أما بعد:
أيها الإخوة.. كلمة السنة تطلق على معانٍ متعددة لا بد من الإشارة إليها في البداية، حتى يكون الموضوع أكثر تحديداً.
والفعل: مثل صلاته صلى الله عليه وسلم، وقوله بعد ذلك: {صلوا كما رأيتموني أصلي} وكذلك حجه عليه الصلاة والسلام حيث وقف بعرفة ورمى الجمار وطاف بالبيت إلى غير ذلك.
أما التقرير فهو: أن يُفعل شيء بحضرته أو يُقال شيء بحضرته؛ فيقره صلى الله عليه وسلم ويوافق عليه, وأمثلة ذلك أيضاً كثيرة, يذكر العلماء من أمثلته قصة الرجل أو الرجلين، اللذين خرجا في سفر فلم يجدا الماء, فتيمما وصليا, ثم وجدا الماء في وقت الصلاة، فأما أحدهما فإنه أعاد الوضوء، أي: توضأ وأعاد الصلاة, وأما الآخر فلم يُعِد, فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي أعاد الصلاة: {لك الأجر مرتين} وقال للذي لم يُعِد: {أصبت السنة وأجزأتك صلاتك}.
ومثله أشياء كثيرة، يقولها الصحابة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيقرها ويوافق عليها, أو يفعلونها في حضرته؛ فيقرها ويوافق عليها, ولذلك علم الصحابة أن هذا من السنة؛ فكانوا يقولون: كنا نفعل كذا في عهده صلى الله عليه وسلم, فعرفوا أن هذا -أي الإقرار والموافقة- وأنه جزء من السنة, فله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الصفة فهي: أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم خَلْقِية كانت أو خُلُقِيةً, فأما الأوصاف الخَلقية فهي المتعلقة بخلقته عليه الصلاة والسلام, مثل: صفة شعره وقامته وما يتعلق بذلك.
وأما الخُلقية فهي: المتعلقة بأخلاقه عليه الصلاة والسلام، وهي كثيرة جداً ومعروفة, منها: أنه كان حليماً كريماً جواداً.. إلى غير ذلك، فالمحدثون يعتبرون هذه الأشياء -وما شابهها- هي السنة.
ويقصدون بالسنة هنا يعني: المنهج السليم في الاعتقاد سواءً في أبواب الأسماء والصفات, أسماء الله وصفاته, أو الأمور الأخرى في مجالات الاعتقاد المختلفة.
ولذلك كان السائرون على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في المعتقد يسمون أهل السنة, باعتبارهم لازمين لهذه السنة غير حائدين عنها.
فيستخدمون السنة بمعنى أنه أمر مشروع لكنه ليس بواجب, فلذلك يقولون في كثير من الأشياء: إن هذا الأمر سنة, كرفع اليدين في التكبير، يقولون: سنة, يقصدون أنه ليس بواجب, لكنه مطلوب من الإنسان على سبيل الندب لا على سبيل الوجوب.
وهذا يدخل فيه أشياء واجبة, وأشياء مستحبة ومندوبة, وكلها تسمى عند الناس السنة, ولا بأس بهذا, لأن هذا من باب إطلاق اللفظ على بعض أفراده, فإن هذه الأشياء ليست السنة كلها, لأن السنة تشمل الدين كله في الواقع, إنما هذه بعض السنة, ولا بأس من إطلاق الكل وإرادة الجزء, فهذا هو المقصود بهذه السنة.
المقصود بالسنة: التزام الإنسان بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الظاهر، في هيئته وسلوكه العملي، من مأكل ومشرب وملبس وهيئة ظاهرة, إضافة إلى التزامه بالسنة في أبواب العبادة، في الصلاة ونحوها.
النقطة الثانية التي أريد أن أوضحها: هو أن علينا جميعاً واجباً تجاه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم باعتبارنا من أتباعه الحريصين على أن ننسب إليه, وعلى أن نرد حوضه صلى الله عليه وسلم، ونشرب منه تلك الشربة التي من ورده شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً, وحريصين أن ننال شفاعته صلى الله عليه وسلم ونكون من جلسائه في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ومثل هذا الأمر الجليل لا بد أن يجاهد الإنسان في سبيل الوصول إليه, فإن الادعاء أمر ميسور وكما قيل:
والدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء |
كل إنسان يدعي دعوة لا بد أن يقيم عليها الدليل, فحين يدعي زيد من الناس أنه متبع للسنة أو سلفي -كما يعبرون بلغة العصر- لا بد أن يقيم دليلاً على هذه الدعوى, تثبت صدق ولائه للرسول صلى الله عليه وسلم, وصدق اتباعه للسنة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، ظاهراً وباطناً، وإلا فما أسهل أن يقول الإنسان بملء فيه: أنا سلفي, ثم ينقض هذه الدعوى بأقواله وأفعاله وسلوكه وغير ذلك، لا بد أن نحدد واجبنا تجاه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحدد هذا الواجب في نقاط:
فلا تعجبن من سنة أنت سرتها فأول راضٍ سنة من يسيرها |
هناك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك سنن لخلق كثير من أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم, أو المخالفين له في بعض الأمر, فالإنسان لا بد أن يعقد العزم على أنه تابع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس لسنة فلان أو فلان.
مثلاً هناك الأئمة، والأئمة كلهم أئمة الإسلام، الذين تتبعهم الأمة المسلمة, كلهم يحرصون على أن يأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, لكن منهم مخطئ ومصيب ولا بد.
وكلهم من رسول الله مرتشف غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم |
فهم يأخذون من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنهم يختلفون, وإن اختلفوا فالمرجع فيما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وحينئذٍ تقول أنت: بحكم أنني عقدت العزم على اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته, فحين أعلم أن هذا الإمام وإن كان إماماً جليل القدر في عيني حين أعلم أنه خالف السنة في مسألة باجتهاده؛ فإنني حينئذٍ أقدم السنة على قول هذا الإمام, وإن كان إماماً له قدره.
فأنت تجد هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، في الأكل والشرب واللباس معروفاً, لكن قد تجد أن هناك سنناً أخذت عن أعداء الإسلام, من الغربيين أو الشرقيين, وتناقلها الناس في طريقة اللباس، وفي سائر الأمور الحيوية, فحينئذٍ من باب الأولى أن الإنسان يرفض كل هدي يخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويتشبث بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، رجاء أن يكون من حزبه وأن يحشر معه.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم -مثلاً- إذا أراد من زوجته -وهي حائض- شيئاً ألقى عليها ثوباً، كما في حديث ميمونة رضي الله عنها, وكما في حديث عكرمة، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في سنن أبي داود وسنده قوي.
