إسلام ويب

الإسلام والحزبيةللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تحدث الشيخ كمقدمة عن أفغانستان والفتوح فيها، ثم تكلم عن أهمية الموضوع، وأمر الله بالعدل والحق في الأقوال والأعمال والأحكام وأن هذا من أسباب اجتماع الكلمة، ثم تكلم عن عدم المحاباة وأن يكون القصد هو النصيحة لا التشويه وذكر الحسنات والسيئات، ثم ذكر أن هناك حزبين لا ثالث لهما: حزب الله، وحزب الشيطان. وبيَّن أنواع الاختلاف وتكلم عن اختلاف التنوع، وعن الولاء والبراء مع الخاصة وغيرهم، وأن يكون عقد الموالاة قائماً على أساس الدين والإيمان والتقوى، ثم وضح بعض الأمور التي يجب مراعاتها في اختلاف التنوع، ثم ذكر بعض الإيجابيات والسلبيات للجماعات الإسلامية وأنه يجب تبنى الدعوة إلى تقارب المسلمين، وأن العلماء والدعاة المشهورين يجب أن يسعوا إلى ذلك. وتكلم عن حكم التآخي في الزمان.
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونتوب إليه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم على نبيك وعبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أيها الأحبة.. هذا الدرس السابع والخمسون من سلسلة الدروس العلمية العامة، وهذه ليلة الإثنين الخامس والعشرين من شهر شوال من سنة (1412هـ) وعنوان هذا الدرس -كما سبق وأن أعلنا بالأمس - (الإسلام والحزبية) ولكنني سوف أقتطع من وقت هذا الدرس دقائق لـأفغانستان نظراً للأحداث الجديدة التي وقعت فيها.

    هناك خطاب بالفاكس من بيشاور عنوانه: (الله أكبر سقطت كابول) ويتكلم عن سقوط هذه المدينة، ودخول المجاهدين لها فاتحين، وأنهم بقيادة المهندس حكمتيار قد سيطروا على معظم أنحاء المدينة، فسيطروا على وزارة الداخلية والخارجية، ثم مشوا إلى القصر الجمهوري، وسيطروا على عدد من مساكن الجنود، ومواقع العسكر، وأن أهل المدينة خرجوا مهللين مكبرين بهذا النصر المبين، ولم يبق إلا مقاومة حول مطار كابول كانت بالأمس، وأرجو أن تكون قد انتهت بالفعل -إن شاء الله تعالى -.

    ومما وصلني -أيضاً- في هذا أن رئيس الحزب الإسلامي، رفض ما عرضته الأمم المتحدة، أو شاركت فيه من اتفاق وقال: إننا لن نأخذ كابول إلا بالسيف، ولن نعطي الدنية في ديننا وكان الهجوم على كابول، وتقدمت الدبابات إلى داخل المدينة، وبعد صلاة الظهر أعلن عن شدة المعركة مع المليشيات الملحدة، ثم أعلن بعد قليل أنه حرر وسيطر على المواقع التي أسلفت، وفي العصر أعلن عن احتلال القصر الجمهوري، وأنه يحاصر الفيلق المركزي، وقد نقلت منه رسالة مسموعة وهو يوجه أحد قادته الميدانيين بأن يهدد هذا الفيلق، إما أن يستسلم، أو يهاجمه المجاهدون، وفي تمام الساعة السابعة والنصف من أمس صرح للصحافة عبر جهاز اللاسلكي عن تحرير كابول من الشيوعية، وقال: الآن وصل الجهاد إلى نتيجته المنطقية، ولن نرضى بالحلول السلمية، ولا الدنية، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

    هناك مقاومة من بعض المليشيات في المطار وحول المطار في حدود ثلاثة كيلو مترات، وقد حاصرهم المجاهدون، وطلبوا منهم الاستسلام، وإلا فالدبابات ستـتقدم باتجاههم، وستصبح دماؤهم هدراً، وهناك مظاهرات شديدة في كابول تطالب المسلمين المجاهدين بطرد المليشيات من كابول؛ لأنهم استحلوا البلد بالسرقة والنهب، هذا من جانب، وبذلك تكون أفغانستان كلها في قبضة المسلمين المجاهدين: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40] وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ [القصص:5-6] فنصر الله أولئك المؤمنين المستضعفين العزل من السلاح، ومكن لهم في الأرض.

    تشكيل حكومة مشتركة من المجاهدين

    بقيت القضية الأخرى وهي العقدة التي يتمنى المسلمون أن يسمعوا لها حلاً، وهي مسألة تشكيل حكومة مشتركة من المجاهدين، تطمئن قلوب المؤمنين، إلى أنه لن يقع هناك اختلاف فأقول:

    أولاً: حسب المعلومات التي وصلتني وهي كثيرة، فحتى الآن بحمد الله لم ترق قطرة دم واحدة بين المجاهدين، وهذا يبشر بخير كثير، وأما ما تذيعه الإذاعات كإذاعة لندن، أو تنشره الصحف كـصوت الكويت، بل وبعض الصحف السعودية مع الأسف، فهو لا يعدو أن يكون تهويشاً، أو توقعاً، أو احتمالاً، أو على أحسن الأحوال خطأ من بعض المراسلين، فينبغي أن نتفطن لذلك، وقد وصلت أخبار أن الفرحة عمت في جميع أفغانستان، بل وفي بيشاور حيث تسمع أصوات الطلقات، وأصوات التهليل والتكبير من المجاهدين، ومن المتعاطفين معهم الذين طال ظمؤهم واشتياقهم إلى نصر الله تعالى للمؤمنين.

