إسلام ويب

تفسير سورة الأنبياء [25 - 32]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • على المسلم أن يقرأ القرآن ويتدبر معاني الآيات التي يقرؤها وما فيها من البيان والحكمة والموعظة، فإن هذا القرآن العظيم فيه من الأسرار والمعجزات ما لا يحصر، بل هي في تجدد وظهور إلى أن تقوم الساعة، فكلما تقدم الزمان زاد اكتشاف ما في هذا القرآن من المعجزات.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه ...)

    الهدف الأسمى من إرسال الرسل هو الدعوة إلى التوحيد

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

    قال الله عز وجل في سورة الأنبياء: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ * وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ * أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء:25-32].

    يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآيات أنه لم يرسل من قبل النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً إلا بأهم شيء خلق الله عز وجل الخلق من أجله، وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].

    فقوله: أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، هذه هي دعوة المرسلين لقومهم؛ يدعونهم إلى توحيد الألوهية، فقد كانوا يعرفون توحيد الربوبية، أي أن الله هو الرب سبحانه، الذي يخلق، والذي يرزق، والذي ينفع، والذي يضر، والذي يعز، والذي يذل، الذي بيده أقدار الخلق، كانوا يعرفون أنه الله ولكنهم كانوا لا يفردون الله بالعبادة، بل كانوا في الغالب يعبدون غير الله من الأصنام أو الملائكة أو الجن أو البشر، وقد ينصب بعضهم نفسه إلهاً على الناس ليعبدوه من دون الله.

    فربنا سبحانه ما أرسل من رسول إلا بهذه الدعوة، وهي أن يدعو الخلق إلى لا إله إلا الله، يدعوهم ليكونوا مسلمين لله رب العالمين سبحانه وتعالى، فمن عهد آدم عليه السلام والأنبياء يدعون إلى دين الإسلام، أي: الاستسلام لله سبحانه وتعالى بأن يسلم العبد نفسه لربه يتصرف فيه كما يشاء، يأمره بما يشاء، يشرع له ما يشاء، فهو الذي بيده مقاليد خلقه جميعهم.

    فقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ [الأنبياء:25]، إلا بهذه الدعوة، إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ [الأنبياء:25]، وقراءة الجمهور: (إلا يوحى إليه)، وحفص قرأها: إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ [الأنبياء:25]، أي: الله سبحانه وتعالى يوحي إليه.

    والوحي من الله عز وجل، وهو العلم الذي ينزله على نبي من أنبيائه سبحانه وتعالى وصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وذلك بأن يرسل رسولاً من السماء، أو يلقي في روع النبي الأمر، وهذا الأمر أو الوحي هو: لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، أي: فاعبدني وأمر قومك أن يعبدوني.

    معنى لا إله إلا الله

    أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].

    كلمة (لا إله إلا الله) معناها: لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، فلا يصح أن تقول: لا معبود إلا الله؛ لأن هناك معبودات كثيرة تعبد من دون الله، ولا يصلح أن تقول: لا رب إلا الله؛ لأنه لم يرسل الرسل من أجل أن يقولوا لا رب إلا الله؛ لأن أغلب الخلق يعرفون أنه لا رب إلا الله، إنما أرسلوا من أجل أن يدعوا إلى لا إله إلا الله.

    ومقتضى الربوبية هي أفعاله هو سبحانه وتعالى، والتي لا يشاركه غيره فيها، أي: أنه هو الرب، الخالق، الرازق، المحيي، المميت... سبحانه وتعالى، ومقتضى الألوهية أفعال من خلقه تتوجه إليه سبحانه وتعالى، فلذلك أرسل إليهم الرسل حتى يعبدوه وحده سبحانه وتعالى ويتركوا عبادة غيره، فكل الشرائع جاءت بذلك، وإن اختلفت شرائع المرسلين في الأحكام من الحلال والحرام، وفي كيفية بعض العبادات، أما في التوحيد فلا يوجد اختلاف أبداً، فإنه سبحانه وتعالى ما أنزل كتاباً ولا أرسل رسولاً إلا ليدعو إلى توحيده سبحانه بأن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئاً.