وفي الصحيحين عن عائشة وميمونة رضي الله عنهما: {أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر زوجته فتتزر فيباشرها وهي حائض} وليس المقصود بالمباشرة الجماع, المقصود بالمباشرة: هو أن يمس بشرته بشرتها، هذا معنى المباشرة.
كيف كان يغتسل صلى الله عليه وسلم؟ كيف كان يقضي حاجته؟ كيف كان يتوضأ؟ كيف كان يشرب؟ كيف كان يأكل؟ وحين تنتقل إلى صفة خَلْقِه صلى الله عليه وسلم تجد كتب السنة حفظت لنا صفاته الخلقية، والتي قد يتبادر للإنسان أنه ليس هناك فائدة منها, كم شعرة بيضاء في لحية الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى هذا الحد! كيف كان شعره؟ كيف كان طوله وقامته ولونه وبشرته؟ وكيف كان حذاؤه صلى الله عليه وسلم، وإزاره ورداؤه؟ جميع التفاصيل المتعلقة به صلى الله عليه وسلم أصبحت محفوظة لنا في كتب السنة.
ما غادرت كتب السنة دقيقاً ولا جليلاً مما يتعلق بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، أو صفته الخلقية والخُلقية إلا بينته.
ولذلك من رحمة الله وحكمته، أن أباح لنبيه صلى الله عليه وسلم من الزوجات ما لم يبح لغيره, فقد مات صلى الله عليه وسلم عن تسع نسوة, فحفظت لنا هؤلاء النسوة من تفاصيل حياته البيتية الشيء الكثير.
وحتى هذه الأمور الخَلْقية، التي يظن البعض أنه لا حاجة كبيرة إليها, فالواقع أن لها حاجة كبيرة جداً، ويستفيد الناس منها في مجالات كثيرة وعديدة, منها أنها آية بينة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم, لأننا نقول لكل الناس: هاتوا لنا رجلاً حفظ التاريخ من تفاصيل حياته مثلما حفظ التاريخ عن تفاصيل حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟ هذا موسى عليه الصلاة والسلام، هذا عيسى عليه الصلاة والسلام، له أتباع كثيرون اليوم في الدنيا الذي يدعون -وهي دعوى لا شك أنها ليست صحيحة لكنها دعوى- أنهم أتباع عيسى عليه الصلاة والسلام، اليوم من حيث الناحية العددية قد يكونون أكثر من المسلمين بكثير, لكن دعوهم يأتون لنا بتفاصيل حياة عيسى عليه الصلاة والسلام, هيهات لهم، لا يستطيعون! بل حتى المعلومات التي يعرفونها عن حياة عيسى عليه الصلاة والسلام هي معلومات غير موثقة, لو شككناهم فيها ما استطاعوا أن يثبتوها لنا, لكن فيما يتعلق بنا نحن المسلمين حتى عدد الشعرات في لحية الرسول عليه الصلاة والسلام نستطيع أن نثبتها بإسناد صحيح متصل لا يرقى إليه شك.
كما أنه يستفاد منها في مجالات أخرى مثلاً: الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: {من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي} حينئذٍ إذا رأى الإنسان في منامه شخصاً يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يحتاج إلى أن يعرف صفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليطمئن إلى أن الصفة التي رأى الرجل في المنام عليها، هي صفة الرسول صلى الله عليه وسلم فعلاً، وليست صفة أخرى, إلى غير ذلك.
إذاً فلا بد أن يعقد الإنسان العزم على تعلم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفصيلاً، بعد أن عقد العزم على العمل بها.
أولاً: قد يقع الإنسان -أحياناً- في أمور يقرؤها في الكتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم, فيظن أنها من السنة وهي ليست من السنة, لأن مما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، منه ما هو مجال للقدوة والاتباع, ومنه ما هو من الأمور البشرية الطبيعية، التي لا مجال فيها للاقتداء, بل فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم الجبلة البشرية أو فعله بحكم العادة.
مسألة اللباس:
فمثلاً فيما يتعلق باللباس, الرسول صلى الله عليه وسلم كان أحياناً يلبس العمامة, فهل يعني ذلك أن لبس العمامة أصبح سنة؟ لا يلزم ذلك, لأنه لبسها الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم أن العرب كانت تلبس العمامة.
إنما كون الإنسان يوجد في مجتمعنا الذي اعتاد على لبس الطاقية والغترة -مثلاً- لا يعني أن الإنسان يخلع ذلك ويرتدي عمامةً ويقول: أنا أتبع السنة!
كذلك لبس الإزار والرداء, والعرب كانت تلبسهما, وكذلك فعل الرسول صلى الله عليه وسلم, فهل يعني ذلك أن الإزار والرداء أصبحت سنة، بحيث حين يوجد الإنسان في مجتمع يلبس الثوب كما نفعل نحن الآن يخلع ثوبه ويلبس إزاراً ورداءً ويقول: اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ لا، ليس ذلك بلازم أو نوع معين من الحذاء، كان يلبسها صلى الله عليه وسلم.
هذه الأشياء ليست سنة بذاتها, إنما السنة تتعلق بصفتها, فمثلاً: صفة القميص أو صفة الكم أو صفة الثوب هذه تؤخذ من السنة, فقد ثبت في السنة مثلاً أن الثوب يجب أن يكون بصفات معينة, مثل ألا يكون محرماً، ألا يكون حريراً ولا مغصوباً ولا مسروقاً، وألا يكون فيه إسراف أو مباهاة، وألا يكون ثوب شهرة، وأن يكون فوق الكعبين، وما أشبه ذلك من الضوابط العامة للباس فهذه تؤخذ عن السنة، أما ما عدا ذلك من التفاصيل، فلا يلزم من كون الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه لبسوها؛ بحكم أنها لباس المجتمع في ذلك العصر أنها أصبحت من السنة.
كما أنه ليس من الصحيح أن نقول: من السنة -مثلاً- أن تكون البيوت بصفة معينة, لأن بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت هكذا.
