اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (141) للشيخ : أبوبكر الجزائري
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، أما بعد..
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي الجامع للشريعة الإسلامية بكاملها: عقائد وآداب وأخلاق وعبادات وأحكام، وقد انتهى بنا الدرس إلى المادة الخامسة في بيع أصول الثمار؛ لأننا ما زلنا في البيوع.
قال: [المادة الخامسة: في بيع أصول الثمار: إذا باع المسلم نخلاً أو شجراً] تفاحاً أو رماناً أو برتقالاً [فإن كان النخل قد أُبِّر] أطلع وأُبر [والشجر قد ظهر ثمره؛ فإن الثمرة للبائع إلا أن يشترطها المشتري، وإلا فهي للبائع] فإذا اشتريت بستاناً قد أطلع نخله وأُبر فالثمرة للبائع؛ لأنه باع النخل وما باع الثمرة، وإذا كانت حديقة كلها رمان أو تفاح أو برتقال وقد أثمرت فهي للبائع، اللهم إلا إذا اشترى المشتري هذا البستان على أن ما به من الثمرة هو له ووافق البائع فلا حرج، ودليل هذا الحكم الشرعي: [قوله صلى الله عليه وسلم: ( من باع نخلاً قد أُبِّرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع )] فيقول: أشتري منك البستان وما فيه من ثمار.
إذاً: إذا باع المسلم نخلاً أو شجراً، فإن كان النخل قد أطلع وأبر، والشجر قد ظهر ثمره فالثمرة للبائع إلا أن يشترط المشتري، ودليلنا في هذه القضية هو حكم الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ قال: ( من باع نخلاً قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع ) فإذا اشترط فهي له.
[أولاً: الربا] ما تعريفه؟ [هو الزيادة في أشياء من المال مخصوصة] تعريف الربا: الزيادة في أشياء مخصوصة من المال.
[وهو نوعان: ربا فضل وربا نسيئة].
إذاً: حقيقته أن يكون لإنسان على آخر دين مؤجل بأسبوع أو بسنة أو بسنتين أو بعشر، وعندما يحل أجله يقول له: إما أن تدفع لي ما في ذمتك أو أن أزيد عليك.
[فإذا لم يقضه زاد عليه شيئاً من المال وانتظره مدة أخرى] وهكذا تأتي المدة الأخرى فيقول له: سدد وإلا أزيد، فيزيد [وهكذا حتى يتضاعف في فترة من الزمن إلى أضعاف] وأهل الجاهلية كان رباهم أفضل من ربا المعاصرين المدنيين، لماذا؟ لأن ربا الجاهلية -كما علمت- إذا كان لي عليك مليون على أن تسدده بعد سنتين، ثم جاءت السنتين وما سددته قلت لك: إذاً أزيدك شيئاً وأؤخرك إلى سنة أخرى، أما الربا اليوم فهو مباشر، بمجرد أن تأخذ المائة ألف يزيدون عليك مبلغ كذا من المال.
[ومن ربا الجاهلية أيضاً: أن يعطيه عشرة دنانير مثلاً بخمسة عشر إلى أجل قريب أو بعيد] كما هي البنوك. وهذا نوع من الربا أيضاً: أن يعطيه عشرة دنانير مثلاً بخمسة عشر إلى سنة أو سنتين أو شهر أو شهرين، المهم إلى أجل. فلا يجوز لك أن تقول لأخيك: أقرضني ستة آلاف ريال إلى الحج وسوف أسددها، فلما يأتي الحج تقول له: مع الأسف ما عندي، زيد علي مبلغ وأجلني للحج المقبل. هذا ربا الجاهلية.
والنوع الثاني الذي عليه الناس: أن يقول: أعطني عشرة آلاف ريال إلى أجل أرد لك أحد عشر ألفاً مباشرة.
[وربا النسيئة: وهو بيع الشيء الذي يجري فيه الربا كأحد النقدين، أو البر أو الشعير، أو التمر بآخر مما يدخله الربا نسيئة] من ربا النسيئة بيع الشيء الذي يجري فيه الربا كأحد النقدين: الذهب والفضة، أو البر أو الشعير، أو التمر بآخر مما يدخله الربا نسيئة [وذلك كأن يبيع الرجل قنطاراً تمراً بقنطار قمحاً إلى أجل مثلاً، أو يبيع عشرة دنانير ذهباً بمائة وعشرين درهم فضةً إلى أجلٍ مثلاً] هذا أيضاً ربا النسيئة.
