الله! ليس فيه قوة ويقع في الزنا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الحد عليه، ولكن خفف وقال: (خذوا عثكولاً فيه مائة شمراخ واضربوه به) والعثكول هو العذق الذي تتعلق فيه البلح، فأمرهم أن يأخذوا عثكولاً ويضربونه ضربة واحدة به، فأقيم عليه الحد بذلك.

    حكم الزنا بالمحارم

    بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن إنساناً تزوج امرأة أبيه، يقول البراء : (لقيت خالي وقد حمل الراية ومعه مجموعة من المسلمين، فقلت: إلى أين؟ قال: إلى رجل تزوج امرأة أبيه لنقتله ونخمس ماله).

    فهذه فاحشة من أعظم ما يكون، فكون المرء ينكح زوجة أبيه ويتزوجها، فإنه قد ارتكب جرماً عظيماً، قال الله عز وجل: وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا [النساء:22].

    فقد كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك، الأب يتزوج بامرأة، ثم إذا توفي الأب إذا بالابن يمسك هذه المرأة وتكون أسيرة عنده، ومن حقه أن يزوجها لأحد من الناس ويأخذ هو مهرها، أو يتزوجها هو، فجاء الإسلام ليمنع هذه العادات القبيحة ويذكر أنها من أعظم الفواحش: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا [النساء:22].

    فالله عز وجل حرم الكبائر ومن الكبائر الفواحش، ولكن نص عليها لفظاعتها، ولعظيم شرها.

    حكم قتل الأبناء خشية الفقر والعار

    قوله: (أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) من الذنوب العظيمة أن يقتل الأب ابنه، أو الأم تقتل ولدها، فكان أهل الجاهلية يئدون البنات، ويذكر أن رجلاً من أهل الجاهلية يقال له: قيس التميمي ، هذا الرجل كان قد أغار قوم على قومه وأخذوا الحريم معهم، ومن ضمن من أخذوا من الحريم ابنة هذا الرجل، فلما أخذوها كانت عند رجل من هؤلاء أمة، ثم بعد ذلك اصطلحت القبيلتان، وجاء هذا السابي يخير البنت بين أبيها وبينه، قال: هل تريدين أباك أو تريدينني؟ فاختارت من سباها، فأقسم الرجل أنه لا تولد له ابنة إلا وأدها، فأخذ منه الناس هذه العادة السيئة وفعلوها، فكانوا يقتلون البنات، ويقولون: نقتل البنات؛ لأن بنت فلان عملت كذا ولا نريد أن تفعل بناتنا هذا الشيء، وهذا في الظاهر، ولكن الحقيقة في الباطن أنهم كانوا يحتاجون إلى الذكور، كانوا يريدون ذكوراً لأجل أن يشتغلوا ويأتوا بالمال، ولكي تغير القبائل بعضها على بعض، فهم يريدون ذكوراً حتى يغيروا على القبيلة الثانية، أما البنت فأنا أصرف عليها وتفقرني ولا تأتي بشيء، والولد سيأتي لي بالمال، فلذلك فضحهم الله عز وجل حين قال: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ [الأنعام:151] أي: أنتم تقتلون أولادكم لأنكم لا تريدون أن يأكلوا معكم، قال تعالى: نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151] فالرزق من عندنا فنحن نرزق الجميع.

    وقال تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء:31] فالرزق من عند الله سبحانه، فكون الإنسان يقتل ابنه هذا تجرد من الرحمة، وتجرد من آدميته ومن إنسانيته، وهذا الفعل من كبائر الذنوب ومما يفحش من الذنوب، حين يسمع الناس أن فلاناً قتل آخر في مشاجرة أو كذا، قد لا يتفاحش عند الناس حين يسمعون ذلك، لكن حين يسمعون أنه قتل ابنه، فهذا شيء فظيع جداً أن يفعله الإنسان.

    عظمة دين الله عز وجل وشريعته وحكمه

    هذه الأمور وقعت في الجاهلية الأولى، ولو ترك الناس لأهوائهم من غير تشريع لعادوا إلى هذه الجاهلية الأولى، سواء اتفقوا على مثل هذه العادات، أو لم يتفقوا، فقد يسن لهم ويقنن لهم هذا الشيء، لذلك نقول: هناك فرق بين الإسلام والقوانين الوضعية، القوانين البشرية تقول لك: حكم البشر للبشر، وهذا أصل معنى الديمقراطية، أي: أصل معنى الديمقراطية أن الحكم للشعب، أما الإسلام فمعناه أن الحكم لله، قال تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [يوسف:40]، وقال: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ [الملك:14]، وقال: وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:70].