فليس كل ما قرأ الإنسان أنه موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو النبي صلى الله عليه وسلم فعله أنه من السنة, فلا بد للإنسان أن يفرق بين ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التشريع للناس وبين ما فعله بحكم الجبلة أو بحكم العادة، أو ما أشبه ذلك.
فهذا قد يقع فيه البعض وربما يخالفون عادات موجودة في مجتمعاتهم، ويلفتون النظر في هذه الأشياء مع أنها لو كانت سنناً ثابتة؛ لقال الإنسان: لا بأس، الإنسان يعلم السنة بقوله وفعله, لكن ما لم يثبت أنها سنة, فالأولى للإنسان ألاَّ يفعل أمراً يعاب عليه ويستنكر منه.
مسألة إطالة الشعر:
كما يدخل فيما سبق عند كثير من أهل العلم مسألة إطالة شعر الرأس فالرسول صلى الله عليه وسلم كان له شعر أحياناً يصل إلى منكبيه, وأحياناً إلى أذنيه, لكن هذا الشعر الذي تركه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تركه بحكم العادة لأن العرب كانت تفعل ذلك؟ أو تركه على سبيل التشريع؟ من العلماء من قال هذا, ومن العلماء من قال هذا, والذي يظهر لي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم تركه على سبيل العادة.
فنقول للإنسان: إن كان يريد أن يترك شعره؛ فيستحب أن يكرم هذا الشعر ويعتني به, كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل, ويستحب له -أيضاً- أن يحلق شعره في الحج والعمرة, أما إن حلق شعره أو قصره فلا شيء في ذلك وليس مخالفاً للسنة, وهذا الذي يظهر لي أن ترك الشعر لا يمكن أن يقال: إنه سنة بذاته.
ثانياً: قد يظن الإنسان أو يتصور أن هناك أشياء هي -أيضاً- سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بحكم فهم سبق إلى ذهنه, وهنا -أيضاً- لا بد أن يتثبت الإنسان، ويتأكد من أن هذا العمل الذي يعمله هو من السنة, خاصة حين يكون هذا العمل يكثر حوله الجدل, كأن يكون أمراً مخالفاً لعادة الناس في المجتمع -مثل ما ذكرت قبل قليل في قضية العمامة- أو يكون أمراً فيه مشقة على الناس فلا بد حينئذٍ أن تنظر وتتأكد وتتثبت فعلاً أن الأمر سنة ثابتة لا إشكال فيها, لأنه من الصعب اليوم أن تواجه الناس بأمر من الأمور، فإذا أنكروا عليك قلت: يا أخي هذا سنة.. وبعد أن تبحث وتناقش العلماء وتراجع الكتب, ترجع وتقول: فعلاً أنا أخطأت، هذا الأمر كنت أظنه سنة والواقع أنه ليس من السنة!
مسألة الاضطجاع قبل صلاة الفجر:-
ولعلي أضرب لذلك أمثلة:
- الرسول عليه الصلاة والسلام كان بعدما يصلي راتبة الفجر، يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتي بلال فيؤذنه بالصلاة, فقال بعض العلماء: إن هذه الاضطجاعة مشروعة, بل بالغ ابن حزم رحمه الله، فقال: إنها واجبة, بل إنه يقول: إن من لم يفعلها يعيد الصلاة، هذا ما أذكر أنه قالها في كتاب "المحلى" وهذه مبالغة عجيبة وغريبة من مثله رحمه الله في سعة علمه, لكن كل إنسان يخطئ ويصيب المهم أنه بالغ في القول بسنية هذه الاضطجاعة, والعلماء فيها مختلفون, لكن الأظهر أنها ليست مشروعة لذاتها.
فكون الإنسان -أحياناً- يأتي إلى المسجد وقد صلى الراتبة في البيت، الإمام -مثلاً- يصلي الراتبة في البيت، ثم يضطجع قليلاً، ثم يقوم إلى المسجد، الأمر هين، لكن المشكلة إذا جاء الإنسان -وهذا يحدث أحياناً- فاضطجع في المسجد فتأتي إلى المسجد فتجد مجموعة من المتسننة وقد اضطجع كل واحد منهم على شقه الأيمن, لماذا يا فلان؟ هل تحول المسجد إلى مكان للنوم؟ قال: لا، هذه سنة.
فهذه السنة، إن صح أنها سنة، لا شك أنها مثيرة للناس، ولا ينبغي أن نبادئ الناس بأمر نحن غير متأكدين منه, وربما لو راجعنا وبحثنا ودققنا؛ لوجدنا أن الراجح أنها ليست بسنة, فنرجع لنقول: نعم نحن المخطئون.
وهذا يذكرني بقصة يقول لي أحد الشباب: إن عنده امرأة عجوز، كانت تقرأ القرآن على حسب ما تعلمت في صغرها, فكانت إذا جاء موضع فيه "وَهُوَ" تقول: (وَهْوَ) بسكون الهاء, فالولد يعلمها ويقول: يا أمي لا ليست (وَهْوَ) إنما هي بضم الهاء (وهُوَ), فحاول والأم أعرضت عنه وتركته, وظلت على ما هي عليه, وقالت: هكذا تعلمت, وأصرت على تعلمها, فبعد فترة وجد ابنها من خلال قراءته أن هذه قراءة بسكون الهاء, فجاء إلى أمه وقال لها: استمري على ما كنتِ عليه لا مانع أن تقرئيها بسكون الهاء فقالت له: أنا ما استمعت إليك من الأصل، هي ما رفعت رأساً لما وجهها إليه, وهو جاء من بعد أن وجد ذلك في قراءات معروفة فلا بأس أن تقرأ بالسكون ما دامت قد أصرت على هذا الأمر واعتمدت على ما هي عليه.
فليس جديراً بالداعي إلى السنة أن يبادئ الناس بسنة، إلا بعدما يتثبت -فعلاً- أن السنة لا إشكال فيها.
