إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (521)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم،

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأحباب أيها الإخوة المستمعون الكرام! هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    ====السؤال: هذا السائل طالب من الجامعة يقول في سؤاله الذي كتبه باختصار يقول: سماحة الشيخ! ما هي السبل المعينة للداعي إلى الله عز وجل؟ وهل الدعوة خاصة بأناس معينين حيث أنني أريد أن أدعو إلى الله بحكمة وبصيرة، ولكن معرفتي بالأمور الشرعية قليلة جداً، وجهوني بذلك يا سماحة الشيخ في ضوء هذا السؤال؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالدعوة إلى الله سبحانه هي منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإن الله بعثهم دعاة للحق وهداة للخلق بما أوحى إليهم سبحانه وتعالى وعلى رأسهم خاتمهم وإمامهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقد قال الله له: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وقال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108].

    وسبل الدعوة هي توجيه الناس إلى الخير بالخطابة والمواعظ والكتابة والمشافهة الخاصة، ومن طريق الهاتف ومن أي طريق يوصل به الداعية الحق إلى المدعوين، ليس لذاك حد محدود بل متى أمكن الداعي إلى الله جل وعلا أي طريق يوصل به الحق مما أباحه الله ومما شرعه الله فعل ذلك؛ لأن المقصود هو إيصال الحق إلى الناس والحرص على هدايتهم وعلى قبولهم للحق من طريق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهو يعظهم بآيات الله، ويتلو عليهم كتاب الله، ويتلو عليهم السنة، ويفقههم في المعنى حسب الطاقة.

    ولكن ليس له أن يدعو إلا على علم، الذي ليس عنده علم ليس له أن يدعو على جهالة، قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، المعنى: على علم، فالجاهل يجتهد حتى يتعلم، فإذا تعلم وكان على بصيرة دعا غيره على حسب ما عنده من العلم والبصيرة، أما الجهلة فلا يجوز الدعاء، الجاهل لا يجوز له أن يدعو وهو جاهل، بل ذلك محرم، قال الله سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فجعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك نسأل الله العافية، وقال في وصف الشيطان: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169].

    فالواجب على الدعاة إلى الله سبحانه أن يكونوا على بصيرة، وعلى علم، وأن يتوخوا الطرق والسبل الطيبة والجائزة التي توصل الحق إلى المدعوين وتوضحه لهم تلاوة وكتابة وغير ذلك مما يتيسر به إيصال الحق إليهم، وللداعي مثل أجر من هداه الله على يديه كما قال صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) والناس بحاجة إلى الدعوة بل هي ضرورة إلى الدعوة في كل زمان، ولكن بعض الناس أشد حاجة من بعض في المدن والقرى، فالذين عندهم علماء وعندهم موجهون حاجتهم أقل من حاجة الذين ليس عندهم أحد.

    فعلى العلماء أينما كانوا أن يوجهوا الناس ويرشدوهم إلى الحق، ويبصروهم بدين الله عز وجل، ولهم مثل أجور من هداه الله على أيديهم، وعليهم أن يتوجهوا إلى البلدان والقرى التي ليس فيها دعاة حتى يقوموا بالواجب حسب طاقتهم، وهكذا في القبائل.. قبائل العرب التي ليس فيها من يوجههم للخير يجب على ولاة الأمور أن يوجهوا لهم الدعاة حتى يبصروهم ويرشدوهم إلى الحق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088952074

    عدد مرات الحفظ

    780098019