إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (533)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! هذا لقاء طيب مبارك يجمعنا بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز ، أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: وفيكم.

    ====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال من أخوكم في الله عبد الغني ، يقول في هذا السؤال: ما حكم تارك الصلاة؟ فنسمع البعض يقول: بأنه كافر، والبعض يقول: غير كافر ما دام ينطق بالشهادتين، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، يقول البعض من الأئمة في هذا الحديث: هم الكفار في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الذين كانوا في الجاهلية، أما الآن فمن ينطق بالشهادتين فهو مسلم، فوجهونا في ضوء ذلك سماحة الشيخ؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذه المسألة التي سأل عنها السائل اختلف فيها العلماء رحمة الله عليهم على قولين:

    أحدهما: أن من ترك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها فإنه يكون كافراً ولو صلاة واحدة، إذا تركها حتى خرج وقتها يكون كافرا، فمن تعمد ترك الفجر حتى طلعت الشمس أو تعمد ترك العصر حتى غابت الشمس أو تعمد ترك المغرب حتى غاب الشفق يكفر بذلك للحديث المذكور وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من ترك صلاة العصر حبط عمله) أخرجه البخاري في صحيحه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة).

    فالصلاة هي عمود الإسلام فمن تركها كمن ترك الشهادتين، وهذا هو القول المختار وهو الأصح.

    وذهب بعض أهل العلم وهم الأكثرون: إلى أنه كفر دون كفر، يكون كافراً لكن كفر دون كفر لا يخرج من الملة، يكون عاصياً لكن معصيته أكبر من الزاني وأكبر من السارق وأكبر من شارب الخمر، معصية عظيمة، لكن لا يكون كافراً كفراً أكبر إذا لم يجحد وجوبها، إذا كان يقر بأنها واجبة ولكن حمله الكسل على تركها فهذا عند الأكثرين لا يكفر كفراً أكبر ولكنه كفر أصغر، والواجب استتابته فإن تاب وإلا قتل.

    والصواب هو الأول، الصواب كفره كفر أكبر للأحاديث المذكورة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088958710

    عدد مرات الحفظ

    780160140