    ثانياً: تم الاتفاق المبدئي على عدد من القضايا بين المجاهدين كلهم.

    ومن القضايا التي تم الاتفاق عليها:

    أنهم اتفقوا على تشكيل مجلس يكون هو أعلى سلطة في البلاد، ويكون برآسة البرفيسور برهان الدين رباني، وقد وافق قادة المجاهدين المجتمعون في بيشاور على هذا التشكيل، وأرسلوا به إلى حكمتيار فوافق، وقد جاءتني رسالة من الحزب الإسلامي تدل على موافقتهم أيضاً على ذلك.

    ثالثاً: وافق المجاهدون -أيضاً- على رئاسة الحكومة (رئاسة الوزراء) وأنها تكون للحزب الإسلامي الذي يقوده المهندس حكمتيار، ثم هناك تحديد الوزارات، وبعض المجالس، لم يتم الاتفاق عليها.

    أما فيما يتعلق بالمجلس الذي سمي مجلس شورى، وكلف بنقل السلطة مؤقتاً من الشيوعيين، إلى المجاهدين، فقد أعلن حكمتيار أنه لم يعد لهذا المجلس مكان، حيث تم استلام السلطة في كابول، وعادت وآلت إلى المجاهدين، وكانوا أحق بها وأهلها، وهذا يدل على أنه لا يزال هناك اختلاف حول بعض التشكيلات التي لابد منها، ولابد من الإسراع فيها حتى لا يوجد فراغ دستوري في البلاد، قد يستغله بعض ضعفاء النفوس، وقد ينجم عنه بعض المشاكل، وبعض الاختلافات، ونسأل الله تعالى أن لا يكون ذلك.

    لازلنا نتربص وننتظر أن يعلن المجاهدون وحدتهم، وأن يعلنوا حكومة مشتركة من المجاهدين الصادقين من أهل السنة والجماعة، تقوم بحفظ وإدارة تلك البلاد، ونرجو ونسأل الله تعالى أن يتم ذلك عن قريب.

    وصلتني عدد من القصائد التي تشارك في هذه المناسبة العظيمة الكبيرة، تزيد على السبع قصائد، وحقاً كل القصائد التي وصلتني جميلة، وكنت أتمنى أن أشرك إخواني فيها أو في بعضها، لكن أكتفي بقصيدة واحدة بناء على طلب من أبي عبد الرحمن جزاه الله خيراً، وهي للأستاذ سليمان الأحمد بعنوان (كابول النصر) يقول فيها:

    الله أكبر تعلو كل مغتصب               وراية الحق أفنت راية النصب

    هل يستوي في عيون الناس منـزلة      سيف من التبر أم سيف من الخشب

    حييت يا كابل الإسلام مشرقة      قد ذقت في الأسر ألواناً من النصب

    قد صال فيها أسود الحق فانقشعت      عن وجهها غمة الإلحاد والعطب

    واليوم أنت لبست حلية صبغت          بآية النصر بعد الكد والتعب

    نصر من الله من بعد الجهاد أتى          وهكذا النصر لا بالذل والطرب

    كم طفلة حجبت عن عطف والدها     قد مسها الضر أتباعاً من الحقب

    وَرُبَ طفلٍ له من أمه سبب          قام الطغاة بقطع الأم والسبب

    وزوجة قادها من سام كافلها           تبدي البكاء على أولادها النُجُب

    ورب محصنة قد عذبت علناً           حتى تخلت عن الأخلاق والأدب

    حتى البهائم نالت حظها سقماً           وهكذا الظلم يكوي الناس باللهب

    لما تواصلت الأحزان واحتكمت          تفرجت أمة محمودة النسب

    جنى الجهاد ثمار النصر في زمن          كاد القنوط يحيي كل مرتقب

    يا أمة الحق إن العز مرتبط                مع الجهاد وذل الناس في الخطب

    ففي حمى كابل ظل العدو بها           حيناً من الدهر بين العرض والطلب

    أتت عليها المساعي كي تخلصها     فحمّلتها من الضوضاء والشغب

    حتى تولى رجال الحق نصرتها     فحاصروها ونادوا كل محتسب

    فعمها العدل في أسمى مظاهره          وعانق الحق فيها شاهق السحب

    وإذا جد شيء جديد في هذا الموضوع فأرجو أن تكون الأبواب والفرص مفتوحة، لمواصلتكم به بإذن الله تعالى لأن هذه القضية هي قضية المسلمين جميعاً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088948959

    عدد مرات الحفظ

    780066544