السؤال: سؤاله الآخر؛ سؤال المستمع (م. ي. هـ. أ. ر. ب) يقول فيه: إني عندما أصلي أقول: نويت أن أصلي فرض صلاة مثل الفجر الله أكبر، ثم أدعو بالدعاء الذي يقال بعد تكبيرة الإحرام وهو دعاء الاستفتاح، فقد سمعت من برنامجكم نور على الدرب يقول: لا يجوز قول: نويت أن أصلي فرض كذا أو كذا، فما أدري هل ما سمعته صحيحاً أم أنه سمع لي؟ نرجو أن تجيبونا مرة أخرى وفقكم الله.
الجواب: نعم يا أخي، النية محلها القلب، ولا يجوز أن يقال: نويت أن أصلي كذا إماماً أو مأموماً فريضة كذا أربع ركعات الظهر أو ثلاث ركعات كالمغرب أو ركعتين كالفجر لا، ينوي بقلبه ويكفي ولا حاجة إلى أن يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، ولا حاجة أن يقول في الطواف: نويت أن أطوف كذا وكذا، ولا في السعي، ولا في الوضوء نويت أن أتوضأ كذا وكذا، كل هذا لا أصل له، النية محلها القلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا أئمة الإسلام المتقدمون يتلفظون بالنية، بل كان أحدهم إذا وقف يقول: الله أكبر، عند دخوله في الصلاة ولا يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، فالتلفظ بهذا بدعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وهذا ليس عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مردوداً؛ ولقوله عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) يعني: فهو مردود، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة).
فعليك يا أخي أن تنوي بقلبك إذا قمت إلى الصلاة كفت النية في قلبك أنك قمت للصلاة، ظهر أو عصر أو مغرب أو عشاء أو فجر أو جمعة أو صلاة عيد أو نوافل صلاة الضحى أو الرواتب كلها يكفي فيها ما وقع في قلبك وما تعلمه من قيامك لهذا أو مجيئك لهذا يكفي، وليس لك أن تتلفظ بالنية في الصلاة وهكذا في الصوم، وهكذا في الوضوء، وهكذا في الغسل وهكذا في الطواف والسعي النية في القلب ولا حاجة إلى التلفظ بل ذلك من المحدثات. نعم.
المقدم: أيضاً يقول: بالنسبة للسنة إذا قلت: نويت أن أصلي سنة رسول الله لله تعالى هل هو خطأ أم مثل ما قلتم؟
الشيخ: مثلما سمعت هذا بدعة تنوي بقلبك أنك تصلي الصلاة التي شرعها الله ورسوله، تنوي بقلبك أنك تصلي الصلاة كما شرع الله وكما جاء عن رسوله عليه الصلاة والسلام وليس لك أن تقول: نويت أن أصلي كذا وكذا؛ لأن هذا بدعة لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة والخير في اتباعهم والسير على منهاجهم.
المقدم: شكراً أثابكم الله.
أيها المستمعون الكرام! إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة: الطالب حامد شرف محمد ، والطالب سلطان عيسى بدري ، ومحمد يوسف صائغ ، والأستاذ عثمان عثمان السبيعي ، ورشاد (ق. م)، وكلهم يسألون عن صلاة التسبيح، والمستمع (م. ي. هـ. أ. ر. ب. أ) من محافظة نينوى من قضاء الشرقاط بالعراق.
عرضنا الأسئلة والاستفسارات التي وردت في رسائلهم على فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لفضيلة الشيخ عبد العزيز وشكراً لكم أيها السادة، وإلى أن نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله.
مع تحيات الزميل محمد الحرشان ، والسلام عليكم ورحمة الله.