اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (126) للشيخ : أبوبكر الجزائري
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة -ليلة الخميس من يوم الأربعاء- ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها، عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً.
وقد انتهى بنا الدرس إلى [ الفصل الثالث عشر ] وهو [ في زيارة المسجد النبوي، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في قبره الشريف، وفيه ثلاث مواد ].
[ المادة الأولى: في فضل المدينة وأهلها وفضل المسجد النبوي الشريف ].
المدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودار هجرته، ومهبط وحيه، حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم سيدنا إبراهيم مكة المكرمة، فقال: ( اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وأنا أحرم ما بين لابتيها)] أي: [ حرتيها ] الشرقية والغربية [وقال: ( المدينة حرام ما بين عائر إلى ثور ) ] وجبل عائر أمامنا وثور وراءنا [( فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى ) ] ونصر [ (محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، لا يختلى خلاها)] أي: خلاء المدينة وعشبها ونباتها [ (ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها، إلا لمن أشاد بها )] فإذا أردت أن تعلن عنها فلا بأس، وإذا لم ترد أن تعلن فلا تلتقط أبداً، فلو وجدت مليون ريال في الشارع فإن كان عندك قدرة على أن تعلن عنه للناس فبها ونعمت، وإذا لم يكن عندك قدرة على الإعلان فلا تحمله [ ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها السلاح لقتال ] فلا يحسن برجل أن يحمل فيها السلاح للقتال [ ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره ] فلا حرج [ وقال عدي بن زيد رضي الله عنه: حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريداً من بريد ] أي: أربعة أميال من أربعة أميال [ لا يخبط شجره ولا يعضد إلا ما يساق به الجمل ] أي: تقطع عوداً لتسوق به الجمل [ وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ) ] أي: يدخل في المدينة دخول الحية إلى جحرها [ (لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ). وقال: ( من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل؛ فإني أشهد لمن مات بها )] وشهادة الرسول قيمتها دخول الجنة [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ). وقال صلى الله عليه وسلم: (المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)] قال هذا للذين رحلوا منها إلى الشام واليمن [(لا يدعها )] أي: يتركها [( أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها )] أي: شدتها [ ( وجهدها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة )] الحمد لله.
أهل المدينة وهم جيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمار مسجده، وسكان بلده، والمرابطون في حرمه، والحامون لحماه، متى استقاموا وصلحوا كانوا أعلى الناس قدراً، وأشرفهم مكاناً، ووجب احترامهم وتقديرهم، ولزمت محبتهم وموالاتهم، حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذيتهم، فقال: ( لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء ) ] والعياذ بالله [ وقال: ( لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء ). ودعا لهم صلى الله عليه وسلم بالبركة في أرزاقهم حباً فيها وتكريماً لهم، قال: ( اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم ومدهم ). وأوصى أمته عامة عليهم بخير، فقال: ( المدينة مهاجري، فيها مضجعي، ومنها مبعثي، حقيق على أمتي حفظ جيراني ما لم يرتكبوا الكبائر، ومن حفظهم كنت له شفيعاً وشهيداً يوم القيامة ) .
المسجد النبوي أحد المساجد الثلاثة التي نوه القرآن الكريم بذكرها؛ إذ قال تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ [الإسراء:1]. فإن في لفظ الأقصى إشارة واضحة إلى المسجد النبوي؛ إذ الأقصى اسم تفضيل على القاصي، ومن كان بمكة المكرمة كان المسجد القاصي منه هو المسجد النبوي، والمسجد الأقصى هو بيت المقدس ] فالمسجد النبوي مذكور بالرمز والإشارة في هذه الآية: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى [الإسراء:1]. إذاً: هناك مسجد قاص ألا وهو هذا؛ لأن الآية نزلت قبل وجود المسجد النبوي [ فذكر المسجد النبوي بالإشارة ضمن المسجدين؛ إذ لم يكن أيام نزول الآية الكريمة قد وجد بعد ] فالرسول صلى الله عليه وسلم في مكة لم يهاجر [ وقال صلى الله عليه وسلم في بيان فضله: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ). وجعله ثاني المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، فقال: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ). وخص هذا المسجد بمزية لم تكن لغيره من المساجد، وهي الروضة الشريفة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ). وروي عنه صلى الله عليه وسلم: ( من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتب له براءة من النار، وبراءة من العذاب، وبراءة من النفاق ) ] والحديث فيه ضعف، والعمل به محمود.