مسألة تسوية الصفوف:
مثل آخر غير الاضطجاع في الفجر وهذا المثل ربما قد سبق أن ضربته في بعض المناسبات وأعيده لأهميته أيضاً، وهو: مسألة رص الصفوف في الصلاة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير وهو في الصحيحين وكذلك في حديث أنس أنه كان يقول لأصحابه: {لتسوّون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم} قال الراوي: [[فلقد رأيت أحدنا يلزق كعبه بكعب صاحبه ومنكبه بمنكبه]] وفي رواية صحيحة [[وركبته بركبته]] فأحياناً بعض الطلبة المجتهدين، حين يقرأ مثل هذا النص، يقوم بتطبيق هذا النص بصورة حرفية, فتجد أنه إذا صلى إلى جنب إنسان يجتهد أن يلزق كعبه بكعبه ومنكبه بمنكبه، ويتكلف في ذلك تكلفاً شديداً, وربما وصل -أحياناً- إلى إيذاء من يكون بجواره, وهو نفسه انشغل عن صلاته، وعن الخشوع فيها، وعن النظر إلى موضع السجود، بالنظر إلى موضع العقب، وكثرة الانشغال به، والنظر إذا كان هناك فجوة.. إلى غير ذلك, ويبالغ في ذلك مبالغة شديدة!!
نحن يجب أن نكون واضحين أيها الإخوة, إذا ثبت لنا بالدليل الصحيح أن هذه سنة لا كلام فيها، فنحن نطبق هذا الأمر ونعود الناس عليه بكل وسيلة ولعلنا نجد فرصة في آخر المحاضرة للحديث عن بعض الوسائل المفيدة في نشر السنة.
لكن قبل أن تطبق هذا الأمر بهذه الصورة، تأكد أنه سنة فعلاً, حتى لا تتراجع عنه، وحتى لا تكون قد تسببت في وجود التبرم والضيق، عند كثير من الناس من مبتدعي السنة في أمر لم يثبت لديك أنه سنة, والذي يظهر لي أنا في ما يتعلق بهذه القضية أن المقصود هو: ألاَّ يوجد فجوة بين الصفوف، لا يوجد فراغ بين المصلي ومن بجانبه، وكذلك ألاَّ يكون هناك تقدم أو تأخر في الصف، بل أن يكون الصف كله على استقامة واحدة وسمتٍ واحد, ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: {لتسوون صفوفكم} التسوية تعني: أن لا يوجد واحد متقدم وآخر متأخر, بل أن يكون الصف مستقيماً مستوياً على سمت واحد, وما دام أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {لتسوون صفوفكم} والصحابي يعقب على الحديث بقوله: {لقد رأيت أحدنا يلزق كعبه بكعب صاحبه} دل على أن المقصود من هذا الإلزاق: الاطمئنان إلى أن الصف مستوي, فكلما دعت الحاجة إلى الإلزاق والاطمئنان إلى أن الصف مستوٍ فعل, وذلك لأن الجسم استقامة على الكعب وليست على الأصابع، كما يفعل بعض الناس أنه يساوي أصابعه بأصابع الذي بجواره فالأصابع ليس من الضروري أن تكون مستوية، المقصود أن يكون الجسم مستوياً, والجسم استقامته على الكعب, فإذا كانت الأكعب مستوية فالأجسام -أيضاً- مستوية.
فكلما دعت الحاجة إلى إلزاق الكعب بالكعب؛ للاطمئنان إلى استقامة الصف فعل الإنسان, أما أن يكون طيلة الصلاة ملزقاً كعبه بكعب صاحبه؛ فإنني أقول: إن هذا متعذر, ويلزم عليه أن يرفع الإنسان قدمه ويبالغ في رفعها، حتى يلزق كعبه بكعب صاحبه, وجرّب ذلك؛ تجد أنه لا يمكن أن تكون القدم على الأرض ومع ذلك قد ألزق المصلي كعبه بكعب من جواره, لا بد أن يوجد بينهما ولو فراغاً يسيراً, كما أن في ذلك مشقة عظيمة.
إضافة إلى أننا نعلم أن الله خلق أقدام الناس ليست على استقامة واحدة, بل القدم اليمنى بطبيعتها تميل إلى جهة اليمين, والقدم اليسرى بطبيعتها تميل إلى اليسار, فإذا مشى الإنسان فإن اليمنى تتجه لليمين واليسرى لليسار.
ولذلك إذا وجد إنسان في قدميه استقامة, أعني بذلك: بداية القدم ونهايتها متساوية فإن هذا يعتبر نوعاً من العيب الخلقي في الإنسان, فلذلك يكون هناك مشقة في إلزاق الكعب بالكعب, وكون بعض الإخوة المجتهدين في السنة يفعلون ذلك إضافة إلى ما يحدث من أذى لكثير من الناس وتضايق, يحدث نوعاً من الكراهية للسنة.
فلا بد من وجود أدلة قوية صحيحة، ومعرفة أقوال أهل العلم من الأئمة الأربعة وغيرهم في ذلك, حتى لا يكون الإنسان عمل عملاً يعتقد أنه من السنة وهو ليس من السنة وربما تسبب في أضرار كثيرة، في بعد الناس عن السنة وعن متبعي السنة.
وقد يقول إنسان: ما معنى السنة الحسنة؟
فأقول: معنى السنة الحسنة يوضحه الحديث نفسه, وهو حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، كما في صحيح مسلم, قال: {جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم حفاة عراة مجتابو النمار، متقلدو السيوف أو العباءة، عامتهم من مضرأو كلهم من مضر، قد جرى عليهم الفقر والفاقة, فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم وتغير لما رأى بهم من الفاقة، ثم دخل فخرج فأمر بلالاً فأذن وأقام وصلى، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطب الناس، وقرأ الآية التي في سورة النساء: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1] ثم قرأ الآية التي في سورة الحشر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18] ثم حث الناس على الصدقة فقال: تصدق رجل من ديناره، من درهمه من صاع بره، من صاع تمره من ثوبه حتى قال ولو بشق تمره, فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت يده أن تعجز عنها, بل قد عجزت حتى رأيت كومين من الطعام والثياب فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كأنه مُذْهَبةٌ } أي: كأنه قبة مطلية بالذهب, فرحاً بتسارع الناس إلى الصدقة, وحمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأثنى على أولئك الذين سارعوا في الصدقة حتى رآهم الناس فتحركت أريحيتهم للبذل والعطاء, لأن بعض الناس إذا رأى الإقبال على الخير والذكر والطاعة والعبادة والصدقة سارع إليها، لكن لو لم يرَ أحداً ربما لم يفعل, فكثير من الناس قد لا يكون عنده من قوة الإيمان وقوة الدافع أن يبدأ هو بفعل الخير، لكن إذا رأى غيره يفعل الخير، سارع إلى فعل هذا الخير.
فلذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع: {من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده} أي: أول إنسان تصدق فرآه الناس فحثهم على الصدقة، فتصدقوا، هذا الإنسان له أجره وأجر من عمل بهذه السنة.
