إسلام ويب

المستقبل للإسلامللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المستقبل لهذا الدين أمر حتمي لابد منه، والاهتمام بالمستقبل لهذا الدين قضية فطرية وشرعية، اهتم بها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح من بعدهم، وأعداء الإسلام كثير، وهم يكيدون له ليل نهار ويتحالفون ضده رغبة في الوصول إلى مآربهم، لكن الأدلة الشرعية على أن المستقبل لهذا الدين قطعية لا يشك فيها اثنان. فعلينا أن نوقن أن المستقبل لهذا الدين ونأخذ بالإسباب الشرعية مع الاعتماد على الله تعالى القائل: ((وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)) هذا جملة ما تحدث الشيخ عنه في هذا الدرس الممتع.
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعــد:

    فهذا هو الدرس العشرون من سلسلة الدروس العلمية العامة، ينعقد في ليلة الإثنين، الخامس من ربيع الأول، لعام 1411هـ، وعنوان هذا الدرس "المستقبل للإسلام".

    وأحمد الله تعالى، فإن الله عز وجل قد وفق إلى جمع مادة كبيرة ومفيدة في هذا الدرس، وأسأله عز وجل أن يوفقني إلى عرضها عليكم باختصار، بحيث أتمكن من ذكر كل ما لدي في هذا الوقت القصير.

    أول نقطة أود أن أتحدث عنها، هي: ضرورة الاهتمام الشخصي بهذا الموضوع ثم أتحدث بعد ذلك عن قضية الاهتمام بالمستقبل، على أنه خاصية من خصائص الإنسان تميزه عن الحيوان وأثلث بحديث موجز عن أعداء الإسلام، من هم؟ وما هي خططهم؟ ثم أتحدث عن الأدلة الشرعية على أن المستقبل للإسلام، من القرآن الكريم، ثم من الحديث النبوي الشريف، ثم الأدلة من التاريخ، ثم الأدلة من الواقع، ثم الحديث عن الجزيرة العربية، وأنها أرض الإسلام، وبعد ذلك نصل إلى النهاية، وهي الطريق نحو مستقبل الإسلام.

    مدى عنايتنا بموضوع المستقبل للإسلام

    ففيما يتعلق بالنقطة الأولى، وهي: ضرورة الاهتمام الشخصي بهذا الموضوع، فإن هناك سؤالاً يطرح نفسه: ما مدى عنايتنا بهذا الموضوع؟

    لا شك أن هناك من ينصب اهتمامه منا على سلامته الشخصية، وأسرته، وراتبه، وتوفر القوت الكافي، والمسكن الواسع، والسيارة الفخمة، والاحتياجات المتنوعة، وألا ينقص شيء من راتبه أو دخله الشهري، ومع ذلك قد تجد هذا الإنسان يؤدي عبادته وأموره الشرعية بانتظام، لكن دون أن يهمه شأن الإسلام والمسلمين.

    الارتباط العاطفي بقضايا الإسلام والمسلمين

    نحن بحاجة -أيها الإخوة- إلى أن يكون لدينا ارتباط عاطفي بقضايا الإسلام والمسلمين، بحيث أن حزن الإنسان وفرحه وسروره وغضبه ورضاه ويقظته ومنامه، تكون كلها مربوطة بشأن الإسلام، فإذا لاحظت عليه الحزن وجدته لما يصيب المسلمين، أو الفرح وجدته لانتصار الإسلام، تأملت في أحلام هذا الإنسان وهو يتقلب في فراشه، وجدتها مرتبطة بأوضاع المسلمين وأحوالهم، في يقظته تجده يكدح في شأن الإسلام والمسلمين.

    أما كون الإنسان يهتم بقضاياه الشخصية، ثم بعد ذلك لا يهمه شأن الإسلام ولا شأن المسلمين، فهذا لن يفكر في واقع المسلمين أصلاً، ولذلك فمن باب الأولى أنه لن يفكر في مستقبله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088944189

    عدد مرات الحفظ

    780039156