    إذاً: كلمة (لا إله إلا الله) معناها: لا معبود يعبد حقاً إلا الله وحده لا شريك له، قال سبحانه: إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، أي: فأمرهم سبحانه أن يعبدوه، وهذه أيضاً فيها قراءتان عند الوقف عليها، فالجمهور يقفون بالنون، أما يعقوب فوقف عليها بالياء فَاعْبُدُونِي [الأنبياء:25].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً ...)

    قال تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا [الأنبياء:26]، الذين قالوا ذلك هم المشركون.

    وقيل: نزلت في خزاعة حيث قالوا: الملائكة بنات الله، فادعوا أن الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناث، وكذبوا في ذلك، وادعوا أن الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى.

    وهؤلاء ما أعجب جهلهم! لأن الواحد منهم يأنف أن تكون له بنت، كما قال تعالى: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ [النحل:58]، ويأخذ الأنثى ليئدها ويدسها في التراب، ثم ينسبها لأعظم الخالقين سبحانه وتعالى تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون:14]، يقول: إن الله خلق الملائكة واتخذها إناثاً، وإن الملائكة بنات الله من صاحبة الله حاش لله سبحانه وتعالى.

    فزعم هؤلاء الكفار أن الملائكة بنات الله، لذلك كانوا يعبدونهم طمعاً في شفاعتهم لهم، ثم جاء اليهود وطوائف من الناس فقالوا: إن الله عز وجل خاتن إلى الجن، والملائكة من الجن، ومعنى خاتن أي: اتخذهم أصهاراً وله زوجة من هؤلاء وله أولاد! وحاشا لله سبحانه وتعالى أن يكون له ذلك.

    قال سبحانه: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ [الأنبياء:26]، سبح نفسه سبحانه وتعالى، و(سبحان) مصدر من الفعل: أسبح، تقول: أسبحه تسبيحاً، وأصلها: أبرئ الله سبحانه من كل سوء ومن كل نقص ومن كل عيب، وهذا معنى التمجيد، أي: أنه لا يمس بسوء سبحانه وتعالى، ولا يعتريه سوء أو نقص حاش له سبحانه.

    ومن معاني كلمة (سبحان): الخفة والإسراع إلى الشيء، وأصلها من سبح، ومنها السباحة، يقال: فلان يسبح، أي: يعوم في البحر بخفة، فقولك: سبحان الله، معناه: أسارع خفيفاً إلى طاعة الله سبحانه وتعالى، يعني: لا أتثاقل عن طاعته وعن عبادته سبحانه وتعالى.

    و(سبحان) أيضاً كلمة تعجب من القول عندما يكون شنيعاً وعظيماً فيقول: سبحان الله! على وجه التعجب من هذا القول.

    وقد تأتي بمعنى السبح أي: النفس، فيقول الإنسان: أنت أعلم بما في سبحانك، يعني: أنت أعلم بما في نفسك.

    إذاً: فسبحان الله معناها: أنزه الله سبحانه وتعالى وأقدسه وأسارع في طاعته سبحانه.

    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26].

    أي: هؤلاء ليسوا أولاده، بل هم عباده سبحانه، إذاً: الملائكة عباد الله وهم ليسوا من الجن؛ لأن الملائكة خلقهم الله عز وجل من نور، والجان خلقهم الله عز وجل من مارج من نار، فهناك فرق بين خلق الجن وخلق الملائكة، وإن كان إبليس قد عبد الله عز وجل في الماضي، أي أنه وصل في العبادة إلى درجة عظيمة حتى صار يعبد الله مع الملائكة، لكن أصله من النار، وعلم الله منذ خلقه ماذا سيحدث له وكيف يكون مصيره.

