إسلام ويب

للنساء فقطللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد حفظ الله عز وجل الدين رغم هجوم الأعداء، وحفظ المرأة المسلمة رغم دعاة التحرر والسفور، وهناك دور يجب على المرأة المسلمة القيام به. هذا ما استعرضه الشيخ في هذا الدرس.
    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصل اللهم وسلم وبارك على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعــد:

    أخواتي المؤمنات: السلام عليكن ورحمة الله وبركاته.

    الحديث -في هذه الأيام- عن المرأة ذو شجون -كما يقال- إن من نعمة الله عز وجل علينا وعلى الناس، أنه كتب الحفظ لهذا الدين، وحفظ الله عز وجل لهذا الدين هو أمر تكفل به سبحانه ولم يكل حفظه إلينا فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. وليس حفظ الدين فقط بحفظ القرآن والسنة من التحريف، والزيادة، والنقصان، وإن كان هذا جزءاً من حفظه لهذا الدين؛ لكن حفظ الدين يكون -مع ذلك- بأن الله عز وجل يقيض في كل زمان وفي كل مكان، من يقوم من الناس -رجالاً ونساءً- بأمر هذا الدين، ويعمل به في خاصة نفسه، ويدعو إليه غيره، ويواجه حملات المغرضين والمشككين، من الكفار المعلنين بكفرهم: كاليهود، والنصارى، والشيوعيين، ومن المنافقين الذين يتسترون باسم الإسلام، وحقيقة قصدهم: طعن الدين خفية وتقية من الداخل:

    والمدعون هوى الإسلام سيفهم      مع الأعادي على أبنائه النجب

    يخادعون به أو يتقون به     وما له منهم رفد سوى الخطب<

    هجوم الأعداء على المرأة المسلمة

    أختي المسلمة: الله عز وجل يصنع، والبشر يحاولون فيفشلون.. لقد هجم أعداء الإسلام على المرأة المسلمة منذ زمن بعيد.. هجموا على المرأة المسلمة في تركيا يوم قام مصطفى أتاتورك ينادي بـالعلمانية، ويمنع الالتزام بأحكام الإسلام، ويعتبر أن دخول المرأة المسلمة إلى الجامعة بالحجاب مناقض لتعاليم العلمانية التي نادى بها، فتمنع المرأة المسلمة من ذلك، وتبعه على ذلك رموز العلمانية في مصر، وبلاد المغرب العربي، والشام، وأخيراً في عدد من دول الخليج كـالكويت وغيرها.

    فسارت المرأة على الركاب، واختلطت بالرجل في مكان العمل، والمدرسة، والجامعة، وفي كل مكان، وأصبح التزام المرأة بالحجاب هناك -خاصة في أماكن العمل والدراسة- مناقضاً لأنظمة الدول التي تنادي بـالعلمانية وتفرضها.. ولكن بلاد الإسلام في هذه الجزيرة ظلت حافظة للأمانة، ممتنعة على هجمات الأعداء الغربيين والمستغربين.

    وضع المرأة في المملكة

    في هذه الأوقات بلغ السيل الزبى -كما يقال- وغضب العدو -غضبةً كبيرة- أن هذه البلاد ما زالت متمنعة، وما زالت تحارب تقاليد الغرب، وتحافظ على أخلاقيات الإسلام، خاصة فيما يتعلق بالمرأة. والعدو منذ زمن طويل، هو يخطط، وقد درس مجموعة من الفتيات في بلاده، وزرعهن هنا؛ للدعوة إلى العلمانية والتغريب، والتخريب، وإخراج المرأة من بيتها، وتشويه تعاليم الإسلام؛ حتى وجدنا منهن من تعتبر أن تعاليم الإسلام تعوق مسيرة المرأة نحو التقدم، ووجدنا من تسخر من العلماء، ومن تسميهم برجال الدين؛ وتسخر من أئمة الدعوة إلى الإسلام في هذه البلاد وفي غيرها، وتنادي بما تنادي به أخواتها في الشرق والغرب -من تحرير المرأة- ووجدنا في أعلى وأرقى المستويات في هذه البلاد من يدندن على هذه النعرة الجاهلية التي سمعناها منذ قديم.

    ولا شك أن هؤلاء النسوة أثرن في طبقة من الفتيات؛ لكن يبدو أن العدو لا يروق له أبداً أنه يعمل على خطوات بطيئة؛ كأنه نفد صبره، وجن جنونه؛ إنه على رغم تلك الجهود الجبارة كانت الثمرات قليلة، وأقل مما يريد.

    ولذلك بدأت أجهزة الإعلام الغربي تضرب على هذا الوتر، وتتكلم بجراءة، ووقاحة عن وضع المرأة في السعودية، وأنه وضع لا يطاق، وأن المرأة ما زالت تعيش ما يسمونه بعصر الحريم، حيث لا يرى من المرأة شيء، ولا بيدو منها شيء، وأن المرأة منعزلة عن الرجل في كل شيء، حتى في المنـزل، فضلاً عن السوق، فضلاً عن المدرسة، والجامعة، ومكان العمل.

    فبدأت أجهزة الإعلام الغربية تتكلم بصورة مذهلة عن وضع المرأة هنا! وتركز على أن الجيل الجديد من النساء، وأن المرأة الجديدة في المملكة تريد أن تتمرد على هذه التعاليم؛ لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك؛ بسبب ضغوط المجتمع، وبسبب الأنظمة المرعية القائمة، المعمول بها هنا.. فظلوا يضربون على هذا الوتر، ويتكلمون بهذه اللهجة؛ وكأنهم يحرضون مجموعة من صنائعهم في هذه البلاد، على أن يقمن بحركة قوية لإماطة اللثام عن الخطة التي يعملون بها، وأن ينتقل عملهم من السر إلى العلن، ومن كونه عملاً بطيئاً، إلى كونه عملاً سريعاً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088952185

    عدد مرات الحفظ

    780099429