إذاً: من ربا النسيئة بيع الشيء الذي يجري فيه الربا كأحد النقدين: الذهب والفضة، أو البر والشعير، أو التمر بشيء آخر بزيادة، وذلك كأن يبيع الرجل قنطاراً من تمر بقنطار قمح إلى أجل، وهذا لا يجوز، لا بد يداً بيد.
أو بيع عشرة دنانير ذهب بمائة وعشرين درهم فضة إلى أجل، فهذه الأصناف التي يدخلها الربا لا تباع إلا يداً بيد: ذهب بفضة يداً بيد، تمر بتمر يداً بيد، شعير بقمح يداً بيد، لا يجوز التأخير، فقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في بيان تحريم الربا: ( لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ) الكاتب في البنك آثم، والشاهدان آثمان [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( درهمٌ ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ست وثلاثين زنية )] من يسمع هذا من الليلة لا يذهب إلى البنك أبداً: ( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ) أنه حرام وأنه ربا ( أشد من ستة وثلاثين زنية ) يزنيها. أخرجه أحمد بإسناد صحيح [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( الربا ثلاثة وسبعون باباً، أيسرها -أسهلها- أن ينكح الرجل أمه )] لا حول ولا قوة إلا بالله، أيسرها أن ينكح الرجل أمه! [( وإن أربى الربا عرض رجل مسلم )] أربى الربا عرض الرجل المسلم تأكله بالسب والشتم والتعريض والتقبيح [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( اجتنبوا السبع الموبقات -أي: المهلكات- قيل: يا رسول الله! ما هي؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )] يقذف مؤمنة بالزنا وغير ذلك مستهيناً بالأمر، فالموبقات سبعة؛ اللهم لا تجعلنا من أهل واحدة منها فضلاً عنها كلها.
إذاً: من حكم تحريم الربا: أولاً: المحافظة على مال المسلم لئلا يؤكل بدون حق، فالمسلم ولي الله، ولا يرضى الله أن يؤكل مال عبده ووليه بغير حق.
ثانياً: توجيه المسلم إلى استثمار ماله في أوجه من المكاسب الشريفة -حتى ينمو ماله ويحفظ- الخالية من الاحتيال والخديعة والبعيدة عن كل ما يجلب المشاقة بين المسلمين والبغضاء، وذلك كالفلاحة؛ فإذا كان عندك مال اشتر مزرعة واغرس فيها نخلاً للزراعة، أو ابنِ مصنعاً واعمل فيه لينتج لك، والتجارة الصحيحة النظيفة أيضاً توفر المال وتزيد فيه، أما الربا فهو من حيل الشيطان ومكره والعياذ بالله.
إذاً: حكمة تحريم الربا: سد الطرق المفضية بالمسلم إلى عداوة أخيه المسلم ومشاقته والمسببة له بغضته وكراهيته.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ [يونس:23] أي: ظلمكم. عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس:23] فلا تظلموا. وآكل الربا ظالم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الظلم ) أي: ابتعدوا عنه، وتجنبوه، لم يا رسول الله؟ قال: ( فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )، والظلمات لا تكون إلا في جهنم، ليس في الجنة أبداً.
( واتقوا الشح ) أي: احذروا الشح وابتعدوا عنه، لم؟ قال: ( فإنه أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) فالمرء يعالج نفسه حتى لا يكون شحيحاً أبداً، بل يكون سخياً ليناً طيباً.
[ويداينه] والمداينة البيع أو الشراء إلى أجل [وينتظر ميسرته] لما يتيسر عليه يأخذ منه [وييسر عليه ويرحمه ابتغاء مرضاة الله، وفي هذا ما يشيع المودة بين المسلمين، ويوجد روح الإخاء والتصافي بينهم].
الطريق هو: أن نسلم إسلاماً حقيقياً، نخرج من دائرة الإسلام الصوري، الإسلام الاسمي فقط، ونسلم قلوبنا ووجوهنا لله حقيقة.
