إسلام ويب

جهاد المرأةللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن المرأة المسلمة لها مكانتها في الإسلام لذلك فقد جعل الإسلام المرأة شقيقة الرجل في التكاليف والواجبات، من ذلك الجهاد في سبيل الله، فكما أن على الرجل أن يجاهد بنفسه وماله، كذلك على المرأة أن تجاهد بمالها، إن كان لها مال. لذلك فقد تحدث الشيخ حفظه الله عن جهاد المرأة، وبين أن عليها أن تنفق في سبيل الله؛ إن كانت تملك مالاً، وذكر الشيخ صوراً من معاناة المسلمين في الهند وفي البوسنة والهرسك حتى تتحمس المرأة المسلمة للإنفاق في سبيل الله.
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، وسلم تسليماً كثيراً.

    هذه الليلة الثانية ضمن حديثي عن بعض الموضوعات التي تمس المرأة من قريب أو من بعيد، وهي في هذه الليلة ليلة الجمعة الخامس من شهر رمضان من عام (1413هـ).

    أيها الأحبة... أستهل حديثي بذكر طرفة وقعت في الأمس، فقد جاءني أحد الإخوة الشباب ومعه طفل له ولم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، ومع هذا الطفل ما يزيد على ألف ريال، قال: هذه للمسلمين في البوسنة وبعضها لصالح مشروع تفطير صائم، وقد كان هذا الطفل المبارك -إن شاء الله تعالى- يواصلني بين حين وآخر بمبالغ طيبة من المال، جمعها من المحسنين لصالح إخوانه المسلمين، وقال لي والده وهو يبتسم: إنني أربي ولدي على أن يكون شحاذاً للمسلمين، نعم! شحاذ ولكن للمسلمين، وشتان شتان بين هذا وبين غيره.

    النهي عن سؤال الإنسان

    لقد جاءت النصوص النبوية الكثيرة -أيها الإخوة أيتها الأخوات- تنهى عن أن يسأل الإنسان الناس لنفسه، حتى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: {أن المسألة تأتي يوم القيامة، وهي خموش أو خدوش في وجه الإنسان الذي يسال تكثراً} يسأل وعنده ما يكفيه ويغنيه، فتأتي مسألته يوم القيامة خدوشاً أو خموشاً في وجهه، حتى إن منهم من يأتي يوم القيامة وليس على وجهه مزعة لحم، فهؤلاء الذين يسألون تكثراً، ويسألون إلحافاً وإلحاحاً، ويسألون وعندهم ما يغنيهم، إنهم على أحسن الأحوال، يعرضون على الناس همومهم الخاصة، وحاجاتهم الشخصية ومتطلباتهم الذاتية.

    سؤال من أجل المسلمين

    شتان بين هؤلاء، وبين من يطلبون من الناس لا لأنفسهم ولا لذواتهم، بل هم عن ذلك كله بمعزل، وإنما يسألون الناس لإخوانهم المسلمين، فهم أدلاء على الخير، دعاة إلى أبوابه، يعملون على هداية الناس إلى ما ينفعهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة وهو في صحيح مسلم: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء}.

    فهؤلاء الذين يدعون الناس إلى الخير وإلى مشاريع الخير وإلى أعمال البر؛ إن لهم من الأجر مثل أجور أولئك الذين انتفعوا بدعوتهم واستجابوا لندائهم، وشاركوا في أعمال الخير بسببهم، بل إنني أقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بشخصه الكريم بمثل هذا العمل النبيل الجليل، ففي صحيح مسلم، من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: {أن قوماً من مضر جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم متقلدي السيوف والعباءة، مجتابي النمار، فقراء جياع، حتى تمعَّر وجه النبي صلى الله عليه وسلم لما رآهم، وقام على المنبر، فقال عليه الصلاة والسلام: تصدق رجل من ديناره من درهمه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال صلى الله عليه وسلم: ولو بشق تمرة، فجاء رجل بصرة كادت يده تعجز عنها، بل قد عجزت، وجاء آخر بصاع تمر، وجاء آخر بصاع بر، حتى رأى الصحابي رضي الله عنه أكواماً من الطعام، ورأى خيراً كثيراً من الذهب والفضة، فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: من سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء}.

    فطوبى لك أيها الأخ المسلم، ولك أيتها الأخت المسلمة، إذا كنتم مفاتيح للخير، سارعتم إلى الإنفاق، وأعلنتم بالصدقة؛ فامتثل الناس وأسرعوا، وسننتم بذلك سنة حسنة، قال تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:271] طوبى لكم إن كنتم دعاة إلى الخير، تفتحون للناس أبوابه، وتحرضونهم عليه، وتحثونهم على فعله، فيفعل الناس؛ فلكم أجركم وأجر من عمل بذلك بسببكم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088968242

    عدد مرات الحفظ

    780222930