[ ولهذا كانت زيارة هذا المسجد للصلاة فيه من القرب التي يتوسل بها المسلم إلى ربه في قضاء حاجاته والفوز بمرضاته تعالى ] فيخرج من الهند .. من الصين .. من أمريكا لزيارة المسجد النبوي؛ تقرباً إلى الله عز وجل.
[ لما كانت زيارة المسجد النبوي عبادة كانت مفتقرة إلى نية كسائر العبادات ] فالذي يريد أن يأتي المسجد النبوي لابد وأن ينوي أنه يتقرب إلى الله بهذه الزيارة؛ إذ كل عبادة لابد لها من نية حتى الوضوء [ إذ الأعمال بالنيات، فلينو المسلم بزيارته للمسجد النبوي للصلاة فيه التقرب إلى الله تعالى ] فلا ينوي فقط أنه ينظر إلى المسجد أو يدخل للصلاة فيه [ والتزلف إليه تعالى طاعة ومحبة، فإذا وصل المسجد متطهراً قدم رجله اليمنى، كما هي السنة في دخول المساجد، وقال: ( باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك ). ثم أتى الروضة الشريفة - إن وجد له متسعاً فيها- وإلا ففي أي ناحية من نواحي المسجد، فصلى ركعتين أو ما فتح الله له من الصلاة ] أربع أو عشر [ ثم يقصد الحجرة الشريفة، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فيقف مستقبل الواجهة الشريفة، فيسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: السلام عليك يا رسول الله! السلام عليك يا نبي الله! السلام عليك يا خيرة خلق الله! السلام عليك أيها النبي! ورحمة الله وبركاته، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، صلى الله عليك وعلى آلك وأزواجك وذرياتك، وسلم تسليماً كثيراً، ثم يتنحى قليلاً إلى اليمين فيسلم على أبي بكر الصديق قائلاً: السلام عليك أبا بكر الصديق ! صفي رسول الله ] صلى الله عليه وسلم [ وصاحبه في الغار، جزاك الله عن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً. ثم يتنحى نحو اليمين قليلاً ويسلم على عمر رضي الله عنه قائلاً: السلام عليك يا عمر الفاروق ! ورحمة الله وبركاته، جزاك الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خيراً، ثم ينصرف، فإذا أراد التوسل إلى الله تعالى بهذه الزيارة فليبتعد قليلاً من المواجهة الشريفة، ويستقبل القبلة ويدعو الله ما شاء ويسأله من فضله ما أراد ] ولا يدعو أمام الحجرة، ولكن يتنحى إلى جهة القبلة ويدعو.
[ وبذلك تكون قد تمت زيارة المسلم للمسجد النبوي الشريف، فإن شاء سافر، وإن شاء أقام، غير أن الإقامة بالمدينة للصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل، ولا سيما وقد ورد الترغيب في صلاة أربعين صلاة في المسجد النبوي الشريف ].
يحسن بالمسلم إذا شرفه الله بزيارة المسجد النبوي، والوقوف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكرمه بدخول طيبة - طيب الله ثراها- يحسن به أن يأتي مسجد قباء للصلاة فيه؛ إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره ويصلي فيه، وكذلك كان أصحابه من بعده، وقال: ( من تطهر في بيته وأحسن الطهور ثم أتى مسجد قباء لا يريد إلا الصلاة فيه كان له كأجر عمرة ). وكان صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين، كما يزور قبور الشهداء بأحد؛ إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج لزيارتهم في قبورهم ويسلم عليهم. وبهذه الزيارة لشهداء أحد يمكنه مشاهدة جبل أحد، الجبل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أحد جبل يحبنا ونحبه ). وقال فيه: ( أحد جبل من جبال الجنة ). واضطرب مرة تحت رجليه ] أي: الجبل اضطرب تحت رجليه [ صلى الله عليه وسلم، وكان معه أبو بكر وعمر وعثمان ، فقال: ( اسكن أحد - وضربه برجله- فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) ] وهذه كافية في فضل أبي بكر وعمر وعثمان ، فقوله: (ما عليك إلا نبي) هو رسول الله، ( وصديق) أبو بكر ، ( وشهيدان) عمر وعثمان [ كما يزور مقبرة البقيع؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم يزور أهله ويسلم عليهم كما ورد في الصحيح؛ ولأنها ضمت آلاف الصحابة والتابعين وغيرهم من عباد الله الصالحين، فيأتيها فيسلم على أهلها قائلاً: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين! أنتم سابقون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية في الدنيا والآخرة، اللهم اغفر لنا ولهم، وارحمنا وإياهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم ) ] وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
الجواب: نعم. فمن يوم أن كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيها والمسلمون في المدينة يصلون فيها كانوا لا يجهلون حدها، فالسواري التي في المسجد النبوي التي أسفلها أبيض تلك حدود الروضة، وما وراء ذلك فهو المسجد النبوي، ومن جهة الحجرة الشريفة الحجرة الشريفة والمنبر، ( ما بين بيتي ومنبري ). والمنبر الموجود اليوم موضوع في منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهي معروفة ومعلومة. نعم.
الجواب: يكفي حديث: ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ). ولا يوجد من يكره أن يكون في الجنة، فالجالس في الروضة جالس في الجنة، ولا يكره هذا أحد.
الجواب: الذي أقوله لك: إن كنت حكيماً عليماً فاجتهد في أن تقنع أهلك في أنك مهاجر في المدينة حتى لا تخرج منها، فإذا قالوا لك: هنيئاً لك وبارك الله في ذلك هنأت وجلست، وإن قالوا: لا فلابد من إتيانك فائتهم.
الجواب: البدع إحداث المنكر، فالذي يفتح صالوناً لحلاقة وجوه الرجال قد أحدث حدثاً، أو استوديو للتصوير قد أحدث حدثاً، والذي يدعو للفجور والعهر في المدينة وكشف الوجوه قد أحدث شر حدث، والذي يبني بنكاً ويدعو إليه أحدث شر حدث، وهكذا، فالحدث: ما يخالف رضا الله ورسوله، فكل عمل يغضب الله ويبغضه الله فهو حرام وهو حدث، وهكذا.
الجواب: نقول: لو أصلحوا حالهم فلن يؤجروا بيتاً إلا لمؤمن صالح في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما مؤمن فاسق فاجر مشكوك في إيمانه فلا يؤجر له.
الجواب: إي نعم، لقد حرم رسول الله المدينة كما حرم إبراهيم مكة، فلا يحل لمؤمن أبداً أن يؤوي كافراً في المدينة أبداً ويعيش في المدينة معه، هذه دار هجرة، لكن الزائر والذي يطلب العلاج والطب وأموراً سريعة فلا بأس، أما الإقامة فلا نسمح لكافر أن يقيم في الحرمين أبداً.
الجواب: نعم. من تاب تاب الله عليه، ويجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يتوب ولو من الصغائر فضلاً عن الكبائر، ومن تاب وبكى بين يدي الله واستغفره وعزم ألا يعود إلى ذلك الإثم غفر الله له وقبله.
الجواب: اللأواء: الحر .. الفقر .. المرض .. الشدة كذلك، فإذا كانت المدينة ذات حرارة لا يطيقون البقاء فيها فيصبرون عليها، وإذا كان فيها فقر فيصبرون على الفقر، وهكذا الشدة واللأواء والفقر والحاجة والمرض، فالمريض تكاد الحمى فيها لا تفارقه، ومع هذا صبروا وثبتوا.
الجواب: هو يقول وأهل العلم يقولون، الحديث فيه ضعف في سنده، والعمل به ممدوح، فمن استطاع أن يصلي في المدينة ألف صلاة وليس أربعين صلاة فقط، فقط الحديث فيه ضعف، وليس كل حديث فيه ضعف يلغى ويرفض، وخاصة في فضائل الأعمال، وهذا ليس حديثاً في العقيدة يثبتها وينفيها، هذا في فضائل الأعمال، والحديث الضعيف كالقوي في الأعمال الصالحات يعمل به ولا حرج، وأصح من هذا حديث: ( من صلى في جماعة أربعين يوماً لا تفوته صلاة كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب ). أربعين يوماً. نعم.