    فالله سبحانه وتعالى هو الحكم والحكم له سبحانه وتعالى، ولم يجعل للعباد أن يختاروا، فلم ينزل القرآن لأجل أن يختار الناس ما أرادوا منه ويتركوا ما أرادوا، قال الله: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [الأحزاب:36] أي: ما كان ولا يكون أبداً لإنسان يتصف بالإيمان أن يختار على الله سبحانه وتعالى، فعلى ذلك يخبرنا ربنا سبحانه هنا ويقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ [يوسف:40] أي: هذا الدين العظيم وهذا الدين المستقيم، وهذا الدين الذي يهذب أخلاق الخلق، دين الله سبحانه، فلو ترك الأمر للناس لاختيارهم لاختار الناس ما تقتضيه شهواتهم، فإذا بهم يبيحون الزنا، بل سيبيحون الزنا بالمحارم ولا أحد ينكر ذلك، ويفعلون الفواحش علناً أمام الناس ولا أحد ينكر ذلك، فالذي ينظر إلى الغرب الكافر وإلى أمريكا الكافرة وينظر إلى ما يصنع الناس هناك يعلم أن دين الله حق، فهو الدين الذي يهذب الأخلاق، ويهذب النفوس، ويقوم الخلق؛ لأنه دين الله الذي خلقك فسواك فعدلك، والذي ميزك بقلبك وبعقلك عن البهائم، ميزك عما لا يفهم مما خلق الله سبحانه وتعالى، فهذا دين الله سبحانه يقبح إلينا هذه الأشياء، ويقول: هذه فواحش لا تقربوها فضلاً عن أن تفعلوها.

    وهذا الدين يأمرنا بالعدل والإحسان ليس مع المسلمين فقط، بل مطلقاً مع الخلق جميعهم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ [النحل:90] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة، الذين يعدلون في أهلهم وحكمهم وما ولوا).

    أي: يعدلون العدل الذي أمر الله عز وجل به، فهو سبحانه أنزل الميزان وأنزل العدل بين الخلق ليحكم الناس بالعدل، هذا دين الله سبحانه الذي يحكم خلقه به، وهو أعلم بخلقه سبحانه وتعالى، فالمؤمنون يفعلون ما أمر الله ويجتنبون ما نهى الله عز وجل عنه، يجتنبون أن يقعوا في كبائر الإثم وفي الفواحش، فيمتنعون من ذلك حتى يغفر الله عز وجل لهم.

    إذاً: الله عز وجل هو الذي يحل لنا ما شاء وهو الذي يحرم علينا سبحانه ما شاء، ولو ترك الإنسان لرأيه وهواه لفعل أفحش الفواحش بدعوى أن القانون يجيز ذلك، لذلك حين تسأل إنساناً: هل الخمر حرام؟ يقول لك: ولماذا تباع وهناك تراخيص في بيعها؟ فهذا قال هذا القول لأن القانون يبيحها، كذلك الزنا، يمسك الإنسان الزاني ويدخل السجن ثلاثة أشهر ويخرج، أو إذا عفا أولياء البنت عن هذا الزاني أفرج عنه دون حد.

    فالدين لم يترك للخلق، انظر حين حرم الله عز وجل الخمر ما الذي حدث؟

    أمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأن يريقوا ما عندهم من الخمور، فأراقوا الخمور على الأرض، فإذا بها تسيح في سكك المدينة كالسيل، هذه الخمور كانت أموال هؤلاء، وهل يوجد إنسان يضيع ماله؟ لم يقولوا: اصبروا علينا قليلاً حتى نبيع الخمر الذي عندنا ثم حرموه علينا، أبداً لم يقولوا هذا، ولكن أتى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: (يا رسول الله! إن عندي أموال يتامى وهي خمر أفلا أخللها؟ - أي: أحول خمر الأيتام إلى خل - قال: لا، وأمره أن يريقها) فحرمت الخمر ولم يترك لأحد من الخلق أن يختار على الله سبحانه وتعالى.

