إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (500)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.

    ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    في مطلع هذا اللقاء أرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز ، أهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: وفيكم.

    ====

    السؤال: هذا السائل (ج. ر) من بريدة يقول: أسأل عن فضل الذكر وعن منزلته، مثلاً: هل أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هل تذكر على هذه الصفة، أو أقول: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، ثم أنتهي وأقول: الحمد لله ثلاثاً وثلاثين؟ وجهوني بهذا جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالذكر له شأن عظيم، وهو من أفضل الأعمال، وأفضله قراءة القرآن، أفضل الذكر كلام الله عز وجل، ثم ما شرعه الله لعباده من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله والدعاء، كله من الذكر، يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]، ويقول جل وعلا: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، ويقول جل وعلا: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ [الأحزاب:35] إلى أن قال سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35]، وقال جل وعلا: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبق المفردون، قالوا: يا رسول الله! ما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) يعني: ليلاً ونهاراً، على طهارة وعلى غير طهارة.

    فهذا يبين لنا فضل الذكر، وأنه ينبغي للمؤمن أن يكثر منه ولو كان على غير طهارة، الذي يحتاج إلى طهارة قراءة القرآن، لا يقرؤه الجنب، ولا يمس المصحف من كان محدثاً، وأما بقية الأذكار يقولها المحدث وغير المحدث، التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، قول: لا حول ولا قوة إلا بالله والاستغفار، كل هذا ذكر.

    والذكر بعد الصلاة أنت فيه مخير، إن شئت أفردت وإن شئت جمعت وقلت: (سبحان الله والحمد لله والله أكبر) ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم تقول تمام المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، وإن شئت أفردت تقول: سبحان الله سبحان الله سبحان الله، ثلاثاً وثلاثين، ثم تقول: الحمد لله ثلاثاً وثلاثين، ثم الله أكبر ثلاثاً وثلاثين، الأمر في هذا واسع.

    ولك نوع آخر، وهو أن تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة وعشرين مرة، وتزيد فيها لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خمسة وعشرين مرة بعد كل صلاة، أنت مخير بين هذا وهذا.

    ثم تقرأ آية الكرسي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، ثم تقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد كل صلاة وتكررها ثلاثاً بعد المغرب والفجر وعند النوم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من التسبيح: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)، وإذا تيسر لك أن تقرأ القرآن فالقرآن أفضل الذكر، عن ظهر قلب أو من المصحف، فذلك من أفضل الأعمال، كلام الله هو أفضل الذكر ولك بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088959541

    عدد مرات الحفظ

    780165124