إسلام ويب

حسن الخلقللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حسن الخلق مما يقرب الإنسان إلى الله ويرفع درجته، ولقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم من أجل إتمام مكارم الأخلاق. وقد بيَّن لنا بسيرته أروع الأمثلة في حسن الخلق مع الناس كلهم قريبهم وبعيدهم، مع أصحابه ومع أعدائه. وهناك أخلاق أربعة هي أصل لما وراءها من الأخلاق الفاضلة، وهي الصبر والعفة والشجاعة والعدل. فلا بد للمسلم وخاصة الداعية، من أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة ويطبع نفسه عليها، ويستعين على ذلك بالمجاهدة والمحاسبة.
    الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

    فحسن الخلق مما يقرب العبد من الله تعالى، ويثقل موازينه يوم القيامة، وفي هذا الدرس تقرأ أهمية حسن الخلق، ونماذج من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتقرأ كيف تتحلى بالأخلاق الفاضلة.

    موضوع الأدب في كتب السنة

    أيها الإخوة! إن موضوع الأخلاق في الإسلام موضوع يبدأ ولا ينتهي، فهو موضوع طويل، ويكفي أن نلقي نظرة على الآيات الواردة في شأن الأخلاق، لنجد أنها تمثل جانباً كبيراً من القرآن الكريم، أو نلقي نظرة على الأحاديث النبوية التي حث فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق، أو أمر فيها بخلق معين لنجد أنه ما من كتاب من كتب السنة إلا وتجد فيه باباً خاصاً بعنوان (باب الأدب) أو ما أشبه ذلك؛ يذكر فيه هؤلاء الأئمة المصنفون بعض ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الأخلاق، بل إنك تجد كتباً كثيرة خُصصت لهذا الموضوع.

    على سبيل المثال: ألف الإمام البيهقي كتاب الآداب، وألف الإمام السفاريني كتاب غذاء الألباب شرح منظومة الآداب، وألف غيره من الأدباء والمتأخرين كتباً كثيرة خاصة في هذا الموضوع.

    اختصار موضوع الأدب

    لذلك فإنني أجدني مضطراً إلى أن أختصر هذا الموضوع، والاختصار دائماً له سلبيات منها:

    أنه قد لا يأتي على بعض القضايا المهمة التي ينتظرها المستمع لمثل هذا الموضوع، فأقول أولاً: إن هدف الرسالات السماوية هو التزكية، فإبراهيم عليه الصلاة والسلام حين يدعو الله عز وجل يدعوه أن يبعث في ذريته رسولاً منهم يتلو عليهم آياته، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويزكيهم، وقد أجاب الله دعوته عليه الصلاة والسلام فبعث في الأميين هذا الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله تعالى في حقه: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2].

    وامتن سبحانه وتعالى علينا جميعاً ببعثة هذا النبي المختار عليه الصلاة والسلام فقال: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ [البقرة:151].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089226316

    عدد مرات الحفظ

    782919885