إسلام ويب

حديث إلى معتمرللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • العمرة إلى بيت الله مكفرة للذنوب، والمسلم محتاج إلى ذلك، بل قد قال بعض أهل العلم بوجوبها . وفي هذا الدرس بيان مختصر واضح سهل لأعمال العمرة وبعض ما يحرم على المحرم.
    حمداً لله تعالى حمد الشاكرين، وصلوات الله وسلامه على نبيه سيدنا محمدٍ أفضل الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. أما بعد:

    طلب مني كثيرٌ من الإخوة والأخوات، أن أتحدث عن بعض مسائل العمرة وما يتعلق بها. والكلام في موضوع العمرة طويلٌ وطويل، ولكنني أوجزه في عدة أمور منها:

    فضل العمرة:

    يقول الباري جلَّ وعلا: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196] وهذا فيه إشارةٌ إلى فضل العمرة، ووجوب إتمامها على من دخل فيها، وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة} فذكر عليه الصلاة والسلام أن العمرة من كفارات الذنوب، والمقصود بذلك الصغائر من الذنوب، أما الكبائر فإن جمهور أهل العلم وأهل السنة والجماعة على أنه لا يكفِّرها إلا التوبة النصوح، لقوله عز وجلَّ: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً [النساء:31].

    بل العمرة في رمضان خاصة لها مزيةٌ كبرى، ففي الصحيحين من حديث أم العلاء الأنصارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: {إذا كان رمضان فاعتمري، فإن عمرةً في رمضان تعدل حجة} وفي رواية للبخاري وغيره: {فإن عمرةً في رمضان تعدل حجة معي} أي: مع النبي صلى الله عليه وسلم.

    فإنك إذا ذهبت معتمراً مُهلِّاً لذي الجلال والإكرام في هذا الشهر الكريم، قائلاً لبيك عمرة، كتبك الله تعالى -إن كُنت مخلصاً- كما لو كنتَ لبيت بالحج مع سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وكما لو كنت طُفتَ معه بالبيت، وسعيت معه بين الصفا والمروة، ورميت معه الجمار، ووقفت معه بـعرفة، وبِتَّ معه بـمزدلفة ومنى، فأي خيٍر أعظم؟ وأي فضلٍ أوسع وأوفر وأكرم من هذا الفضل العظيم، والخير الكثير الجزيل؟ قال تعالى: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الجمعة:4].

    فلا يفوتنك -يا أخي المسلم- ولا تفوتنكِ -يا أختي المسلمة- هذه الفضائل في هذا الشهر الكريم، فإنه موسم الخيرات، وهو راحل عما قريب، وقد تدركه العام ولا تدركه عاماً آخر، فالبدار البدار إلى تدارك هذه الفرص وعدم تفويتها:

    بادر الفرصة واحذر فـوتها     فبلوغ العز في نيـل الفُرص

    واغتنم مسعاك واعلم أن من     بادر الصيد مع الصُبح قَنص

    فهذا صيد الآخرة، فبادره مع الصباح، قبل أن تطير الطيور بأرزاقها، ويفوتك ما وعد الله مما وعد به العاملين المخلصين الجادين، فاحرص أن تكون منهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088946227

    عدد مرات الحفظ

    780047186