اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (58) للشيخ : أبوبكر الجزائري
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع الباب الثالث: وهو باب الأخلاق، ومع خلق التوكل، فاللهم اجعلنا من المتوكلين عليك، وأكسبنا التوكل يا رب العالمين!
قال المؤلف غفر الله له ورحمه: [الفصل الثالث: في خلق التوكل على الله تعالى والاعتماد على النفس:
المسلم لا يرى التوكل على الله تعالى في جميع أعماله واجباً خلقياً فحسب، بل يراه فريضة دينية] فالمسلم الواعي الحسن الإسلام لا يرى التوكل على الله تعالى في جميع أعماله واجباً خلقياً فحسب، بل يراه فريضة دينية [ويعده عقيدة إسلامية، وذلك لأمر الله تعالى به في قوله: وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [آل عمران:122] وقوله: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23]؛ لهذا كان التوكل المطلق على الله سبحانه وتعالى جزءاً من عقيدة المؤمن بالله تعالى] فالتوكل جزء من عقيدة المؤمن الصادق الإيمان.
فالتوكل عند المسلم إذاً هو عمل وأمل] التوكل عند المسلم الحق عمل وأمل [مع هدوء قلب وطمأنينة نفس، واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً] التوكل عندكم أيها المسلمون عمل وأمل، مع هدوء قلب وطمأنينة نفس، واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، فالتوكل عند المسلم العارف بربه هو عمل وأمل مع هدوء قلب وطمأنينة نفس، فباسم الله، يحرث الأرض وأمره إلى الله، ونفسه مطمئنة لله الذي يرزقه الحصاد والثمار، واعتقاده جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، مهما كانت الوسائل، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأتقنه، سواءً كان عبادة أو زراعة أو صناعة.
مما سبق علمنا أن التوكل عمل وأمل، وكانت نظرة المسلم الصحيح إلى الأسباب: التي يكون بها الشيء، والاعتماد عليها وحدها فقط، واعتبارها هي كل شيء في تحقيق المطلوب كفر وشرك بالله يتبرأ منه، كما أن ترك الأسباب المطلوبة لأي عمل وإهمالها وهو قادر على إعدادها وإيجادها فسق ومعصية يحرمهما، ويستغفر الله تعالى منهما، فالملاحدة، والمشركون والعلمانيون يعتبرون الأسباب فقط، وليس وراء السبب شيء، وهذا خطأ فاحش، فكم وكم من سبب ما أنتج!!
أما المؤمن الحق والمسلم الصادق الإسلام فيعتبر الأسباب طاعة لله عز وجل أمره بها، ولا يعتقد أنها هي التي توجد وهي التي تخلق، بل الله الذي يوجد ويخلق.
فإنكار الأسباب والتكذيب بها وعدم إيجادها وإعمالها فسق ومعصية محرمة، واعتقاد أن السبب هو الذي ينتج ويوجد كفر وشرك بالله عز وجل.
فسبب إثمار النخلة سقيها، وتأبيرها إذا أطلعت وتشققت، فنظرة المسلم إلى الأسباب هي: أن الاعتماد عليها وحدها واعتبارها هي كل شيء في تحقيق المطلوب كفر وشرك بالله عز وجل فيتبرأ منه المسلم، وأن ترك الأسباب المطلوبة لأي عمل وإهمالها وهو قادر على إعدادها وإيجادها فسق ومعصية يحرمهما، ويستغفر الله تعالى منهما. هذه هي عقيدة المسلم.
أولاً: يعد الأسباب بأكبر عناية، فهو يعرف أن هذه الأسباب أمر الله بها، فهو يطيع الله عز وجل في هذا، غير معتمد على الأسباب وأنها هي التي تنتج، فكم من متزوج ما وجد له ولد، وكم من تاجر ما ربح؟!
ومثال آخر: فقد انتظر صلى الله عليه وسلم أمر ربه في الهجرة]، انتظر صلى الله عليه وسلم أمر ربه في الهجرة إلى المدينة، فلم يهاجر إلا بإذنه [فما هي الترتيبات التي أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهجرته؟] ما هي الترتيبات التي أخذها صلى الله عليه وسلم لما جاءه الإذن بالهجرة إلى المدينة؟
[إنها: أولاً: إحضار رفيق من خيرة الرفقاء ألا وهو صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، -اختاره- ليصحبه في طريقه إلى دار هجرته] وهذا سبب.
[ثانياً: إعداد زاد السفر من طعام وشراب، ربطته أسماء بنت أبي بكر بنطاقها حتى لقبت بـذات النطاقين ] هذه أسماء أخت عائشة بنت أبي بكر الصديق شقت حزامها شقين: فربطت الطعام والزاد للرسول بنصفه، واحتزمت بنصفه الآخر، فعرفت بـذات النطاقين .
[ثالثاً: إعداد راحلة ممتازة للركوب عليها في هذا السفر الشاق الطويل] لم يقل نتوكل على الله ونخرج، وسيأتيني في الطريق بعير ولكنه أعده.