    قال الله سبحانه وتعالى: بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26-27]، قال عنهم: عباد، ولم يقل: عبيد، مع أن كلاً منهما مأخوذ من العبودية، ولكن العباد يكون الغالب فيهم الطاعة، أما العبيد فكأن فيها شيئاً من التحقير، فلو قال: عبيد، فهم عبيد له سبحانه وتعالى يملكهم، ولكنه شرفهم وكرمهم، فقال عنهم: عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26].

    قال تعالى: لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ [الأنبياء:27].

    أي: لا يجرؤ ملك من ملائكة الله أن يتكلم قبل أن يأذن الله عز وجل له، أو أن ينزل من السماء إلى الأرض قبل أن يأذن الله عز وجل له.

    وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27].

    إذاً: لا ينطقون إلا بما أذن الله عز وجل لهم، ولا يسبقونه بالقول أبداً، ويعملون مطيعين لأوامر الله عز وجل.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ...)

    قال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28].

    وفي سورة مريم قال: لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا[مريم:64]، وذلك عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: (لم لا تزورنا أكثر مما تزورنا)، فأنزل الله سبحانه وتعالى في سورة مريم: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا[مريم:64].

    أي: إذا أخر الله عنك جبريل فليس هذا بنسيان، ولكن الله عز وجل لحكمة يؤخره، ولحكمة وتشريع يرسله.

    ويقول: لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا[مريم:64] فالملائكة يقولون: الله يملكنا وما أمامنا وما خلفنا، وكل ما حولنا يملكه الله سبحانه وتعالى، وهنا أخبر عن العلم، أن الله يعلم ما بين أيديهم، أي ما هو أمامهم، وما خلفهم، يعلم كل شيء في نفوس الملائكة، في أقوالهم وفي أفعالهم، ولا يجرءون على الشفاعة إلا لمن رضي الله عز وجل له ذلك، وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى[الأنبياء:28]، فتشفع الملائكة يوم القيامة؛ لأن الله عز وجل يشفع من يشاء من خلقه، فيشفع عباد الله المؤمنين وكذلك الملائكة وغيرهم.

    فيشفعون بإذن الله عز وجل وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى[الأنبياء:28]، أي: لهم أن يشفعوا لمن ارتضى أن يشفعوا له، وليس لهم أن يشفعوا لكل أحد.

    ثم قال تعالى: وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ[الأنبياء:28]، الملائكة المطيعون يخشون الله سبحانه وتعالى، وهم من خشيته في غاية الشفقة والخوف، مع أنهم مطيعون لله فلا يعصون الله سبحانه وتعالى أبداً، وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ[الأنبياء:28].

    إذاً: أحرى بالإنسان الذي هو كثير العصيان لله عز وجل أن يكون فيه هذه الخشية، فالملائكة لا يعصون الله سبحانه وتعالى ويفعلون ما يؤمرون، وهم مع ذلك في غاية الخوف من الله سبحانه وتعالى، فلم لا يخاف الإنسان من ربه سبحانه وتعالى؟

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ومن يقل منهم إني إله من دونه ...)

    قال تعالى: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ [الأنبياء:29]، وحاش لهم أن يقولوا ذلك، ولكن الغرض أن هؤلاء زعموا أن الملائكة بنات لله، وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا [مريم:88]، فربنا يقول: لو قال الملائكة ذلك، لكنت سأعذبهم عذاباً عظيماً.

    وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ [الأنبياء:29]، يكون جزاؤه أن يدخله ناراً مشتعلة، ناراً حامية، نار جهنم تتجهم لمن يدخل فيها، فهي نار مظلمة فيها الجهومة، وفيها الغلظة والشدة، وفيها النار مستعرة.

    فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ [الأنبياء:29]، أي: كهذا الجزاء الفظيع، نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء:29]، كل ظالم، كل مشرك يشرك بالله عز وجل ندخله نار جهنم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ...)

    المعنى الأول لفتق السماوات والأرض

    قال تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30].

    هنا آية من آيات الله في الكون العظيم حولنا، ولا شك أن الله سبحانه حين يقول: أَوَلَمْ يَرَ [الأنبياء:30]، إذاً هؤلاء يرون، ولذلك فإنه سيعذبهم؛ لأنهم لم ينظروا في هذا الكون حتى يعرفوا قدرة الله الباهرة، وعظمته القاهرة سبحانه وتعالى، كيف دبر أمر هذا الكون.