ولذلك نقول: الذين يحثون الناس بقولهم وفعلهم على الدعوة إلى الله عز وجل, على طلب العلم الشرعي وتعلمه وتعليمه, على الجهاد في سبيل الله بالسيف والسنان, على نشر السنة قولاً وعملاً, على الصدقة والبذل والعطاء، الذين يدعون الناس إلى هذه الأشياء، لهم أجرهم وأجر من عمل بهذا العمل الذي يدعون إليه إلى يوم القيامة.
فهذا من الدعوة إلى الهدى وإلى السنة، وفي الحديث الآخر، من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيح: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، من غير أن ينقص من أجورهم شيء} وبالمقابل {من دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء}.
ولذلك إنني أقول: إن من نعمة الله جل وعلا على هذه الأمة، أن قيض لها الإمام البخاري والإمام مسلم حيث صنفا الصحيحين, بحيث تقول لكل إنسان: يا أخي عندك صحيح البخاري وصحيح مسلم كل ما فيهما فهو صحيح, وهذا لمن لا توجد عنده قدرة على مراجعة الأسانيد والرجال والصحيح والضعيف: فهو يريد أشياء جاهزة فإذا كنت تريد أشياء جاهزة؛ فعندك الصحيحان، عض عليهما بالنواجذ، وفيهما خير كثير للإنسان الذي لا يستطيع أن يتوسع في معرفة السنة ودراستها.
ولذلك لا يدرك فضل الصحيحين إلا أمثالنا في مثل هذا العصر, بل ربما كان بعض العلماء المتقدمين ينتقدون البخاري أو مسلم على تأليف الصحيح, ويقولون: لماذا تؤلف الصحيح؟ كما نقل عن أبي زرعة، أنه انتقد مسلم على أنه جمع الصحيح فقط, لكن المتأخرين عرفوا نعمة الله تعالى على هذه الأمة، حين قيض الإمام البخاري ومسلم للتصنيف في الحديث، بحيث أنه بعدما فترت الهمم وضعفت أصبح في متناول جمهور الناس صحيح البخاري وصحيح مسلم يقرءونهما، ويقبلون ما فيهما، باعتباره صحيحاً، أجمعت الأمة على قبوله وأخذه, وقد تلقت الأمة ما في صحيح البخاري وما في صحيح مسلم بالقبول على سبيل الإجماع.
فمن أعداء السنة من يشككون فيها؛ تشبثاً بوجود أحاديث ضعيفة أو موضوعه في بعض دواوين السنة ومصنفاتها.
فهل إذا تركنا السنة وتركنا الناس يفعلون ما يشاءون -مثلاً- في ثيابهم وفي شعورهم وفي صلاتهم؛ تنحل أزمة المسلمين في الفلبين؟ أو في أفغانستان؟ أو في بلاد فلسطين؟ أو في غيرها..؟!!
سؤال آخر: هل الذين يعملون بالسنة ويدعون إليها قد أهملوا قضايا المسلمين؟ لا, الواقع أن المسلم يستطيع أن يعلم السنة ويعمل بها ويدعو إليها, حتى تفاصيل السنة في الملبس والمأكل والمشرب وغيرها, ومع ذلك يستطيع أن يكون نصيراً لإخوانه المسلمين في كل مكان, ونصيراً لقضايا المسلمين في كل مكان, ومدركاً للأوضاع التي يعيشها المسلمون، عاملاً على حلها وإزالتها.
وهذا من التكامل الذي يقضي على الخلافات الموجودة بين المسلمين, بحيث يأخذ كل إنسان بطرف ويهمل ما عداه, فالدعوة إلى إهمال السنة بحجة أنها قشور، غلط كبير, وتقسيم الدين إلى قشر ولب، هذه بدعة لا أصل لها, لأن الدين كله من عند الله.
فمثلاً راتبة الفجر سنة, ولو أنكر إنسان راتبة الفجر؛ لكان منكراً لأمر متواتر, وربما يقاتل على تركه, يقاتل الناس إذا امتنعوا وأصروا على تركه, كما نص على ذلك أهل العلم, فالسنة من الدين ولا يمكن أن يهون من شأنها أو يقال: إنها قشور! وليس في الدين قشر ولب, بل الدين لبابٌ كله.
من أعداء السنة: الساخرون بها وبأهلها من الدهماء والعوام وغيرهم, فإننا نجد قطاعاً كبيراً من الناس سواء من العامة, أم من المثقفين ثقافة غربية, أم من البعيدين عن العلم الشرعي من يسخرون بالسنة وبأهلها, جهلاً منهم بالسنة، وعدم معرفة بحقيقتها.
فإذا رأوا إنساناً ملتزماً بالسنة في مظهره وسلوكه وعمله؛ سخروا منه! أذكر -مثلاً- أن كثيراً من العامة كانوا يسخرون من بعض الشباب؛ إذا رأوهم يضعون اليد اليمنى على اليسرى على الصدر في الصلاة, ويقول أحدهم: هؤلاء الذين يريد الواحد منهم أن يغتال نفسه, كأن الواحد منهم يريد أن يطير وإذا رأى إنساناً قد قصَّر ثوبه ورفعه؛ عاب عليه وسخر منه, فإذا رأى شخصاً ملتحياً؛ ألقى عليه بالألقاب وسبَّه ونال منه، فهؤلاء في الواقع أعداء للسنة، شاءوا أم أبوا أرادوا أم لم يريدوا, لأنهم حشروا أنفسهم في زمرة أعدائها؛ المحذرين منها المحاربين لها، وجعلوا من أنفسهم عقبات في سبيل تطبيق السنة.
كم من شاب أراد أن يقصر ثوبه أو يعفي لحيته أو يلتزم بالسنة؛ فمنعه من ذلك وضع البيت، وسخرية الأب والأم والإخوة والأخوات في المنـزل! وما زلنا في كثير من البيئات والمجتمعات؛ نجد من يسخر، لا أقول: بالسنة فقط، بل حتى بفعل الواجب, فإذا رأوا الشاب يحافظ على الصلاة في المسجد؛ سخروا منه.
وهؤلاء، لا شك أنهم بحاجة إلى دعوة لتجديد إيمانهم، وتحقيق ولائهم للإسلام, فإما أن يعرف السنة ويلتزم بها, وإما أن يحاربها عن علم, ليحيا من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.
