إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (504)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله إلى لقاء طيب مبارك يجمعنا بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ أجمل ترحيب، فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    ====

    السؤال: هذا سائل للبرنامج لم يذكر الاسم في هذه الرسالة، السائل يقول من السودان (ص. أ. ي) يقول: لقد وجدت في كتاب الأسماء والصفات، أو أسماء الله الحسنى، وجدت فيه حكاية أو قصة عن سيدنا موسى عليه السلام، وكان النص كالآتي: كان موسى عليه السلام يرعى غنماً له في واد به ذئاب كثيرة، وكان عليه الصلاة والسلام مرهقاً شديد التعب فتحير من أمرين: إن أراد النوم أكلت الذئاب غنمه ولا يستطيع أن يرعى بالغنم؛ لأن النعاس ملك عينيه، وعندما استيقظ وجد ذئباً من الذئاب واضعاً عصاه على عاتقه ويرعى الغنم، فتعجب موسى عليه السلام، وحمد الله وأثنى عليه، فأوحى الله إليه: (يا موسى! كن لي كما أريد أكن لك كما تريد) ، سماحة الشيخ هل هذه القصة صحيحة ويمكن للإنسان أن يقولها للناس أم لا، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد: فهذه قصة لا أعراف لها أصلاً، وأخبار بني إسرائيل مثلما قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فيها الطيب والخبيث، فيها الصدق والكذب، فلا يصدق منها إلا ما جاء في القرآن الكريم أو صحت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    ولكن المعنى صحيح، فإن من حفظ الله واستقام على دينه حفظه الله، في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـابن عباس : (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك) فمن حفظ الله واستقام على دينه يسر الله أمره وحفظ عليه شأنه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]، فهو سبحانه وتعالى يحفظ أولياءه ويصونهم، ويكفيهم شر الأعداء، يقول عز وجل: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ [الحج:40-41]، ويقول عز وجل: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]، فمن حفظ الله حفظه الله.

    فأنت -يا عبد الله- عليك أن تستقيم على دين الله، وأن تؤدي حق الله، وأن تبتعد عن محارم الله، وأن تأخذ بالأسباب، عليك أن تأخذ بالأسباب والله يعينك وينفع بأسبابك.

    فالذي عنده الغنم يجب أن يعتني بالأسباب بأن يرعاها ويلاحظها أو يجعل فيها الراعي الذي يلاحظها، ولا مانع أن يتخذ فيها كلباً فيعين على حفظها بنباحه إذا رأى المستنكر، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رخص في الكلب للصيد وللماشية-يعني: للغنم- وللزرع، ولعل هذه الحكاية إن صحت يكون هذا الذئب جنياً مؤمناً في صورة ذئب ليحرس هذه الغنم، فإن الجن يتصورن بالذئاب، يتصورون بالكلاب ، يتصورون بغير ذلك، يتصورون بالسنور وهو الهر، ويتصورون بغير هذا، فإن صحت الحكاية فقد يكون ذئباً وهو جني لكن تصور بصورة الذئب ليحفظ الغنم ويصونها عن الذئاب الأخرى.

    وبكل حال فالله جل وعلا يتولى أولياءه بالنصر، فإذا غلب ولي الله بالنوم أو بشيء آخر قد يصون الله غنمه ويبعد عنها الذئاب ويكلؤها سبحانه وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087873133

    عدد مرات الحفظ

    774519073