    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا [الأنبياء:30]، إذاً: هنا الخطاب للكفار، فهم يرون منذ أن كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الذين يأتون من بعدهم يرون حتى تقوم الساعة، وكل يرى آيات الله عز وجل، ويعلم أن هذا الحق من عند الله رب العالمين سبحانه وتعالى.

    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا [الأنبياء:30].

    قال المفسرون في معناها: الرتق: السد، الشيء المسدود الملصق بعضه على بعض.

    والفتق: هو انفتاح اللصق.

    إذاً: هنا كأنه شيء مغلق مسدود ففتق أي: فتح، والصحابة فهموها كذلك، يقول ابن عباس رضي الله عنه وغيره: كانتا شيئاً واحداً ملتزقتين ففصل الله بينهما بالهواء، وما أجمل تفسير ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنه! وكأنه ينظر إلى أشياء لا يراها غيره.

    ابن عباس يقول: إن السماوات والأرض كانتا ملتزقتين في بعض وربنا فتقها، ولكن الكفار هل كانوا يرون ذلك؟ هل رأوا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ثم افتتقا عن بعضهما؟ لا شك أنهم في الماضي لم يروا ذلك، ولكن الله يقول: أَوَلَمْ يَرَ [الأنبياء:30]، إذاً هناك شيء هم يرونه أمامهم، والله عز وجل يقول: انظروا إلى حكمة الله فيه، لذلك جاء عن ابن عباس وعن عكرمة وابن زيد وغيرهم قالوا: إن السماوات رتقها الله عز وجل بالمطر، كانت لا تمطر فأنزل منها المطر، أي: كأن السماء في جفاف ومن ثم أنزل المطر فحصل هذا الفك.

    والأرض كانت لا تنبت فنزل المطر عليها فإذا بها تتفتق وتتصدع وتتشقق وجذور النبات يدخل فيها وتطلع الأشجار، فتفتقت الأرض بهذا النبات، وهذا هو ما يراه هؤلاء، فهم يرون أمامهم البذرة توضع في الأرض ثم ينزل المطر فتنمو البذرة وتتصدع الأرض حولها، فيرون أمامهم هذه الآية: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا [الأنبياء:30].

    وهذا تفسير صحيح أن كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا [الأنبياء:30]، أي: فتق الأرض بذلك، وفتق السماء بنزول المطر منها، وهذه آية من الله سبحانه وتعالى يراها هؤلاء، يرون السحابة صافية ليس فيها شيء، ثم يتجمع فيها الماء إلى أن تظلم، ثم تبدأ تتفتق وينزل منها المطر، إذاً كَانَتَا رَتْقًا [الأنبياء:30]، أي: سحابة مغلقة، وبعد هذا انفتحت ونزل منها المطر، هذا الذي يراه الكفار دائماً في الماضي وفي الحاضر.

    المعنى الثاني لفتق السماوات والأرض

    وهنا معنى آخر وهو معنى صحيح، ولكنه أكتشف بعد ذلك، أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا [الأنبياء:30].

    يقول علماء الفلك: إن الكون كله كان شيئاً واحداً مقفولاً -السماوات والأرض والنجوم، كلها كانت شيئاً واحداً- وحصل انفجار عظيم يوماً من الأيام الذي هو بدء الخلق، فالله عز وجل فتق ذلك وتطايرت النجوم فذهب كل نجم إلى مكانه، والكون لا زال يتسع كما أخبر الله عز وجل بذلك.

    هذا الكلام لم يقله المسلمون وإنما قاله الكفار، والله يقول: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]، فالكفار رأوا ذلك، والمسلمون سمعوا كلام هؤلاء وأخذوا هذا الشيء، فقالوا: هذا موجود في كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وابن عباس لم ير ذلك ولم يبحث في الفلك، وقال ذلك منذ ألف وأربعمائة سنة، يقول ابن عباس : كانت السماوات ملتصقة بالأرض، يعني: النجوم والكواكب والشمس والأرض كانت كلها ملتصقة مع بعضها وربنا سبحانه وتعالى فتق ذلك، وأبعد بعضها عن بعض.