من أعداء السنة: المنابذون لها العاملون بسنة غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهون بغير المسلمين كثير من المجتمعات الإسلامية اليوم أصبحت تأخذ كثيراً من أمورها العملية، سواء في الشرب أو الأكل، أو في طريقة الجلوس أو اللبس، أو في الشعور، أو في الزواج والأفراح والأعياد والمناسبات أو غيرها, يأخذون تقاليد الغربيين والشرقيين، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لحاولوا أن يدخلوا جحر الضب وراءهم, أفرأيتم أضيق من جحر الضب؟! من المسلمين من يجاهد ليدخل جحر الضب وراء أهل الكتاب, فهؤلاء رضوا بسنة اليهود والنصارى عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأحياناً لا تستطيع أن تميز بين المسلمين، وبين الكفار والمشركين, في كثير من البيئات الإسلامية, دعك من الذين يعايشون هؤلاء الكفار في بلادهم, فالأمر بالنسبة لهم أعم وأطم, لكن حتى في بعض البيئات الإسلامية، التي يكون فيها مسلمون وفيها بوذيون أو سيخ أو نصارى أو غير ذلك، لا تميز بين هؤلاء وهؤلاء!!
وهذا يكشف جانباً من عظمة الإسلام فينا, علَّم المسلمين بالعناية بالمظهر والمخبر, الإسلام دين كامل يعلم المسلم كل شيء, لا توجد حاجة تركها الإسلام بدون تنظيم.
فمن حكمة الله عز وجل، حين شرع للمسلمين العناية بمظاهرهم، أنها على صفة معينة، حتى يتميز المسلم بمظهره وبمخبره.
فالمسلم إذا رأيته؛ وجدت سمت الإسلام، من حيث الشكل والهيئة واللباس والشعر, فإذا جاء وقت الصلاة؛ وجدت صفة الإسلام، الأذان والإقامة والصلاة, طريقته في الأخذ والعطاء، في المناسبات وغيرها، طريقة متميزة.
فالذين رضوا بسنة أعداء الإسلام من الممثلين والمغنين وغيرهم, وأعداء الإسلام -أيضاً- في الأمور الاجتماعية، هؤلاء حشروا أنفسهم في زمرة أعداء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء -كلهم- بحاجة إلى دعوة؛ لمراجعة موقفهم من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يعرفوها ويعملوا بها ويصبحوا من أنصارها, أو يحاربوها على بينة وبصيرة ووضوح.
فهؤلاء كلهم من أعداء السنة, ولا بد من مواجهتهم كما ذكرت.
بعض الشباب -أحياناً- قد يدعو إلى السنة ويغفل عن الواجب, فربما يرى إنساناً مرتكباً للكبائر والموبقات، من أكل الربا، وأكل الحرام، وارتكاب الفواحش والعظائم، وهو في نفس الوقت مخل ببعض السنن, فينبهه إلى السنة ويغفل عن الواجب, ولا شك أن الأولى أن تبدأ بالواجب وهذا الذي تقتضيه الحكمة بأن تدعوه إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة, كيف تعالج الجرح والرأس مقطوع؟! هذا لا يكون, فهناك إنسان يسعى إلى اجتثاث الشجرة من أصلها, وآخر يعبث بورقها, ليس من الحكمة أن تمنع الذي يعبث بالورقة وتترك الذي يعبث بالجذور أو يسعى إلى اجتثاثها، إذا كان هناك تعارض؛ فلا بد من تقديم الواجب ثم السنة.
ومن واجب السنة علينا -بعد ذلك- أن نصبر على ما سبق, نصبر على تعلم السنة, فإن تعلم السنة لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة, ونصبر على العمل بالسنة.
فإن بعض الناس قد يعمل بالسنة لكن إذا طال به الوقت مَلَّ وبرد, وذلك لأن الإنسان بطبيعته، أنه أول ما يعرف الشيء يكون نشطاً في تطبيقه، فإذا طالت عليه الأيام والليالي؛ فإنه يفتر شيئاً فشيئاً حتى ربما لا يعمل.
الصبر على الدعوة إلى السنة, فإن بعض الناس إذا عرف السنة قد يدعو إليها فإذا وجد من الناس الإعراض والصدود؛ مَلَّ وترك هذه الدعوة, فلا بد من الصبر على هذا كله.
ولذلك الصبر من أهم أخلاق الإسلام, وقد أمر الله عز وجل به حيث قال: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح البخاري وغيره: {ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر} كثير من الناس يعملون ولكنهم يملون, فسرعان ما يتخلون عن هذه الأشياء التي عملوا بها فترة، ثم تركوها إلى غيرها.
فلينتبه الشاب إلى أنه يجب أن يصبر على كل هذه الأشياء, اصبر على تعلم السنة ولا تظن أنك بين يوم وليلة سوف تصبح عالماً يشار إليه بالبنان, واصبر على العمل بها؛ فلا يؤثر فيك الزمن بروداً وقسوة قلب.
واصبر على الدعوة إليها, فلا تفتر إذا رأيت كثرة المخالف والمناوئ والمنافي, واصبر على الصبر -أيضاً-, فالصبر يحتاج إلى صبر, والإنسان قد يصبر فترة ثم يمل من الصبر فلا يصبر, فلا بد من الصبر حتى على الصبر نفسه.
هذه بعض واجباتنا تجاه السنة أرى أن الوقت قد اقترب, ولذلك أنتقل إلى النقطة الأخيرة وأشير إليها باختصار، وإن كانت من الأشياء المهمة في نفسي, لكن لعلي مررت على بعض ما أريد أن أقوله فيها وهي:
الحديث عن بعض الطرق والوسائل في نشر السنة النبوية بين الناس:
من الوسائل في نشر السنة بين الناس ما يتعلق بالسنة التي ليست بواجبة بالدرجة الأولى، وكذلك السنن الغريبة, أما الواجبات فالوسائل لها كثيرة, وكذلك الأشياء المعروفة، التي يعلم الناس أنها سنة ليس هناك إشكال, الإشكال كثيرا ما يقع في بعض الأشياء التي هي سنن ليست واجبة، وهي في نفس الوقت غريبة وغير معروفة عند الناس, فتثير بينهم استنكاراً وتساؤلاً ونفوراً.