    المفاسد المترتبة على ترك تحكيم شرع الله

    أما البشر فيحلون بأمزجتهم ويحرمون بأهوائهم، ففي الغرب إذا زنى شخص بامرأة وهي راضية فليس لأحد أن يعترض، كذلك في قوانين بعض البلاد الإسلامية إذا فعل هذا الشيء - والعياذ بالله - ينظر إلى المرأة هل هي صغيرة أو بالغة، فإذا كانت بالغة كبيرة راشدة لها الاختيار في هذا، وإذا كانت صغيرة فيكون بهذا قد اغتصبها، فإذا حوكم هذا الإنسان حكم عليه بستة أشهر سجن ويخرج بعد ذلك.

    أما دين الله عز وجل فينظر في الإنسان الذي وقع في هذه الجريمة، فإذا لم يكن متزوجاً جلد مائة جلدة، وإذا كان متزوجاً فإنه يقتل رجماً بالحجارة، يرجم الزاني وترجم الزانية؛ لأنه لو ترك الأمر لأهواء البشر لرجعوا إلى عادات الجاهلية الأولى مرة ثانية يبيحون ما حرم الله سبحانه، ويئدون أبناءهم، ومن العجيب أن الوأد ما زال موجوداً، فعند الكفار إذا كانت المرأة حاملاً وهذا الحمل غير مرغوب فيه فإنها تذهب إلى الدكتور ليجهض الجنين، حتى ولو كان هذا الجنين قد نفخت فيه الروح.

    ولا تعجب من ذلك! ففي الصين تقرأ خبراً من الأخبار: حذر مسئول صيني من أن عدد الرجال الذين لا يجدون زوجات لهم في الصين قد يتراوح ما بين ثلاثين وأربعين مليوناً، إن التوازن الطبيعي الذي جعله الله عز وجل في الخلق توازن بحكمة منه سبحانه، فهو جعل الذكور وجعل الإناث، وليس لك أنت أن تختار ذكراً أو أنثى، وإنما الله عز وجل هو الذي يحدد وهو الذي يقدر ما يشاء، فيأتي الإنسان ويلعب في هذا الشيء ويتغافل عن حكمة الله سبحانه وتعالى، فإذا به ينشر الفساد في الأرض.

    واسمع هذا الخبر حتى تعرف كيف أن الإنسان عندما يتدخل فيما ينظمه الله عز وجل في كونه يخرب الكون ويجعل البلاء ينزل من السماء، يقول الخبر: إنه بحلول عام ألفين وعشرين سيكون أربعون مليوناً من الصينيين لا يجدون ما يتزوجون من النساء، وهذا يؤدي إلى انتشار البغاء والزنا، والاتجار في الرقيق؛ بسبب عدم وجود نساء.

    وأرجع المسئول سبب تراجع أعداد النساء في الصين إلى تفضيل إنجاب البنين؛ لأن في الصين أن قانون الدولة يمنع أن يكون للشخص أكثر من ابن واحد فقط، هذا هو القانون الذي وضعه البشر، فعلوا ذلك خوفاً من الفقر، مع أن الصين غزت التكنولوجيا العالمية وتكسب من ورائها.

    فحين أصدروا هذا القانون تجد الرجل يذهب بامرأته للطبيب ليكشف عليها، فإن كان المولود ذكراً أبقاه، وإن كان أنثى أجهضها، هذا هو السبب الذي أحدث فجوة بين الذكور والإناث، وهذا الخبر نشر في الجرائد الذي يقول فيه المسئول الصيني الذي اسمه دي ويشونج نائب رئيس لجنة استشارية بشأن السكان: إن كثيراً من الأزواج يجهضون الأجنة الإناث بعد معرفة نوع المولود من خلال الاختبارات الطبية، مما أدى إلى ارتفاع عدد المواليد الذكور، وتوقع أن يتسبب ذلك في موجات من الجرائم والقلاقل الاجتماعية.

    وفي حديث آخر يقول: إن سياسة الصين المثيرة للجدل تسمح لكل أسرة بإنجاب طفل واحد فقط، وقال: إن ذلك ليس توقعاً خيالياً، يعني: توقعه بالجرائم والزنا وبيع الرقيق، وقال: وسيؤدي الأمر إلى أن يصبح عدد العزاب في الصين أكبر من تعداد سكان دولة مثل ماليزيا.

    إذاً: هذه الفجوة الكبيرة بين الذكور والإناث، وعدم التوازن في تعداد الذكور والإناث يشكل خطورة كبيرة في المناطق هنالك.

