إسلام ويب

واجب الأمة تجاه علمائهاللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هذا الدرس فيه بيان لواجب الأمة تجاه علمائها، بالالتفاف حولهم، والرجوع إليهم وسؤالهم فيما يتعلق بالشرع، والوقوف إلى جانبهم، وتوقيرهم وتبجيلهم من غير إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا تقصير. كما أنه يحتوي على مواصفات العلماء الذين يستحقون ذلك.
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم على عبدك ونبيك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    أما بعــد:

    أيها الإخوة! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    إخوتي الكرام! إن حفاوتكم وحسن استقبالكم وحرصكم على الخير مما يشجع الإنسان على تكرار الحضور والمشاركة في مثل هذه الأمسيات الطيبة والمحاضرات، وإن كان ما يقدمه الإنسان هو جهد المقل، ولكن من باب المشاركة وعرض الإنسان ما لديه من آراء على أنظار إخوانه وأصحابه وأحبابه، ولذلك فإنني أقول: إن مثل هذه الجموع الطيبة، التي تحيي هذه المحاضرات، وتقبل عليها، هو السر في اختياري لموضوع هذه المحاضرة (واجب الأمة تجاه علمائها).

    الصحوة وطلب العلم الشرعي

    إننا نشهد اليوم نهضة إسلامية عامة وخاصة؛ عامة على كافة المستويات، وخاصة على مستوى الشباب، ومن في حكمهم، وهذه النهضة ليست مجرد حب للإسلام، أو إقبال على العبادات والشعائر، كلا، بل هي صحوة إسلامية تهدف إلى معرفة حكم الله ورسوله في الدقائق والتفاصيل.

    في وقت مضى كان هناك ناس يقبلون على الإسلام، لكن غالبهم ليس لديهم إلا مجرد العواطف، والولاء الغامض للإسلام، أما اليوم فأنت أصبحت تجد الشاب المقبل على الإسلام لا يكتفي بمجرد الحب لهذا الدين، والولاء له، وإقامة شعائر الإسلام، بل إنه حريص على تلقي العلم الشرعي الذي ينير له الطريق، ويجعله خبيراً بتفاصيل الأمور، ولذلك تجد الشاب حريصاً على معرفة كل دقيق وجديد، مما يتعلق بأمر دينه، كيف يصلي؟

    كيف يذكر الله؟

    كيف يسبح؟

    كيف يصوم؟

    كيف يحج؟

    كيف يدعو؟

    وهذه لا شك بشارة أن هذه الصحوة الإسلامية صحوة مبنية على العلم والتعلم، وعلى الدليل من الكتاب والسنة، وليست مجرد ولاء غامض لهذا الدين.

    لقد أصبح الشاب من يوم أن يتوجه يحرص على معرفة الفقه في الدين، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية في الصحيح : {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين } فإننا نرجو أن يكون الله عز وجل أراد بهؤلاء الشباب المؤمنين في كل مكان أراد بهم خيراً، حين فتح قلوبهم على التوجه إلى الفقه في الدين، والازدياد من الهدى، وأن ينهلوا من ينابيع الكتاب والسنة، وأصبح الشاب لا يكتفي مثلما كان الأمر بالأمس القريب، بمجرد أن يسأل الشيخ، ما حكم كذا؟

    فيقول له: حلال أو حرام، ثم يذهب الشاب فيطبق، لا، أصبح الشاب حريصاً على أن يعرف الحكم، ويعرف دليله، ويعرف القول الراجح في كل مسألة، ويعرف الصحيح من غيره، وهذه كما ذكرت نعمة كبيرة، ولذلك شهد الإقبال على العلم الشرعي ما لا عهد له به من توجه هؤلاء الشباب.

    أَمَا إنني لا أقول: طلاب كليات الشريعة وأصول الدين، والدراسات الإسلامية في جامعاتنا وغيرها، كلا؛ بل وحتى طلاب الكليات الأخرى، من طب، أو هندسة، أو علوم، أو غيرها، تجد الواحد منهم حريصاً على معرفة أحكام دينه بأدلتها، حريصاً على معرفة كيف يصلي، وكيف يركع، وكيف يسجد، وكيف يسلم، لأن هذه أمور ليس مبناها على التقليد، ولا مبناها على العادة، إنما مبناها على حديث:{صلوا كما رأيتموني أصلي} وحديث: {خذوا عني مناسككم} أمور مبناها على التوقيف، والنقل الصحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.

    بل وليس فقط طلاب الجامعات، تجد الطالب في المستوى الثانوي بعد أن يهديه الله عز وجل للإسلام والخير تجده يحرص على معرفة تفاصيل هذه الأحكام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088957868

    عدد مرات الحفظ

    780153853