مداخلة: ذكرتم في حديث: أربعين صلاة أنه رواه أحمد ، وقال المنذري : رواته رواة الصحيح، ورواه الطبراني والترمذي بلفظ آخر.
الشيخ: وفي هذا السند ضعف. نعم.
الجواب: نعم؛ لأنه ما قال: الصلاة في مسجدي بألف صلاة، فتكون الصلاة المعهودة الفريضة، وإنما قال: ( صلاة) نكرة، أية صلاة، سواء صلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء، النافلة أو السنة؛ إذ كلها صلاة.
الجواب: التوسعة يكفينا فيها قول عمر : لو بلغ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم صنعاء لكان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمسجد كان صغيراً ووسعه الصحابة والتابعون، وزادته الحكومة أبقى الله أهلها صالحين، فقد وصلوا به إلى نهاية المدينة، والمدينة هي هذه التي نحن فيها. اللهم اجز خادم الحرمين خيراً، اللهم اجزه خيراً، اللهم بارك فيه، اللهم احفظه، اللهم اشفه، اللهم احفظ أولاده وانصرهم وأيدهم يا رب العالمين! إذ رأينا من إفضالاتك عليهم ما لا يطاق. فلن يبني أحد هذا المسجد، ووالله لو اجتمع العالم الإسلامي ما بنوا هذا البناء، فهم يأخذون الأموال من الناس ولا يبنون.
الجواب: البقيع نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النساء عنه، فلا تمش بامرأتك إلى البقيع، وكذلك إلى شهداء أحد لا تمش مع امرأتك، لكن امش معها إلى قباء فقط ولا بأس، فتصلي معك في قباء، أما شهداء أحد لا تمشي إلى شهداء أحد.
الجواب: قال السائل: لقد قلت في تفسيرك نهر الخير عن النبي صلى الله عليه وسلم عن مالك إمام دار الهجرة: من سب أبا بكر وعمر أدب - يؤدب بالعصا، بالسجن، كما يرى الحاكم أن يؤدبه- ومن سب عائشة فقد كفر؛ لأنه إذا قال: عائشة زنت فمعناه: أنه نسب الدياثة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن قال: زنت فمعناه: أنه كذب الله تعالى فيما نفاه عنها في ثلاث وثلاثين آية، فالمراد: من سب عائشة بهذه التهمة كفر؛ لأن الله برأها في ثلاثة وثلاثين آية، فقد برأها من تلك الفتنة وذلك الاتهام الباطل، فالذي ما زال يقول: عائشة زنت فهو والله كافر ولو صام وصلى الدهر كله. قال مالك إمام الأئمة: من سب أبا بكر وعمر يؤدب؛ لأنه لا يجوز سبهما، ولكن من سب عائشة كفر؛ لأنه كذب الله تعالى.
الجواب: ليس في هذا شيء، إذا كان يملك الأشجار في بستانه فليفعل بها ما يشاء.
الجواب: هذا أحد أهل العلم قال: إن الذين يجمعون بين الأيام البيض والستة الأيام محتالين على الله! هم صاموا لله ولم يصوموا لغيره، بدل أن يصوموا الستة من أول الشهر أو آخر الشهر أو وسط الشهر من الحكمة أن يضموا الثلاثة الأيام معها، وهذه حيلة مشروعة محبوبة محمودة، وهي ليست من الحيل على الله عز وجل، بل هي من الحيل على النفس. فقوله: احتلتم على الله كذب فيه وما صدق في هذا.
الجواب: إي نعم، بيع السجائر والتدخين في دكاكين المدينة حرام، وصاحبه أحدث في المدينة حدثاً، والذي يبيع الصحون الهوائية وينشرها في المدينة والله لقد أحدث حدثاً في المدينة، ويا ويلهم! لا تقبل لهم صلاة لا فريضة ولا نافلة، ( من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل )، أي: لا فرض ولا نفل. وقلنا لهم قبل يومين: أغلق هذا الدكان، عجل، لم تبق يا صاحب البنك! حوله إلى مصرف إسلامي، قل: مصرفاً إسلامياً؛ لتنجو وتدخل الجنة، ولكن المصرون جزاؤهم عند الله.
الجواب: أهل السنة والجماعة لا يستنجون إلا من الغائط والبول، وبلغنا أن جماعة الأباضية يستنجون من الريح، فالريح ليس فيه شيء، فإذا خلف الريح أثراً وخرج معه شيء فاستنج ولا حرج.