    نقول: هذا نتيجة تصرف البشر حين يحكم البشر البشر، وحين يبتعدون عن حكم الله رب العباد سبحانه وتعالى، هذا الذي يؤدي إليه قتل المولودات من البنات، وهذا الذي أخبروا عنه، أما ما كان خافياً فلا ندري كم قدره، وهذا في بلاد واحدة، فماذا في بقية البلدان؟!

    التحذير الشديد من شرب الخمر والتبرج

    قال تعال: وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ [الشورى:37]

    من الآثام العظيمة ذكرنا الربا، وذكرنا الرشوة والسحت، وذكرنا من ذلك الخمر، والخمر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها أم الفواحش وأم الكبائر، فمن الأحاديث التي تدل على فاحشة هذه الجريمة -جريمة شرب الخمور- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو مدمن الخمر لقي الله كعابد وثن) .

    إذاً: مدمن الخمر حين يلقى الله يوم القيامة مثله مثل الذي يعبد الوثن، فعابد الوثن قد ألغى عقله فعبد غير الله سبحانه اختياراً، وهذا ألغى عقله اختياراً فوقع في الفواحش ووقع في الكبائر ووقع فيما حرم الله سبحانه وتعالى.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: (الخمر أم الخبائث) وفي رواية: (أم الفواحش) وقال: (فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوماً، فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية) وكل ما خامر العقل فهو خمر، فكل شيء يأكله الإنسان أو يشربه أو يشمه أو يتعاطاه عن طريق الوريد، ويخالط عقل الإنسان فهو خمر.

    إذاً: فاسحب هذا الحكم على ما يشربه الإنسان من خمر، وعلى ما يأكله الإنسان من حشيش، وما يشمه من بنج وغيرها، فكلها خمر.

    وكم نسمع عن إنسان سهر ليلة فأكل حشيشاً وزاد منه فمات من ليلته، فهذا مات ميتة جاهلية، مات كعابد وثن، ختم له بالسوء ولا حول ولا قوة إلا بالله، شرب الخمر، أو أكل الحشيش، أو أخذ إبرة، أو شم مخدراً ووقع ميتاً، وفي الحديث الآخر: (الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته).

    وقال في حديث آخر صلوات الله وسلامه عليه: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة) أي: المتشبهة بالرجال، هذه من الكبائر التي تقع فيها المرأة، فالمرأة حين تلبس كالرجل، فتخرج لابسة البنطلون والقميص، وتقلد الرجل في شغله وفي مشيه، وفي الدب على الأرض أمام الناس، وتتشبه بالرجال وتقول: أنا حرة أفعل الذي يعجبني، وتنسى ربها سبحانه وتعالى، فهذه مهما ظنت أن الناس يحترمون أفكارها فهي مخطئة، بل العكس كل الناس يحتقرونها ولا قيمة لها عند الناس، وإخراج الجنس للناس صنيع اليهود، واليهود هم الذين يحتقرون المرأة أصلاً، واليهود عرفوا أنها الوسيلة لإغواء الشعوب، فأخرجوها للناس حتى يضيع الناس ويتحكم اليهود ويسيطرون على الخلق، هذا المخطط موجود في بروتوكولات حكماء صهيون، فقد قالوا ذلك منذ أكثر من مائة سنة.

    فهم الذين أخرجوا المرأة من بيتها، وهم الذين صنعوا بيت الموضة للنساء؛ لأجل أن تخرج المرأة للعمل حتى تأتي بالمال الذي به تأتي بالموضة الجديدة، فتنتهي فلوسها على هذا الشيء، وتكون حقيرة ودمية ولعبة في أيدي هؤلاء، يلعبون بها كيف شاءوا، ويأمرونها بالعري فتتعرى، ويأمرها ربها سبحانه بالحجاب فترفض، وترد كلام ربها سبحانه، وإذا سئلت عن أشياء في الإسلام بسيطة جداً لا تعرفها، تنسى أهم أمور دينها الإيمان بالله سبحانه، فهذه وبالها يوم القيامة ألا يكلمها الله سبحانه، ولا ينظر إليها.

    ثم قال: (والديوث) أي: الذي يرضى بالفواحش في بيته.

    وقال صلى الله عليه وسلم: (وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى)، فمن الكبائر أن الإنسان يعق والديه، ويدمن الخمر، ويمن بما أعطى للخلق، والمرأة تترجل وتتشبه بالرجال، كذلك تبرج المرأة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي لم أرهما: أناس معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة).

