اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (131) للشيخ : أبوبكر الجزائري
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها؛ عقيدة، وآداباً، وأخلاقاً، وعبادات، وأحكاماً.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[المادة الرابعة: في وجوب الإعداد للجهاد] يجب على المؤمنين أن يعدوا عدة الجهاد[ والإعداد للجهاد يكون بإحضار الأسباب، وإيجاد العتاد الحربي بكافة أنواعه، وهو فرض كالجهاد نفسه] الإعداد للجهاد فرض كالجهاد، إذ لا جهاد إلا بالعدة [غير أنه مقدم عليه، وسابق له] الإعداد مقدم على الجهاد، فلا ندخل المعركة إلا بعد أن نعد عتادها [قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [الأنفال:60] ] الآية صريحة في وجوب إعداد العدة، وأسباب الجهاد: وَأَعِدُّوا لَهُمْ أي: للمشركين مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ في حدود طاقتكم وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ كان في السابق رباط الخيل، أما الآن فمطارات الطيران الحربي [وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه: سمعت -يعني: بأذني- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60] ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ) ] القتال بالسيف والحربة انتهى، لكن الرمي فبالرصاص والقنابل والقذائف، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا قبل أن يوجد هذا السلاح [وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر -أي: رجال- الجنة: صانعه يتحسب في صنعته الأجر، والرامي به، ومنبله) وهو الذي يعطيه ( وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ) ] رميكم بالسهام أفضل من الركوب على الخيل [ ( ليس اللهو إلا في ثلاثة )] ثلاثة أمور ليست من اللهو [ ( تأديب الرجل فرسه ) ] وترويضه على الجهاد، فتأديب الإنسان فرسه لهو ولكن ليس من اللهو، ولعب ولكن ليس من اللعب. ثانياً: [ ( وملاعبته أهله ) ] ملاعبة الرجل امرأته على فراشها، أو ملاعبته لأولاده الصغار في المنزل، فهذا ليس من اللهو واللعب. والثالث: [ ( رميه بقوسه أو نبله ) ] أيضاً ليس بلهو ولا لعب، ومعنى هذا أن اللهو واللعب باطلان، فلا ينبغي للمؤمن أن يلهو ويلعب، ولا يجوز اللهو ولا اللعب [وبناء على هذا وجب على المسلمين سواء كانوا دولة واحدة أو دولاً شتى أن يعدوا من السلاح، ويهيئوا من العتاد الحربي، ويدربوا من الرجال على فنون الحرب والقتال ما يمكنهم، لا من رد هجمات العدو فحسب، بل في الغزو في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله، ونشر العدل والخير والرحمة في الأرض. كما وجب أيضاً على المسلمين أن يكون التجنيد إجبارياً بينهم] أي: إلزاماً بينهم [فما من شاب يبلغ الثامنة عشرة من عمرة إلا يضطر إلى الخدمة العسكرية لمدة سنة ونصف، يحسن خلالها سائر فنون الحرب والقتال، ويسجل بعدها اسمه في ديوان الجيش العام، ويكون بذلك مستعداً لداعي الجهاد في أية لحظة يدعوه فيها، ومع صلاح نيته قد يجرى له عمل المرابط في سبيل الله] يبقى أجره دائماً أجر المرابطين في سبيل الله بهذه النية [مادام اسمه في ذلك الديوان العام.
كما يجب على المسلمين أن يعدوا من المصانع الحربية المنتجة لكل سلاح وجد في العالم، أو يجد فيه] مستقبلاً [ولو أدى ذلك بهم إلى ترك كل ما ليس بضروري من المأكل والمشرب والملبس والمسكن] فأكثر الأموال تصرف في السلاح وإعداد المصانع [الأمر الذي يجعلهم يقومون بواجب الجهاد، ويؤدون فريضته على أحسن الوجوه وأكملها، وإلا] إن لم يفعلوا هذا [فهم آثمون، وعرضة لعذاب الله في الدنيا وفي الآخرة].
فعلى سبيل المثال: لو أن إخواننا الفلسطينيين من يوم ما أبعدوا من ديارهم التفوا حول إمام لهم، واجتمعوا حوله، وعبدوا الله معه، واستقاموا على الإسلام، لنصرهم الله عليهم، لكن مع الفرقة والخلاف والنزاع ما ينفع شيئاً، لابد وأن يلتفوا حول إمام شرعي، يبايعونه فلا يعصونه، ولا يخرجون عن أمره ونهيه أبداً، ويقودهم شيئاً فشيئاً، حتى يتقووا ويكملوا، فيقاتل بهم، والله لينصرنهم الله.
الأولى: أن يداهم العدو البلاد.
الثاني: أن يعينه الإمام فيقول له: اخرج، فيجب أن يطيعه.
[المادة السادسة: فيما يلزم لخوض المعركة: لابد للمجاهد عند خوض المعركة من توقع الأحوال الآتية]
الجواب: من أتى المسجد لا يأتيه إلا لعلم يتعلمه أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله، أما الجهاد في عصرنا فلا يوجد، فلو أن أهل إقليم _ككشمير مثلاً_ بايعوا إماماً لهم، والتفوا حوله رجالهم ونساؤهم وأطفالهم، وطبق شرع الله، وعبدوا الله، وأصبحوا أمة قادرة لحاربوا الهند، وانتصروا عليهم، لكن أين الإمامة والعبادة والطاعة؟!