من الوسائل في نشر السنة:
فعامة وجمهور الناس يُعتبرون مقلدين، إذا جاءهم إنسان مجهول، وقال لهم: إن هذا العمل سنة قالوا: لقد جالسنا العالم الفلاني والعالم الفلاني، أربعين سنة وخمسين سنة وستين سنة، ما سمعنا هذا الكلام إنه شيء جديد! فلا يقبلونه, والعامي مقلد, والأصوليون والفقهاء يقولون: العامي فرضه التقليد, ومذهبه مذهب مفتيه ولا شك أن العامة لا يطالبون بأكثر من التقليد, انظر إلى أفضل عالم تثق بعلمه ودينه فاسأله وقلده, العامي لا يطالب بأكثر من ذلك, عند جميع أهل العلم.
إذاً: ليس مطلوباً من العامة حين يأتيهم شاب لا يعرفونه ولا يعرفون مصدره من العلم أن يقبلوا منه كل ما يقول, فإذا أتاهم بأمر غريب؛ من الطبيعي أن يتوقفوا في ذلك, فلماذا لا نسلك مسلك أن نأتي بعالم معروف أو -على الأقل- طالب علم موثوق، ونطلب منه الحديث عن هذه السنة؟ حتى يبصر الناس بها، ويفتح الطريق لتطبيقها, فلا يستنكر الناس على من عمل بها, معتبرين أنه أتى ببدعة؛ لأنه في آخر الزمان -كما ورد- تصبح السنة بدعة, فإذا أحيت السنة قيل: هذه بدعة, وهذا موجود في كثير من المجتمعات.
وبالطريقة هذه تنتشر السنة بهدوء، فلا يقف الناس ضدنا في تطبيق السنة, بل يكون الناس إما معنا في تطبيق السنة، أو -على الأقل- يتورعون حتى يستبينوا, ولهذا نقول: جزى الله خيراً من يقول: أنا أتوقف حتى أستبين ويسأل العلماء المعروفين في ذلك، سنكون أول من نطيع.
فلا بد من التدرج في نشر السنة بين الناس شيئاً فشيئاً، حتى لا نفاجئ الناس أو نعاجلهم أو نبادئهم بأمر يكرهونه ولا يألفونه.
ولست أنكر هذا العمل بذاته, لكنني أنكر أن يصبح هذا الأمر هو الفيصل بيننا وبين الناس, والقضية التي نوالي ونعادي ونفاصل من أجلها ومن لم يقبل هذا الأمر اتهمناه بسائر التهم, بل إنني أقول إن الظاهر من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه أنهم لم يكونوا دائماً يقصرون ثيابهم بهذه الصفة, انظر مثلاًالحديث الذي في صحيح البخاري، لما كسفت الشمس، خرج الرسول صلى الله عليه وسلم فزعاً يجر إزاره يخشى أن تكون الساعة أي: بسبب العجلة.
فلو كان إزار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ما تحت الركبة بأربعة أصابع، أو إلى نصف الساق، ما كان يمكن أن ينجر من العجلة.
وكذلك حديث أبي بكر رضي الله عنه، لما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسبال, قال أبو بكر رضي الله عنه، كما في صحيح البخاري أنه قال: يا رسول الله! إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده -يسترخي أي: يصبح تحت الكعب أحياناً- قال: {إنك لست ممن يصنعه خيلاء}.
فهل نتصور أن إزار أبي بكر تحت الركبة بأربعة أصابع، أو إلى نصف الساق، ومع ذلك يسترخي حتى يصل إلى أن يكون تحت الكعب؟! فهذا يستبعد جداً، وهناك نصوص كثيرة من هذا القبيل.
فهذا يجعل الإنسان يعتدل في هذا الأمر, خاصة حين نرى أن علماءنا في هذا البلد، كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أو سماحة الشيخ محمد بن عثيمين، وكثير منهم, لا يتعاملون مع هذا الأمر بالصفة التي يستغربها العامة، بل العامة يحتجون بعلمائنا وأنهم لم يكونوا في لباسهم بصورة مخالفة لما عليه عامة المسلمين، من كون الثوب قصيراً بعيداً عن الإسبال، لكن ليس تحت الركبة بأربعة أصابع -مثلاً-, بل هو غير ملفت للنظر، وهو أقرب إلى أن يوصف بأنه طبيعي, ومع ذلك هم ملتزمون بالسنة لا شك, أما إذا وجد إنسان في بيئة تتقبل مثل هذا الأمر ولا تستغربه؛ فنحن لا نقول: إن هذا الأمر منكر، لكن نقول: إن هذا الأمر يلفت كثيراً من الناس، ويجعلهم يحاربون حتى ولدهم أحياناً فنقول: يمكن للإنسان أن يؤجل هذا الأمر، ويهتم بأمر آخر أكثر منه أهمية وعناية؛ لئلا تكون هذه القضية هي الفيصل وميدان الصراع، وتكون هي الشغل الشاغل للشاب في نومه ويقظته وذهابه ومجيئه, وهي قضية أكثر ما يقال فيها: إنها سنة.
مثل آخر: مسألة الصلاة بالنعال, ورد فيها أحاديث كحديث أبي سعيد وغيره، وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه, وكذلك الصحابة، وفي ذلك أحاديث عديدة، لكن حين يوجد الناس في هذا العصر، وقد وضعوا في مساجدهم الفرش، وأصبحوا يعتنون بها عناية فائقة, ويكنسونها في اليوم عدة مرات, وهناك موظفون مخصصون لكنس المساجد وتنظيفها وما أشبه ذلك، وأصبح الناس ينفرون ممن يصلي في نعليه, أو يدخل للمسجد في نعليه.
أنا حين آتي إلى مسجد فأجد أنهم يصلون على الأرض أصلي في نعلي, أو أكون خارجاً في البر مع بعض الأقارب أصلي في نعلي؛ لأن الأمر حينئذٍ طبيعي, لكن حين آتي إلى المسجد بهذه الصفة، أرى الصلاة بالنعلين حينئذٍ فيها إثارة كبيرة, أنا في غنىً عنها، فلا أرى من المصلحة ولا من الخير أن أفعل ذلك، بل أخلع نعلي وأصلي بدونهما.
وأعتقد أن هذا -إن شاء الله- فيه تحصيل لمصالح كبيرة، إن كان فيه تفويت لشيء أقل منها, فلا بد من الاعتدال في تطبيق السنة.
فإذا نظرنا إلى مذهب جماهير أهل العلم؛ لم نجد ما يدعو إلى التشبث بالقول بالوجوب وفي ذلك من الحرج ما فيه.