    إذاً: معنى الآية أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا [الأنبياء:30]، أي: باعدنا بينهما، انفصلت كل مجرة إلى مكانها، فإن الكون فيه مجرات كثيرة جداً تبلغ أكثر من مائة ألف مليون مجرة، والمجرة الواحدة فيها أكثر من مائة ألف مليون كوكب ونجم مثل هذه الشمس التي نراها، فكل هذا كان شيئاً واحداً، فالله عز وجل خلق السماوات والأرض، وفتق بعضها عن بعض، ثم رفع السماء على الأرض، وكان عرشه على الماء، ثم استوى فوق سماواته سبحانه وتعالى.

    أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا [الأنبياء:30]، فجعل النجوم تدور في أفلاكها، وكذلك الأرض لها فلك معين تدور فيه، والمجموعة الشمسية كلها تدور بطريقة معينة، فالله عز وجل يصنع ما يشاء في خلقه سبحانه وتعالى.

    هذا خلق الله، الذي قال لهؤلاء الكفار: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]، انفتق الكون، ومن ثم ربنا سبحانه وتعالى يقول: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ [الذاريات:47]، أي: بقوة وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات:47]، إذاً: انفتقت الكواكب عن هذه الأرض وسنوسع هذا الكون، وأصحاب الفلك يقولون: إن الكون فعلاً يتسع اتساعاً عظيماً جداً، وإن كل كوكب يدور حول نفسه ويدور حول مركزه، مثل كواكب المجموعة الشمسية، فالشمس تدور وتجري في هذا الفلك كما يشاء الله عز وجل، والأرض وكواكب المجموعة الشمسية تدور كل واحدة حول نفسها ومن ثم تلف حول الشمس في مدار معين.

    فقد قال ربنا: لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:40]، أي: في فلك يدورون، كما سيأتي كلام الله عز وجل بعد ذلك.

    آية الماء وأهميته في الحياة

    ثم قال سبحانه: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [الأنبياء:30].

    فالله سبحانه وتعالى يبين هنا حقيقة علمية من قبل ألف وأربعمائة سنة، والآن علماء الطبيعة وعلماء الطب وغيرهم يقررون هذا ويقولون: إن كل شيء مخلوق من الماء.

    فالماء هو الأصل في كل شيء، ففي جسم الإنسان قالوا: إن الماء يشكل أكثر من تسعين بالمائة من الجسم، وهكذا بقية الأحياء الحية؛ منها ما يشكل الماء فيه تسعين بالمائة من حجه، ومنها ما يشكل الماء فيه ستين بالمائة وأخرى خمسين بالمائة، وهكذا.

    فالله عز وجل خلق من الماء كل شيء فيه حياة، ونحن لم نر هذا الخلق، ولكن من العلماء من بحث عن ذلك فتوصلوا إلى هذه الحقيقة، وهي أن أصل الحياة هذا الماء، ولذا قال تعالى بعد ذلك: أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وجعلنا في الأرض رواسي ...)

    قال تعالى: وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ [الأنبياء:31].

    أي: جعل الجبال العظيمة رواسي تثبت الأرض بسبب ثقلها، وقال عنها في سورة النبأ: أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا [النبأ:6-7]، أي: جعل الجبال أوتاداً تثبت الأرض، مثل الأوتاد التي تعمل للخيمة من أجل تثبيتها، حيث يجعل أكثره تحت الأرض وقليل منه خارج الأرض لتربط إليه حبال الخيمة، فالله سبحانه وتعالى جعل الجبال ثقيلة راسية وجعلها أوتاداً تثبت سطح الأرض.

    وكانوا في الماضي يقولون: إن الجبال هي مرتفعات من الأرض، والآن قالوا: إن التعبير كلام خاطئ، فالجبال ليست مرتفعة من الأرض فقط، بل إن الجبال لها جذور تحت الأرض، وهذه الجذور أطول بكثير من الجبل الظاهر لنا فوق سطح الأرض، فأربعة أخماس طول الجبل تحت الأرض، والخمس فقط هو الذي فوق الأرض.

    فالجبال رواسي من أجل أن تثبت قشرة الأرض، هذه القشرة التي سمكها ما بين ثلاثين إلى مائة وستين كيلو متر، ثم تحتها الحرارة شديدة جداً والمعادن ذائبة، وتوجد في باطن الأرض المياه الجوفية وغيرها، وكأن قشرة الأرض عائمة على سوائل تحتها، فلو تركها الله سبحانه وتعالى هكذا فإنها مع دورانها حول نفسها، من اليمين إلى اليسار، أي: عكس عقارب الساعة، ومع دورانها حول الشمس؛ فإن القشرة الخارجية سوف تميل وتضطرب مثل المركب الذي فوق البحر، ولذلك جعل الله عز وجل الجبال أوتاداً تربط قشرة الأرض فلا تميل الأرض ولا تهتز ولا تضطرب.

    فالله عز وجل سماها هنا (رواسي) وذكر هناك أنها أوتاد على الأرض.

    قال: أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ [النحل:15]، يعني: لئلا تميل بكم قشرة الأرض التي أنتم فوقها فلا تستطيعون العيش عليها.

    ثم قال تعالى: وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا [الأنبياء:31].

    بعد أن ذكر الجبال وأنها رواسي، قال: وَجَعَلْنَا فِيهَا [الأنبياء:31]، يعني: في هذه الجبال فِجَاجًا سُبُلًا [الأنبياء:31]، والفج: هو الطريق الواسع الذي بين جبلين، فإذا كان طريقاً ضيقاً فهو الشعب.

    فقال هنا: فِجَاجًا سُبُلًا [الأنبياء:31]، أي: جعل هذه الطرق بين الجبال مسلوكة وليست مغلقة، فإنه سبحانه وتعالى لو جعل الأرض كلها جبالاً لكان السفر والتنقل صعباً على الإنسان، ولكن الله برحمته سبحانه جعل من خلال هذه الجبال فجاجاً، أي: الطرق الواسعة التي يمكنكم أن تسيروا فيها فتبلغوا أماكنكم.

    وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [الأنبياء:31]، لو تخيلت أن الأرض كلها جبال، من الأمام والخلف، وعن اليمين واليسار، فإنك لن تستطيع أن تحدد مكانك وأنت تسير، ولكن يجعل الله الجبال ويجعل الشعب الصغير بينها، ويجعل الفجاج، أي: السبل الكبيرة، حتى نستطيع تحديد الأماكن ونهتدي إلى الوصول إلى ما نريد، وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [الأنبياء:31]، يعني: في السير من خلال هذه السبل.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً ...)

    قال تعالى: وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء:32].

    السماء سقف محفوظ، يعني: من أن يقع ويسقط على الأرض، وهذا صحيح.

    والسماء هو كل ما علاك وأظلك، من نجوم وأقمار وكواكب وغيرها، والسماء الدنيا عالية لا يمكن الوصول إليها، وقد زينها الله سبحانه وتعالى بمصابيح، وهي النجوم، إذاً فكل ما هو موجود في هذه السماء يعتبر سماء بالنسبة لنا، والله عز وجل يمسك هذا بقدرته سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ [فاطر:41]، وإن هنا بمعنى: ما النافية، إِنْ أَمْسَكَهُمَا [فاطر:41]، يعني: ما أمسكهما، أي: لا يقدر على إمساكهما أحد من بعده سبحانه وتعالى.

    فهنا جعل السماء سقفاً محفوظاً قالوا: محفوظاً من أن يقع ويسقط على الأرض، هذا معنى.