[رابعاً: إحضار خريت (جغرافي) عالم بمسالك الطريق ودروبها الوعرة ليكون دليلاً وهادياً في هذه الرحلة الصعبة] والخريت هو الجغرافي، يسمونه خريتاً، أي خرت الأرض. أما الدليل فإنه يمشي أمامك فقط، لكن الخريت عالم بكل مصاعب ومتاعب الطريق. وهنا تلاحظ الأسباب، فلم يفرط رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.
[خامساً: ولما أراد أن يخرج من بيته الذي طوقه العدو وحاصروه فيه؛ حتى لا ينفلت منه] اجتمعت قريش في دار الندوة واتخذوا قراراً بقتل محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد ما عانوا وما لاقوا من ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وخافوا انتشار هذه الدعوة، فاجتمعوا في ناديهم واتخذوا قراراً أجمعوا فيه على قتل محمد صلى الله عليه وسلم، أما حبسه فما يجزيهم، وطرده وإخراجه يوجب أن يتجمع عليهم في الخارج ثم يدخل من جديد، والذي أرشدهم لهذا وهم يتداولون هو أبو مرة عليه لعنة الله، فقد دخل عليهم في صورة نجدي العمامة والهيئة الحسنة، وأهل نجد أولوا بصائر وفهوم حتى اليوم، فقالوا: إذاً نترك الأمر لهذا الشيخ. فقال: وماذا تقولون؟ قال بعضهم: نريد أن نحبسه. فقال: تحبسونه يأتي إخوانه ويطلقونه. فقالوا: ننفيه من البلاد. فقال: يجمع هناك رجالاً ويأتيكم، ولكن اقتلوه ووزعوا دمه على قبائل العرب؛ حتى لا تستطيع بنو هاشم أن يفعلوا شيئاً، فجاءوا من كل قبيلة بشخص، وطوقوا البيت ينتظرون خرجوه، فكانت الأسباب التي اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم هي الآتية:
[أمر صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن ينام على فراشه تمويهاً على العدو الذي ما برح ينتظر خروجه من المنزل ليفتك به] سبب عجيب هذا! أنام علي مكانه وغطاه بإزاره، وهم ينظرون من الشقوق أن الرسول ما زال نائماً [ثم خرج] وقرأ عليهم الآيات التي إذا قرأها استتر بها ولا يراه أحد، ومنها: يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [يس:1-9]، ورمى بحفنة تراب في وجوههم، فأخذوا يمسحون التراب حتى نجا منهم وبَعُد. وهذه كلها من الأسباب [ثم خرج وترك العدو ينتظر] أي: ينتظر قومته، متى يقوم صلى الله عليه وسلم [من فراشه الذي يتراءى لهم من خلال شقوق الباب].
قال: [سادساً: لما طلبه المشركون واشتدوا وراءه يبحثون عنه وعن صاحبه أبي بكر الصديق الذي فرّ معه، أوى إلى غار ثور، فدخل فيه ليستتر عن أعين طالبيه الناقمين الحاقدين عليه] وهذا من الأسباب أيضاً.
[سابعاً: لما قال له أبو بكر : لو أن أحدهم نظر تحت قدمه لأبصرنا يا رسول الله! قال له: ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! )] لما استفرغ كل طاقته في الأسباب، ولم يبق له إلا التفويض إلى الله، قال: ( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟! )، ونزل في ذلك قرآن: إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40]، وهكذا إذا أدى المؤمن الأسباب المشروعة إيماناً واعتقاداً في أن الأسباب شرعها الله وتوكل عليه نجح في عمله، وستسمعون أقوال المبطلين الذين يعرضون عن الأسباب [فمن خلال هذه الحادثة التي تجلت فيها حقائق الإيمان والتوكل معاً يشاهد أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا ينكر الأسباب، ولا يعتمد عليها] فقد كان يرتب جيشه صلى الله عليه وسلم حتى يفرغ من الأسباب ثم يرفع يديه إلى السماء يا رب! وهذا هو المطلوب منا: ألا ننكر السبب، وألا نعول عليه أبداً [وأن آخر الأسباب للمؤمن اطراحه بين يدي الله، وتفويضه أمره إليه في ثقة واطمئنان .. إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما استنفذ جميع الوسائل في طلب النجاة حتى حشر نفسه الذي طلب النجاة لها في غار مظلم تسكنه العقارب والحيات، قال في ثقة المؤمن ويقين المتوكل لصاحبه لما ساوره الخوف قال: ( لا تحزن إن الله معنا، ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟! ).
[ومن هذا الهدي النبوي والتعليم المحمدي اقتبس المسلم] المسلم الحق، حسن الإسلام الذي آمن بالله وعرفه وعرف محابه ومكارهه، وجاهد نفسه في فعل المحاب وترك المكاره [ نظرته تلك إلى الأسباب، فليس هو فيها مبتدعاً ولا متنطعاً، وإنما هو مؤتسٍ ومقتدٍ] مؤتسٍ بالرسول ومقتدٍ به صلى الله عليه وسلم.