    وفي حديث آخر قال عن المتبرجات: (العنوهن فإنهن ملعونات) أي: هذه المرأة المتبرجة التي تخرج للناس كاشفة عما أمرها الله عز وجل أن تستره، ولا تهتم ولا تخاف من الله سبحانه وتعالى، ولا تستحيي من الخلق، وتقول: أنا حرة، فلننظر في حرية هذه حين تأتي يوم القيامة ما الذي تصنعه مع ربها سبحانه وتعالى؟ وقد أغوت الخلق وفتنتهم، واستكبرت على الخالق سبحانه وتعالى.

    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رءوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير)، فهذه كبائر يقعون فيها؛ من شرب الخمر، ومن حضور الحفلات والملاهي التي فيها المغنيات والراقصات وهؤلاء يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير.

    استحلال الخمر والزنا والمعازف في آخر الزمان وعقوبة ذلك

    جاء في صحيح البخاري : (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) .

    قوله: (يستحلون الحر) أي: يستحلون الزنا، (والحرير والخمر والمعازف) أي: هؤلاء الأقوام يستحلونها ويتعاملون بها على أنها حلال ليس فيها شيء، فتراهم يشربون الخمر، ويلبسون الحرير، ويسمعون المعازف، ويذهبون إلى الملاهي، ويقعون في الزنا.

    ثم قال: (ولينزلن أقوام إلى جنب علم) أي: يذهبون في رحلة صحراوية بجوار جبل من الجبال يلعبون هنالك، قال: (تروح عليهم سارحتهم فيأتيهم آت لحاجته، فيقولون له: ارجع إلينا غداً) عندما يأتي صاحب الحاجة يطلب حاجته منهم يقولون: تعال غداً، أما الآن فهم يلعبون ويبتعدون عن ربهم سبحانه، فإذا فعلوا ذلك قال: (فيبعثهم الله ويقع العلم عليهم، ويمسخ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة).

    نسأل الله العفو والعافية، هذه ذنوب ومعاصي الناس.

    والآن يشنشنون حول استباحة هذه الأشياء بأي صورة من الصور، يقول لك: هذا الحديث أصله ضعيف، وهذا الحديث أصله كذا، وبعض الدعاة الذين كانوا قبل هذا يقولون: إن هذا حرام، تراه يتراجع قليلاً في الأمر ويقول: ليست حراماً جداً، وإنما الحرام هي الموسيقى التي هي مثيرة للفتن، أما الموسيقى التي ليست مثيرة للفتن فليست حراماً، والأغاني التي لا أدري ماذا... فهو لكي يرضي الكفار ويظهر بأن الإسلام دين الوسطية يقول: ها نحن نجيز الموسيقى والرقص والأغاني وغير ذلك ونفعلها، ويقول: إن الإسلام فيه فن وفيه كذا.. نقول: هذا تمييع للدين، وتجد آخر يقول: أنا لا أفتي ولا أتكلم في الفتاوى، وبعد قليل تجده يقول: الموسيقى حلال ليس فيها شيء، وهي غذاء للروح، كيف تقول: أنك لا تفتي وتقول عن الموسيقى إنها حلال؟! من أين أتيت بهذا الشيء؟! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون).

    وإذا جاء إنسان كان مغنياً كافراً ودخل في الإسلام وجاء إلى صاحبنا فقال له: أنا مغن، ويقولون: إنه لا توجد أغان إسلامية، فيقول: بلى، توجد الأغاني الإسلامية، فبإمكانك أن تغني مع الموسيقى في مدائح للرسول صلى الله عليه وسلم، نقول لهذا: أين ذهبت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يمنع من ذلك وفيه: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)؟ ما هي المعازف؟ أليست هي الموسيقى أم شيء آخر؟

    وقد روى هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه، والأئمة الأربعة على المنع من ذلك، فإذا به يقول: نتوسط، ولا يلزم أن نقول: إنه حرام، دعنا نقول: إنه مكروه؛ لأن هناك موسيقى كذا وهناك موسيقى كذا، ولم نسمع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم.

    نقول لهذا وأمثاله: لا تميع دين الله عز وجل، وحدث بما قاله الله وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: (بلغوا عني ولو آية) فهذا دين الله عز وجل.

    وقوله: (يستحلون الحر والحرير) تجد البعض يلبس الحرير ويقول: ليس فيه شيء، وهذا الحرير أنا اشتريته من مالي الحلال، وهذا الحرير وضعته في ماء زمزم، وغير ذلك من الأعذار الواهية، فلماذا تستحل الحرير؟ الحرير حرام على الرجال لا يجوز لك أن تلبسه.

