إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (775)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.

    ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    ====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة السائلة أم سارة من المدينة المنورة كتبت هذه الرسالة بأسلوبها الخاص تقول: سماحة الشيخ! زوجي أحياناً لا يؤدي بعض الصلوات في المسجد مع الجماعة ولكنه يصليها في المنزل، وخاصة صلاتي الفجر والعصر، ويعلم الله بأنني حاولت معه كثيراً ولكن دون جدوى، فكنت دائماً أحرص على إيقاظه لأداء الصلاة في المسجد، وكان يستجيب لذلك في أول الأمر وبعد ذلك أصبح يرفض الاستيقاظ وينبهنا على ذلك قبل نومه ويقول: لا توقظوني، ولكنني أوقظه للصلاة رغبة في الأجر وتحرياً في الأجر، فأصبحنا على خلاف دائم بسبب ذلك الأمر، وتعبت تعباً نفسياً من كثرة الخلافات الزوجية والنقاش عند استيقاظه، وإذا طلبت من إحدى بناته أن توقظه فإنه يزجرهم وينهاهم عن ذلك، لذلك فإنني في الأشهر الأخيرة تقريباً تركت إيقاظه تماماً، فإذا استيقظ على الوقت صلى في المسجد، وإلا فإنه يصلي في المنزل، أرجو من سماحة الشيخ عبد العزيز حفظه الله أن يبين لي هل علي إثم في ذلك في عدم إيقاظه؛ وذلك لكثرة الخلافات الزوجية، وقد تسبب لي الإحراجات، وجهوني مأجورين حيث تركت تأثيراً على صحتي وعلى نفسيتي؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة إنكار المنكر على من فعله سواء كان زوجاً أو غير زوج؛ لقول الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، ولقول الله عز وجل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]، ولقوله سبحانه: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78-79]، فلعنهم سبحانه على أعمالهم الخبيثة التي منها عدم التناهي عن المنكر.

    فالواجب عليك إيقاظه والصبر على ما يحصل من بعض الأذى وأبشري بالخير والأجر العظيم، وإذا كان يؤخر الصلاة إلى طلوع الشمس ويتعمد ذلك أو يؤخر العصر إلى غروب الشمس فهذا كفر أكبر؛ لأن تأخير الصلاة عن وقتها عمداً كفر أكبر على الصحيح من أقوال العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، أما إذا كان لا، يقوم ويصلي في الوقت لكن لا يصلي في الجماعة هذه معصية، والواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك وعليك أنت أن تنكري عليه المنكر وأن تجتهدي في ذلك وتصبري، وعلى بناته وعلى أمه إن كانت موجودة وعلى أبيه إن كان موجود أن يساعدوا في هذا؛ لأن الواجب التعاون على البر والتقوى كما قال الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، وعليك مع ذلك أن تسألي الله له الهداية، احتسبي الأجر واسألي الله له الهداية في سجودك وفي آخر صلاتك وفي غيرها من الأوقات، تقولي: اللهم اهد فلان، اللهم أصلح قلبه وعمله، اللهم من عليه بالتوبة النصوح، لعل الله يهديه بأسبابك وأبشري بالخير والأجر العظيم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088959988

    عدد مرات الحفظ

    780169115