وإنما المسلم إذ يقول بوجوب الاعتماد على النفس في الكسب والعمل يريد بذلك أنه لا يظهر افتقاره إلى أحد غير الله، ولا يبدي احتياجه إلى غير مولاه، فإذا أمكنه أن يقوم بنفسه على عمله فإنه لا يسنده إلى غيره، وإذا تأتى له أن يسد حاجته بنفسه، فلا يطلب معونة غيره ولا مساعدة أحد سوى الله تعالى؛ لما في ذلك من تعلق القلب بغير الله، وهو ما لا يحبه المسلم ولا يرضاه].
ثم قال: [والمسلم في هذا هو سالك درب الصالحين] والدرب هو الطريق [وماضٍ على سنن الصديقين، فقد كان أحدهم إذا سقط سوطه من يده وهو راكب على فرسه ينزل إلى الأرض ليتناوله بنفسه ولا يطلب من أحد أن يناوله إياه] هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم أبو بكر رضي الله عنه، فإذا سقط سوطه وهو على فرسه نزل وتناوله؛ حتى لا يحتاج إلى غير الله [وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع المسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وألا يسأل أحداً حاجته غير الله] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع المسلم ويعاهده على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وألا يسأل أحداً حاجته غير الله، حتى لا يقبل على غير الله أبداً، إلا عند الضرورة القصوى [والمسلم إذ يعيش على هذه العقيدة من التوكل على الله، والاعتماد على النفس يغذي عقيدته هذه وينمي خلقه ذلك بإيراد خاطره من الوقت إلى الوقت على هذه الآيات النورانية القرآنية] التي تساعد على التوكل [والأحاديث النبوية التي استمد منها عقيدته واستوحى منها خلقه، وذلك كقول الله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ [الفرقان:58]]، أما حي يموت فلا ينفعك التوكل عليه؟ والذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا هو الله جل جلاله، وكل مؤمن ومؤمنة يجب أن يأتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتوكل على الحي الذي لا يموت.
[وقوله: وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ [آل عمران:173]] يكفينا الله وهو نعم الوكيل لسنا في حاجة إلى غيره [وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران:159]] فالذين يفوضون الأمر في النجاح إليه ويأتون بالأسباب كما أذن فيها وشرعها، لا يتخلون عن الأسباب فيفسقون، ولا يعتمدون عليها فيشركون ويكفرون [وكقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً -أي: جياعاً- وتروح بطاناً -أي: شباعاً- )]، الطير يخرج من عشه ووكره وهو جائع، يبحث عن الأسباب ليشبع، فما يرجع في المساء إلا وهو شبعان، توكل وعمل، لم يقل: يكفيني ربي وأنا في العش، فتأملوا هذا الحديث [وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خرج من بيته: ( باسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله )] أول ما يخرج رجله للعتبة يقول: ( باسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله )، ثم يمشي إلى العمل، سواء كان عبادة أو دنيا [وقوله صلى الله عليه وسلم في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب] هناك ملايين البشر، بل مليارات لن يدخل منهم الجنة دار السلام أحد بدون حساب ولا عذاب إلا هؤلاء.
وهؤلاء: [( هم الذي لا يسترقون )]، أي: لا يقول لك ارقني أبداً، ولا يرقي نفسه، بل يريد أن يمرض في حب الله [( ولا يكتوون )] يعني: لا يتعالجون من طبيب إلى طبيب ومن مستشفى إلى آخر [( ولا يتطيرون )]، ليس عندهم شؤم ولا طيرة، وإنما كل شيء بقضاء الله وقدره [( وعلى ربهم يتوكلون )] فاللهم اجعلنا منهم، اللهم اجعلنا منهم، اللهم اجعلنا منهم.
نسأل الله عز وجل ضارعين في هذا المجلس المبارك أن يغفر ذنوبنا، ويستر عيوبنا، ويفرج كروبنا ويشفي مرضانا.
اللهم يا حي يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض، يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم! هذه أكفنا قد رفعناها إليك ضارعين سائلين فاغفر لنا وارحمنا، واعف عنا وعافنا، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، واكشف ضر من هو مريض فينا وبيننا، وعلم جاهلنا واهد ضالنا، واغفر ذنوبنا يا أرحم الراحمين! واستر عيوبنا يا ولي المؤمنين! واحفظ لنا هذه النعمة التي أنعمت بها علينا في هذه الديار، اللهم احفظها، اللهم احفظها وزدها يا رب العالمين. واحفظ هذه الحكومة بحفظك، وارعها برعايتك، اللهم لا ترنا فيها مكروهاً يا حي يا قيوم، وارزق عبادك المؤمنين التوبة إليك، والرجوع إلى كرامتك وسعتك يا رب العالمين، واهدِ كل مؤمن ومؤمنة، واغفر لكل مؤمن ومؤمنة، وارحمنا أجمعين.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (58) للشيخ : أبوبكر الجزائري
https://audio.islamweb.net