إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (516)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأحباب .. أيها الإخوة المستمعون الكرام! هذا لقاء طيب مبارك يجمعنا بسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس هيئة كبار العلماء، والمفتي العام للمملكة العربية السعودية.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    ====

    السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة من السائلة (ح. ح) من بني مالك تقول: سماحة الشيخ! أريد أن أسأل سؤال يدور في ذهني وهو: ما حكم من مات مشركاً بالله -أعاذنا الله من الشرك- ولكنه لم يعرف خطورة ذلك الأمر، وهو من جهل أهل القرى في ذلك الوقت، ولا يعرفون أن الشرك من أكبر الكبائر ومات على ذلك الحال، سؤالي: هل يجب علينا أن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة وأداء الحج والعمرة، وهل ينفعهم ذلك العمل، أفتونا بالتفصيل سماحة الشيخ عبد العزيز ؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالشرك هو أعظم الذنوب، وهو أكبر الكبائر، كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله)، ويدل على هذا قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فالشرك هو أعظم الذنوب وأقبح السيئات، فمن مات عليه لن يغفر له، وهو من أهل النار المخلدين فيها، ولا يحج عنه، ولا يصلى عنه، ولا يدعى له، ولا يصدق عنه؛ لقول الله جل وعلا: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]، وقوله سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، وقال في المشركين: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة:167].

    والشرك: هو صرف العبادة لغير الله أو شيء منها، كالذي يدعو الأموات أو النجوم أو الأنبياء أو الملائكة، يستغيث بهم وينذر لهم، يذبح لهم، هذا الشرك.

    وهكذا من جحد شيئاً مما أوجبه الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون كالذي يجحد وجوب الصلاة، أو يجحد وجوب الزكاة، أو يجحد وجوب صوم رمضان، أو يجحد وجوب الحج مع الاستطاعة، أو يستحل ما حرم الله من الأمور المعروفة من الدين بالضرورة، مما أجمع المسلمون على تحريمه كالزنا والخمر فيقول: الزنا حلال أو الخمر حلال، أو يقول: عقوق الوالدين حلال. هذا كفر أكبر، لا يصلى عليه، ولا يستغفر له، ولا يحج عنه، ولا يتصدق عنه؛ لأنه مات على غير الإسلام، ما دام بين المسلمين قد سمع القرآن ورأى المسلمين، ورأى أعمالهم، هذا غير معذور قد قامت عليه الحجة؛ لأن الله يقول سبحانه: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19]، من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، قال الله سبحانه: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ [إبراهيم:52]، ولأنه جاهل ما تعلم ولا سأل وأمره إلى الله، لكن هذا حكمه في الدنيا، مثل: عامة كفار قريش الذين قتلوا في يوم بدر وفي غيره أو ماتوا في مكة عامة الكفار النصارى، كفار اليهود كلهم جهال، لكن لما رضوا بما هم عليه ولم ينقادوا لما بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم ولم يلتفتوا إليه صاروا كفاراً، فنسأل الله العافية والسلامة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088966023

    عدد مرات الحفظ

    780204605