الجواب: إذا كانت في بيتها بين أخواتها وبناتها ورفعت صوتها فلا حرج، وإذا كان في البيت ضيوف أو جيران يسمعون فلا يجوز؛ لأن قراءة القرآن كصوتها في الكلام، فلا ترفع صوتها إلا إذا كانت وحدها آمنة من أن يسمعها أجنبي.
الجواب: بينا غير ما مرة أن سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر في الصلاة نافلة أو فريضة، وعلى هذا الأئمة الأربعة، والأحاديث واضحة صريحة في الموطأ وفي غيرها. فالسدل هكذا مخالف للسنة، والرسول صلى الله عليه وسلم مر برجل في المسجد وضع يده اليسرى فوق اليمنى فأخذ اليسرى ووضعها تحت اليمنى. وحديث الموطأ يقول: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ). ووضع اليمين على اليسار فوق الصدر في الصلاة هذه سنة الأنبياء عامة من نوح إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
مداخلة: هذا الحديث فيه عبد الكريم بن أبي المخارق ، وقد ضعفه كثير من العلماء، ونقل ابن عبد البر على ضعفه.
ولكن إذا ضعفوا حديث الموطأ فـأبو حنيفة الإمام الأعظم يقول به، وكذلك الإمام الشافعي تلميذ مالك يقول به، وكذلك الإمام أحمد تلميذ الشافعي يقول به، فلا نترك جماعة العلماء ونأخذ بقول واحد، هذا لا يقوله أحد.
الجواب: الذين أمنهم الرسول وأمنوا الرسول وبقوا في المدينة كانوا آمنين موجودين حتى توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى تولى عمر وأجلى من الجزيرة كل مشرك وكافر من يهود ونصارى.
الجواب: لا، إنما يجب الغسل إذا غاب رأس ذكره في فرجها، فالرأس فقط إذا غاب في الفرج وجب الغسل ولو لم يمنِ.
ثانياً: إذا أمنى ولو ما أولج وجب عليه الغسل لخروج المني.
الجواب: نعم، يصلى عليه، وإن شاء الله لا يخلد في النار.
مداخلة: هذه الحادثة فضيلة الشيخ! تحصل كثيراً لمن عنده مس من الجان، فكثيراً منهم يحرقون أنفسهم ويتشهدون قبل الموت؟
الشيخ: لا يعذر أحد في قتل نفسه أبداً، فلأن يصلب أو يقطع أهون من أن يرضى هو أن يحرق نفسه أو يقتل نفسه، وقتل النفس من كبائر الذنوب، وصاحبه لا ينجو، إلا أن هذا لما ابتلي وبعد ذلك أعلن عن الشهادة ومات وهو يشهد أن لا إله إلا الله نرجو له ألا يخلد في النار.
مداخلة: يقول السائل: هل الذي معه مس أو سحر؟
الشيخ: معه مس أو سحر أو جنون، إذا كان صاحب الجنون فاقد العقل ورمى بنفسه في البحر أو من حائط أو من جدار فهو معذور؛ لأنه لا عقل له، ولكن قضية السحر لا علاقة لها، وإنما فقط فاقد العقل لجنون إذا قتل نفسه وهو لا يدري فهو معفو عنه، ففاقد العقل ليس بمكلف، وهو لا يثاب ولا يؤجر، ولا يعاقب ولا يأثم.
الجواب: نعم ينقض الوضوء، ( من أفضى منكم بيده إلى فرجه فليتوضأ ). سواء قصد اللذة أو لم يقصدها، وجدها أو لم يجدها، إذا كان وضع كفه على ذكره، وأما ظاهر اليد فلا بأس به، فإذا أخذ ذكره ومسه بيده انتقض وضوءه.
الجواب: المقصود من هذا: طلب العلم الشرعي؛ ليعرف الله ويعبده بما شرع، لكن إن فرضنا أن مؤمناً أراد أن يطلب طباً لصالح المسلمين، لا للمال ولا للدنيا، ولكن لصالح المسلمين كالطب أو الصناعة نرجو أن يكون كذلك.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (126) للشيخ : أبوبكر الجزائري
https://audio.islamweb.net