أولاً: ومن ثَمَّ أهل كل حي في المدينة وأهل كل قرية يجتمعون في مسجدهم الجامع الذي يوسعونه حتى يتسع لأفراد الحي أو أفراد القرية نساءً ورجالاً وأطفالاً -كما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده الجامع؛ ليجمع فيه المسلمين نساءً ورجالاً وأطفالاً- فيجتمعون بعد صلاة المغرب كاجتماعنا هذا كل ليلة من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، ليتعلموا الكتاب والحكمة، وليخرجوا من دائرة الجهل المظلمة، فيزول الجهل الذي يحمل على الفسق والفجور والخيانة والكذب والباطل؛ ليورث العلم الذي من علمه عرف ربه فطلب رضاه، وأعرض عن أوساخ الدنيا وشرورها، ولا تقولوا هذا ليس ممكناً، فاليهود والنصارى الأغنياء في أوروبا وأمريكا إذا دقت الساعة السادسة مساءً أوقفوا العمل وذهبوا إلى دور السينما والملاهي والملاعب والمراقص، ونحن أين نذهب وقد آمنا بالله وعرفنا لقاءه وبين أيدينا كتابه ونور رسوله؟ إلى المسجد الجامع.
فإذا دقت الساعة السادسة توضأ أنت وأهلك واخرج إلى بيت الله في الحي أو القرية، وذلك كل ليلة وطول العام، ولا يتخلف إلا مريض أو ممرض فقط، فلا يبقى في القرية أو الحي جاهل ولا جاهلة إلا عرفوا ربهم وأحبوه وخافوه وأصبحوا أهلاً لأن يطيعوه وأطاعوه، ومن ثَمَّ والله ما يبقى زنا ولا ربا ولا غش ولا خداع ولا سب ولا شتم فضلاً عن القتل والضرب كأمة أو كأسرة واحدة.
وبعد العام يضعون صندوقاً من حديد في محراب المسجد، وتُكون لجنة من الإمام والمربي ورجل الحي أو شيخ القرية، وهذه اللجنة المكونة من ثلاثة أنفار يعلنون لأهل الحي أو القرية: أن من زاد عن قوته دينار أو درهم فليضعه في هذا الصندوق، وهو محفوظ بحفظ الله، فأهل القرية كلهم ربانيون، ولو لم يكن هناك حارس والله لا يُسرق ولا يُؤخذ، وبعد ذلك تجتمع تلك الأموال في الصندوق، ويُعرض على من أراد أن ينمي دخله منهم ومن لم يرد فهو محفوظ له، ويؤخذ ذلك المال وينمى في تجارة، أو في صناعة، أو في فلاحة، وتعود الفوائد على أرباب ذلك المال من أهل الحي أو القرية، ومن احتاج إلى قرض من أهل القرية فها هو الصندوق يأتي ويقترض للشهر والشهرين وحتى للسنة والسنتين، وسوف يرد ذلك؛ لأنه مؤمن عرف ربه، يستحيل أن يأخذ القرض ولا يرده، ومن ثَمَّ انتهى الربا، لا بنوك ولا ربا، ونما مال المسلمين وكثر.
والله لا توجد طريقة سليمة إلا هذه، وهي لا تكلف شيئاً، فإذا دقت الساعة السادسة، ومالت الشمس إلى الغروب، أوقف عملك، وأغلق باب دكانك، وارم مسحاتك يا فلاح، وتوضأ وائت إلى المسجد الجامع بنسائك وأطفالك، ألست مؤمناً؟ ألست تريد الدار الآخرة؟ ألست ربانياً ولي الله؟ ما أنت يهودي ولا نصراني ولا بوذي ولا علماني، أنت عالم بالله عارف بربك تعالى، ائت واجلس من بعد المغرب إلى العشاء واسمع ليلة آية من كتاب الله وليلة حديثاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا تمضي السنة إلا وقد حفظنا مئات الآيات ومئات الأحاديث وأصبحنا علماء ربانيين، نصبر على الجوع، نصبر على المرض، نصبر على الألم لقوة إيماننا.
ولا نتألم للجوع ولا المرض؛ لأننا ربانيون، بل نضع صندوقاً في المحراب وتعلن اللجنة المكونة من الإمام والمربي وشيخ الحارة أو الحي، ويقول: معشر المستمعين! من زاد عن قوته درهماً فليضعه في هذا الصندوق. هل هذا عيب ؟ هل فيه أذى لأحد؟ لم تأخذ ستة ألف ماذا تصنع بها؟ ضعه في هذا الصندوق، ثم بعد ذلك من شاء أن ينمى له درهمه ينمى له ويتوفر ويعطاه، ومن قال: ليس هناك حاجة لي، دعوه عندكم فقط واشتغلوا به ولا حرج، احفظوا رأس مالي فقط، يحفظ رأس ماله ويبارك الله له فيه. فإذا عمت هذه الحال فهل يبقى أحد في الحي يستلف من الآخر يقول له: أقرضني؟ والله ما يبقى أبداً. وهذا يتم بعد مضي سنة. أي: بعد أن نسلم قلوبنا ووجوهنا لله، ونصبح مسلمين ربانيين نقول الصدق ونعتقده ونعيش عليه، لا خيانة ولا غش ولا كذب ولا ربا ولا زنا. عرفتم هذه الحقيقة؟ لم لا تطبق هذه؟
وقد قلت غير ما مرة: لو بلغني أن قرية أو إقليماً وُجد فيه هذه الحال لزرناه وتبركنا بوجودنا معهم، وما المانع؟ أنا لا أدري ما هو المانع! هل الحكومة تمنع؟ والله لا تمنع أبداً، بل تفرح بذلك، ولكن أفوض أمري إلى الله، والله خبير بما يعملون.