ولو أن إخواننا الفلسطينيين اجتمعوا حول إمام وبايعوه، والتفوا حوله، وقادهم سنة أو سنتين بعبادة الله، فأصبحوا ربانيين، فإن دعاءهم لا يرد، وعند ذلك يقاتل بهم اليهود فينصرهم الله.. وهكذا في كل مكان.
أما قتال بدون إمامة ولا اتحاد ولا طاعة لله، فهذا باطل. فأيما أهل إقليم أو دولة في بلاد المسلمين، تربي رجالها ونساءها وأطفالها على الإسلام، وتقيم دولة الإسلام بينهم خمس سنوات أو ست، ويتحابون ويتوادون، ويعبدون الله ليلاً ونهاراً، ويطبقون شرع الله أحكاماً وآداباً وأخلاقاً وعبادات، يصبحون أمة طاهرة نقية، فلو رفعوا أيديهم إلى الله ليزيل الجبال لأزالها، ثم يبدءون بدول الجوار فأي دولة هابطة دخلوها وطهروها ونقوها، وهكذا ينشرون دعوة الله في الأرض، لكن متى يكون هذا؟!
ولهذا عرف هذا الثالوث الأسود.. الماسونية ومن معها، فهم يعملون على تفسيق المسلمين وتفجيرهم، ونشر الربا والزنا واللواط بينهم، والخيانة والغش والكذب والخداع، والتكالب على الدنيا وأوساخها حتى لا يجتمعون، ولا يتفقون أبداً، ليبقوا دائماً بين أيديهم.
الجواب: له أجر، ولا إثم عليه.
الجواب: من طاف طواف الوداع، ثم أقام بمكة يومين، ينبغي له أن يعيد الوداع، إلا إذا كان معذوراً لعذر من الأعذار فلا شيء عليه، أما إذا كان غير معذور فلابد أن يعيد الطواف، فالمودع يودع ويمشي، أما أن يتخلف ساعة أو ساعتين أو ثلاثاً فلا حرج، فإن بقي يومين أو أكثر فيطوف، فأهل مكة يطوفون الليل والنهار، فالطواف عبادة.
الجواب: يجوز للمسافر على الطائرة أن يفطر في شهر رمضان، وعليه القضاء بعد رمضان، فلقد أذن الله له بذلك، وبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمسافر له رخصة الفطر، وإن لم يفطر؛ لأنه ما احتاج إليه فهو خير له.
الجواب: جدة ميقات لأهلها؛ لأنها بين ميقاتين: ميقات المغرب رابغ، وميقات يلملم اليمن، فجدة لا يجوز الإحرام منها، ومن أحرم منها فقد تجاوز الميقات، وعليه هدي، ومن عجز عن ذبح الشاة يصوم عشرة أيام.
الجواب: التأمين من وضع اليهود والنصارى، ليس من وضع الإسلام؛ لأن المسلمين أمنوا وأمنهم الله، فلا يمكن لمؤمن في قرية من القرى أن يصاب بحادث من الأحداث فيهمل ويترك، سيلتف حوله أهل القرية ويعالجون مرضه، ويسدون حاجته، ويؤمنونه، وهذا عندما كنا مسلمين صادقين، ليس كالحاضر نؤمن على السيارات، أو على الحياة.
أما إذا كنت خارج البلاد الإسلامية فأمن على سيارتك، أما داخل البلاد الإسلامية فما نرى تأميناً أبداً، بل نعود إلى الحق، فأهل القرية يجتمعون في مسجدهم كل ليلة بين المغرب والعشاء، ويدرسون الكتاب والسنة، ويتهذبون ويتربون، ويتعلمون، فيصبحون أمة واحدة طاهرة، فحينئذ يضعون صندوقاً في المحراب، ويقول إمامهم: معشر المستمعين! من زاد على قوته ريالاً واحداً فليضعه في هذا الصندوق، ومن كانت عليه كفارة، ومن كان عليه كذا، فذاك الصندوق ليسد حاجة المحتاجين، فلم نعمل هذا؛ لأننا هبطنا كاليهود والنصارى، وشاركنا في التأمينات على الروح وعلى غيره، وهذا مع الأسف.
الجواب: لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلمت عليه ما يبلغه سلامك فلا بأس، لكن حيثما تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشرق أو الغرب يبلغه سلامك، فلو قلت لشخص: سلم لي على الرسول فقد حرمت نفسك الأجر، فنحن في صلاتنا نقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقد سلمنا عليه وبلغه ذلك، فهل يعقل أنك في كل يوم تسلم على الرسول عشر مرات أو عشرين مرة ثم تقول: يا فلان سلم لي على الرسول؟! فهذا من الجهل وعدم البصيرة.