    وقيل: محفوظاً بالنجوم من الشياطين، يعني: حفظ السماء بالنجوم من الشياطين الذين يسترقون السمع، وهذا المعنى صحيح أيضاً، قال في آية أخرى: وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ [الحجر:17].

    وقيل: محفوظاً من الهدم والنقض، ومن أن يبلغه أحد بحيلة، أي: لا أحد يستطيع أن يصل السماء ويسترق السمع فيها.

    أما قول من قال: إننا وصلنا إلى القمر، فنقول: القمر ضاحية من ضواحي الأرض، فأما السماء فإن بيننا وبين أقرب النجوم إلينا مسافة أربع سنوات ضوئية، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة كاملة، والضوء يقطع حوالي ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، فإذا أردنا أن نعرف هذه المسافة فنضرب ثلاثمائة ألف كيلو متراً في ستين ثانية نحصل على المسافة خلال دقيقة، ثم نضرب هذه المسافة في ستين دقيقة فنحصل على المسافة خلال ساعة، ثم نضربها في أربعة وعشرين ساعة فنحصل على المسافة خلال يوم، ثم نضرب هذه المسافة في ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً فنحصل على المسافة خلال سنة، فسبحان الله العظيم!

    فالغرض أن الله عز وجل جعل هذه السماء سقفاً محفوظاً، فلا يقدر أحد أن يصل إلى السماء التي فيها أمر الله عز وجل لا بحيلة ولا بغيرها، فلا يصلها إلا من شاء سبحانه وتعالى.

    وقيل: سقفاً محفوظاً فلا يحتاج إلى عمد يرفع عليها.

    وقيل: مَحْفُوظًا، أي: مرفوعاً، وقيل: محفوظاً من الشرك ومن المعاصي.

    كذلك الغلاف الجوي للأرض وهو ما حول الأرض؛ جعله الله سبحانه وتعالى حافظاً لما تحته، فقد حفظ جو الأرض من مصائب كثيرة جداً، منها الإشعاعات التي تأتي من الكواكب التي حول الأرض، ومنها الحجارة الكثيرة التي تنتج من اصطدام المذنبات بالشمس أو بغيرها من الكواكب، حيث يتجه بعضها نحو الأرض فيدخل الغلاف الجوي للأرض ويقوم بإذابتها وحفظ سطح الأرض، وهذه الحجارة كثيرة جداً تقدر بالملايين في اللحظات القليلة.

    فالله سبحانه وتعالى من فضله وكرمه جعل احتراقها بسبب سرعتها، فهي تجري بسرعة عظيمة تصل إلى حوالي أربعة وسبعين ألف كيلو متر في الساعة الواحدة، وبعضها يشاء الله عز وجل أن تدخل إلى الغلاف الجوي، فإذا دخلت فإن الهواء يقوم بتقليل سرعتها، وربما بعد ذلك يقوم بإحراقها، أو يصل بعضها إلى الأرض ويعمل حفراً كبيرة، وقد بلغ عدد هذه الحفر أكثر من مائة وعشرين حفرة.

    فالله عز وجل يجعل هذه تخترق الغلاف الجوي؛ ليرينا آية من آياته، وهي أنه لو شاء لجعل هذه الملايين من الحجارة كلها تخترق الغلاف الجوي وتنزل على الأرض، ولجعل الإشعاعات الضارة التي تخرج من الشمس تخترق الغلاف الجوي كذلك وتدخل علينا فتؤذينا، ولكن الله سبحانه جعل حولنا سقفاً محفوظاً يحفظ هذه الأرض وهو الغلاف الجوي حولها.

    قال سبحانه وتعالى بعد أن ذكر هذه الآيات: وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء:32]، هم عن آيات الليل والنهار، عن آيات خلق الله سبحانه وتعالى لهذا الكون معرضون، أي: معرضون عن الله وعن معرفة الله؛ لذلك فهم لم يعرفوا الله جل وعلا، ولم يقوموا بعبادته سبحانه وتعالى، بل أعرضوا عن عبادته فاحتاجوا أن يرسل إليهم رسلاً يدعونهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له.

    نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765795715