الجواب: اعلموا أن علماء الأمة ممن سلف اختلفوا، فبعضهم يقول: مكة أفضل. وبعضهم يقول: المدينة أفضل. ومالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله هو الذي يقول: المدينة أفضل، وغيره كـأحمد والشافعي يقولون: مكة أفضل.
ولا ننس أن الصلاة في مكة بمائة ألف صلاة، وفي المدينة بألف صلاة. ومما فتح الله تعالى به علي -إلهام منه عز وجل- هو ما كتبته وقلته: يا عبد الله! إن كنت قادراً على الصيام والصلاة والتهجد وعبادة الله فعليك بمكة ليتضاعف أجر عملك، وإن أنت كبرت وشخت ومرضت، وما أصبحت قادراً على العبادة فتعال إلى المدينة. لماذا؟ لأن الموت بالمدينة أفضل منه في مكة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أكون له شاهداً أو شافعاً يوم القيامة ). وهذا عمر المبشر بالجنة، المرضي عنه يقول: يا رب! أسألك شهادة في سبيلك، وموتاً في بلد رسولك. فتقول حفصة أم المؤمنين وهي ابنته: يا عمر! كيف يجمع الله لك بين الشهادة -في الهند والأندلس- وأنت في المدينة: فيقول: اسكتي يا حفصة، إن الله على كل شيء قدير. وحقق الله له ذلك، وقتل في محراب رسول الله على يد أبي لؤلؤة المجوسي عليه لعنة الله، ودفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحقق طلبه، فلهذا ادع الله واسأل ما شئت فإن الله على كل شيء قدير.
عرفتم الآن أيهما أفضل مكة أم المدينة؟ قولوا: مكة.
ومتى تكون المدينة أفضل لك؟
عندما تكبر وتعجز، ولا تستطيع أن تصوم أو تقوم، فالمدينة خير لك لتموت فيها، فإن الموت بالمدينة أفضل، حتى تبعث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجواب: الصلاة في الصف الأول أفضل، وبذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمنا وأمرنا وقال: ( أتموا الصفوف الأول فالأول ) والنافلة في الروضة أفضل.
الجواب: عام في الفريضة والنافلة؛ لأنه لم يقل: الصلاة المعهودة الخمس، وإنما قال: (صلاة) بالنكرة ليعم الفريضة والنافلة: ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه )؛ ولهذا إذا صليت النافلة وأنت بالمدينة في بيتك فإنها تكون بألف وكسر، أي: ألف وزيادة؛ لأنه قال: أفضل، وإذا صليت الفريضة في المسجد النبوي فإنها تكون بألف، أما إذا صليتها في غير المسجد النبوي أو في بيتك فوالله ما هي إلا صلاة لا ألف ولا خمسة وعشرين.
لكن النافلة إذا صليتها في بيتك كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يصنع فهو أفضل وهي بألف وكسر.
الجواب: قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( صلاة في مسجدي بألف صلاة )؟ فالمؤمنة إذا صلت في المسجد كانت لها ألف صلاة، وإذا صلت في بيتها لم يكن لها ذلك، كالرجل إذا صلى في بيته فإن له صلاة واحدة، لكن الرسول الكريم يقول: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من المساجد) وهذا لفظ عام؛ لأن خروجها يتسبب عنه بعض الأذى، فلهذا إذا كان لا يلحق المرأة أذى فإنها تصلي في المسجد لا بأس وأفضل، لكن إذا كان يلحقها أي أذى فلا ينبغي، بل تصلي في بيتها.
