إسلام ويب

التربية الجهاديةللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تكلم الشيخ عن التربية الجهادية، وكيف كان السلف الصالح، وكيف نحن اليوم، ثم ذكر السبب الذي أدى بنا إلى الغثائية، ثم نبه على الصفات المطلوبة للجيل الذي يحرر الأمة، ثم تكلم عن الصياغة الكاملة على الجهاد الذي ينبغي أن تكون عليه الأمة حتى تستطيع أن تواجه أعداءها، وذكر على ذلك أمثلة من الواقع، ثم نبه على أن التربية على الجهاد لابد أن تكون تربية شمولية لكل جوانب الدين، وأنها واجبة على الكبار والشباب والصغار والنساء، ثم ذكر دور كل صنف، ثم بين أن أهداف التربية الجهادية شاملة لكل جوانب الحياة وأن وسائلها هي وسائل نشر الدين الإسلامي.
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأزواجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

    إن للتربية الجهادية أهمية كبرى في حياة الأمم والأفراد، وحين نجري مقارنة سريعة بين الجيل الحاضر الذي نجده الآن وبين الجيل الأول نجد فرقاً كبيراً جداً.

    حال الجيل الأول

    ففيما يتعلق بالجيل الأول -جيل الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم- كان كل فرد يسلم؛ يحمل على عاتقه هم الدفاع عن الإسلام بالقول والعمل، باللسان وبالسنان، مثلاً: في مكة حين بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار بيعة العقبة الثانية كانوا يسمون هذه البيعة: بيعة الحرب، كما ذكر ذلك عبادة بن الصامت رضي الله عنه، فيما رواه ابن إسحاق بسند حسن قال: {بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم}.

    وكذلك جاء في رواية جابر رضي الله عنه وزاد: {وبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة} قال: فقمنا نبايعه وأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر القوم -أصغر السبعين سناً- إلا أنه قال: [[رويداً يا أهل يثرب ]] تصور أنت الآن أمام جماعة يؤمنون لأول مرة، ويبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فيقوم بينهم شاب (فتى) فيقول لهم بلهجة الواثق العالم الخبير: [[رويداً يا أهل يثرب: إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مفارقة الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ، وَأَنَّ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ]] أي يقول: انتبهوا جيداً علام تبايعون عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عليها إذا مستكم -أي على الحرب- وعلى قتل خياركم، ومفارقة العرب كافة، فخذوه وأجركم على الله عز وجل، وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خيفة -وفي رواية- جُبينة]] أي: جبناً وخوفاً، وأنكم قد تتراجعون إذا جد الجد وحزب الأمر [[فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل، فقالوا له يَا أَسْعَدُ: أَمِطْ عَنَّا، فَوَاللَّهِ لَا نذر هَذِهِ الْبَيْعَةَ أَبَدًا وَلَا نَسْتقيلهَا]] أي: نحن ندري على ماذا نبايع هذا الرجل، وفي رواية كعب بن مالك عند ابن إسحاق -أيضاً- أن العباس بن عبادة بن نضلة قال: { يا رسول الله: والذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل منى بأسيافنا غداً، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم}.

    إذاً: هؤلاء القوم يضعون أقدامهم في طريق الإسلام أول مرة، ولم يمر على دخولهم في الإسلام غير ساعات يسيرة، بل ربما دقائق، ومع ذلك يقولونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم صريحة: يا رسول الله، لو أردت أن نميل على أهل الموقف -أي على أهل مكان- بأسيافنا ونقاتلهم لفعلنا.

    حالنا اليوم

    أما اليوم فإنك تجد أن كثيراً من المسلمين، ممن ولدوا في الإسلام ونشئوا وتربوا، وقد يكون الواحد منهم ابن سبعين أو ثمانين سنة وهو لا يفقه من أمر الإسلام إلا القليل، ولا يملك من الاستعداد للتضحية في سبيل الإسلام إلا اليسير، وهنا ندرك الفرق الكبير بين الجيل الأول الذي ذاق مرارة الجاهلية وقاساها، ثم دخل في الإسلام عن طواعية واختيار وإصرار، وبين أجيال من ذراري المسلمين أخذت الإسلام بالوراثة، ولم تفقه من أمره شيئاً؛ ولذلك لم يكن لديها استعداد للتضحية في سبيل هذا الدين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088959252

    عدد مرات الحفظ

    780162616