    قوله: (والخمر يسمونها بغير اسمها)، فيقول لك: هذا ليس خمراً، وإنما هذا أصله دواء للسعال، فتراه يشتري دواء السعال ويشرب الزجاجة كلها، وهو يعرف أن هذا الدواء فيه من الكحول، وأنه لو شرب الزجاجة كلها سيذهب شيء من عقله، وهناك فرق بين أن يكون هذا الشيء دواء يتعاطاه الإنسان، كدواء يصفه له الطبيب، وبين أن يأخذه إنسان ليشربه حتى يذهب عقله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر ملء الفرق منه فملء الكف منه حرام) أي: لو كان إنسان سيشرب مائعاً كثيراً لكي يسكر سيقول لك: لو شربت شربة واحدة لن أسكر، وإنما أصل إلى حد الإسكار عندما أشرب الزجاجة كاملة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا، ولا شربة واحدة منها، وملء الكف منه حرام؛ لأنه في النهاية يؤدي إلى الإسكار.

    إذاً: على ذلك الإنسان الذي يضحك على نفسه ويقول: هذا ليس خمراً، وإنما هذه اسمها كذا، نقول: لا تضحك على نفسك ولا تخدع نفسك، فالمخدرات هي أشنع من الخمور، ولم تستبح في بلاد الإسلام إلا حين جاء الباطنية الروافض الإسماعيلية، فهم الذين أباحوها للناس، وقالوا للناس: الذي يتبعنا يدخل الجنة، فكانوا يعقدون لهم مجالس ويعطونهم خمراً وحشيشة تذهب عقولهم، ويقولون لهم: نحن ندخلكم الجنة ونفعل كذا.. أي مسلم يرضى بأن يذهب عقله الذي ميزه الله عز وجل به عن الخلق؟ يذهب عقله بأن يشرب هذه الأشياء التي حرمها الله سبحانه وتعالى.

    يقول النبي صلوات الله وسلامه عليه: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر) أي: إذا كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تجلس مع أناس يشربون المسكرات، حتى وإن كنت لا تشرب؛ لأنك تصير راضياً بهذا سواء تكلمت أو لم تتكلم، فلا تجلس معهم فقد نهاك النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

    وقوله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار)، الإسلام دين النظافة والطهارة، ويعود المسلم إذا كان في مكان عمومي يغتسل فيه أن يلبس إزاره، وأن يستر ما بين السرة والركبة، فكن مستتراً وأنت في هذا المكان.

    وقوله: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام) فلا ترسل بامرأتك حماماً عمومياً للنساء فتجلس النساء عاريات بعضهن مع بعض فتكون المصيبة، فلا الرجال يجلسون في مجالس عراة بعضهم مع بعض، ولا النساء كذلك، فإن من وراء ذلك غضب الله سبحانه، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يفعل ذلك.

    ومن الأحاديث التي جاءت في الخمر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مخمر خمر) أي: كل مغط للعقل، ومخمر الشيء هو الذي وصل إلى أن صار وتحول إلى خمرة، قال: (وكل مسكر حرام) .

    وقال: (ومن شرب مسكراً بخست صلاته أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال) وعيد من الله لابد أن يسقي هذا الإنسان الذي شرب الخمر أربع مرات أو تعاطى الحشيش أربع مرات أن يسقيه من طينة الخبال، قيل: (ما هي طينة الخبال؟ قال: صديد أهل النار).

    ثم قال: (ومن سقاه صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه) أي: من ضحك على طفل صغير وأعطاه خمرة يشربها، أو أعطاه حشيشاً يأكله، هذا الذي فعل ذلك قال: (كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال) هذا الذي يبيع المخدرات ويضحك على الأولاد في المدارس ويقول: ذق هذه، وشم هذه، واشرب هذه، سأعطيك مجاناً لن آخذ منك شيئاً، ومرة ومرتين إلى أن يتعود الولد على ذلك، ولعل هذا الذي يبيع لا يشربها ولا يأكلها.

    فهذا الإنسان حق على الله على أن يسقيه من طينة الخبال من صديد أهل النار، فاحذروا من غضب الله، وربوا أبناءكم على حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى طاعة الله سبحانه، وحكموا شرع الله، قال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65].

    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765796236