الجواب: معشر الأبناء والإخوان! نحن نصلي ونسلم على الرسول في أي مكان: في لندن وإلا في مكة، فما أن نصلي ركعتين حتى نقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فنصلي عليه وعلى آله، فيبقى إذا كنت في المسجد النبوي تأتي إلى القبر الشريف وتدنو منه وتسلم، أما إذا كنت غير قريب من القبر فصل وسلم على الرسول وأنت إلى القبلة وغيرها.
لكن كونك تقول من الباب: السلام عليك يا رسول الله! فهذا نضرب له مثلاً: لو كان الرسول موجوداً فهل هناك صحابي يقف من بعيد ويقول: السلام عليك يا رسول الله؟! لا يفعل هذا أحد، لأنه من سوء الأدب، والرسول موته وحياته سواء، فليس هناك حاجة للسلام من بعيد، فلو كان فقط السلام عليك يا رسول الله ومشيت لا بأس تبلغ، لكن أن تقف تدعو وترفع يديك وكذا وأنت بعيد من المسجد فهذا من عمل الجهال، ليس عمل أهل العلم أبداً، والحمد لله، نحن نسلم على الرسول في كل صلاة.
الجواب: لا شيء عليه، ولكن فاته أجر الركعتين.
الجواب: علماء الأمة وفقهاء المذاهب الأربعة أكثرهم على أنه لا يصلي، بل يدخل ويجلس؛ لأن هذه الصلاة تشغله وتشغل غيره عن سماع الخطبة، ومن أهل العلم من يستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو: (أنه كان يخطب ودخل شخص فأراد أن يجلس، فقال له: قم فصل، فصلى ركعتين خفيفتين)، فمن هنا حتى لا نفرق المسلمين: من دخل وجلس فلا حرج، ومن دخل وصلى ركعتين خفيفتين فلا حرج، حتى لا نختلف.
الجواب: هؤلاء يرجعون إلى أهل الحي، وإلى الأقارب، وإلى القرية ليتأكدوا من صحة هذا الخبر، فإذا كانت المصة والمصتان فلا حرج. أما إذا قالوا: لا ندري أو لا نعلم، فلا يبحثون في القضية، بل يتركونها، وإذا قالوا: نعم. رضعت ثلاث رضعات، خمس رضعات، يومين، ثلاثة، ينفصل عنها والأولاد أولاده وأولادها وهي أخته وكفى، فيطعمها ويسقيها أو يزوجها إذا انتهت عدتها؛ لأنها أخته.
الجواب: أولاً: كيف يوجد ساحر بيننا؟ والنص في الشرع يقول: ( يقتل الساحر حيث بان سحره )، كيف نرضى بهذا الساحر في القرية؟ كيف يوجد؟ مستحيل! ثم إن فرضنا وجوده كما هو الواقع فهل يجوز لك أن تذهب إلى الساحر؟ لا يجوز، لا يجوز، لا يجوز، وليس فيه شفاء، وما هي إلا عملية شيطانية، ولا تجوز أبداً، لا يجوز النظر إلى الساحر ولا الجلوس معه ولا الطلب منه شيئاً، وهو ملعون، عليه لعائن الله.
الجواب: خذوا مني لطيفة علمية: أيما مؤمن كان فاسقاً أو فاجراً، أو تاركاً للصلاة، أو عاقاً لوالديه ننظر فيه إذا مرض واشتد مرضه وهو على سرير الموت، هل يقول: لا إله إلا الله ومات على ذلك، عندئذ نحج عنه ونعتمر؛ لأنه سيدخل الجنة: ( من مات وآخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة )، ومن كان فاسقاً فاجراً تاركاً للصلاة مرض ومات ولم يمت على لا إله إلا الله فلا ينفع حج ولا عمرة، ولا يحج عنه ولا يعتمر -والعياذ بالله- فلهذا ينبغي أن يكون في المستشفى عدد من طلاب العلم مهمتهم النزول إلى أسرة المرضى وتلقينهم: لا إله إلا الله، فإن قالها المريض يسكت، وإن تكلم بعد ذلك وقال: أعطوني ماء أو كذا أعادها عليه حتى يموت وآخر كلامه لا إله إلا الله.
فالفاجر والفاسق ما دام من المسلمين توفي وهو يرفع صوته بلا إله إلا الله يُحج عنه ويُعتمر وينفعه الله بذلك، وإن مات -والعياذ بالله- على كلمة غير لا إله إلا الله لا ينفعه حج ولا اعتمار.
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (141) للشيخ : أبوبكر الجزائري
https://audio.islamweb.net