الجواب: إذا كان هذا الحلي ما اشترته ولا امتلكته إلا للتجمل به والتزين والتحسن فقط، لا للادخار ولا لتبيعه عند الحاجة إليه، فلا زكاة عليها في ذلك، وعلى هذا 75% من علماء المسلمين من الصحابة والتابعين، وإن كان للادخار والحاجة فقد أصبح كنزاً يجب أن يزكى، ومع هذا نقول جمعاً بين القولين لأئمة الإسلام وللحديثين: لو أنها في كل عام تقوم ما عندها بكذا مائة ريال وتزكيها لكان خيراً لها وأفضل، لكن لو لم تفعل فلا شيء عليها أبداً.
الجواب: صلاتها في المسجد النبوي أفضل، وخاصة إذا كانت زائرة، أما إذا كانت من أهل المدينة فصلاتها في بيتها أفضل.
الجواب: النافلة في البيوت أفضل، وبهذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين.
الجواب: المدينة حرام من عير إلى ثور، وعير جبل أسود، وهو وراء أحد، فهذه المساحات كلها حرام، لا يصاد صيدها، ولا يقطع كلؤها، أما الصلاة في المسجد النبوي فهي بألف صلاة، أما في مسجد قباء أو غيره فما هي بألف صلاة أبداً؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( صلاة في مسجدي هذا )، ويشير إليه ( بألف صلاة فيما سواه )، والإمام النووي كان يرى أن الزيادة في المسجد فيها شك، فلابد أن يكون الألف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: (هذا) لكن فتيا عمر سدت الطريق، وذلك لما زيد في المسجد من الجهة الغربية اشتكى الناس، فقال: اسكتوا، هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو بلغ صنعاء اليمن، وهو الحق، والصلاة فيه بألف صلاة.
الجواب: هذا والله ليس توسلاً، بل إنه -والعياذ بالله- جهل مركب، فالتوسل برسول الله يكون بما يلي:
أولاً: بحبه، فإن كنت محباً لرسول الله فأكثر من أن تقول: يا رب! أسألك بحبي لنبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي حاجتي.
ثانياً: بطاعته صلى الله عليه وسلم والعمل بسننه، فتقول: يا رب! طاعة لرسولك أفعل لي كذا وكذا أو اقض حاجتي.
ثالثاً: بالصلاة والسلام عليه، فصل عليه مرة، أو مرتين، أو ألف مرة.. واسأل الله، يعطك الله حاجتك، بتوسلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
أما بقولك: يا رسول الله افعل لي كذا فهذا باطل، وهذا كله من جهل الجاهلين، فلا ينادى الرسول ولا يطلب منه شيء أبداً، وإنما يسلم عليه فقط.
الجواب: حيثما تجد المصاب في أمه، أو أبيه، أو ولده فعزه، سواء كان في المقبرة، أو خارجها، أو في المسجد، أو في البيت، فقل له: أعظم الله أجرك يا فلان، وأحسن عزاءك، واصبر فإن الله مع الصابرين، فهذا يكفي، فلا يشترط أن يكون في البيت أو في المقبرة أو في أي مكان ما.
الجواب: إذا جاءك الوسواس وأنت في الصلاة فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإنه ينصرف، وابتعد عنه، فإنه يبتعد عنك ويتركك، فلا ينفع إلا اللجوء إلى الله عز وجل: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36]، فالشيطان معنا لا يفارقنا الليل والنهار، فهو غضبان وساخط علينا، فنقاومه بالاستعاذة بالله، وبمعاداته، وبفعل طاعة الله ورسوله، حتى يكرب ويحزن.
الجواب: رأينا بعض الناس يحتفلون وهم صعاليك لا يصلون، ولا يشهدون جماعة، ولا يتصدقون، ويحبون الأغاني والباطل، فلو أنه صلى الله عليه وسلم قال: احتفلوا لكان الاحتفال واجباً، لكن مادام أنه عاش عشر سنوات في مكة ولم يأمرهم بأن يحتفلوا بيوم ولادته حتى قبضه الله، وعاش أصحابه وأولادهم ولم يحتفلوا بمولده فلا يجوز المولد، فالمولد وجد في القرن الرابع سنة (425هـ) من طريق النصارى، فإننا تسلينا بهم، واقتدينا بهم، فالمولد باطل وبدعة، فصل ركعتين خير لك من ألف مولد.
الجواب: اللهم يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين، يا ولي المؤمنين، يا متولي الصالحين، هذه أكفنا رفعناها إليك، سائلين ضارعين، نتوسل إليك بحبك وحب رسولك، وطاعتك وطاعة رسولك، أن تشفي هذا المريض، اللهم اشفه، اللهم اشفه وعافه، ورده سالماً معافى يا رب العالمين، واشف كل مريض بيننا وفينا وفي بيوتنا يا رب العالمين، واشفنا ظاهراً وباطناً، اشف قلوبنا وأبداننا يا رب العالمين، إنا عبيدك أبناء عبيدك أبناء إمائك، نواصينا بيدك ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم أن تكشف ضرنا، وتعفو عنا وتعافينا، وتغفر لنا وترحمنا، وتتوفانا وأنت راض عنا، وتدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (131) للشيخ : أبوبكر الجزائري
https://audio.islamweb.net