كذلك وجوب الاضطجاع في صلاة الفجر، كما أسلفت قبل قليل.
من الطرق المهمة لنشر السنة، هو عند تعارض السنة التي ليست بواجبة، مع ما هو أهم وأوجب، فإن على الإنسان أن يقدم ما هو أهم وأوجب، كما أسلفت في بعض الأمثلة.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب, وما قلته فإنما هو اجتهاد من عندي, فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأً فمني ومن الشيطان.
وأستغفر الله وأتوب إليه, وما أردت إلا الخير, وما أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
والحمد لله رب العالمين.
الجواب: هؤلاء كما قال الله عز وجل: فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ [المائدة:14] من أسباب العداوة والاختلاف بين المسلمين اليوم، أن كل إنسان يمسك بجانب ويغفل الجوانب الأخرى, وقد ينال ممن يهتمون بها.
فمثل هذا الشاب لا تقل له: اترك الواقع ومعرفة الواقع ومتابعة ما يحدث فيه وما أشبه ذلك, لكن اطلب إليه -بالإضافة إلى ما عنده- أن يهتم بكتب السلف الصالح, التي فيها تصفية للعقيدة وفيها العلم الشرعي الصحيح, وفيها تعليم للإنسان؛ ليلتزم بالسنة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته وسلوكه, فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {صلوا كما رأيتموني أصلي} وأنت -أيها الأخ- لا تصلي كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي, بل لا تدري كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي, إنما تصلي كما رأيت أباك وقريبك وجارك يصلي, هذا غير صحيح.
فمن ضمن قراءاتك واهتماماتك اقرأ هذا الكتاب, وتعطيه كتاباً مفيداً ككتاب الألباني، أو الشيخ عبد العزيز بن باز أو رسالة الشيخ محمد بن عثيمين، أو كتاب الهلالي, أو أي كتاب آخر مختصر في الصلاة.
وهكذا تتدرج معه شيئاً فشيئاً؛ لعل الله عز وجل أن يلهمه الاهتمام بهذه الكتب المهمة التي ربما شغله عنها الكتب التي لا تكون من الأهمية بمكان.
الجواب: لا بد في ذلك من الرجوع إلى أقوال أهل العلم, وتحقيقها وتمحيصها؛ لأن بعض الأمثلة يكون مختلف فيها -كما أسلفت- قد يقال: هذا وهذا..، فيحتاج الإنسان إلى الرجوع إلى أقوال أهل العلم، وتفصيلاتهم في السنة النبوية, ومعرفة ما فعله عليه الصلاة والسلام على سبيل التشريع، وما فعله بمقتضى الجبلة، وما فعله بمقتضى العادة, إلى غير ذلك من الأقسام المعروفة في كتب الأصول، وفي كتب المصطلح وغيرها.
الجواب: الحقيقة الضجة التي أشار إليها الأخ موجودة وقائمة, ويقف خلف الضجة هذه بغض النظر عن مقصد الرجل؛ لأنه ليس لنا كلام في النيات, فالنيات إلى رب العباد, وليس من مصلحتنا الآن أن نتحدث عن مقاصد الخلق، لا الآن ولا غير الآن.
نحن نتحدث عن الأمر الواقع المشاهد فقط, فنقول: إن الكتب التي أصدرها الغزالي وخاصة الكتاب الأخير "السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث" أصبح ورقة رابحة في أيدي أعداء السنة, بل في أيدي أعداء الإسلام في بعض الأحيان, يستغلونه لمآرب ومقاصد أخرى, ربما لم تدر في خلد الشيخ الغزالي، وهو يكتب هذا الكتاب.
فنحن نعرف أناساً مطموس عليهم بالنفاق, وأناساً قد يكونون من العلمانيين, وأناساً ليسوا من المؤيدين أو المعجبين حتى بـالغزالي نفسه, ومع ذلك يتبنون هذا الكتاب وينشرونه، لماذا؟ لأنه يحقق لهم بعض المصالح, يحقق لهم (20%) مما يريدون, وهم يضربون به الآن في وجه مشايخنا وعلمائنا ومجتهدينا.
وبعد فترة سوف يتخلون عن الغزالي ويصبح الغزالي موضة قديمة عندهم، وينتقلون إلى كاتب آخر, مثل الكاتب المغربي محمد أركون، الذي يشكك حتى في القرآن الكريم وفي مصداقية الإسلام, فالأمور عند بعض هؤلاء تؤخذ بالتدريج.
الجواب: لا يصح في صلاة الإشراق حديث, إلا فيمن جلس في مصلاه بعد صلاة الفجر يذكر الله، ثم صلى ركعتين؛ فله أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة.. وهذا الحديث حسنه بعض أهل العلم, ويشهد له فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، أنه كان يجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناً أو حسناء.
أما صلاة الضحى فورد فيها أحاديث كثيرة والعلماء مختلفون فيها, منهم من يرى أنها مشروعة مطلقاً, ومنهم من يرى أنها لا تشرع مطلقاً, ومنهم من يرى أنها تشرع أحياناً, ولكن فيها أحاديث تدل على شرعيتها شرعية مطلقة, كما في حديث أبي ذر وأبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاهما بثلاث، ومنها: صلاة ركعتي الضحى, وكما في حديث المفاصل التي في ابن آدم، ثلاثمائة وستون مفصل، وكل مفصلاً عليه صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى، فهناك أحاديث كثيرة، فالقول بمشروعية صلاة الضحى مطلقاً قول حسن, ووقتها أفضل ما يكون إذا اشتدت الشمس: {صلاة الأوابين حين ترمض الفصال} ويبدأ وقتها -كما ذكر الفقهاء- من ارتفاع الشمس بقدر رمح إلى الزوال.
الجواب: الشيخ الألباني في كتاب صفة الصلاة، لم يتحدث عن الأحكام الفقهية, إنما تحدث عن صفة الصلاة, أي كيف يصلي.
أما تفاصيل الأحكام المتعلقة بالصلاة في أمور كثيرة، فإنه لم يؤلف هذا الكتاب لهذا وهو كتاب عملي, ليعرف الإنسان كيف كان الرسول يصلي، فيلتزم بذلك.
والكتاب فيه خير كثير، وهو فريد في بابه، ولا يعني هذا أن كل ما فيه صواب, فلا يوجد كتاب غير القرآن تُكفِّل له بالكمال.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر