إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (487)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    السؤال: مع مطلع هذه الحلقة نعود إلى رسالة المستمع ابن دامري من كركوك حيث عرضنا بعد أسئلة له في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: أسألكم عن الصلاة في المساجد التي فيها قبور، هل يجوز ذلك أو لا وما هو السبب جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فلعنهم على الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد، فدل ذلك على أن الصلاة عندها معصية كبيرة، والشيء الذي لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فاعله يكون معصية لا يصح ولا يقبل، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، خرجه الإمام مسلم في صحيحه، والأول أخرجه الشيخان في الصحيحين، فالرسول صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذها مساجد، ونهى عن اتخاذها مساجد والصلاة عندها، فعلم بذلك أن الصلاة غير صحيحة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من فعلها، ونهى عن فعلها، والعلة في ذلك أن اتخاذ المساجد على القبور والصلاة عند القبور وسيلة للشرك، وسيلة لعبادة أهلها من دون الله، والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم، فيقع الشرك الأكبر، فإنه إذا بنى عليه مسجداً غلا فيه العامة، وقالوا: هذا ما بني عليه المسجد إلا لأنه كيت وكيت، إلا لأنه ينفع المريض، ويقضي الحاجة، يشفع لنا عند ربنا في كذا فيدعونه من دون الله.

    وهكذا الصلاة عند القبور ولو من غير بناء، الصلاة عندها أيضاً من اتخاذها مساجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) ، فمن قصد أن يصلي عند القبر فقد اتخذه مسجداً.

    فالقبر يسلم عليه ويدعى لصاحبه، لكن لا يتخذ محلاً للصلاة ولا محلاً للقراءة، ولكن يزور المؤمن أخاه المؤمن في المقبرة، ويسلم عليه ويدعو له، لكن لا يصلي عند قبره ولا يبني عليه مسجد ولا قبة، كل هذا منكر، يقول عليه الصلاة والسلام لما أخبرته أم سلمة وأم حبيبة بكنيسة رأتاها في أرض الحبشة وما فيها من الصور، قال: (أولئك -يعني: النصارى- إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور -ثم قال صلى الله عليه وسلم-: أولئك شرار الخلق عند الله)، فأخبر أنهم شرار الخلق بأسباب بنائهم على القبور واتخاذها مساجد والصلاة عندها، ثم قد يصورون الصور ويجعلونها فوقها زيادة في الفتنة، يصورون صورة صاحب القبر ويجعلونها على قبره وفي مسجده، حتى تكون الفتنة أعظم، والصور قد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فاعلها، ففي الصحيحين: (أنه صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله والمصور) ، هكذا رواه البخاري في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه لعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة ولعن المصور).

    وقال عليه الصلاة والسلام: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم).

    فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا البناء على القبور واتخاذها مساجد أو تجصيصها أو جعل القباب عليها، كل هذا منكر، تجعل ضاحية شامسة في المقبرة لا يبنى عليها شيء، ولا تجصص ولا يتخذ عليها الستور ولا قبة بل ضاحية، كما كانت قبور الصحابة في المدينة هكذا وفي مكة هكذا، فهذا هو الواجب، أما ما أحدثه الناس من البناء على القبور، واتخاذ القباب عليها، فهذه بدعة منكرة ومحرمة والواجب هدمها، الواجب على ولاة الأمور إذا كانوا منقادين للشرع أن يهدموها ويزيلوها، والواجب على كل مسلم أن يعبد الله وحده، وأن يخصه بالعبادة دون كل ما سواه جل وعلا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088951771

    عدد مرات الحفظ

    780094342